بيان أخطاء كتاب أصل الأنواع لدارون
الكتاب تأليف تشارلز داروين وترجمة مجدى محمود المليجى والكتاب من إصدارات المشروع القومى للترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة فى مصر2004
نظرية داروين من أشهر النظريات فى عالمنا والغريب أن المهاجمين لها لا يعرفون ماذا كتب الرجل والمدافعين عنها لا يعرفون ماذا قال الرجل
المهاجمون أعلنوا ان النظرية تقول أن الإنسان أصله قرد ولم يرد ذكر هذا فى الكتاب على الإطلاق والمدافعون يعلنون أن الرجل ملحد وأن النظرية تلغى الخالق وهو أمر لا يوجد عليه برهان
الكتاب يتكون من عدة أبواب هى:
التمايز تحت تأثير التدجين
التمايز تحت تأثير الطبيعة
التنازع من أجل البقاء
الانتقاء الطبيعى
قوانين التمايز
الصعوبات الخاصة بالنظرية
اعتراضات مختلفة على نظرية الانتقاء الطبيعى
الغريزة
التنغيل
ما يتعلق بالتعاقب الجيولوجى للكائنات العضوية
التوزيع الجغرافى
الصلات العرقية المتبادلة
استرجاع وختام
وهذه العناوين مضللة لأن الرجل يتناول الجزئية الواحدة فى عدة أبواب ومن ثم لا يمكن عرض الكتاب تحت عناوين الأبواب وإنما من خلال عرض المسائل من خلال الكلام عنها فى الأبواب المختلفة وقد أقر هو بهذا فى قوله:
"وبالتالى فإنه من ضمن الأنواع التى تعيش فى أى فترة زمنية فإن القليل النادر منها هو الذى سوف يتمكن من نقل ذرارى له إلى مستقبل بعيد وأنا سوف أكون مضطرا إلى العودة إلى هذا الموضوع فى الباب الخاص بالتصنيف"ص214
استهل الرجل كلامه بأن البحث الذى يتجاوز الخمسمائة صفحة ناقص وبه أخطاء وأن المساحة الكتابية غير كافية فقال:
"وهذه الخلاصة التى أنشرها الآن بالضرورة ليست كاملة فأنا لا أستطيع أن أسرد مراجع أو استشهادات لتصريحاتى كاملة ويجب أن أطلب من القارىء بعض الثقة فى الدقة المعهودة عنى ولا شك فى أن بعض الأخطاء قد حدثت "ص56
وسوف نعرض الموضوعات الرئيسية فى الكتاب من خلال الفصول المختلفة وهى:
التمايز:
التمايز مصطلح يقصد به التطورات الطارئة على النوع والتمايز لدينا هو الاختلافات فى الأنواع أو الأشياء ويرى داروين أن التمايز سببه ظروف الحياة التى تتعرض لها الأنواع على مر العصور وذلك بقوله:
"ولكن الحقيقة الخاصة بأن التمايزات والظواهر الشاذة تحدث بمعدل أكبر بكثير تحت تأثير التدجين عنها تحت تأثير الطبيعة وأن القابلية الأكبر لتمايز الأنواع التى تتمتع بمآلف أوسع عن الأنواع التى تعيش فى مآلف محدودة تؤدى إلى الاستنتاج بأن القابلية للتمايز بشكل عام متعلقة بظروف الحياة التى قد تعرض لها كل نوع فى خلال الأجيال العديدة المتتابعة" ص230
والكلام هنا بلا برهان فلا أحد شاهد ذلك ومن ثم فلا برهان علمى على الكلام ولو كان الكلام سليما لتعرضت كل الأنواع فى المكان نفسه لنفس التمايزات لأنها عاشت فى ظروف متشابهة ومن ثم فالحصيلة غالبا إن لم تكن دائما واحدة
ويؤكد داروين أن نظريته مبينة على الايمان بأن سبب حفاظ النوع على حياته امتلاكه شىء مميز عن غيره فقال:
"النظرية الخاصة بالارتقاء الطبيعى مؤسسة على الإيمان بأن كل ضرب جديد وفى النهاية كل نوع جديد يتم إنتاجه وتتم المحافظة عليه عن طريق حيازته لميزة ما على الأشكال الحية التى يدخل معها فى منافسة ص"546
