عطيه الدماطى
المساهمات : 2111 تاريخ التسجيل : 18/01/2023
| موضوع: خواطر حول كتاب التطير الإثنين يونيو 05, 2023 6:22 pm | |
| خواطر حول كتاب التطير الكاتب هو نايف بن أحمد الحمد وموضوع الكتاب هو حكم التطير وقد ابتدأ الكاتب بتعريف التطير حيث قال: "تعريف التطير : التطير هو التشاؤم بمرئي أو مسموع . مفتاح دار السعادة 3/311 فتح المجيد 2/525" التطير هو جعل سبب الضرر مخلوق ما دون أن يكون له علاقة بالضرر وتناول الكاتب سبب تسمية التشاؤم تطير حيث قال: "سبب تسمية التشاؤم تطيرا : أن العرب في الجاهلية إذا خرج أحدهم لأمر قصد عش طائر فهيجه فإذا طار من جهة اليمين تيمن به ومضى في الأمر , ويسمون الطائر " السانح " , أما إذا طار جهة اليسار تشاءم به ورجع عما عزم عليه ، ويسمى الطائر هنا " البارح " انظر : مفتاح دار السعادة 3/268 قال النووي: " التطير هو التشاؤم وكانوا يتطيرون بالسوانح والبوارح فينفرون الظباء والطيور فإن أخذت ذات اليمين تبركوا به ومضوا في سفرهم وحوائجهم وإن أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا بها فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم فنفى الشرع ذلك وأبطله ونهى عنه وأخبر أنه ليس له تأثير ينفع ولا يضر " ا.هـ الديباج على مسلم 5/241 وقال الحافظ ابن حجر : " وأصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير فإذا خرج أحدهم لأمر فإن رأى الطير طار يمنة تيمن به واستمر وأن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع وربما كان أحدهم يهيج الطير ليطير فيعتمدها فجاء الشرع بالنهي عن ذلك وكانوا يسمونه السانح بمهملة ثم نون ثم حاء مهملة والبارح بموحدة وآخره مهملة فالسانح ما ولاك ميامنه بأن يمر عن يسارك إلى يمينك والبارح بالعكس وكانوا يتيمنون بالسانح ويتشاءمون بالبارح لأنه لا يمكن رميه إلا بأن ينحرف إليه " ا.هـ فتح الباري 10/212عمدة القاري 21/273 شرح سنن ابن ماجه للسيوطي 1/252" هذا الكلام هو عن عقيدة الكفار فى عهد النبى(ص) فى الكتب وأما التطير عند الفرق المختلفة فهو أكثر من هذا بكثير فهناك من يتشاءم من فرد معين وهناك من يتطير من البوم وهناك يتطير من ذبابة أو غير هذا وتناول الكاتب التطير فى كتاب الله حيث قال : "التطير في القرآن : قال ابن القيم :" لم يحك الله التطير إلا عن أعداء الرسل كما قالوا لرسلهم ( إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم (18) قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون ) (يس:19) وكذلك حكى سبحانه عن قوم فرعون ( وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ) (الأعراف:131) " مفتاح دار السعادة 3/273 وقال قوم صالح عليه السلام ( قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون ) (النمل:47) ." والتطير فى الآيات المذكورة هو تطير بقوم وليس بطير وهو ما يعنى أن التطير معناه نسبة الضرر لغير فاعله فالكفار ينسبون الضرر للرسول والمؤمنون معه وتناول الكاتب الفرق بين الطيرة والتطير والطيرة والفأل حيث قال: "الفرق بين الطيرة والتطير : قال العز بن عبد السلام : " التطير هو الظن السيء الذي في القلب , والطيرة هي الفعل المرتب على الظن السيء " ا.