عطيه الدماطى
المساهمات : 2111 تاريخ التسجيل : 18/01/2023
| موضوع: خواطر حول كتاب الرحمة والاعجاز والاصابة فى حديث الاناء والذبابة الجمعة فبراير 17, 2023 7:02 pm | |
| خواطر حول كتاب الرحمة والاعجاز والاصابة فى حديث الاناء والذبابة الكاتب هو حمدى شفيق والكتاب موضوعه هو صحة حديث غمس جناح الذبابة الثانى فى الشراب عند الكاتب وقد تناول فى البداية أن العلمانيين وأمثالهم يشنعون على الدين بسبب ذلك الحديث وغيره حيث قال : "تطالعنا بين حين وأخر مقالات خبيثة فى الصحف والمجلات ومواقع الانترنت يطعن أصحابها فى بعض الأحاديث النبوية الشريفة بدعوى مخالفتها للعقل أو العلم. ولو كان هذا الكلام صادرا عن علماء متخصصين فى الشئون التى تتناولها تلك الأحاديث لهان الأمر والتمسنا لهم بعض العذر، لكنهم جميعا من الدخلاء على العلم والشرع معا!! وفضلا عن هذا نجد العلماء من غير المسلمين يشهدون بالاعجاز العلمى الذى جاءت به السنة الشريفة منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان، بينما تتطاول عليها أقلام علمانية يحمل أصحابها أسماء اسلامية!!! وماذا عليهم لو أنهم التزموا بمنهج البحث السليم ورجعوا الى المصادر العلمية المحترمة فى كل مجال قبل أن ينفثوا سمومهم وجهالاتهم فيضلون الناس بغير علم؟؟؟" والكاتب يظن أن الحديث صحيح وأنه من ضمن الإعجاز العلمى حيث قال : |والمثال الصارخ لهذا مايكتبه أذناب المستشرقين حول الحديث الشريف الصحيح الذى نصه: (عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا وقع الذباب فى اناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فان فى احدى جناحيه داء وفى الأخر شفاء) وفى رواية أخرى: (فان فى أحد جناحيه داء وفى الأخر شفاء) وقال الحافظ ابن حجر رضى الله عنه: الجناح يذكر ويونث وقيل تأنيثه تشبيها له باليد انتهى" بالطبع هذه الرواية لا يمكن أن يحكم عليها الناس بمجرد قولها خاصة أن الحديث المنسوب للرسول(ص) كله ظنى لكونه أحاديث آحاد وهذا الكلام خاص بأهل الحديث فهم لا يقطعون بأن الأحاديث يقينية النسبة إلى الرسول (ص) إلا الحديث المتواتر وعدد الروايات فيه قليل جدا من الألوف المؤلفة التى تنسب للرسول(ص) ومن ثم المقياس لصحة الحديث من بطلانه هو القرآن أو الواقع وما بين أيدينا وهو المصحف لا يؤكد صحة الرواية أو ينفيها ومن ثم بقى الواقع وهو التجربة العملية سواء كان مجريها فرد عادى أو فرد متخصص فى الطب وعلم التحاليل والحشرات وتناول الكاتب ما ترشد إليه الرواية حيث قال : "وهذا الحديث هو ارشاد وتعليم لمن يبتلى بسقوط ذبابة فى طعامه أو شرابه وليس على سبيل الفرض أو الالزام، فالاسلام لا يفرض على الناس أن يأكلوا أو يشربوا ما تعافه الأنفس الا فى حالة تحقق الهلاك ان لم يفعلوا، وحتى هذه الحالة تتجلى فيها الرحمة بهم والشفقة عليهم كالطبيب الذى يفرض الدواء المرير على المريض لعلاجه وانقاذ حياته. والحق أن الباحث المنصف والمحايد سوف يكتشف فى حديث الذبابة الكثير من أوجه الاعجاز العلمى والاقتصادى والرحمة والحكمة والتيسير على الناس وخاصة الفقراء والمعدمين وما أكثرهم فى هذا العالم الظالم أهله!!" والكاتب متيقن من صحة الحديث ومن ثم فهو يتكلم عن صحة إسناده حيث قال: "وقد وجدت أن معظم من تناولوا هذا الحديث سواء بالسلب او بالايجاب قد غفلوا عن الاعجاز الاقتصادى والرحمة والتيسير فيه