ويؤكد داروين أن نشأة التمايزات أمر لا يمكن متابعته وذلك بقوله:
"أن نضع نصب أعييننا أن شكل كل واحد منها يعتمد على علاقات معقدة لا نهائية ألا وهى على التمايزات التى قد نشأت وهى التى كانت نتيجة لأسباب متشابكة بصورة شديدة إلى درجة أنه لا يمكن متابعتها "ص221
ويؤكد داروين أن النسل المتميز هو الذى تبقى وذلك بقوله:
"فإن ما سوف يحدث بالتأكيد أن الأفراد التى سوف تتميز بهذا الشكل سوف يكون لديها فرصة لكى يتم الاحتفاظ بها فى أثناء التنازع من أجل الحياة ونتيجة لهذا المبدأ القوى الخاصة بالوراثة فإن الكائنات هى التى سوف تميل إلى إنتاج ذرية متميزة بنفس الطريقة "ص224
وكلامه يكذبه الحادث فى حياتنا فأولاد المريض أو صاحب الإعاقات يتناسلون ويكون منهم الأصحاء كأولاد الصحيح وأولاد الصحيح يكون منهم الصحيح والمريض
الانتقاء الطبيعى:
الانتقاء أو الارتقاء الطبيعى كلمات استخدمها داروين للتعبير عن نظريته وقد بناه عن طريق واحد هو حيازة النوع لميزة ما على الأنواع الحية الأخرى التى يدخل معها فى تنافس فقال:
"النظرية الخاصة بالارتقاء الطبيعى مؤسسة على الإيمان بأن كل ضرب جديد وفى النهاية كل نوع جديد يتم إنتاجه وتتم المحافظة عليه عن طريق حيازته لميزة ما على الأشكال الحية التى يدخل معها فى منافسة" ص546
وقد عارض داروين نفسه فجعل التمييز له وسائل مختلفة منها الانتقاء الطبيعى فقال:
"لأى نوع معين ما هى إلا سلائل لهذا النوع والأكثر من هذا فأنا مقتنع بأن الانتقاء الطبيعى قد كان الوسيلة الأكثر أهمية ولكنه ليس الوسيلة الوحيدة للتعديل" ص60
وذكر داروين أن البشر فهموا الانتقاء الطبيعى خطأ فقال :
"العديد من الكتاب قد أخطئوا الفهم أو اعترضوا على مصطلح الانتقاء الطبيعى " ص161
وذكر داروين أن الانتقاء مصطلح كاذب مزيف فقال :
"وحتى إن الجدال قد تطرق على أنه بما أن النباتات ليس لديها إرادة فإن الانتقاء الطبيعى غير قابل للتطبيق عليها ولا شك فى أن الانتقاء الطبيعى مصطلح زائف "ص161
كما ذكر داروين أن الانتقاء تعبير خيالى وليس حقيقى فقال:
"وقد سبق أن قيل إنى أتحدث عن الانتقاء الطبيعى وكأنه قوة فعالة أو إله ولكن من الذى يقوم بالاعتراض على مؤلف يتحدث عن التقارب بالجاذبية على أساس أنه المسيطر على حركات الكواكب كل إنسان يعلم ما الذى يعنيه أو ما الذى ينطوى عليه استخدام مثل هذه التعبيرات المجازية وهذه التعبيرات غالبا ما تكون ضرورية بغرض الإيجاز "ص161
ويؤكد داروين على استحالة العثور على حالة واحدة لتركيب واحد يثبت التعديل الذى أحدثه الانتقاء المفترى وذلك بقوله:
"وما لا يستطيع الانتقاء الطبيعى القيام به هو أن يقوم بتعديل التركيب الخاص بنوع واحد بدون منحه أى ميزة لصالح نوع أخر ومع أن التصريحات التى بهذا المعنى من الممكن العثور عليها فى أعمال التاريخ الطبيعى إلا أننا لا نستطيع أن نعثر على حالة واحدة قد تحتمل الاستقصاء "ص168
ويؤكد داروين على وجود اعتراضات كثيرة على الانتقاء وذلك بقوله:
"وأنا على يقين تام من أن هذا المبدأ الخاص بالانتقاء الطبيعى ممثلا فى الحالات المتخيلة السابقة يكون عرضة إلى الاعتراضات نفسها التى تم تقديمها فى أول الأمر ضد ألآراء القيمة التى تقدم بها السير تشارلز لايل عن التغيرات الحديثة للأرض ولكننا من النادر أن نسمع الآن عن العوامل التى نرى أنها ما زالت منكبة على العمل والتى يجرى الحديث عنها على أساس أنها تافهة وغير ذات أهمية عندما تستخدم فى تفسير الحفريات التى تجرى "ص181
ويذكر داروين قول جديد وهو أن الأنواع الحديثة تعمل على فناء الأنواع القديمة وذلك بقوله:
"ونتيجة لكل هذه الاعتبارات المختلفة فأنا اعتقد انه لا مفر من أن تكون نتيجة ذلك أنه ما دامت هناك أنواع جديدة يجرى تكوينها على مر الزمن من خلال الانتقاء الطبيعى فإن أنواعا أخرى سوف تصبح أندر فأندر وفى النهاية سوف تنقرض"ص 197
ومع هذا يرجع داروين للتأكيد على وقوع الانقراض مستقبلا كما وقع فى القديم وهو تعارض قالته الفقرة التالية:
"وبالنظر إلى المستقبل فإنه من الممكن لنا أن نتنبأ بأن المجموعات الخاصة بالكائنات العضوية التى هى الآن كبيرة ومنتصرة والتى هى الأقل فى التفكك وهذا يعنى تلك المجموعات التى قد عانت إلى الآن من أقل قدر من الانقراض سوف تستمر لمدة طويلة فى الزيادة ولكن فيما يتعلق بما المجموعات التى تسود فى النهاية فإن ذلك شىء لا يمكن أن يتنبأ به أحد وذلك لأننا نعلم أن الكثير من المجموعات التى كانت على درجة عالية من التكوين قد أصبحت منقرضة الآن وبالنظر على المستقبل بدرجة أكبر فإنه من المحتمل أن نتنبأ بأنه نتيجة للزيادة المستمرة والمنتظمة للمجموعات الكبرى فإن عددا كبيرا من المجموعات الصغرى سوف تصبح منقرضة تماما ولا تترك خلفها أى ذرارى معدلة "ص214
ويذكر داروين أن الأنواع تزداد فى الانتقاء فقال:
"والأنواع الجديدة فى رسمنا البيانى التى انحدرت من الأنواع الأحد عشر الأصلية سوف تصبح الآن خمسة عشر فى العدد "ص211
ووضح داروين أن الأنواع فيها صفات عرقية وصفات نوعية فقال:
"لتوضيح الحالة بشكل أخر النقاط التى تتماثل فيها جميع الأنواع التابعة لإحدى الطبقات والتى تختلف فيها عن الطبقات ذات القربى ببعضها البعض يطلق عليها صفات ص257 عرقية وهذه الصفات من الممكن أن تعزى إلى الوراثة من سلف أبوى مشترك وذلك لأنه من النادر أن يكون ما حدث أن الانتقاء الطبيعى سوف يكون قد قام بتعديل أنواع عديدة مختلفة متباعدة عن بعضها ومعدة تقريبا من أجل سلوكيات متباعدة الاختلاف بنفس الطريقة تماما وبما أن هذه الصفات التى يطلق عليها أنها صفات عرقية قد تمت وراثتها من وقت سابق للفترة التى تفرعت فيها الأنواع المختلفة لأول مرة من سلفها الأبوى المشترك وبالتالى فإنها لم تتمايز أو يحدث بينها اختلاف إلى أى درجة أو إلى درجة بسيطة فقط فإنه ليس من المحتمل أنها سوف تتمايز فى الوقت الحاضر وعلى الجانب الأخر فإن النقاط التى تختلف فيها الأنواع عن الأنواع الأخرى التابعة لنفس الطبقة تسمى صفات نوعية " ص258
داروين يؤكد فى الفقرة على وجود سلف أبوى مشترك لبعض الأنواع وهى مقولة بلا برهان باعترافات داروين بأن عملية التطور بطيئة جدا لا يشاهدها أحد وبأن العثور على حفريات تؤكد هذه النظرية مستحيل