هـ عون المعبود 10/406 الفرق بين الطيرة والفأل : الطيرة منهي عنها كما سيأتي أما الفأل فمحبوب مندوب إليه فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله (ص)( لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل ) قالوا : وما الفأل ؟ قال ( الكلمة الطيبة ) رواه البخاري ( 5440) ومسلم (2224) وعن أنس أن نبي الله (ص)قال ( لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الكلمة الحسنة الكلمة الطيبة ) رواه مسلم (2224). قال الكرماني : وقد جعل الله تعالى في الفطرة محبة ذلك كما جعل فيها الارتياح بالمنظر الأنيق والماء الصافي وإن لم يشرب منه ويستعمله . عون المعبود 10/293 ولأن الفأل تقوية لما فعله بإذن الله والتوكل عليه أما الطيرة فمعارضة ذلك . مجموع الفتاوى 4/81 ويعجبه الفأل لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق والفأل حسن ظن بالله تعالى والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال . انظر : فتح المجيد 2/519 والمنهاج 2/25 قال النووي : " قال العلماء وإنما أحب الفأل لأن الإنسان إذا أمل فائدة الله تعالى وفضله عند سبب قوى أو ضعيف فهو على خير في الحال وإن غلط في جهة الرجاء فالرجاء له خير وأما إذا قطع رجاءه وأمله من الله تعالى فإن ذلك شر له والطيرة فيها سوء الظن وتوقع البلاء ومن أمثال التفاؤل أن يكون له مريض فيتفاءل بما يسمعه فيسمع من يقول يا سالم أو يكون طالب حاجة فيسمع من يقول يا واجد فيقع في قلبه رجاء البرء أو الوجدان والله أعلم " ا.هـ شرح النووي على صحيح مسلم 14/ 220 قال الخطابي : " الفرق بين الفأل والطيرة أن الفأل من طريق حسن الظن بالله والطيرة لا تكون إلا في السوء فلذلك كرهت " ا.هـ فتح الباري 10/215 وقال النووي " الفأل يستعمل فيما يسوء وفيما يسر وأكثره في السرور والطيرة لا تكون إلا في الشؤم وقد تستعمل مجازا في السرور ا.هـ شرح مسلم 14/219 قال الحافظ ابن حجر " وكأن ذلك بحسب الواقع وأما الشرع فخص الطيرة بما يسوء والفأل بما يسر ومن شرطه أن لا يقصد إليه فيصير من الطيرة " ا.هـ فتح الباري 10/215" والفأل الكتطير كلاهما محرم فالأول نسبة الضرر لغير فاعله والثانى نسبة الخير لغير فاعله فهو كذب أى زور لأنه لا يعيد الشىء لفاعله وتناول حكم الطيرة معتبرا إياها من الشرك حيث قال: "حكم التطير : أولا : الطيرة باب من أبواب الشرك : عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله (ص)( الطيرة شرك ) وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل . رواه أحمد ( 3687) وأبو يعلى (5219) والبخاري في الأدب(909) وأبو داود (10/405 والترمذي (1614) وقال : حسن صحيح . وصححه ابن حبان (6122) والحاكم 1/65 وقوله : " وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل " من كلام ابن مسعود أدرج في الخبر وقد بينه سليمان بن حرب شيخ البخاري فيما حكاه الترمذي عن البخاري عنه . علل الترمذي 1/266 فتح الباري 10/213 وصوب الإدراج ابن القيم في مفتاح دار السعادة 3/280 والمنذري في الترغيب والترهيب 4/33 وانظر : نيل الأوطار 7/372 وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله (ص)( من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك ) رواه أحمد (7045) قال الهيثمي :" رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات " ا.