عطيه الدماطى
المساهمات : 2104 تاريخ التسجيل : 18/01/2023
| موضوع: مسرحية أنا الضحية الأربعاء يناير 18, 2023 8:41 pm | |
| مسرحية أنا الضحية "حجرة نوم عادية بها سرير ودولاب ملابس ومرآة وكرسى وبعض السجاجيد البسيطة التى تتناثر حول السرير ،المرأة تجلس على الكرسى أمام المرآة تنظر إلى نفسها نظرات حزينة ، على الحائط صورة زفاف المرأة والرجل وصورة طفل ". أنا شرفى قد ضاع الجانى فعل وأشاع الخبر فى البلدة وذاع خطة رسمت بابداع ليرضى أهلى بالاخضاع ويكونوا أول من باع ويجبرونى بلا اقناع أن زواجه خير متاع وأن البديل هو الضياع تقوم المرأة من على كرسى المرآة وتحرك يديها حركات حزن بوضع الكف على الكف تحسرا وهى تقول لقد ذهب كل ذلك هباء فى لحظة افتراس أضاع كل ذلك رجل أصفه بأنه من الأنجاس أتانى الجبار من خلف ومن أمام بلا احساس نجح فى أن يلتذ بى وأسقانى من مر الكاس وألبسنى ثوب العار ثوب يحضره كل الأنجاس وكان هذا هو الفعل عنوان ومضمون الافلاس لم تحن لى فرصة فرحة ارتداء ثوب الأعراس بلا اكتراث زففت إليه وكأنى حلس من الأحلاس بلا مهر بلا تجهيز أثاث أو احضار ذهب أو ماس أعطوا الجانى هدية على ارتكابه رجس الأرجاس تعود المرأة وتنظر فى المرأة وهى واقفة وتقول : أقف أمام المرآة أنظر لصورتى لا أجد نفسى هى التى تطل على لا ألقى سوى حطامى ينظر إلى فأنا لم أعد أنا وإنما رفاتى تقبلت العزاء منى فى روحى تسير المرأة فى الحجرة وهى تدعك ظاهر يدها اليمنى بباطن اليسرى عدة مرات بقوة: أنا أتذكر زمن الصبا والجمال سبع سنوات من غير اكتمال تذكرت تلك الحيوية والاقبال على الحياة منتظرة تحقق الآمال تجلس المرأة فى على حافة السرير وهى تقول : أتذكر ذلك الجسم عندما كنت أراقب اكتماله انتظارا لذلك اليوم الذى تنتظر كل فتاة وصوله ذلك اليوم الموعود يوم زفافه يوم دخوله على فارسه النبيل الذى اختار القلب قبوله تقوم المرأة وتسير باتجاه كرسى المرآة وتجلس قائلة : أتذكر الشعر الطويل أتذكر القوام الجميل أتذكر الخصر النحيل أتذكر الصدر الجليل أتذكر الوجه النبيل تقف المرأة وتشير بيدها للخلف وهى تقول : أتذكر الفارس النبيل الذى لم يحضر عندما آن الأوان سألت نفسى من يكون ما اسمه ما شكله متى يكون ؟ وأجابت نفسى ليس مهما من يكون بل المهم أن يكون ليس مهما ما اسمـه فهو إنسـان وبعده فالكل يهون وليس مهما ما رسمه فــــهو جميل مهما رسمه يكون وأما متى يكون ففى علــم الرحمن ونعلمه عندما يكون تسير المرأة إلى السرير وتجلس متكورة وقد طأطأت رأسها ويديها تلتفان على ساقيها وتتشابكان وهى تتحدث قائلة : قد تم تكبيلى بميثاق زواج من أحد الفجار هذا الرباط الذى لا يمكن حله فى مجتمع جبار مجتمع يرى أن الطلاق جريمة للفتاة وليس خيار هذا الرباط المقدس الذى لابد أن يقوم على الاختيار لم يكن رباطا مقدسا لأنه كان قائما على الاجبار . وإنما رباطا شيطانيا قام بالاضطرار وبدون انكار تفك يديها من أمام ساقيها وتتجه برأسها إلى أعلى وتنظر قائلة : هل يبارك الله فى رباط شيطانى؟ هل يبارك الله فى رباط اجبارى؟ هل يبارك الله فى رباط اجرامى؟ تعلو نبرة صوت المرأة وهى تتحدث قائلة : أرباط الجريمة مقدس أليس هو رباط مدنس ؟ يجب أن يحل بكل بأس ولا تترك الضحية لليأس تقوم المرأة من مكانها على السرير وتسير جيئة وذهابا قائلة : أتذكر أحلام اليقظة التى كنت أرى نفسى فيها الزوجة الفاتنة أهتم بجسدى والزوجة المطيعة لزوجها بكل بأس والزوجة الخادمة تعمل بكل جلد كنت فى أحلام يقظتى المرأة الفاتنه كنت فى أحلام يقظتى المرأة الطائعه كنت فى أحلام يقظتى المرأة الخادمه كنت فى أحلام يقظتى المرأة الفاهمه أتذكر عندما رأيت نفسى في أحلام اليقظه الأم الحنون التى تعطف على أطفالها والتى تجمعهم تحت جناحها كما تضم الدجاجة فراخها فى حنان بالغ تغطيهم بريشها تسيرالمرأة باتجاه صورة الطفل وتقف أمامها وهى تقول: حلمى أن أكون أم حنون حلمى أحميهم من الجنون حلمى أعلمهم كل الفنون حلمى أن نكون الصالحون تترك مكان الصورة وتسير باتجاه السرير وتجلس على طرفه فتقول : تذكرت تلك اللحظة الجميله التى تقول فيها الفتاة النبيله لأبيها فيها الموافقة الجليله على المتقدم ليد الحليله موافقة دون كلام بالاشاره تذكرت فى أحلام يقظتى على سريرى رقدتى مع فارسى وجلستى أبكى فيضحكنى أحكى فيسمعنى أمرض فيربت على فتخف آلامى أنظر فى عينيه فأرى نفسى تطل على باسمة ضاحكة تذكرت أحلام اليقظة التى كنت أرى فيها الفارس النبيل فى أحضانى أرضعه حنانى . كنت أتخيل فارسى وهو يبثنى هواه وهو يقول ما لذكرك يلح على فى الخطاب إذا قعدت أو رقدت أو قمت بالباب أشوقا إليك يلح فى الإياب والذهاب اشتقت لرؤياك تمشين بالحجاب اشتقت لناظريك وليس لتحت الثياب فما ذكرت جسمك ولا أحسست بالإلتهاب ولا ذكرت حمرة شفتيك عند الإقتراب ولا احمرار وجنتاك ولا فكرت بالرضاب إنما هو الخلق ذكرت ففكرنى بالغياب تقوم وتسير باتجاه كرسى المرآة وتجلس عليه وتشيح بوجهها عن المرآة قائلة : وتخيلت حين أقول له أهواك هوى النفوس الكبار طاعة لك فى كل خير بكـل قوة وعزيمة وإصـرار وعصيانك فى كل شر بكل عزم مؤكد وبتكــرار وتخيلت حين ملئت نظرى منه لأنسى غيره من الأغـيـار وأقول له ظل فى قربى لكى نحقق من الآمال الكبـار ولا تتباعد عنى حتى لا تتوق نفسى لغيرك من الأخيار فالنفس تطلب من يريحها من متاعبها بالليل والنهــار ولو كان عند الجهلاء دميم الشكل تبتعد عنه الأنظــار وتخيلت حين يقلقنى فيخبرنى أن حبه لى كالراسخــات فأقول له أنا أعرف أن جذور حبك فى ثـابتات لا تقتلعها حوادث أو مصائب أو تلك الـمقولات ثم أضحكنى