ويفند داروين مقولة الطفرة التى تعنى التطور المفاجىء وذلك بقوله:
"نفهم بوضوح لماذا لا يجب على الطبيعة فعل ذلك وذلك لأن الانتقاء الطبيعى يعمل فقط عن طريق انتهاز الفرصة الموجودة فى التمايزات البسيطة المتتابعة فالطبيعة لا تستطيع على الإطلاق أن تأخذ قفزة هائلة مفاجئة ولكن يتحتم عليها ان تتقدم بواسطة خطوات قصيرة وثابتة ولو أنها بطيئة" ص316
ويؤكد داروين من خلال كلامه عن الغرائز على أن ما ذكره من حقائق فى الباب لا يقوى نظريته كما أن الاعتراضات والتساؤلات الصعبة لا تهدم النظرية رغم اقراراته بجهله وذلك بقوله:
"لقد حاولت فى هذا الباب أن أذكر باختصار أن الخواص العقلية الخاصة بحيواناتنا الداجنة تتمايز وأن هذه التمايزات يتم وراثتها وباختصار أكثر فقد حاولت أن أذكر أن الغرائز تختلف قليلا فى البيئة الطبيعية ولن ينكر أحد أن الغرائز شىء فى غاية الأهمية لكل حيوان وبالتالى فإنه لا توجد أى صعوبة حقيقية تحت تأثير ظروف الحياة المتغيرة فى أن يقوم الانتقاء الطبيعى بالتكديس على أى مدى للتغييرات البسيطة فى الغريزة التى قد تكون مفيدة بأى طريقة وفى الكثير من الحالات فإنه من المحتمل أن تكون للعادة أو الاستخدام وعدم الاستخدام أدوار تلعبها وأنا لا أدعى أن الحقائق التى وردت فى هذا الباب قد تعزز بأى درجة كبيرة نظريتى ولكن بناء على أقصى قدرتى على الحكم فلن تهدمها أى من الصعوبات التى واجهتها وعلى الجانب الآخر فإن حقيقة أن الغرائز ليست دائما تامة الكمال وأنها قابلة للأخطاء " ص444
ويوضح داروين أن أكبر اعتراض خطير على نظريته هو عدم العثور على الحلقات المتوسطة فى طبقات الأرض وذلك بقوله :
"ومع ذلك فإن السبب الأساسى لعدم وجود حلقات متوسطة لا حصر لها فى كل مكان فى جميع أنحاء الطبيعة يعتمد على عملية الانتقاء الطبيعى بذاتها والتى من خلالها تأخذ الضروب الجديدة بشكل مستمر الأماكن الخاصة وتحل محل أشكالها الحية الأبوية ... وربما كان هو أكثر اعتراض واضح وخطير من الممكن أن يوضع فى مجال المجادلة ضد النظرية وأنا أعتقد أن التفسير لذلك يقع فى النقص البالغ فى السجل الجيولوجى "ص494
ويعارض الرجل نفسه بكلامه عن الحلقات الوسيطة التى تعنى أنواع خلقت من أنواع أخرى فيأتى بقول جديد وهى وجود جد أعلى مشترك للأنواع وليس عدة جدود وذلك بقوله:
"والشىء غير القابل للتفسير بناء على النظرية الخاصة بالخلق هو لماذا يكون أحد الأجزاء الجسدية الذى قد تم تكوينه بطريقة غير عادية جدا فى نوع واحد فقط تابع لإحدى الطبقات وبهذا الشكل وكما قد نستنتجه بالطبع فإنه سوف يكون ذو أهمية عظيمة لهذا النوع هو عرضة بشكل بارز ص755للتمايز ولكن بناء على وجهة نظرنا فإن هذا الجزء قد كان خاضعا منذ أن تفرعت الأنواع العديدة عن الجد الأعلى المشترك لكمية غير عادية من القابلية للتمايز والتعديل " ص756
السجل الجيولوجى:
السجل الجيولوجى هو طبقات الأرض المتتابعة وما تضمه من بقايا الدفن سواء كان دفنا متعمدا كدفن الغراب أمواته أو دفنا غير متعمد عن طريق تأثيرات طارئة فى الغالب كالزلازل والبراكين