هـ مجمع الزوائد 5/105 وإنما جعل ذلك شركا لاعتقادهم أن ذلك يجلب نفعا أو يدفع ضرا فكأنهم أشركوه مع الله تعالى . فتح الباري 10/213 شرح سنن ابن ماجه للسيوطي 1/10 مرقاة المفاتيح 10/398 عون المعبود 10/405 نيل الأوطار 7/372 قال ابن القيم : " ومن امتنع بها عما عزم عليه فقد قرع باب الشرك بل ولجه وبرئ من التوكل على الله وفتح على نفسه باب الخوف والتعلق بغير الله " ا.هـ مفتاح دار السعادة 3/311 وقال المناوي " إن العرب كانت تعتقد تأثيرها وتقصد بها دفع المقادير المكتوبة عليهم فطلبوا دفع الأذى من غير الله تعالى وهكذا كان اعتقاد الجاهلية " ا.هـ فيض القدير 2/342 والقاعدة في هذا كما قرره شيخنا العلامة ابن عثيمين : أن كل من اعتمد على سبب لم يجعله الشارع سببا لا بوحيه ولا بقدره فإنه مشرك . القول المفيد 2/93 فكيف وقد نهى الشارع عنه ونص على أنه شرك ." وجعل سبب تحريم الطيرة الثانى كونها نوع من السحر حيث قال: "ثانيا : الطيرة ضرب من ضروب السحر : عن قبيصة بن مخارق رضي الله عنه أنه سمع النبي (ص)يقول ( العيافة والطيرة والطرق من الجبت ) رواه أحمد( 15956) وابن أبي شيبة (884) وأبو داود (3989) مع عون المعبود والطبراني في المعجم الكبير 18/369 وصححه ابن حبان (6131) وحسنه النووي في الرياض (1670) أما الألباني فقد ضعفه . ضعيف الترغيب والترهيب (1794) قال ابن الأثير : العيافة زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها . النهاية في غريب الأثر 3/330 عون المعبود 10/287 قال المناوي: العيافة بالكسر زجر الطير والطيرة أي التشاؤم بأسماء الطيور وأصواتها وألوانها وجهة مسيرها عند تنفيرها كما يتفاءل بالعقاب على العقوبة وبالغراب على الغربة وبالهدهد على الهدى كما ينظر إن طار إلى جهة اليمين تيمن أو اليسار تشاءم والطرق الضرب بالحصى والخط بالرمل من الجبت أي من أعمال السحر فكما أن السحر حرام فكذا هذه الأشياء أو مماثل عبادة الجبت في الحرمة . فيض القدير 4/395 مرقاة المفاتيح 8/398وذكر إبراهيم الحربي والجوهري : إن الجبت كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك . غريب الحديث للحربي 3/1177 رياض الصالحين /307 عون المعبود 10/287" وهذا الكلام غلط واضح فالجبت هو الطاغوت هو الكفر وليس السحر وكلمة السحر نفسها تعنى الخداع ولا يوجد خداع فى التطير وتناول عقاب المتطيرين حيث قال: "ثالثا : الوعيد للمتطيرين عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله (ص)( ليس منا من تطير أو تطير له ) رواه البزار (3578) والطبراني 18/132 رقم (355) قال المنذري : رواه البزار بإسناد جيد ورواه الطبراني من حديث ابن عباس .. بإسناد حسن . الترغيب والترهيب 4/17 وقال الهيثمي : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا اسحق بن الربيع وهو ثقة . مجمع الزوائد 5/117وقال الألباني : صحيح لغيره . صحيح الترغيب والترهيب 3/170" والرواية المستدل بها الكاتب ايس فيها وعيد أى عقاب يخوف به المتطيرون وتناول أقسام الناس في الطيرة حيث قال: "أقسام الناس في الطيرة: الأول : من يتطير ويستجيب لداعي التطير ويترك ما هم بفعله