خواطر حول جزء في ذم المكس
الكاتب هو الحافظ السيوطي وموضوع الكتاب هو الروايات الواردة فى كموضوع المكس وهو جبى الضرائب وتلك الروايات مجمعة على حرمة فرض الضرائب وان كل من يشرعها أو يجمعها يدخل جهنم وهى فى الجزء:
1- أخبرني شيخنا الإمام العلامة تقي الدين أحمد بن محمد الشمني - رحمه الله تعالى - , أنبأنا عبد الله بن علي , أنبأنا أبو الحسن العوضي , أنبأتنا زينب بنت مكي حينئد , وكتب إلي عاليا أبو عبد الله الحلبي عن الصلاح بن أبي عمر , أنبأنا أبو الحسن بن البخاري , قال : أخبرنا أبو علي الرصافي , أنبأنا أبو القاسم ابن الحصين , أنبأنا أبو علي التميمي , أنبانا أبو بكر القطيعي , حدثنا ابن حبيب , عن عبد الرحمن بن شماسة التجيبي , عن (عقبة بن عامر) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( لا يدخل الجنة صاحب مكس ))
هذا حديث صحيح , أخرجه (أبو داود) , و(ابن خزيمة) في ((صحيحه)) , و(الحاكم) في ((مستدركه)) , و(الدارمي) في ((مسنده)) , كلهم من رواية ابن إسحاق
وقال (الحاكم) : صحيح على شرط مسلم
2- وبه إلى الإمام (أحمد) قال : حدثتنا صفية بنت سعيد , حدثنا ابن لهيعة , عن يزيد بن أبي حبيب , عن أبي الخير قال :
عرض مسلمة بن مخلد [ و ] كان أميرا على مصر على (رويفع بن ثابت) أن يوليه العشور , فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( إن صاحب المكس في النار ))
هذا حديث حسن , أخرجه (الطبراني) في ((الكبير)) بنحوه وابن لهيعة حاله معروف , والحديث الأول يعضده"
لإذا كل من يشرع أو يجمع الضرائب يدخل النار فتشريع الضرائب وهى المكوس من أعمال الكفر وكذلك كل من يقوم بجمعها
3- وبه إلى الإمام (أحمد) حدثنا موسى [ بن ] داود, وقشير بن سعيد قالا , حدثنا ابن لهيعة , عن يزيد بن أبي حبيب , عن مخيس بن ظبيان , عن عبد الرحمن بن [ أبي ]حسان , عن رجل من [ بني ] جذام عن (مالك بن عتاهية) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( (( إذا لقيتم عاشرا فاقتلوه ))
أخرجه (ابن عبد الحكم) في ((فتوح مصر)) عن عبد الملك بن مسلمة , عن ابن لهيعة به "
والرواية توجب على المسلمين قتل كل من يشرع أو يجمع الضرائب لأن الله شرع الزكاة والفىء والغنيمة وغيرهم من التشريعات الاقتصادية التى يجب العمل بها
4- وبه الى الإمام (أحمد) قال : عبد الصمد وعفان , قالا حدثنا حماد بن سلمة , حدثنا علي بن زيد , عن الحسن :
[ أن ] ابن عامر استعمل كلاب بن أمية على الأيلة , و(عثمان بن أبي العاص) في أرضه , فأتاه عثمان فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( إن بالليل ساعة تفتح فيها أبواب السماء , ينادي مناد : هل من سائل فأعطيه ؟ هل من داع فاستجيب له ؟ , هل من مستغفر فأغفر له ؟
وإن داود خرج ذات ليلة , فقال :
لا يسأل الله أحد شيئا إلا أعطاه , إلا أن يكون ساحرا , أو عشارا ))
فدعا كلاب بقرقور فـ[ ركب فيه , و ] انحدر إلى ابن عامر , فقال : دونك عملك , قال : لم قال : حدثنا عثمان بكذا وكذا
وفي لفظ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( كان لداود ساعة يوقظ فيها أهله يقول : يا آل داود , قوموا فصلوا , فإن هذه يستجاب فيها الدعاء , إلا [ لـ ]ساحر , أوعاشر ))
ورواه (الطبراني) في (الأوسط) من طريق آخر"
والرواية باطلة فالكفار يستجاب لهم كالكفار فى السفن عندما يطلبون من الله أن ينجيهم وعندما ينجيهم يعودون للكفر كما قال سبحانه :
"وإذا مسكم الضر فى البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا"
والرواية التى استثنت الساحر والعشار عارضتها رواية استثنت البغى وهى العاهرة والعشاء وهو جامع ضرائب العشور وهى :
5- وبه إلى أبي الحسن ابن البخاري , أنبانا أبو المكارم التيمي , أنبانا أبو علي الحداد , أنبانا أبو نعيم , أنبانا (الطبراني) في (الأوسط) حدثنا إبراهيم , حدثنا عبد الرحمن بن سلام , حدثنا داود العطار , عن هشام بن حسان , عن محمد بن سيرين , عن (عثمان بن أبي العاص الثقفي) , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد : هل من داع فيستجاب له , هل من سائل فيعطى , هل من مكروب فيفرج عنه , فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله له., إلا زانية تسعى بفرجها , أو عشار ))