وهو ما سوف نتناوله فيما يلى. * ولنبدأ أولا بالحديث عن اسناد هذا الحديث الشريف فقد رواه كل أو معظم رجال السنن وليس الامام البخارى وحده. ومن الذين رووه الامام أبو داود والامام النسائى والامام أحمد والامام البزار والامام أبو حاتم والامام الدارقطنى والامام أبو الطيب الطبرى وغيرهم بطرق مختلفة عن عدد من الصحابة وهكذا فانه لا سبيل الى الطعن أو التشكيك فى مدى صحة الحديث ونسبته الى النبى صلى الله عليه وسلم ويبقى الكلام عن مضمونه ومحتواه." وحمدى شفيق هنا يجعل كتب الحديث مقدسة قداسة كتاب الله والقداسة إنما تنبع من الخالق وليس من كلام بشر وأهل الحديث الذين هم علماء به حقا يعلمون أن كل الأحاديث عدا المتواتر وهو نادر الوجود غير متيقن من نسبة الحديث فيه للرسول(ص) وإنما هى أقوال ظنية والظن فى كتاب الله لا يعمل به لقوله سبحانه: " إن الظن لا يغنى من الحث شيئا" ومن ثم يجب عرض أى حديث على كتاب الله أو على الواقع حاليا والكثير مما كتب الأحاديث يعارض كتاب الله ويكذب كلام الله وكل ما يكذب كتاب الله هو الكاذب ولو آمن به كل البشر أنه من كلام الرسول(ص) لأن محمد(ص) لن يكذب ربه فى أى شىء وتناول الكاتب حاجة البشر خاصة الفقراء إلى الرحمة حيث لا يجون الطعام الصحى النظيف ومن ثم مباح له أكل ما يقف عليه الذباب وهو قوله حيث قال: "الرحمة والتيسير: * تقول الاحصاءات الدولية أن العالم به الان أكثر من مليار شخص تحت خط الفقر ومن البديهى أن هؤلاء الفقراء لايجدون كميات كافية أو نصف كافية من الطعام والشراب فضلا عن الثياب. ومن الثابت أيضا أن معظم البلاد المتخلفة والمناطق التى يكثر فيها هؤلاء المعدمين هى فى ذات الوقت مناطق تكاثر الذباب على نحو يلاحظه كل من يشاهد لقطات عن محنة هؤلاء على شاشات التلفاز أو مواقع النت. وتقول منظمة الأمم المتحدة وغيرها من منظمات الاغاثة الدولية أن الملايين من الأطفال والمسنين يهلكون سنويا بسبب الجفاف والتصحر والمجاعات خاصة فى القارة السمراء. وهنا تسطع فى الأفق أنوار الرحمة والحكمة والتخفيف والتيسير، اذ يرفع الذى أرسله ربه رحمة للعالمين البلاء عن هؤلاء التعساء: أولا بأن يفرض على القادرين مد يد العون والغوث الى اخوتهم المبتلين فى تلك البلاد، ويعلنها صريحة مدوية: ليس منا من بات شبعان وجاره الى جواره جائع. وفى رواية أو حديث أخر نجده صلى الله عليه وسلم ينفى الايمان عن الأنانى الجشع الذى لايعبأ بغيره، ويمتلى كرشه بأصناف الطعام والشراب بينما جيرانه يهلكون من الجوع والعطش. وعلى مسار أخر يخفف الحبيب عن هؤلاء الجياع بوسيلة أخرى هى حثهم على الاستفادة بكل مالديهم من طعام او شراب، وألا يأنفوا منه اذا سقطت فيه ذبابة، وهو أمر تعم به البلوى فى بلاد تبلغ أعداد الذباب فيها أضعاف أعداد البشر!!! ولنتصور حالة أم مسكينة بائسة فى الصومال مثلا أو غيرها من أماكن الجفاف والتصحر لا تملك الا قدرا ضئيلا من الطعام أو اللبن فى اناء، ومن المألوف أن تسقط فى هذا الاناء ذبابة مما يعج به المكان، فما هو الحل؟؟ هل نطالب هذه الأم بسكب القطرات الشحيحة من الماء أو اللبن أو الحساء بينما أطفالها يئنون من شدة الجوع والعطش والاعياء والهزال، وقد لا ينالون شرابا أو طعاما غيره على مدار أيام طوال؟!! وهل كان من الأفضل أن يطالبها الاسلام بالتخلص من هذا الطعام والموت جوعا وعطشا هى وأطفالها؟؟!! ان الاسلام العظيم دين واقعى يواجه مشاكل الحياة بحلول عملية لايفهمها ولا يدرك ضرورتها وحكمتها أولئك القابعين فى القصور والمكاتب المكيفة!!!" الكاتب هنا يتكلم عن كون الطعام الواقف عليه الذباب محرم وهو ما بم يقله نص فحتى الرواية التى تناولها تتناول الشراب وليس الطعام وهو يقول: "ففى هذه الحالة التى ضربناها مثلا يخبر الحبيب أولئك المعدمين المساكين بالحل الأمثل وهو غمس تلك الذبابة التى سقطت فى الاناء ثم التخلص منها، وبذلك يتم تعقيم ما به من طعام أو شراب بالمضاد الحيوى الناجح الذى خلقه الله تعالى فى الجانب الأخر من تلك الذبابة. وبهذة الوسيلة يأمن أولئك الجوعى شر الميكروبات والأمراض التى يسببها الذباب الشرس، ولا يفقدون القدر الضئيل الذى يملكونه من الطعام أو الشراب. ولهذا فان هذا الحديث الشريف هو مما يحمد للاسلام وليس العكس. والمضطر يركب الصعب من الأمور كما يقال. ولو أن شخصا معدما يشرف على الموت جوعا وجد جثة حيوان ميت لأكلها فورا دون التفات الى أراء السادة المترفين من المستشرقين وأذنابهم!!! فالجوع كافر كما يقال، ولا عبرة بجعجعة الخصوم فى مثل تلك الأحوال. ولو أن أحد هؤلاء المتحاملين على الحديث سقط فريسة للاضطرار كما لو تعطلت به سيارته أو هبطت به طائرة اضطراريا فى منطقة صحراوية نائية عن العمران وأشرف على الهلاك بلا زاد فانه سيتلهف فورا على الشرب من أى اناء يجده ولو كان مليئا بالحشرات أو الفضلات. بل سوف يلتهم أى شئ يصادفه ليبقى على قيد الحياة ولو كان ذلك الذباب الذى يأنف منه. ثم ان كثيرا من الشعوب فى عصرنا تستمتع بأكل أنواع عديدة من الزواحف والحشرات ولم يحتج عليهم أحد من اولئك المتحاملين على الاسلام وحده!! ألا نرى اليابانيين مثلا يلتهمون الضفادع وهى عندهم من أشهى المأكولات وأغلاها ثمنا؟؟؟ ألا يأكلون الكلاب فى الفلبين؟! ألا يأكلون الجراد وغيره فى دول أخرى كثيرة؟!! فلماذا المكابرة والتطاول على الحديث اذن؟!! ألا يعلم أصحاب الأبراج العاجية أن عشرات الملايين من المطحونين فى البلدان الفقيرة يشربون المياة الملوثة أو المختلطة بالفضلات الادمية أو النفايات الكيميائية أو مياة المستنقعات لأنهم لا يجدون سواها للبقاء على قيد الحياة؟!! فهل الماء الذى سقطت فيه ذبابة أسوأ أو أشد خطرا من تلك المياه الملوثة بكل أنواع الفضلات البشرية والحيوانية والكيمائية؟!! لو أنصفوا لاعترفوا للاسلام العظيم بالفضل والرحمة والحكمة التى تتجلى فى مثل هذا الحديث المعجز وغيره، لكن الغرض مرض كما يقولون!!!!" وكلام حمدى شفيق فى الفقرات السابقة هو عن حالة الاضطراروليس عن حالة عدم الاضطرار وحالة الاضطرار حالة خاصة تتعارض مع تصدسقه للرواية التى لا تتكلم عن حالة اضطرار وإنما ـأمر كل من يقع فى شرابه ذبابة أن يغمسها كلها فى الشراب ومن ثم سقط كلامه فى الاستدلال فالرواية تتحدث عن الحال العام وليس عن حالة خاصة وهى الاضطرار وتناول الكاتب ما يحدث فى الحروب حيث قال : "ما يحدث فى الحروب: وحتى الدول الغنية تحتاج الى التيسير الوارد فى هذا الحديث وغيره ويظهر ذلك بوضوح تام فى حالات الحروب والكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية الطاحنة التى لا يفلت منها غنى ولا فقير. وكمثال على ذلك نشير الى ما حدث فى أوروبا خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، وما جرى خلال الحرب الأهلية فى الولايات المتحدة