بعد أن أغضبنى بتلك المقلــقات وعمل على أن يرضينى بكل ما أحب من الصالحات تقف وتسير هنا وهناك فى الحجرة وهى تقول : أصحو من أحلام يقظتى على كأس المرار ّأصحو وفى المآقى الدمع كالجوال سار أكرهه أكثر مما قد يعشــقه أناس كثار فالقلب منى قد تهاوى عندما أكره و لم يختار قلبى دام يؤلمه عذابه مع زوج بالاجبار والحبيب فرض أن يختاره القلب بالأفكار والود موجود لدى منذ الصغار ولا جرار والوجد والوله الذى أحسست فى كل دار والبادرات من المآقى وكل بسم مستدار والشاردات من الأنظار من العقول من الأفكار هوى وعشق واشتياق فى النفس حتى الفرار تسير باتجاه السرير وترقد عليه وهى تقول : أريد من يمد إلىّ جنانه لأحلم بآمال كبار أشكو لذلك القلب الأحزان وأحكى الأسرار فيأسو جراحى وينسينى همى باقتدار ويحدثنى حبى لك سيباركه الأبرار فأنت ضوء النهار ونور الأقمار والليل مهما طال يا حبى سيتلوه نهار تقوم من مكانها وتسير وتقوم بضرب الأرض بقدميها وهى تسير وتقول : هو من أضاعنى هو من أهاننى هو من جرحنى هو من أذلنى هو من ذبحنى هو من أماتنى وهل يعقل أن تقوم الضحية بخدمة قاتلها وفوق ذلك وهو الأنكى والأمر إمتاعه جنسيا ؟ قاتلى وأنا ضحيته قاتلى وأنا ذليلته قاتلى وأنا متعته قاتلى وأنا سلوته قاتلى وأنا دميته إن أشد ما يؤلمنى أن الشهوة الجنسية لم تعد مصدر متعة لى إطلاقا وإنما مصدر ألم شديد ألم فظيع ألم رهيب فقبلات قاتلى فوق شفتى كأنها جمرات ورائحته كأنها رائحة البول والبرازات وأصابع كفه تزحف على جلدى كما الحيات ومسحه لشعرى كأنه قملات تجرى متتابعات كل شىء يفعله فى جسدى أشعر أنه شىء من الأشياء المكروهة عند البشر ولقد طلبت منه أن يريحنى من هذا العذاب ولكنه يرفض أن يترك ذلك الجسد الذى امتلكه دون إرادتى وكيف يترك هذا الجسد الذى يمتعه والذى لم يدفع فيه قليلا ولا كثيرا؟ كيف يترك جسد المرأة التى لم ترتد ثوب الزفاف ولا طرحته وأدخلت عليه برغم جريمته ؟ تعود وتجلس على كرسى المرآة وتقول: فى أى شرع يثاب المجرم على جريمته؟ فى أى شرع الضحية تكون هى حليلته؟ أن تكون هى الخادم المطيع الأمين لجلالته؟ إنه شرع الظلم و الكفر الذى أحل رذيلته شرع الإنسان الذى أضاع كل مكانته جريا خلف شهوته ليلتذ بجريرته سبع سنوات من العذاب مرت وأنا محطمة والسبب من؟ إنه الإنسان الذى يجب أن تتحد المرأة به وتترك أباها وأمها ألم يقصوا عليكم فى الكتاب أن المحب والحبيب رفيقا طريق يدعان الآباء والأمهات ليتحدا كما البناء العريق تقف وتقبض يديها بشدة وتمدهما للأمام كأنها تخنق الزوج فتقول : إنه الزوج أريد أن أعاقبه على فعلته أريد أن أقتص منه أريد أن أقتله كما قتلنى من سبع سنوات آلاف المرات وحتى القتل أنا عاجزة عنه عجزى عن الهروب من هذا المجتمع الذى يرمينى بنظرات لا أستحقها