التعضية:
التعضية يعنى بها الأعضاء والرجل يقول بتمايز الأعضاء ومعناه تطور بعضها بحيث يبقى التطور لمدة طويلة وذلك بقوله:
"وبهذا الشكل فإنه من الممكن لنا أن نتوقع أن يكون هذا الجزء ما زال قابلا للتمايز ولكن من الممكن أن يتكون أحد الأجزاء الجسدية بطريقة غير معتادة إلى أقصى حد مثل الجناح الخاص بخفاش ومع ذلك يكون أكثر قابلية للتمايز عن أى تركيب آخر إذا كان هذا الجزء شائعا ذكر الكثير من الأشكال الحية التابعة لهذا النوع وهذا يعنى إذا كان قد تم توارثه لفترة طويلة جدا أنه فى هذه الحالة يكون قد أصبح مستقرا عن طريق الانتقاء الطبيعى المستمر لمدة طويلة" ص756
ويؤكد داروين أن هدف تمايز وهو اختلاف الأعضاء القيام بوظائفها بقدر أعظم من الكفاءة وهو قوله:
"وأفضل تعريف قد تم وضعه على الإطلاق عن المستوى العالى للتعضية هو الدرجة التى تخصصت أو تمايزت إليها الأجزاء والانتقاء الطبيعى يهدف فى اتجاه هذه النهاية بقدر ما يمكن من أجل جعل الأجزاء قادرة على القيام بوظائفها بقدر أكبر من الكفاءة "ص350
وذكر داروين أن كل الكائنات العضوية قد تم تكوينها بناء على اثنين من القوانين العظيمة وحدة النمط وظروف البقاء فقال شارحا الاثنين:
"ومن المعترف به عامة أن جميع الكائنات العضوية قد تم تكوينها بناء على اثنين من القوانين العظيمة هما وحدة النمط وظروف البقاء والمعنى بوحدة النمط هو ذلك التوافق الجوهرى فى التركيب الذى نراه فى الكائنات العضوية التابعة لنفس الطائفة والذى هو مستقل تماما عن سلوكياتهما فى الحياة وبناء على نظريتى فإن وحدة النمط تفسر بوحدة النشأة أما التعبير الخاص بظروف البقاء الذى كثيرا ما يصر عليه العالم الشهير كوفير هو مطوق بالكامل بواسطة المبدأ الخاص بالانتقاء الطبيعى "ص333
ويعارض داروين نفسه فى الفقرة التالية فيذكر ضرورة وجود اختزال للأعضاء فى بداية الفقرة وفى نهايتها يقر أن الاختزال ليس ضروريا وذلك بقوله:
"وبهذا الشكل فأنا أومن بأن الانتقاء الطبيعى سوف يميل على المدى البعيد إلى اختزال أى جزء من التعضية بمجرد أن يصبح من خلال السلوكيات المتغيرة عديم الفائدة وذلك بدون التسبب بأى صورة من الصور لأى جزء آخر فى أن يصبح أكثر تكونا بدرجة متوازية وبالعكس من ذلك وأن الانتقاء الطبيعى قد ينجح نجاحا باهرا فى تكوين أحد الأعضاء بصورة كبيرة دون أن يحتاج كتعويض ضرورى إلى الاختزال فى أحد الأجزاء المجاورة" ص250
ويذكر داروين كون الطبيعة تختار الأعضاء المفيدة فقال:
"أما الطبيعة إذا كان مسموحا لى بأن أتصور ما هو الاحتفاظ الطبيعى أو بقاء الأصلح على قيد الحياة فلا يهمها شىء من المظاهر إلا فيما يتعلق بكونها مفيدة لأى كائن وهى تستطيع التأثير على كل عضو داخلى وعلى كل ظل من الاختلاف البدنى وعلى مجمل آليات الحياة والإنسان ينتقى فقط لما فيه مصلحته أما الطبيعة فتنتقى فقط لما فيه مصلحة الكائن الذى ترعاه "ص164
ويؤكد داروين وجود أعضاء بدون فائدة كأجنحة النعام وهى باقية بسبب الوراثة وذلك بقوله :
"وعلى الجانب الآخر فإن الأعضاء الجسدية غير المكتملة فهى إما بدون فائدة على الإطلاق مثل الأسنان التى لم تشق طريقها من خلال اللثات أو أنها تكون بدون فائدة تقريبا مثل الأجنحة الخاصة بالنعامة والتى يتم استخدامها كمجرد أشرعة ..والانتقاء الطبيعى الذى يعمل فقط عن طريق الاحتفاظ بالتعديلات المفيدة وبذلك فإن هذه الأعضاء قد تم الاحتفاظ بها بشكل جزئى عن طريق القوة الخاصة بالوراثة والارتباط بالحالة السابقة للأشياء "ص724
ويعارض داروين نفسه باختراعه مذهب المنفعة الذى يعنى أن كل نقطة فى كل عضو مخلوق لمنفعة بقوله:
"الملاحظات السابقة تقودنى إلى أن أقول بضع كلمات على الاعتراض الذى قام به أخيرا بواسطة بعض علماء التاريخ الطبيعى ضد مذهب المنفعة القائل بأن كل نقطة تفصيلية موجودة فى التركيب قد تم إنتاجها من أجل المنفعة الخاصة بالحائز عليها "ص321