أو يفعله بدافع التطير فهذا قد وقع في المحرم وولج باب الشرك كما ذكر ابن القيم للأدلة السابقة . الثاني : من إذا وقع ما يدعو إلى الطيرة عند الناس لم يترك ما بدا له فعله ولكنه يمضي في قلق ويخشى من تأثير الطيرة . فهذا أهون من الأول حيث لم يجب داعي الطيرة لكن بقي فيه شيء من أثرها والواجب عليه أن يمضي متوكلا على الله تعالى لحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله (ص)( الطيرة شرك ) وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل . وقد تقدم تخريجه قريبا . الثالث : من لا يتطير ولا يستجيب لداعي التطير : فهؤلاء أفضل الأقسام وأكملهم وأرفعهم درجة عند الله تعالى فعن عمران بن حصين أن رسول الله (ص)قال ( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ) قالوا من هم يا رسول الله ؟ قال ( هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون ) رواه البخاري (5378) ومسلم ( 218) واللفظ له ." والرواية الأخيرة لا تصح لأن المسلمون جميعا يدخلون الجنة بغير حساب أى عقاب كما قال سبحانه:" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" وتناول الكاتب بعض الأمور التى يتشاءم بسببها بعض الناس حيث قال: "صور مما يتشاءم الناس به: بعض الناس يتشاءم برؤية الأعور فقد خرج أحد الولاة لبعض مهماته فاستقبله رجل أعور فتطير به وأمر به إلى الحبس فلما رجع أمر بإطلاقه , فقال : سألتك بالله ما كان جرمي الذي حبستني لأجله ؟ فقال : تطيرت بك . فقال : فما أصبت في يومك برؤيتي ؟ فقال : لم ألق إلا خيرا . فقال : أيها الأمير أنا خرجت من منزلي فرأيتك فلقيت في يومي الشر والحبس , وأنت رأيتني فلقيت الخير والسرور فمن أشأمنا ؟ والطيرة بمن كانت ؟ فاستحيا منه الوالي ووصله . مفتاح دار السعادة 3/272 وآخرون يتشاءمون بيوم الأربعاء أو بشهر شوال عن عائشة قالت تزوجني رسول الله (ص)في شوال وبنى بي في شوال فأي نساء رسول الله (ص)كان أحظى عنده منى قال وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال . رواه مسلم (1423) قال النووي : " فيه استحباب التزويج والتزوج والدخول في شوال وقد نص أصحابنا على استحبابه واستدلوا بهذا الحديث وقصدت عائشة بهذا الكلام رد ما كانت الجاهلية عليه وما يتخيله بعض العوام اليوم من كراهة التزوج والتزويج والدخول في شوال وهذا باطل لا أصل له وهو من آثار الجاهلية كانوا يتطيرون بذلك لما في اسم شوال من الأشالة والرفع " ا.هـ شرح النووي على صحيح مسلم 9/209 وقال القاري : " قيل إنما قالت هذا ردا على أهل الجاهلية فإنهم كانوا لا يرون يمنا في التزوج والعرس في أشهر الحج وقيل لأنها سمعت بعض الناس يتطيرون ببناء الرجل على أهله في شوال لتوهم اشتقاق شوال من أشال بمعنى أزال فحكت ما حكت ردا لذلك وأزاحه للوهم وفي شرح النقاية لأبى المكارم كره بعض الروافض النكاح بين العيدين , وقال السيوطي في حاشيته على مسلم : روى ابن سعد في طبقاته عن أبى حاتم قال إنما كره الناس أن يتزوجوا في شوال الطاعون وقع في الزمن الأول " مرقاة المفاتيح 6/276 الرافضة يكرهون التكلم بلفظ العشرة أو فعل شيء يكون عشرة لكونهم يبغضون خيار الصحابة وهم العشرة المشهود لهم بالجنة . منهاج السنة النبوية 1/38 وآخرون