اعترافات دراوين بالجهل فى أصل الأنواع:
فى الكثير من فصول الكتاب يقر داروين بجهله وجهل علماء الأحياء فى نشأة الأنواع وذلك بقوله
"ويجب ألا يشعر أحد بالدهشة من القدر الكثير الذى ما زال غير مفهوم فيما يتعلق بنشأة الأنواع والضروب الحية إذا ما سمح بالتالى جهلنا الشديد فيما يتعلق بالعلاقات المشتركة التى ذكر الكثير من الكائنات التى تعيش حولنا فمن منا يستطيع أن يفسر لماذا يرعى أحد الأنواع على نطاق واسع ومع ذلك فأعداده كبيرة ولماذا ينحصر رعى نوع أخر متقارب فى نطاق ضيق ولكننا نجده نادر الوجود"ص59
ويعترف داروين أنه هو وغيره لا يعرفون حقا حتى هل الأنواع الداجنة من الحيوانات كان لها أصل واحد أو أكثر وذلك بقوله:"عند محاولة تقدير كمية الفروق فى التركيب ذكر الأعراق الداجنة القريبة من بعضها سرعان ما نجد أنفسنا فى دائرة من الشك وذلك لعدم معرفتنا إذا ما كانت قد نشأت من واحد أو أكثر من الأنواع الأبوية ص74ويكرر نفس الاعتراف مقرا باستحالة معرفة هل نشأت الأنواع الداجنة من نوع واحد أو أكثر وذلك بقوله:"أما فيما يخص معظم حيواناتنا ونباتاتنا المدجنة منذ القدم فإنه من المستحيل أن نصل إلى قرار محدد فيما لو كانت نشأتها نابعة من نوع واحد أم من العديد من ص75 الأنواع الوحشية ص76
ويعلن جهله هو والآخرين بقوانين الوراثة فى الأنواع وذلك بقوله :
"القوانين التى تتحكم فى الوراثة هى فى معظمها مجهولة ولا يوجد أحد يستطيع أن يفسر لماذا فى بعض الأحيان يجرى توارث نفس الخاصية فى أفراد مختلفين ص70
وهو يقر أنه من النادر جدا إثبات إتحاد الأنواع أو الضروب فى المنشأ وذلك بقوله:
"وبشكل عام فإن المصطلح يتضمن العنصر المجهول من عمل سحيق القدم للخليقة ومصطلح ضرب متساو تقريبا فى صعوبة التعريف ولكنه فى هذا المقام فإن الاتحاد فى المنشأ هو المعنى المفهوم ضمنا على وجه العموم مع أنه من النادر التمكن من إثباته ص110
ويؤكد داروين جهله وسواه فى أسباب زيادة كل نوع أو نقصه حتى النوع البشرى نفسه لكونها أسباب غامضة وذلك بقوله:
"الأسباب التى تكبح الميل الطبيعى الموجود لدى كل نوع للزيادة غامضة على أقصى حد انظر إلى أكثر الأنواع نشاطا فبقدر احتشادها بالأعداد بقدر ميلها على الزيادة بشكل أكثر ونحن لا نعرف بالضبط ما الضوابط التى تتحكم فى ذلك حتى فى حالة واحدة ولن يسبب هذا دهشة لأى إنسان يقلب الفكر فى مدى جهلنا فى هذا الموضوع حتى ولو كان يتعلق بالجنس البشرى بالرغم من أن المعلومات المتوافرة عنه أفضل بدون وجه للمقارنة من أى حيوان آخر ص143
ويؤكد داروين جهله هو وغيره فى موضوع العلاقات المتبادلة لجميع الكائنات العضوية وذلك بقوله:
"وهكذا فإنه من المستحسن أن نحاول فى الخيال أن نعطى لنوع ما ميزة على الآخر ومن المحتمل أننا لن نعرف من خلال مثال واحد ماذا نفعل ويجب أن يقنعنا هذا بجهلنا فى موضوع العلاقات المتبادلة لجميع الكائنات العضوية وهو اقتناع ضرورى ص157
ويعترف مرة أخرى أن التقدير فى النقاط الصغيرة للاختلاف ذكر الأنواع هو تقدير حسب جهله وهو غيره وذلك بقوله:
وعند النظر إلى العديد من النقاط الصغيرة للاختلاف ذكر الأنواع التى قد تبدو غير مهمة إطلاقا إلى الحد الذى يسمح لنا به جهلنا بالتقدير فإننا يجب ألا ننسى أن المناخ والغذاء وخلافه قد أحدثا بدون شك بعض التأثير المباشر ومن الضرورى أيضا أن نضع نصب أعيينا أنه طبقا لقانون العلاقة المتبادلة فغالبا ما سوف ينتج عن ذلك شىء ذو طبيعة أبعد ما تكون عن التوقع ص167