رغم أنى الضحية عندهم أنا المجرمة وهو من ارتكبها عندهم أنا المجرمة وهو جلادها عندهم أنا المجرمة وهو من خرقها عندهم أنا المجرمة وهو فض غشائها عندهم أنا المجرمة التى أراق دمها عندهم هو الضحية وأنا من غرها عندهم هو الضحية وأنا من ضرها عندهم هو الضحية وأنا من فضحها عندهم هو الضحية وأنا من خرق سترها تذهب ناحية السرير وترتمى عليه وتحتضن الوسادة وتعضها وتقول بعد أن تتركها : عاجزة أنا عن القتل عجزى عن الإنتحار عاجزة أنا عن القتل من شدة الانكسار عاجزة أنا عن القتل وأنا فى انشطار عاجزة أنا عن القتل خوفا من النار عاجزة أنا عن القتل خوفا من الستار عاجزة أنا عن القتل عجزى عن الاختيار تعود وتضع رأسها على الوسادة وهى تقول : هو يريد حياتى وأنا أريد موته هو يريد لذاتى و أنا أريد اختفائه هو يريد أحضانى وأنا أريد خنقه هو يريد بقائى وأنا أريد فنائه هو يريد مسرته وأنا أبغى هلاكه تقوم من رقدتها وتسير فى الحجرة قائلة : جريمته لا جريمتى خساسته لا خساستى حقارته لا حقارتى قذارته لا قذارتى هل مقدر على أن أقضى كل عمرى مع رجل لا أحبه رجل أكرهه هل مقضى على أن أقضى بقية عمرى فى هذا العذاب ؟ أكره جريمته أكره قذارته أكره خساسته أكره حقارته أتذكر صورته ساعة نتانته ساعة متعته ساعة فرحته ساعة راحته ساعة بسمته ساعة ذلتى ساعة تعاستى ساعة كراهيتى ساعة دمعتى ساعة وجيعتى تجلس على الكرسى وتلتفت يمينا ويسارا وأماما وخلفا وهى تقول : أريد أن اختار الطريقة التى أحيا بها البقية الباقية من عمرى أريد أن أختار رجل أخر أعيش معه فى سعادة ولو ليوم واحد فقط إنى نفسى ميتة تريد أن تحيا مرة أخرى بعيدا عن هذا الرجل فهل هذا كثير؟ أريد أن أحيا حياة الاصرار أريد أن أحيا حياة الأحرار أريد أن أحيا عن اختيار أريد أن أحيا بعين الاعتبار أريد أن أحيا دون انفجار أريد أن أحيا دون أى عار أريد أن أحيا حياة النفوس الكبار تتجه نحو أحد الجدران تضع يديها عليه برقة كأنها تحتضنه وتقول : يا جدارى كنت أريد أزينك بفرشاتى يا جدارى كنت أريد أخط عليك بأقلامى يا جدارى لوحتى عليك فارس أحلامى يا جدارى كنت أريد أن أبثك أشجانى يا جدارى كنت سأكتب عليك أسماء أحبائى أرسم قلبا وبداخله حبيبى وأولادى "تتجه نحو الدولاب وتفتحه وتخرج منه أقمصة نوم تنشرها على السرير " ها هى أقمصة نومى كنت ادخرها لفارسى حتى يرانى فى أجمل صورة ولكن واحسرتى بعد أن كانت مصدر لفرحى عندما تأتينى بها أمى أو يشريها لى أبى أصبحت مصدر لتعاستى أرى فيها الشوك والجمر عندما ألبسها ويريدنى وحشى فى سريرى ترفع القمصان من على السرير ثم ترميها على الأرض وتعيد ذلك عدة مرات وهى تقول قمصان فرحتى صارت قمصان وجيعتى قمصان لذتى وذكرى سعادتى أصبحت طريق لمر عيشتى قمصان متعتى هاهى لمذلتى تجرى نحو التسريحة