والسجل المفترى هو قولة كاذبة تتعارض مع الواقع فالطبقات لا يمكن أن تكون متتابعة تدريجيا مع وجود الزلازل التى كثيرا ما تخلط الطبقات بسبب الانكسارات والتصدعات التى تنتقل خلال مكونات الطبقات من أعلى لأسفل أو من أسفل لأعلى وأيضا نجد الانهيارات الأرضية والجليدية تجر ما فى الأعلى للأسفل أو غير ذاك وأيضا الأمواج الطاغية التى تسمى التسونامى تدفع ما فى داخل البحار للتواجد فى طبقات الأرض العليا
وداروين يعترف بأن السجل الأحفورى سجل ناقص متقطع إلى أقصى درجة وذلك بقوله :
" وبالتالى فإن البرهان على وجودهما السابق من الممكن العثور عليه فقط ذكر البقايا الأحفورية التى نجدها محفوظة كما سوف نحاول أن نظهره فى باب قادم فى شكل سجل منقوص متقطع إلى أقصى حد" ص283
ويكرر داروين اقراره بنقص السجل وتقطعه وهو ما يمثل هدما لنظريته والنظريات الأخرى وذلك بقوله:
" وإذا كان هذا السجل بمثل هذا التقطع الذى يؤكده بقوة العديد من علماء الجيولوجيا فلا يوجد شىء غريب فى ظهور أشكال جديدة من الكائنات الحية تبدو وكأنها قد تكونت فجأة "ص391
ويعترف داروين بأن أعظم اعتراض ضد النظرية هو النقص البالغ فى السجل وذلك بقوله:
" إن علم طبقات الأرض بالتأكيد لا يفصح عن أى شىء على شاكلة تلك السلسلة العضوية الدقيقة التدريج وربما كان هو أكثر اعتراض واضح وخطير من الممكن أن يوضع فى مجال المجادلة ضد النظرية وأنا أعتقد أن التفسير لذلك يقع فى النقص البالغ فى السجل الجيولوجى" ص494
ويؤكد مرة أخرى على أن السجل ناقص ليس به سوى جزء صغير هو الموجود وذلك بقوله:
لقد حاولت أن أذكر السجل الجيولوجى غير مكتمل إلى أقصى حد وأن جزءا صغيرا فقط من الكرة الأرضية هو الذى قد تم استكشافه بدقة "ص575
ويذكر داروين وجود صعوبات تمنع الناس من الوصول للقرار الصحيح فى مسألة الانقراض لنوع محدد بسبب الجهل بباقى مناطق العالم وذلك بقوله
"ولكن كما يبدو لى فإن هناك بعض الصعوبات التى لا تقهر تمنعنا من الوصول إلى أى قرار صحيح يتعلق بهذا الموضوع "ص513
البقاء للأصلح:
يعنى البقاء للأصلح أن الأكثر تميزا هو من يعيش أطول فترة وهو كلام يكذبه الواقع فالبقاء هو بسبب الأعمار وليس بالصلاحية والبرهان حياة بعض ذوى الاعاقات من كل الأنواع كثيرا أكثر من الأصحاء والعجيب أن بعض المرضى يعيشون أكثر من الأصحاء خاصة فى النوع البشرى
وقد بين داروين أن البقاء للأصلح يعنى صراع على البقاء فقال:
" وبما أنه التالى هناك صراع يتكرر كثيرا من أجل البقاء فالذى يحدث بعد ذلك هو لو أن أى كائن تمايز بأى قدر بسيط وبأى وسيلة مفيدة له تحت تأثير ظروف الحياة المعقدة والكثيرة التغيير فسوف تكون له فرصة للاستمرار فى الحياة وبالتالى سوف يتم انتقاؤه طبيعيا وبناء على المبدأ القوى للوراثة فإن أى ضرب منتقى سيميل إلى الإكثار من شكله الجديد والمعدل" ص58
فى الفقرة السابقة أكد على أن سبب البقاء هو التمايز بأى قدر بسيط على الغير وهو ما عارضه بأن الأنواع الداجنة تكتسب وتخسر الصفات المميزة ولكنها تبقى موجودة بقوله:
"وإذا كان من الممكن إظهار أن أنواعنا الداجنة قد أبدت قابلية كبيرة للارتداد أى أن تفقد صفاتها المكتسبة أثناء بقاءها تحت نفس الظروف وأثناء الحفاظ عليها فى مجموعة كافية لعدد تمكنها من التهجين فيما بينها على نطاق واسع مما قد يحد عن طريق التمازج فيما بينها من أى انحراف بسيط قد يحدث فى تركيبها "ص73
ويذكر أن الشذوذ صفة مميزة فى بعض المخلوقات ومع هذا تضيع تلك الصفة وتتوفى حاملاتها وذلك بقوله:
"فإن بعض الخنازير قد تولد أحيانا ولها ما يشابه الخرطوم وإذا ما امتلك بشكل طبيعى أى نوع وحشى تابع لنفس الطبقة خرطوما فقد يكون هذا مجالا للجدال فيما إذا كان هذا الخرطوم قد ظهر كإحدى الظواهر الشاذة فى الخلقة ولكنى لم أوفق إلى الآن بالرغم من البحث الجاد فى العثور على حالات من الشذوذ فى الخلقة تشابه التراكيب الطبيعية فى الأشكال الحية المتقاربة بشكل حميم " ص111
ويهدم داروين بقاء المتميز ببقاء نبات كالهدال الذى لا يملك أى ميزة لأن بقاءه ليس مبنيا على صفاته هو ولكنه مبنى على عمل سواه وهو الطيور فقال:
"وبما أن نبات الهدال يتم انتشاره بواسطة الطيور فإن بقاءه على قيد الحياة يعتمد عليها "ص139
ووضح داروين أن الانتقاء الطبيعى أن الطبيعة تبقى على الأعضاء المفيدة للكائنات الحية فقال :
"أما الطبيعة إذا كان مسموحا لى بأن أتصور ما هو الاحتفاظ الطبيعى أو بقاء الأصلح على قيد الحياة فلا يهمها شىء من المظاهر إلا فيما يتعلق بكونها مفيدة لأى كائن وهى تستطيع التأثير على كل عضو داخلى وعلى كل ظل من الاختلاف البدنى وعلى مجمل آليات الحياة والإنسان ينتقى فقط لما فيه مصلحته أما الطبيعة فتنتقى فقط لما فيه مصلحة الكائن الذى ترعاه وهى تتعامل بالكامل مع كل صفة منتقاة كما تقتضيه الواقعية الخاصة باختيار هذه الصفات والإنسان يربى مستوطنين معتادين على أجواء عديدة فى نفس القطر ومن النادر أن يتعامل مع كل صفة منتقاة ببعض الطرق الخاصة والمناسبة ص164
ويعارض داروين نفسه فيجعل الانتقاء أن الكائنات سوف تميل إلى إنتاج ذرية متميزة بنفس الكيفية وليس الطبيعة بقوله:
" فإن ما سوف يحدث بالتأكيد أن الأفراد التى سوف تتميز بهذا الشكل سوف يكون لديها فرصة لكى يتم الاحتفاظ بها فى أثناء التنازع من أجل الحياة ونتيجة لهذا المبدأ القوى الخاصة بالوراثة فإن الكائنات هى التى سوف تميل إلى إنتاج ذرية متميزة بنفس الطريقة وهذا المبدأ الخاص بالحفاظ أو البقاء للأصلح فأنا قد أطلقت عليه الانتقاء الطبيعى "ص224
وينقض داروين عقيدته بأن الكائنات هى التى تقوم بعملية الانتقاء بأنه لا يملك دليلا على هذا فى قوله:
"بالرغم من أننا لا نمتلك دليلا جيدا على تواجد نزعة فطرية فى الكائنات العضوية تجاه النشوء الارتقائى إلا أن هذا يتواصل بالضرورة" ص350
ويعارض داروين نفسه فيعرف الانتقاء أن كل كائن عضوى فى حالة عمل مستمر للزيادة فى العدد بقوله:
" والإنسان الذى يؤمن بالتصارع من أجل البقاء وفى مبدأ الانتقاء الطبيعى سوف يسلم بصحة أن كل كائن عضوى هو فى حالة سعى دائم للزيادة فى العدد "ص293
ويحدد داروين أسباب الانتقاء بأنها التكيفات والوراثة بقوله:
" وذلك لأن الانتقاء الطبيعى يعمل إما عن طريق التكييف الحالى للأجزاء المتمايزة فى كل كائن على ظروف الحياة العضوية وغير العضوية الخاصة به أو عن طريق القيام بتكييفهما فى أثناء العهود السابقة من الزمان وهذه التكيفات قد تمت مساعدتها فى الكثير من الحالات بواسطة الزيادة فى الاستخدام أو عدم الاستخدام الجسدى وبكونها قد تأثرت بالمفعول المباشر الخاص بالظروف الخارجية للحياة وتعرضت فى جميع الحالات إلى القوانين الجديدة المختلفة الخاصة بالنمو وبالتمايز ومن ثم فإن القانون الخاص بالظروف الخاصة بالبقاء هو القانون الأعلى وذلك لأنه يتضمن من خلال الوراثة للتمايزات السابقة والتكيفات هذا القانون الخاص بوحدة النمط "ص333
وفى فقرة سواها يعارض داروين ما قاله سابقا فيجعل السبب عنصر النشأة وهو التشعب فى الطابع الموجود فى الذرارى الناتجة عن أى نوع أبوى واحد بقوله:
"وأخيرا فقد رأينا أن الانتقاء الطبيعى الذى ينتج عن الصراع من أجل البقاء والذى يقود بشكل حتمى تقريبا إلى الانقراض وإلى التشعب فى الطابع الموجود فى الذرارى الناتجة عن أى نوع أبوى واحد يفسر تلك الصفة العظيمة والواسعة الانتشار الموجودة فى الصلات العرقية الخاصة بجميع الكائنات الحية وبالتحديد اخضاعها إلى الترتيب فى مجموعات تابعة لمجموعات "ص692
وفى فقرة تالية ذكر أن السبب هو قوى الوراثة فقال:
"فإن ما سوف يحدث بالتأكيد أن الأفراد التى سوف تتميز بهذا الشكل سوف يكون لديها فرصة لكى يتم الاحتفاظ بها فى أثناء التنازع من أجل الحياة ونتيجة لهذا المبدأ القوى الخاصة بالوراثة فإن الكائنات هى التى سوف تميل إلى إنتاج ذرية متميزة بنفس الطريقة "ص224
التعضية:
التعضية يعنى بها الأعضاء والرجل يقول بتمايز الأعضاء ومعناه تطور بعضها بحيث يبقى التطور لمدة طويلة وذلك بقوله:
"وبهذا الشكل فإنه من الممكن لنا أن نتوقع أن يكون هذا الجزء ما زال قابلا للتمايز ولكن من الممكن أن يتكون أحد الأجزاء الجسدية بطريقة غير معتادة إلى أقصى حد مثل الجناح الخاص بخفاش ومع ذلك يكون أكثر قابلية للتمايز عن أى تركيب آخر إذا كان هذا الجزء شائعا ذكر الكثير من الأشكال الحية التابعة لهذا النوع وهذا يعنى إذا كان قد تم توارثه لفترة طويلة جدا أنه فى هذه الحالة يكون قد أصبح مستقرا عن طريق الانتقاء الطبيعى المستمر لمدة طويلة" ص756
ويؤكد داروين أن هدف تمايز وهو اختلاف الأعضاء القيام بوظائفها بقدر أعظم من الكفاءة وهو قوله:
"وأفضل تعريف قد تم وضعه على الإطلاق عن المستوى العالى للتعضية هو الدرجة التى تخصصت أو تمايزت إليها الأجزاء والانتقاء الطبيعى يهدف فى اتجاه هذه النهاية بقدر ما يمكن من أجل جعل الأجزاء قادرة على القيام بوظائفها بقدر أكبر من الكفاءة "ص350
وذكر داروين أن كل الكائنات العضوية قد تم تكوينها بناء على اثنين من القوانين العظيمة وحدة النمط وظروف البقاء فقال شارحا الاثنين:
"ومن المعترف به عامة أن جميع الكائنات العضوية قد تم تكوينها بناء على اثنين من القوانين العظيمة هما وحدة النمط وظروف البقاء والمعنى بوحدة النمط هو ذلك التوافق الجوهرى فى التركيب الذى نراه فى الكائنات العضوية التابعة لنفس الطائفة والذى هو مستقل تماما عن سلوكياتهما فى الحياة وبناء على نظريتى فإن وحدة النمط تفسر بوحدة النشأة أما التعبير الخاص بظروف البقاء الذى كثيرا ما يصر عليه العالم الشهير كوفير هو مطوق بالكامل بواسطة المبدأ الخاص بالانتقاء الطبيعى "ص333