ويؤكد أنه هو وغيره من علماء الأحياء جهلة بالسبب وراء كل تمايز معين وذلك بقوله :
"لقد تكلمت هنا فى بعض الأحيان كما لو كانت التمايزات على شيوعها وتنوعها فى الكائنات العضوية تحت تأثير التدجين وإلى درجة أقل فى تلك الكائنات الموجودة تحت تأثير الطبيعة نتيجة للمصادفة وهذا بالطبع تعبير خاطىء تماما ولكنه يفيد فى الاعتراف صراحة بجهلنا بالسبب وراء كل تمايز معين" ص230
ويعترف مرة أخرى بالجهل الكامل فى أسباب التمايز بين الأنواع أو الضروب قائلا:
" ومثل هذه الاعتبارات تجعلنى أميل إلى أن أضع ثقلا أقل على التأثير المباشر للظروف المحيطة عما أضعه على القابلية للتمايز وذلك نتيجة لأسباب نحن نجهلها تماما ص232
ويؤكد صراحة أن جهله هو وعلماء الأحياء جهل عميق جدا بقوانين التمايز كما أنه لا يوجد برهان كافى فى الموضوع قائلا:
"إن جهلنا بقوانين التمايز جهل عميق جدا فنحن لا نستطيع أن ندعى ولا حتى فى حالة واحدة من مائة حالة إمكاننا أن نحدد سبب وراء تمايز هذا أو ذاك الجزء "ص272
ويؤكد داروين بأن معظم قوانين الوراثة مجهولة وحتى العلماء عاجزين عن الرد على العديد من الأسئلة فيها وذلك بقوله:
"القوانين التى تتحكم فى الوراثة هى فى معظمها مجهولة ولا يوجد أحد يستطيع أن يفسر لماذا فى بعض الأحيان يجرى توارث نفس الخاصية فى أفراد مختلفين "ص70
ويؤكد داروين أن العلماء لا يعلمون أصل وتاريخ السلالات الداجنة وذلك بقوله:
"ويبدو أن هذه الآراء تفسر ما قد تم ملاحظته فى بعض الأحيان ألا وهو أننا بالكاد نعرف أى شىء عن الأصل أو التاريخ الخاص بأى من سلالاتنا الداجنة ولكن فى الحقيقة فإن السلالة هى مثل لهجة فى إحدى اللغات ومن الصعب أن توصف بأن لها أصل منفصل" ص102
ويعترف داروين أن أسباب زيادة كل نوع غامضة لأقصى حد وضوابط الزيادة لا يعرفها العالم وذلك بقوله :
"الأسباب التى تكبح الميل الطبيعى الموجود لدى كل نوع للزيادة غامضة إلى أقصى حد "ص143
ويؤكد أن رؤية العالم فى منافسة البقاء مجهولة ولا يمكن أن يكون العالم فيها دقيقا وذلك بقوله:
"ونحن نستطيع أن نرى على الأقل بشكل مبهم لماذا يجب أن تكون المنافسة على أشدها ذكر الأشكال المتقاربة التى تشغل تقريبا نفس المكان فى المنظومة الخاصة بالطبيعة ولكن من المحتمل أنه لا توجد حالة نستطيع أن نحدد فيها بدقة لماذا خرج أحد الأنواع منتصرا على نوع آخر فى المعركة الكبرى من أجل الحياة "ص155
ويعترف داروين بأن العلماء فى حالة جهالة زائدة عن اللزوم فيما يتعلق بالنظام الكلى الخاص بأى كائن وذلك بقوله:
"وفى المقام الأول فنحن فى حالة جهالة زائدة عن اللزوم فيما يتعلق بالنظام الكلى الخاص بأى كائن واحد من الكائنات العضوية تمنعنا من أن نقول ما التعديل "ص316
ويعترف داروين بأن ما يقوله فى الوسائل الخاصة بالتوزيع هو تخمين وذلك بقوله:
"وعندما نعلم بمرور الوقت شيئا مؤكدا عن الوسائل الخاصة بالتوزيع فإنه سوف يكون باستطاعتنا أن نخمن بشكل آمن عن الامتداد السابق لليابسة ولكنى لا أصدق أنه سوف يمكن على الإطلاق إثبات أنه فى خلال الفترة الحديثة أن معظم قاراتنا التى تنتصب الآن منفصلة عن بعضها البعض تماما قد كانت متصلة أو متحدة تقريبا بشكل متصل مع بعضها البعض ومع العديد من الجزر"ص594
إذا النظرية ليس عليها أدلة رغم شهرتها الواسعة وكلها تخمين وقد ساهمت فى ترويجها وسائل الإعلام بشكل خاطىء وجهل يدل على أن معظم من كتبوا لم يقرئوا الكتاب الأصلى وإنما قرئوا مقالات فهم كتابها النظرية خطأ ومن ثم نقل الكل عنهم الأخطاء الشائعة بيننا