وتحضر مقصا وتتجه للسرير: أريد أن أذيبها بنيران حرقتى أريد أن أشعل فيها نيران غضبتى أريد أن تختفى من الوجود وأختفى تجرى مرة أخرى نحو التسريحة تحضر سكينا وتسير فى الحجرة : أريد أن أموت فلعل فى الموت راحتى أيتها السكين هلا أرحتنى من مذلتى "تمرر السكينة على رقبتها ثم تعيدها مرة أخرى " ألا أستحق حياة أفضل من حياتى الحالية ألا أستحق أن أكون سعيدة بإرادتى ألا أستحق التحرر من الرجل فتكون عصمتى بيدى تمرر السكين مرة أخرى على معصمها ثم تبعدها: لا أنا أستحق حياة سعيدة من يستحق الموت والذبح ليس أنا ليس أنا ليس أنا بل قاتلى بل قاتلى بل قاتلى بل قاتلى بل قاتلى بل قاتلى ماذا أفعل به ؟ هل اذبحه وهو ساه لاهى ثم أقطعه فيكون هذا علاجى هل أحرقه وهو ساه لاهى وأشاهده يتلوى من ايلامى هل أسممه بعقب سيجارتى ؟ هل أكتم أنفاسه بوسادتى ؟ ماذا أفعل به ؟سبب تعاستى سبب شقائى وقلة حيلتى تمسك بالسكين أمام ناظريها وتجرى حيث صورة ابنها فتقول: هل أقتله؟وما العقاب؟وما الجزاء؟أن أعدم وهو نفسه جزاء جريمته أليس قد أجرم؟ إذا قتلته مصير ولدى بعد موتنا أن يتيتم أن يضيع فى الدنيا ولا يجد له من يخدم أى خيار فظيع يتيم وقتيل وأم تعدم يتيم قد يضيع وقد لا يجد من يرحم يتيم قد لا يحق له بالحنان أن يحلم تمسك المرأة صورة الطفل وتخلعها من مكانها وتنظر فيها وتحتضنها : أنت أنت أنت أنت سبب بقائى هنا فى هذا البيت لا المكان مكانى مكانى ولا البيت بيتى لا يربطنى بالمكان هنا شىء إلاك لا أريد أن أتركك تتعذب أنت الأخر ما ذنبك؟ لا شىء أنت لم تحضر لهذه الحياة بإرادتك لولاك لم اخف من العدم ولم أرض بالعيش فى الظلم أعطيتنى رغبة فى الحياة منعا لهوانك من ذوى الرحم أخاف قساوة أب أو عذاب زوج أب تحكم عليك بالألم تضرب السرير بقبضات يديها ثم تقفز فوقه بعنف كأنها تدكه ثم تجلس وتضع وجهها بين راحتى كفيها وتقول: سريرى صنعت من أجل راحتى سريرى صنعت من أجل لذتى سريرى صنعت من أجل حبيبى سريرى صنعت من أجل عناقى سريرى لا أجد فيه سوى ذلتى سريرى لا أجد فيه سوى علتى سريرى لا أجد فيه سوى عداوتى تعدل من وضعها على السرير وتنثنى وتمد يديها وتتناول خفها وهى تقول: خفى صنعت من أجل مشيتى خفى صنعت من أجل راحتى خفى هل تكون أداة لغضبتى؟ خفى هل تكون دواء علتى؟ خفى هل تكون وسيلة انتقامتى؟ خفى سأمزق بك وجه قاتلى خفى سأقطع بك رقبة ذابحى خفى سأضرب بك جلد سافحى خفى سأفتت بك دماغ فاضحى