يتشاءمون بشهر صفر وقابلهم آخرون فصاروا يسمونه صفر الخير وذكر العلامة ابن عثيمين أن هذا من باب مداواة البدعة بالبدعة والجهل بالجهل فهو ليس شهر خير ولا شهر شر . وآخرون إذا سافر مثلا أو خرج إلى عمل ما وتلف أحد إطارات سيارته في الطريق يترك السفر ويرجع إلى أهله تشاؤما بما حصل . وآخرون يتشاءمون ببعض منازل القمر والأبراج وهذا منتشر وتتبناه كثير من المجلات قال ابن عبد الحكم : خرج عمر بن عبد العزيز من المدينة والقمر في الدبران فكرهت أن أخرج به فقلت : ما أحسن استواء القمر في هذه الليلة فنظر فقال كأنك أردت أن تخبرني أن القمر في الدبران إنا لا نخرج بشمس ولا بقمر ولكنا نخرج بالله الواحد القهار . أبجد العلوم 2/368 وآخرون يتشاءمون ببعض الحيوانات أو ببعض حركاتها عن زياد بن أبي مريم قال : خرج سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في سفر قال فأقبلت الظباء نحوه حتى إذا دنت منه رجعت فقال له رجل : أيها الأمير ارجع .فقال له سعد : أخبرني من أيها تطيرت أمن قرونها حين أقبلت أم من أذنابها حين أدبرت ثم قال سعد عند ذلك : إن الطيرة لشعبة من الشرك. رواه ابن أبي شيبة (26399) وعبد الرزاق (19506) وابن عبد البر في التمهيد 24/193 وكذا آخرون يتشاءمون برؤية بعض الطيور كالغربان والبومة وغيرها عن عكرمة أنه قال : كنا عند ابن عمر وعنده ابن عباس رضي الله عنهم ومر غراب يصيح فقال رجل من القوم : خير خير فقال ابن عباس : لا خير ولا شر التمهيد 24/ 194 فتح الباري 10/215 وآخرون قد يتشاءمون ببعض الآيات بحيث يقوم بفتح المصحف للتفاؤل فإذا رأى ذكر النار تشاءم وإذا رأى ذكر الجنة تفاءل قال العلامة ابن عثيمين : " وهذا مثل عمل الجاهلية الذين يستقسمون بالأزلام " القول المفيد 1/86 تشاؤم بعض الناس بمن يشبك أصابعه أو يكسر عودا في مجلس عقد النكاح وهذا مما لا أصل له شرعا وهناك من يتشبه بالمتشائمين فمثلا لو رأى رجلا أو شيئا لم يعجبه قال : خير يا طير وهذا وإن لم يرد معناها ولكنها من بقايا الجاهلية لذا ينبغي مجاهدة النفس على ترك تلك الكلمة " وتناول الكاتب علاج الطيرة وهو كفارتها حيث قال: "علاج الطيرة وكفارتها: أولا : التوكل على الله تعالى وعدم الالتفات إليها عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله (ص)( الطيرة شرك ) وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل .وتقدم تخريجه . ثانيا : أن يلح في دعائه الله تعالى أن يجنبه شرها فإن وقع فيها قال الدعاء الوارد في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله (ص)( من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك ) قالوا : يا رسول الله ما كفارة ذلك ؟ قال ( أن يقول أحدهم اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك ) رواه أحمد(7045 ) قال ابن عبد البر " ثبت عن النبي (ص)أنه نهى عن التطير وقال لا طيرة وذلك أنهم كانوا في الجاهلية يتطيرون فنهاهم عن ذلك وأمرهم بالتوكل على الله لأنه لا شيء في حكمه إلا ما شاء ولا يعلم الغيب غيره " ا.هـ التمهيد 24/195 وقال المناوي : " فينبغي لمن طرقته الطيرة أن يسأل الله تعالى الخير ويستعيذ به من الشر ويمضي في حاجته متوكلا عليه " ا.