أخرجه (الطبراني) في ((الكبير)) بلفظ :
(( إن الله يدنو من خلقه , فيغفر لمن يستغفر , إلا لبغي بفرجها , أو لعشار ))
والغلط فيها هو فتح ابواب السماء للمستغفرين فى وقت معين والحق أن الله يستجيب دعوات الاستغفار الخالص فى أى وقت تقال كمال قال سبحانه :
" ومن يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"
6- وبه إلى أبي نعيم , حدثنا أبو علي بن الصواف , حدثنا بشر بن موسى , حدثنا عمرو بن علي الفلاس , حدثنا يعلى بن إبراهيم الغزال , حدثنا الهيثم بن حماد , عن أبي كثير , عن زيد بن أرقم
(( كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض سكك المدينة , فمررنا بخباء أعرابي , فاذا ظبية مشدودة , فقالت : يارسول الله , إن هذا الأعرابي صادني فلا هو يذبحني فأستريح , ولا هو يتركني فأذهب , ولي خشفان في البرية , وقد تعقد هذا اللبن في أخلافي
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أطلقتك ترجعي , قالت : نعم , وإلا عذبني الله عذاب العشار , فأطلقها فذهبت ثم رجعت ))
هذا حديث حسن بشواهده , أخرجه (البيهقي) في ((الدلائل))
والهيثم ضعيف , وشيخه مجهول
لكن ورد من حديث (أبي سعيد) أخرجه (البيهقي)
و(الحاكم) في (الإكليل) عن (أنس)
وأخرجه الطبراني في ((الاوسط)) عن (أم سلمة) , وأخرجه في ((الكبير)) أيضا"
ورواية شكوى الطبية للنبى(ص) آيةو وهى معجزة وقد منعها الله عن الناس حيث قال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
7- وبه الى (الطبراني) حدثنا محمد بن نوح , حدثنا وهب بن حفص , حدثنا عثمان بن عبد الرحمن , عن إبراهيم بن يزيد , عن عمرو بن دينار :
أنه صحب (ابن عمر) في السفر , فكان إذا طلع سهيل قال : لعن الله سهيلا , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( كان عشارا يظلمهم , ويغصبهم أموالهم , فمسخه الله شهابا , فجعله حيث ترون ))
أخرجه (البزار) في ((مسنده)) , وابراهيم هو الخوزي متروك
وتابعه مبشر بن عبيد , وهو متروك أيضا , عن زيد أبن أسلم , عن (ابن عمر)
الغلط ان النجم الذى يسمى سهيل كان إنسان مسخه الله إلى نجم وهو ما يخالف أن ما فى السماء والأرض خلق قبل خلق الإنسان كما قال سبحانه :
" إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها واشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا"
8- وورد من حديث (علي) أخرجه في ((الكبير)) بلفظ : أن النبي صلى الله عليه وسلم [ قال ] (( لعن الله سهيلا ثلاث [ مرات ] , فإنه كان يعشر [ الناس في الأرض ] , فمسخه الله شهابا ))
نفس غلطة الرواية السابقة
9- أنبئت عن............, , أنبأنا عن أبي الحسن البغدادي , أنبانا أبو الفضل بن ناصر في كتابه , عن أبي القاسم بن منده , أنبأنا أبو مجلز بن صالح , أنبأنا أبو الشيخ بن حيان , حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد , ثنا زيد بن الحريش , حدثنا [ حسين ] الأشقر , حدثنا أسباط , عن السدي , عن منصور , عن (مجاهد) :
(( في قوله تعالى : { ولا تقعدوا بكل صراط توعدون } (الأعراف: من الآية86)
قال : نزلت في المكاسين ))
الغلط أن قوله" ولا تقعدوا بكل صراط توعدون"نزلت في المكاسين وهو ما يعارض أنها وردت فى قوم شعيب(ص) جميعا :
"وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن وتبغونها عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين وإن كان طائفة منكم أمنوا بالذى أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين"
وكانت نهاية الكتاب شعرا فى قتل أصحاب المكوس وهو :
10- وأنشدكم لنفسي :
اقتلا في المكس ولا تكرث *** إن حرموا ذلك أو حللوه
فإن خير الخلق أوصى بأن *** إذا لقيتم عاشرا فاقتلوه"