نقد مسرحية تاجر البندقية
المسرحية تأليف ويليام شكسبير وترجمة حسين أحمد أمين والمسرحية تدور حول ثلاث حكايات تبدو متباعدة ولكنها فى الحقيقة كل منها مرتبط بالأخر كنتيجة
الحكاية الأولى:
الصديقان التاجر انطونيو صاحب سفن النقل فى البحار والمحيطات وصاحبه بسانيو الذى يريد الزواج من حب حياته ولكنه نتيجة إسرافه لم يعد لديه مال لكى يقدمه مهر لمن يريد زواجها نتيجة حبه الشديد لها ومن ثم فالصديق الذى وضع كل ماله فى السفن التى ذهبت فى نواحى مختلفة ظنا منه أنه إن خسر واحدة لن يخسر الكل أراد أن يساعد صديقه لكى يحصل على حلم حياته المرأة التى يحبها فاضطر إلى أن يكون ضامن له فى قرض قيمته ثلاثة آلاف دوقية من المرابى اليهودى شايلوك
الحكاية الثانية :
بورشيا المرأة التى يحبها بطل المسرحية هى بطلة مقيدة بوصية والدها الطيب التى تمنعها من الزواج بمن تختاره هى لأن الوصية كانت :
من يريد خطبتها عليه أن يختار صندوق من ثلاثة صندوق من ذهب وصندوق من فضة وصندوق من رصاص وكل منهم مكتوب عليه عبارة وفى داخل أحد الثلاثة صورة لبورشيا فمن يختار الصندوق الذى فيه الصورة يحق له زواجها
وقد تقدم الأمراء والأغنياء من أنحاء مختلفة من العالم لخطبتها منهم أمير مراكش وأمير أراجون ولكن كل من تقدم فشل فى اختيار الصندوق الصحيح وهو أمر تمنته المرأة من قلبها حتى تتزوج من تريد والذى تمنته أن يكون زوجا لها
الحكاية الثالثة:
حكاية شايلوك المرابى اليهودى وابنته فالرجل رغم مكاسبه الكثيرة فإنه يشعر بأنه مضطهد لكونه يهودى يعيش فى مجتمع مسيحى وهو مضطر إلى البخل على نفسه وعلى ابنته خوفا من المستقبل وهو يحاول أن ينتقم من هذا المجتمع من خلال التعامل بالربا ومن خلال الحادث الرئيسى فى المسرحية وهو عقد الدين الذى عقده مع بسانيو وانطونيو حيث يسلفه ثلاثة آلاف دوقية فإن لم يسدد القرض بعد ثلاثة أشهر يكون عقاب أنطونيو أن يأكل شايلوك رطل من لحمه الحى لأنه أهانه عدة مرات كما يزعم عندما تحدثا عن أمر القروض وحرمة الربا وأما ابنة شايلوك فهى تريد التخلص مع حياة البخل مع أبيها وقد أحبت هى الأخرى شاب مسيحى هو لورينزو واتفقا على الزواج وقررت هى أن تسرق الكثير من أموال والدها قبل الهرب كما قررت التحول من اليهودية إلى المسيحية
المسرحية تناقش عدة موضوعات :
الأول الحب وهى تقرر أن الحب يقع بين مختلفى الأديان فأمير مراكش المسلم تقدم لخطبة بورشيا المسيحية وجيسكا اليهودية أحبت لورينزو المسيحى وتركت ديانتها من أجله
الثانى الصداقة فالصديق ضمن صديقه حتى فرط فى حياته بكونه ضامن يدفع رطل من لحمه
الثالث ثغرات القانون والتى أتاحت لأنطونيو أن ينجو بحياته من عقد شايلوك والهدف من عرض شكسبير لهذا الكلام هو إخبارنا أن القوانين الوضعية البشرية فيها تناقضات كثيرة فالقانون البندقى حيث جمهورية البندقية فيه نص يمنع إسالة دم أى مسيحى ومن هنا تمت مطالبة شايلوك أن يأخذ رطل اللحم فإن نزلت نقطة دم واحدة تمت محاكمته ومصادرة أملاكه
الرابع استخدام الدين كحجة فى إباحة المحرمات فشايلوك علل تعامله بالربا بأن يعقوب عليه السلام استخدم الخداع لكى يأخذ أموال خاله لابان والرجل كما تزعم التوراة المحرفة جعل الشياه تنظر لألوان أشياء حتى تنجب مثلها وهو كلام يتعارض مع علم الوراثة وتناسى أن الدين نفسه يحرم عقد كالعقد الذى اشترط فيه أكل لحم أنطونيو
وتنتهى المسرحية بزواج المحبين واكتشاف من هو الفقيه وصبيه والذى أنقذ الرجل من شايلوك أو الأصح التى أنقذت الرجل وهى نفسها بورشيا و نيريسا وقد كشفتا للأزواج والأصحاب سر تخفيهما