هـ فيض القدير 6/136 ثالثا : أن يرد الطيرة متى ما وردت عليه ولا يستجيب لداعيها فعن عروة بن عامر رضي الله عنه قال : ذكرت الطيرة عند رسول الله (ص)فقال ( أحسنها الفأل ولا ترد مسلما فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله ) رواه أبو داود (3919) والبيهقي 18/139قال النووي " أبو داود بإسناد صحيح " ا.هـ رياض الصالحين /494 الرابع : أن لا يتشبه بالمتطيرين ويأتي بأفعالهم عن أم كرز رضي الله عنها قالت : سمعت النبي (ص)يقول ( أقروا الطير على مكناتها ) رواه أحمد(27183) وأبو داود (2835) وصححه الحاكم 4/265 وابن حبان (6126) وقال ابن حبان " قوله (ص)( أقروا الطير على مكناتها) لفظة أمر مقرونة بترك ضده وهو أن لا ينفروا الطيور عن مكناتها والقصد من هذا الزجر عن شيء ثالث وهو أن العرب كانت إذا أرادت أمرا جاءت إلى وكر الطير فنفرته فإن تيامن مضت للأمر الذي عزمت عليه وإن تياسر أغضت عنه وتشاءمت به فزجرهم النبي (ص)عن استعمال هذا الفعل بقوله اقروا الطير على مكناتها " ا.هـ مرقاة المفاتيح 8/76 فيض القدير 2/70 عون المعبود 10/29 غريب الحديث لابن الجوزي 2/369 وقال ابن جرير " معنى الكلام حينئذ أقروا الطير التي تزجرونها في مواضعها المتمكنة فيها التي هي بها مستقرة وامضوا لأموركم فإن زجركم إياها غير مجد عليكم نفعا ولا دافع عنكم ضرا " ا.هـ تهذيب الآثار مسند عمر بن الخطاب 1/204 غريب الحديث لأبي عبيد 2/138 النهاية في غريب الأثر 4/350 الخامس : استحضار الأدلة الناهية عن التطير فلو كان فيه خير لما نهينا عنه بل كان عقلاء الجاهلية لا يفعلونه قال الحافظ ابن حجر : " وإنما هو تكلف بتعاطي ما لا أصل له إذ لا نطق للطير ولا تمييز فيستدل بفعله على مضمون معنى فيه وطلب العلم من غير مظانه جهل من فاعله وقد كان بعض عقلاء الجاهلية ينكر التطير ويتمدح بتركه قال شاعر منهم ولقد غدوت وكنت لا أغدو على واق وحاتم فإذا الأشائم كالأيا من والأيامن كالأشائم وقال آخر : الزجر والطير والكهان كلهم مضللون ودون الغيب أقفال وقال آخر : وما عاجلات الطير تدنى من الفتى نجاحا ولا عن ريثهن قصور وقال آخر : لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى ولا زاجرات الطير ما الله صانع وقال آخر : تخير طيرة فيها زياد لتخبره وما فيها خبير تعلم أنه لا طير إلا على متطير وهو الثبور بلى شيء يوافق بعض شيء أحايينا وباطله كثير وكان أكثرهم يتطيرون ويعتمدون على ذلك ويصح معهم غالبا لتزيين الشيطان ذلك وبقيت من ذلك بقايا في كثير من المسلمين " ا.هـ فتح الباري 10/213 السادس : أن التطير يفتح باب الوسواس والهموم على المتطير قال ابن القيم : " وأما من كان معتنيا بالطيرة فهي أسرع إليه من السيل إلى منحدره قد فتحت له أبواب الوسواس فيما يسمعه ويراه ويفتح له الشيطان فيها من المناسبات البعيدة والقريبة ما يفسد عليه دينه وينكر عليه معيشته " ا.هـ أبجد العلوم 2/368 وقال : " المتطير متعب القلب منكد الصدر كاسف البال سيء الخلق يتخيل من كل ما يراه أو يسمعه , أشد الناس خوفا , وأنكدهم عيشا وأضيق الناس صدرا , وأحزنهم قلبا , كثير الاحتراز والمراعاة لما يضره ولا ينفعه , وكم قد حرم نفسه بذلك من حظ , ومنعها من رزق وقطع عليها من فائدة " مفتاح دار السعادة 3/273"
| |
|