تقف وتسير ناحية الدولاب وتفتح أبوابه المقفلة وتخرج بعض ما فيه من ملابس وتنثرها فى أرجاء الحجرة وهى ترميها بيديها ثم تضع يديها وهى مرفوعة على الدولاب وتنزلها ببطء وهى : دولابى خزانة ملابسى دولابى خزانة أسرارى دولابى خزانة مفارشى دولابى خزانة حاجاتى دولابى رمز خزيانى دولابى رمز اذعانى قاتلى بك رشانى قاتلى لك اشترانى و أهلى بالأثاث اسكتانى تقوم من مكانها وتتجه نحو المرآة تنظر لنفسها قائلة : رأيت وجهى فى المــرآة رأيـت همى حفر فيه أخاديد وأصبحت عجوزا قبل المشيب ففى وجهى كثرت التجاعيد على الجبهة رسم خطـــين وعلى خدى ظهر خط العديد تغطى وجهها بيديها وهى تقول ولقد رأيـت وجهى قبل هذا فقلت هـــذه هى الوسامة عامة ترى حسن التقاسيم فى أنف وعيون وثغر السلامة ترفع يديها عن وجهها ثم ترفع يديها متوجهة إلى المرآة ثم تتراجع وهى تقول: المرآة ترى الإنسان شكـــله كـما تريه الأشياء بأشكالها تعكس الحسن والقبح فتــرى فيها من كل خلقة على مثالها وإذا ما نظرت إليها ظننــت أن صفائها من صدق أعمالها وتظهر لك ما يخفى عنك الناس من عيوبك من صفو وصالها تتهاوى جالسة على كرسى المرآة وهى تقول: مرآتى صنعت لأرى فيك جمالى مرآتى صنعت لزينتى ولباسى مرآتى صنعت لاتأمل فيك صفاتى مرآتى الآن أرى فيك أحزانى مرآتى الآن أرى فيك آلامى مرآتى الآن أرى فيك عذاباتى مرآتى الآن أرى فيك ذاتى تضعف وتضعف ثم تتهاوى تقف ثم تمسك المرآة من جانبيها وكأنها تريد أن تخلعها من مكانها تهزها بعنف عدة مرات ثم تعود وتجلس على الكرسى مخفية وجهها وتقول: أه من العجز آه آه من العجز آه قيدت قدمى ّيداه كبلت يدىّ قواه أعمت عينى إصبعاه أقفلت فمى كفاه أصمت أذنى يداه نكست رأسى قدماه أسالت دمى ظفراه صرخت آه آه آه فلم أجد سوى صوتاه يقول مكتوب عليك آه فلا ترومى هزيمتاه قلت بل هو مراماه وسأحاول ما دمت فى حياه رباه أعنى على قواه أحطم كل ما بناه من ظلم وجور بهواه فى غفلة أهل الله تقف وتتحرك داخل الحجرة وهى تقول: عند أهل الله يحق لى الشكوى من كل الجراح المفتوحه فساعتها إذا صرخت سأجد ألف نفس ونفس مجيبه تمد أيديها بالعطف والحنان وتسمع من كل عضو أنينه بكلامها تزيل مرارة الفم وتطفىء فى الجسم نارا مشعوله فجراحى لا تحتاج دواء سوى أن تكون كلمة الحب موجوده تعود وتجلس على كرسى المرآة وتتأمله قائلة : أيها الكرسى صنعت لجلستى صنعت من أجل راحتى لأرى جمالى فى مرآتى لألتفت لحبيبى بزينتى لألفت لى حبيبى برقتى أعطيه الحب فى مهجتى الآن أعطى رجلى كراهيتى أريه فى كل نظرة غضبتى أريه فى كل لفتة ثورتى تقوم ثم تسير من مكانها إلى السرير تضع رأسها على المخدة وهى نائمة على بطنها ووجهها إلى الجانب ويديها تمسك المخدة بقوة كأنها تشدها وتقول : مخدتى عليها تسيل دمعتى مخدتى عليها تظهر كربتى فى خيالى مخدتى لراحتى مخدتى تظهر عليها رقتى وجهى عليها يظهر أنوثتى شعرى يدعو حبيبى لقربتى يدعو هو حبيبى إلى قبلتى تقوم من رقدتها وتمسك بلحاف السرير وتحتضنه وهى تقول: لحافى يزيل برودتى لحافى يزيد حرارتى لحافى يغطى عورتى مع زوج اختاره بحريتى مع حب ترتضيه مخيلتى الآن أحسه هو يسلبنى أنوثتى الآن أحسه لا يزيل من رعشتى الآن أحسه يظهر كل عورتى تقف وتنظر للأعلى ثم تقول : رباه أخيال أن يحيا الفرد مرتاحا أخيال أو خيال أن يفرح الفرد أياما وليال طوال لست أدرى أحياتى كابوسا أم حياتى خيال حتى نور النهار أراه ظلاما أو ظلال أن أرى النور نورا شيئا صعب المنال هل ترانى جننت وهذيانى قد طال؟ هل ترانى أهذى من ظلم الرجال؟ هل أنا أحيا فى الدنيا ودليلى الخبال؟ هل أنا هى أنا سؤال جوابه محال لا تسل عنى فإنى أبغى للقبر ترحال قتلنى وأنا حية من هو أشباه الرجال أبتغى العدل لنفسى فى كل المحال أبتغى العدل سواء فى يمين أو شمال لكن أشباه الرجال أتوا بباطل المقال قالوا حكما باطلا هو الداء العضال خطأ الرجل ذنبه على الكبار الضلال منعوه حقا ومالا للزواج الحلال مات التفكير عندنا وحق البلبال يعاقب غير ظالمه هذا حكم الأنذال عامتنا رضوا بالهوان والامتثال قبلوا نعال الكبار وانحنوا للسؤال بدلوا حكم الله خوفا على العيال وأن تسلب منهم بقايا الأموال غير آسفة على شعب قد مال عن الحق وارتضى هو الضلال تمشى بسرعة لمفتاح الاضاءة وتضع اصبعها على الزر فينطفىء النور وهى تقول : ليالى عندى سوداء لا أنتظر بها هناء والأصل ليالى بيضاء وعند البعض حمراء نكون فيها سعداء لكنى قلبى بها بكاء يجدون فيها السراء وأرى فيها الضراء لو كان زوج النداء لبدا وجه السمحاء بسمة ترتسم بالوجناء بشرة تمتلىء بالدماء لا تفر لداخل الأعضاء تسرع مرة أخرى لمفتاح الاضاءة وتضع يدها على الزر فيضىء المصباح وهى تقول : حينها نورا يكسو وجهى وفى عيني كبريق حنبريت ومن هلالين متقابلين يبدو بينهما كوميض خفيت تخرج كلمات لها وقع الضوء على المقرور البحيت تسمعها أذناه ألحان تأتى فى أنسب توقيت تثلج صدره وعلى لسانى برد حلاوتها الثبيت وتكسو وجهى نورا ومنها ترتسم بسمة حنبريت تذهب إلى السرير وتضع وجهها بين كفيها وهى تقول: هل كان الحلم سراب هل كان الحلم هراء وماء تبخر فى الهواء وصور رسمت على الماء وماء تبخر فى الهواء هل كان الحلم ماء ولم يكن هو فى دماء هل كان هناك لقاء أم صعد خيالى للسماء أسأل نفسى أسئلة بلا معنى سوى ملء الخواء تقوم من على السرير وتسير فى الحجرة ثم تجلس القرفصاء وتقول وهى تنظر لأعلى : رباه عقلى تاه واحتار أأرضى بحياة مع جبار أم أقتله لأذهب للنار أم تسامحنى على الفرار رباه عقلى تاه واحتار ما الحل يا رب الأطهار أصبر على فعل الأشرار ورضا بأهون الأضرار حتى لا يظلم الصغار كما ظلمنى الكبار رباه عقلى تاه واحتار رباه عقلى تاه واحتار رباه عقلى تاه واحتار "ستار النهاية | |
|
Admin Admin
المساهمات : 95 تاريخ التسجيل : 05/01/2023
| موضوع: رد: مسرحية أنا الضحية الأربعاء يناير 18, 2023 10:19 pm | |
| مسرحية مونودراما مميزة معبرة عن قضايا متعددة | |
|