الأمريكية فلم يضطر الناس خلالها الى أكل الجيف ولحوم الحياونات الميتة فحسب بل التهموا أيضا أجساد القتلى من البشر. وهناك من كان مضطرا الى شرب البول حتى لا يهلك عطشا. ومازال السجناء فى عصرنا يضطرون فى كثير من البلدان الى شرب مياة البول، لأن الزبانية والجلادين يمنعون عنهم مياه الشرب النقية على سبيل البطش والتنكيل!! ولاشك أن الماء الذى سقطت فيه ذبابة يظل أنقى وأفضل ألف مرة من البول ولحوم الجيف والموتى!!!!" وما يحدث فى الحروب هو من ضمن الحالة الخاصة وهى الاضطرار وكما سبق الكلام فإن الرواية تتحدث عن أمر عام وليس عن حالة خاصة وهى خاصة بالشراب وليس بالأكل وتناول مظان الإعجاز فى الرواية حيث قال: "الاعجاز العلمى فى الحديث: * لقد شاءت ارادة الله تعالى أن يكون هذا الحديث مثل أغلب الأحاديث الشريفة الأخرى دليلا قاطعا من دلائل النبوة. فقد احتوى على حقيقة علمية مذهلة لم يكتشفها العلم الحديث فى عصرنا الا مؤخرا. وشاء الله تبارك وتعالى أيضا أن يأتى اكتشاف هذة الحقيقة العلمية على أيدى علماء غربيين من غير المسلمين لتكون الحجة أقوى وأشد تأثيرا على النفوس. ففى سنة 1922 نشر الدكتور بيريل بعد دراسة مسهبة لأسباب جائحات الهيضة (الكوليرا) في الهند وجود كائنات دقيقة تغزو الجراثيم و تلتهمها، و تدعى: ملتهمات الجراثيم " بكتريوفاج ". و أثبت بيريل أن البكتريوفاج هو العامل الأساسي في إطفاء جوائح الهيضة، و أنه يوجد في براز الناقهين من المرضى المذكور، و أن الذباب ينقله من البراز إلى آبار ماء الشرب فيشربه الناس. كما تأكد عام 1928 حين أطعم الأستاذ بيريل ذات الخلايا فروع جراثيم ممرضة فاختفى أثرها بعد حين، و ماتت كلها من جراء وجود ملتهم الجراثيم، شأن الذباب الكبير في مكافحة الأمراض الجرثومية التي قد ينقلها هو بنفسه. و عرف أنه إذا هيئ خلاصة من الذباب في مصل فزيولوجي، فإن هذه الخلاصة تحتوي على ملتهمات أربعة أنواع على الأقل من الجراثيم الممرضة [من كتاب السنة المطهرة و التحديات]. والجدير بالذكر أن الأستاذ الألماني" بريفلد" من جامعة هال وجد أن الذبابة المنزلية مصابة بطفيلي من جنس الفطريات سماه " أمبوزاموسكي "، و هذا الطفيلي يقضي حياته في الطبقة الدهنية الموجودة داخل بطن الذبابة ... و قد أيد العلماء المحدثون ما اكتشفه "بريفلد" و بينوا خصائص هذا الفطر الذي يعيش على بطن الذبابة. ففي سنة 1945 أعلن أستاذ الفطريات" لانجيرون" أن الخلايا التي يعيش فيها هذا الفطر فيها خميرة قوية تذيب أجزاء الحشرة الحاملة للمرض. وفي سنة 1947 عزل "موفيتش "مضادات حيوية من مزرعة للفطريات تعيش على جسم الذبابة، و وجدها ذات مفعول قوي على جراثيم "غرام سلبي" كجراثيم الزحار و التفوئيد. و في نفس السنة تمكن العالمان الإنجليزيان "آرنشتين" و "كوك" و العالم السويسري "رو ليوس" من عزل مادة سموها "جافاسين" من الفطريات التي تعيش على الذباب، و تبين لهم أن هذه المادة مضاد حيوي يقتل جراثيم مختلفة من غرام سلبي و غرام إيجابي. وفي سنة 1948 تمكن بريان و كورتيس و هيمنغ و جيفيرس من بريطانيا من عزل مضادة حيوية أخرى سموها كلوتيزين من الفطريات التي تعيش في الذباب، و هي تؤثر في جراثيم غرام سلبي كالتفوئيد و الزحار. وفي سنة 1949 تمكن العالمان الإنكليزيان كومسي و فارمر و السويسريون جرمان و روث و إثلنجر و بلانتز من عزل مضاد حيوى أخر من فطر ينتمي الى