ويعارض داروين نفسه فى الفقرة التالية فيذكر ضرورة وجود اختزال للأعضاء فى بداية الفقرة وفى نهايتها يقر أن الاختزال ليس ضروريا وذلك بقوله:
"وبهذا الشكل فأنا أومن بأن الانتقاء الطبيعى سوف يميل على المدى البعيد إلى اختزال أى جزء من التعضية بمجرد أن يصبح من خلال السلوكيات المتغيرة عديم الفائدة وذلك بدون التسبب بأى صورة من الصور لأى جزء آخر فى أن يصبح أكثر تكونا بدرجة متوازية وبالعكس من ذلك وأن الانتقاء الطبيعى قد ينجح نجاحا باهرا فى تكوين أحد الأعضاء بصورة كبيرة دون أن يحتاج كتعويض ضرورى إلى الاختزال فى أحد الأجزاء المجاورة" ص250
ويذكر داروين كون الطبيعة تختار الأعضاء المفيدة فقال:
"أما الطبيعة إذا كان مسموحا لى بأن أتصور ما هو الاحتفاظ الطبيعى أو بقاء الأصلح على قيد الحياة فلا يهمها شىء من المظاهر إلا فيما يتعلق بكونها مفيدة لأى كائن وهى تستطيع التأثير على كل عضو داخلى وعلى كل ظل من الاختلاف البدنى وعلى مجمل آليات الحياة والإنسان ينتقى فقط لما فيه مصلحته أما الطبيعة فتنتقى فقط لما فيه مصلحة الكائن الذى ترعاه "ص164
ويؤكد داروين وجود أعضاء بدون فائدة كأجنحة النعام وهى باقية بسبب الوراثة وذلك بقوله :
"وعلى الجانب الآخر فإن الأعضاء الجسدية غير المكتملة فهى إما بدون فائدة على الإطلاق مثل الأسنان التى لم تشق طريقها من خلال اللثات أو أنها تكون بدون فائدة تقريبا مثل الأجنحة الخاصة بالنعامة والتى يتم استخدامها كمجرد أشرعة ..والانتقاء الطبيعى الذى يعمل فقط عن طريق الاحتفاظ بالتعديلات المفيدة وبذلك فإن هذه الأعضاء قد تم الاحتفاظ بها بشكل جزئى عن طريق القوة الخاصة بالوراثة والارتباط بالحالة السابقة للأشياء "ص724
ويعارض داروين نفسه باختراعه مذهب المنفعة الذى يعنى أن كل نقطة فى كل عضو مخلوق لمنفعة بقوله:
"الملاحظات السابقة تقودنى إلى أن أقول بضع كلمات على الاعتراض الذى قام به أخيرا بواسطة بعض علماء التاريخ الطبيعى ضد مذهب المنفعة القائل بأن كل نقطة تفصيلية موجودة فى التركيب قد تم إنتاجها من أجل المنفعة الخاصة بالحائز عليها "ص321
إيمان داروين بالله :
المعروف حاليا عند الناس أن داروين ملحد وهو أمر منشور فى وسائل الإعلام المختلفة حتى صارت الشائعة وهى كذبة حقيقة وصارت الحقيقة كذبة وهى كونه مؤمن بوجود الله الخالق ومن الفقرات التى تعرفنا ذلك فى الكتاب:
" وأن هناك شيئا من الفخامة فى هذا المنظور للحياة بالاشتراك مع قدراتها العديدة المختلفة فى أنه قد تم نفخها بواسطة الخالق بداخل العدد القليل من الأشكال أو فى شكل واحد" ص777
"وهل نحن نملك الحق فى أن نفترض أن الخالق يعمل بمثل هذه القوى الفكرية الخاصة بالإنسان؟ ص298 وأيضا:
" وأن وحدة النشأة هى الرباط الخفى الذى كان علماء التاريخ الطبيعى يبحثون عنه لا شعوريا وأن الأمر ليس عبارة عن خطوة مجهولة ما خاصة بالخالق"ص671