خلق الأنواع من نوع واحد أم من أكثر من نوع:
رأى داروين فى كون المخلوقات نشأت من نوع واحد أم من أنواع متعددة مستقلة متعارض فهو يعرف جهله بذلك بقوله:
"عند محاولة تقدير كمية الفروق فى التركيب ذكر الأعراق الداجنة القريبة من بعضها سرعان ما نجد أنفسنا فى دائرة من الشك وذلك لعدم معرفتنا إذا ما كانت قد نشأت من واحد أو أكثر من الأنواع الأبوية" ص74
ويؤكد داروين استحالة وصول المعرفة إلى قرار فى هذه المسألة وذلك بقوله:
"أما فيما يخص معظم حيواناتنا ونباتاتنا المدجنة منذ القدم فإنه من المستحيل أن نصل إلى قرار محدد فيما لو كانت نشأتها نابعة من نوع واحد أم من العديد من ص75 الأنواع الوحشية ص76
ويعيد الرجل الإقرار بعدم معرفته بكون الأنواع الداجنة من أصل واحد من أصول متعددة وذلك بقوله :
"دعنا نتأمل قليلا فى الخطوات التى قد تم من خلالها إنتاج أعراقنا الداجنة سواء من نوع واحد أو من أنواع متقاربة"ص90
وداروين يؤكد فجأة فى مسألة الحمام أنه من نوع واحد مناقضا رأيه السابق وذلك بقوله:
"وبما أنه لدينا برهان دامغ على أن السلالات الخاصة بالحمام قد نشأت عن نوع وحشى واحد "ص713
ويعارض نفسه ومع هذا يقرر أن من المستحيل تقرير كون طوائف الحمام من نوع واحد أو أكثر وذلك بقوله:
" والأكثر من هذا أن هاتين السلالتين قد أصبحتا معدلتين بشكل كبير إلى درجة أنه إذا لم يكن لدينا أى برهان تاريخى أو برهان غير مباشر يتعلق بأصولهما فإنه سوف يكون من المستحيل أن يتم التحديد من خلال مجرد المقارنة الخاصة بتركيبهما مع التركيب الخاص بحمام الصخور إذا ما كانا قد انحدرتا عن هذا النوع أو عن شكل ذى قرابة له مثلما هو الحال مع الحمام الخمرى" ص595
وفجأة أعلن الرجل أن كل نوع حى نشأ من أب أى رأس مستقل وهو ما يعارض جهله السابق وأن هذه الحقيقة التى ستثبتها الأيام القادمة وذلك بقوله :
"وعندما يتم الاعتراف التام كما سوف يحدث فى أحد الأيام بأن كل نوع حى قد نشأ من مسقط رأس مستقل "ص594