فصيلة الفطور التي تعيش في الذباب، سموه أنياتين و له أثر شديد في جراثيم غرام سلبي و غرام إيجابي كالتفوئيد و الكوليرا و الزحار و غيرها (كتاب: الحقائق الطبية في الإسلام)" وكل هذا الكلام منقول عن أطباء أو علماء تحاليل أو حشرات على غير ديننا ولا يمكن الوثوق بهذا الكلام لأن الدين لا يؤخذ عن طريق الكفار وإنما عن طريق النصوص المنزلة كما قل سبحانه: " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" " الظالمون" " الفاسقون" وحتى العلماء أو الأطباء الذين يحملون أسماء المسلمين يجب أن يكونوا محايدين فطبقا للتسميات الحالية لا يجب أن يكون الطبيب أو العالم سلفيا لأنه يؤمن بالحديث وهو مستعد فى سبيل صحته أن يكذب كما قال البعض قديما نحن لا نكذب على الرسول(ص) وإنما نكذب له كما لا يجب أن يكون يساريا أو ليبراليا أو ما شابه لأنه يؤمن دون أى تجربة بأن الحديث باطل وإنما يجب أن يكون محايدا يريد الحق دون أن يصدق أو يكذب وتناول الكاتب عظمة السلف القديم حيث قال : "عظمة علماء السلف: ونسجل هنا بكل فخر واعزاز أن علماء السلف الأبرار قد هداهم الله بالتوفيق والفطرة والفطنة الى كثير مما توصل اليه العلم الحديث بشأن الذباب، رغم عدم وجود أية أجهزة للتحليل أو أية معامل حديثة فى زمانهم. ينقل العلامة ابن حجر العسقلانى فى فتح البارى عن الامام الخطابى قوله: تكلم على هذا الحديث بعض من لا خلاق له فقال كيف يجتمع الشفاء والداء فى جناحى الذباب؟؟ ويجيب الخطابى على السؤال قائلا: هذا سؤال جاهل أو متجاهل، فان كثيرا من الحيوان قد جمع الصفات المتضادة وقد ألف الله بينها وقهرها على الاجتماع وجعل منها قوى الحيوان. وان الذى ألهم النحلة اتخاذ البيت العجيب لانتاج العسل، وألهم النملة ان تدخر قوتها لأوان حاجتها وأن تكسر الحبة نصفين لكيلا تنبت قادر سبحانه على الهام الذبابة أن تقدم جناحا وتؤخر أخر. ورد الامام ابن الجوزى بدوره على منكرى الحديث قائلا: النحلة تعسل- تنتج عسلا- من أعلاها وتلسع بأسفلها، والحية القاتلة بسمها تدخل لحومها فى الترياق الذى يعالج به السم. وذكر بعض الأطباء المهرة أن فى الذباب قوة سمية يدل عليها الورم والحكة العارضة عن لسعه، وهى بمنزلة السلاح له. فاذا سقط الذباب فيما يؤذيه تلقاه بسلاحه فأمر الشارع الحكيم بأن نقابل تلك السمية بما أودعه الله تعالى فى الجناح الأخر من الشفاء، فتتقابل المادتان فيزول الضرر باذن الله تعالى. ولنقارن ماقاله هؤلاء العلماء العظام منذ مئات السنين بما كشف عنه العلماء المعاصرون فى الغرب باستخدام أجهزة حديثة لم تكن متوافرة فى زمن أسلافنا العظام، لنرى بوضوح أنهم أدركوا بنور البصائر والفطنة والالهام من الله تعالى ما احتاجت البشرية الى مئات السنين لتراه بالتجارب والأبحاث المعملية!!! الكذب على أبى حنيفة ما ذكره أحد الكاتبين العلمانيين عن رفض أبى حنيفة رضى الله عنه لمائتى حديث من الأحاديث التى رواها البخارى -ومنها حديث الذبابة- خطأ فاحش وفاضح أيضا. فكيف يرفض الامام أبو حنيفة أحاديث رواها رجل لم يولد الا بعد وفاة أبى حنيفة بأكثر من ست وأربعين سنة؟؟؟ ومن يراجع كتب التاريخ الاسلامى وسير علماء السلف سوف يكتشف هذا فورا فالامام ابو حنيفة مات سنة 150 هجرية بينما مولد الامام البخارى كان فى 196 هجرية!!! راجع ان شئت تاريخ بغداد أو سير أعلام النبلاء للذهبى أو البداية والنهاية لابن كثير وغيرها .. فهل من المعقول أن ينكر الميت بعض ما جاء فى كتاب جمعه مؤلفه بعد وفاة الأول بأكثر من ستين أو سبعين سنة؟؟؟؟ ثم ان المنقول الثابت عن الامام العظيم هو عكس هذا تماما. فقد روى عن يحي بن ادم أنه قال سمعت الحسن بن صالح يقول كان أبو حنيفة النعمان فاهما متثبتا، فاذا صح عنده الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعده الى غيره .. وعن أبى يوسف أنه قال: كان أبو حنيفة اذا وردت عليه مسألة سأل: ماعندكم فيها من الاثار – الأحاديث؟ فنذكر ماعندنا ويذكر ماعنده من الأحاديث ثم ينظر فان كانت الاثار فى أحد القولين أكثر وأصح أخذ بها. وعن نعيم بن حماد: قال سمعت أبا عصمة- أحد تلاميذ الامام- يقول سمعت أبا حنيفة يقول: (ماجاء عن الرسول صلى الله عليه فعلى العين والرأس، وماجاء عن أصحابه اخترنا منه، وماجاء عن غيرهم فنحن رجال وهم رجال).يقصد رضى الله عنه أنه لا كلام لأحد، ولارأى فيما ثبت وصح الحديث عن النبى فيه، وأما ماوردت بشأنه أقوال للصحابه فنختار منها الراجح، وأما باقى الناس فكلامهم اجتهاد ولنا حق الاجتهاد مثلهم ولا نلتزم بأرائهم. وقد استعنت بكثير من المراجع العلمية المحترمة التى تناولت سيرة وحياة الامام العظيم أبى حنيفة فما وجدت أبدا أية اشارة من قريب أو بعيد الى تلك الفرية البشعة التى جاء بها ذلك الكاتب، وهى الزعم بأنه رضى الله عنه رفض حديث الذبابة مع مائتين من الأحاديث التى رواها البخارى أو غيره!!! ثم ألا يلاحظ هذا المدعى وأمثاله أن رقم المائتين هذا كبير جدا، ولو كان هذا صحيحا لذكره العلماء رواة السير والتراجم؟؟؟؟ ولاعجب فى أن يكذبوا على أبى حنيفة فانهم يكذبون على الله ورسوله حين يطعنون فى كتب السنة المطهرة وينكرون الأحاديث الصحيحة. والمعروف من سير كبار علماء السلف رضوان الله عليهم أنهم يعملون بكل ماصح عندهم من الأحاديث الشريفة. والحالة الوحيدة التى لايعمل فيها الفقيه بالحديث هى حالة الجهل بوجود حديث فى الموضوع، أى ألا يكون الامام قد علم بوجود النص فى المسألة. وقد عرضنا ماقاله أبو حنيفة رضى الله عنه: (ماجاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلى العين والرأس) وصح عن الامام الشافعى رضى الله عنه قوله لتلاميذه: اذا وجدتم حديثا فى المسألة يخالف رأيى فخذوا به واضربوا بقولى عرض الحائط. وقال الامام مالك رضى الله عنه: كل أحد يؤخذ من قوله ويترك الا صاحب هذا القبر وأشار الى القبر النبوى الشريف. واما الامام أحمد بن حنبل رضى الله عنه فهو صاحب المسند العظيم الذى روى فيه قرابة الثلاثين ألف حديث، فهو من أكثر الناس تمسكا بالسنة واحتراما للنصوص الشريفة. وكل علماء المسلمين على مر العصور يعلمون ويشهدون لصحيح البخارى ثم صحيح مسلم بأنهما أصح الكتب بعد القران الكريم لأنهما كانا يضعان شروطا مشددة لقبول الأحاديث وفحص أحوال الرواة حتى لا ينقلان عن كاذب أو فاسق أو مختل العقل مالا يصح من الاثار والمرويات." وكل هذا الكلام لا يثبت الحديث أو ينفيه وإنما كما سبق القول ما ينفيه أو يثبته وعن تجربة فإن بعض المرات التى شربت فيها الشاى وفيه الذباب ثم رمية الذبابة أصبت فيها بمغص أو إسهال وفى بعض المرات لم أصب بشىء ومن ثم يبقى قول الأطباء والعلماء المسلمين المحايدين هو الفيصل فى إثبات المعلومة أو نفيها وهى معلومة طبية لا أكثر ولا أقل تتعلق بالصحة العامة | |
|