عطيه الدماطى
المساهمات : 2104 تاريخ التسجيل : 18/01/2023
| موضوع: نقد مسرحية بيت الدمية الأربعاء مارس 01, 2023 7:30 pm | |
| نقد مسرحية بيت الدمية المسرحية من تأليف هنريك أبسن وهو واحد من كتاب المسرح الأوربى المشاهير وهو مسرحى نرويجى أبسن فى المسرحية لا يسير حسب البناء الشهير المسمى بالبناء الأرسطى وتعرض المسرحية مشكلة يلخصها المثل : خيرا تعمل شرا تلقه فالزوجة التى مرض زوجها مرضا عضالا عملت على علاج زوجها ولكنه أخفت عنه الحقيقة وهى : أن ثمن علاجه كان قرض حاولت تسديده ونجحت فى تسديد بعضه من مصروفها البيتى وفى سبيل شفاء زوجها زورت توقيع والدها الميت حتى تأخذ القرض وفى هذا قالت فى الفقرة التالية: "نورا إن المسكين وقع فريسة مرض عضال فهو مصاب بسل فى العمود الفقرى كان أبوه رجلا رذيلا لا يتورع عن ارتكاب أى انواه الموبقات وهذا هو السبب فى أن ابنه شب سقيما من الصغر بحكم الوراثة ص 54 ولكن الزوجة لم تعرف زوجها بالمشكلة وإنما أخفتها عنه تماما حتى ظهر فى يوم من الأيام من يكشف السر مطالبا إياها بمقابل وهو أن يبقيه زوجها فى عمله حتى لا يكشف السر الزوج عندما عرف المشكلة جزئيا بدلا من أن يعمل على حلها اتهم زوجته بأنها غير أمينة على أولادها وأنها تستحق العقاب نتيجة التزوير وأنه لا يمكن فى عمله أن يتغاضى عن خطأ ذلك الموظف وأنه سيفصله من عمله المرأة صدمت فى زوجها فالقرض كان من أجل شفائه من مرضه ولم يكن من أجلها أو أجل والدها فالجميل الذى فعلته فيه وهو إنقاذه من المرض قوبل بجحود وليس جحود واحد وإنما جحود فى عقابها بثلاث : حرمانها من أولادها اتهامها بكونها غير أمينة على أولادها نكران الجميل وهو ما جاء فى الفقرات التالية: هيلمر " إن خسة أبيك وطباعه المتهورة قد انتقلت إليك فلا دين ولا أخلاق ولا إحساس بالواجب ص93 هيلمر " وكل هذا بفضل امرأة طائشة لا تقدر المسئولية ص93 هيلمر ستبقين هنا بالطبع ولكننى لن أسمح لك بتربية الأولاد"ص93 المشكلة الكبرى التى طرحتها المسرحية هى : هل يجوز للزوجين أن يخفى أحدهما سر عن الأخر قد يهدم حياتهما فيما بعد ؟ السر جعل المرأة حتى عندما تحدث الأخرين غير زوجها تكذب فقد قالت لصديقتها أن والدها من أعطاها المال فى الفقرة التالية: "نورا :بلغت نفقاتها حوالى250 جنيها مبلغ ضخم أليس كذلك لند :وإنه لمن حسن الحظ أن يتوافر لدى المرء فى ظرف طارىء كهذا نورا: لا لأخفى عليك أننى حصلت على المبلغ من أبى ص26 وأما عند الحديث مع صاحب القرض فقد اعترفت بأنه قرض وأنها زورت توقيع والدها حيث قالت: " كرو جشتاد: هذا التناقض يا مدام هيلمر يتلخص فى أن أباك وقع على الكمبيالة بعد ثلاثة أيام من وفاته نورا :ماذا تعنى لست أفهم ؟ كروجشتاد: لقد توفى أبوك فى 29 من شهر سبتمبر ولكن الوثيقة تقول أنه ذيل توقيعه بتاريخ2 أكتوبر ص44 نورا : أنا التى كتبت توقيع والدى كروجشتاد :أتدركين خطورة هذا الاعتراف ص44 المسرحية طرحت فى مجتمع غير مسلم مجتمع الفردية هى الغالبة عليه والدولة فيه لا تتكفل بعلاج شعبها ومن ثم يضطر الشعب للتحايل على الدولة من خلال الثغرات القانونية كى يسد ضرورياته وهو الحادث فى مجتمعاتنا حيث انتشر الزواج العرفى بين صاحبات المعاش الموروث عن أزواجهن السابقين الموتى وبين رجال يحتاجون للزواج كى لا يضيع المعاش فى أى لحظة بسبب الزواج الرسمى النساء خائفات من المستقبل المظلم وهو طلاقهن فيما بعد وعدم وجود مصدر رزق خاصة أن النساء اللاتى يفعلن ذلك فوق الخمسين فى الغالب الرغبة تتنازع المرأة بين عدم الوقوع فى الزنى وبين بقاء مصدر الرزق وكذلك الرجال الذين يتزوجوهن عرفيا لا يريدون الوقوع فى الزنى ولكنهم فى نفس الوقت لا يجدون زواجا رسميا مريحا لهم فى عصر الغلاء الفاحش المفترض فى مجتمع العدالة أنه لا وجود لتلك المشكلة لأن المجتمع ككل عنوانه : " وتعاونوا على البر والتقوى" ومن ثم فالمجتمع شريعته تكفل للكل كل حقوق الضروريات من علاج ومسكن وزواج وتعليم وطعام وشراب ووسائل مواصلات ولكن فى مجتمعات الفوضى ماذا يكون الحل ؟ الحل فى الحقيقة يختلف فقد يكون أحيانا دفن السر هو الأفضل وفى أحيان أخرى يكون كشف السر للزوج هو الأفضل للتعامل مع المشكلة بواقعية طرحت المسرحية أيضا مشكلة أخرى تتسبب فيها مجتمعات الفوضى وهى زواج المرأة من رجل عجوز غنى وتركها لمن تحبه ويحبها ولكن لا يقدر على الزواج بسبب الظروف المادية وهى مشكلة شائعة فى مجتمعات الفقر وقد ظهرت فى قول الحبيبين بعد أن مات زوجها وماتت زوجته : "كروجشتاد :وهل كان هناك ما يوجب الفهم أكثر مما أظهرته الحقيقة السافرة فى وضوح وجلاء امرأة لا قلب بها تتخلى عن رجل لتلحق بأخر أيسر حالا ...لند: لم يكن أمامى إلا أن أسلك ذلك السبيل كان على أن أقطع علاقتى بك فرأيت من واجبى أن اقضى على أى عاطفة تكنها لى كروجشتاد :هكذا وكل هذا من أجل المال لند :لا تنس أننى كنت أعول أما وشقيقين قاصرين وكان المستقبل بالنسبة لنا ضربا من المحال ص80 المفترض هو زواج المحبين ولكن عندما يشيع الظلم فى المجتمع فالأمل يموت والمشاكل لابد من وقوعها لأن المجتمع عاجز عن تحقيق العدالة وهى هنا إعالة الأم والأشقاء وتعالج المسرحية مشكلة ثالثة وهى صديق الزوج والذى يدخل ويخرج من المنزل فى أى وقت فالصديق لا يجب أن يدخل على الزوجة أو بناتها بمفرده أبدا فى حجرات البيت ويختلى بهن لأن المصير المحتوم الوقوع فى الزنى أو ارتكاب ذنوب أخرى كرؤية العورات وهو ما تبينه الفقرة التالية بين صديق الأسرة وبين الزوجة : "نورا :بلون البشرة مدهشة هه الدنيا هنا ظلام ومن الصعب أن ترى جيدا ولكن غدا فى الحفلة لا لا لا لا يصح أن تتأمل أبعد من القدم على العموم لا بأس لك أن تتأمل الساق أيضا ص 63 نورا: تركز نظرها فيه لحظة قلة حياء رانك: ألن يسمح لى بمشاهدة شىء أخر ؟ نورا :لا شىء مطلقا جزاء على تطاولك ص64" ومن ثم فالصديق يبقى صديقا فى حدود حجرة الضيافة فى وجود الزوج أو وجود الأبناء أو الوالد .. وأما اختلائه فى حجرات النوم أو غيرها بالنساء فمحرم فالواجب هو الفصل بين الضيوف وبين نساء البيت كما قال سبحانه: " وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب" كما تناقش المسرحية عادات سيئة مثل : الكذب على من يريد الإنسان مقابلته بأن المطلوب غير موجود مع كونه موجود فى البيت وهو قول الزوج: "هيلمر إذا كان الطارق يريدنى فأنا غير موجود ص 23 هذه المشكلة شائعة فى كل المجتمعات وحلها هو ما قاله الله لمن يطرق الباب : ارجع فقط دون بيان لوجود المطلوب من عدمه كما قال سبحانه: "وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا " ويجب أن نعلم أولادنا وأنفسنا ذلك وأن نعلمهم أن كلمة ارجع أو عد لبيتك معناها أنه غير موجود أو أنه مشغول النفس ولا يقدر على استقبالك حاليا ولكن كلمة غير موجود وهو موجود تجعل الكراهية تشيع ويتهم بعضنا البعض بأمور متعددة كما تناقش مشكلة أخرى وهى تحريم الزوج على زوجته بعض الطعام بحجة الحفاظ على صحتها كما فى قول الفقرة: "نورا : أوه لا داعى للجزع كيف لك أن تعرفى أن تورفالدو يحرمه على بحجة أنه يفسد أسنانى"ص 36 هيلمر: وهو الزوج حرم على زوجته أكل البسكويت ومع هذا كانت تأكله فى حالة عدم وجوده والمفروض على الإنسان ألا يحرم طعام إلا ما حرم الله وأما العناية بالأسنان فلها سبل أخرى | |
|