اختبارات الذكاء :
بين ليونتن أن ما يدل على تزوير العلم أيضا ما يسمى باختبارات الذكاء فقد صنعت لتناسب تلاميذ مدارس ينتمون للطبقة العليا فمن صنعوها لم ينزلوا لمعرفة معلومات الطبقة السفلى فى مدارسهم ومن ثم فرضوا أسئلة الأغنياء على أولاد الفقراء ومن ثم ظهر الفارق لصالح أطفال الأغنياء وهو ما ارجعوه للوراثة بينما هو فى الحقيقة فارق بيئى فهؤلاء يجدون المواد والأفعال الثقافية فى متناولهم ودون تعب بينما أطفال الفقراء لا يجدون ذلك والأبوين غالبا منشغلين بتحصيل لقمة العيش ولا يجدون فرصة لتعليم أولادهم أو شراء أو كتب أو استئجار معلمين خصوصين لهم وفى هذا قال :
"فأولا ما الذى تقيسه فى الواقع اختبارات معامل الذكاء؟ إنها توليفة من أسئلة عن الأعداد والألفاظ وأسئلة تعليمية وموقفية وهى تسأل عن أشياء من مثل من يكون ولكنز ماكوبر أو ما هى معنى كلمة معقدة مثل .. وماذا ينبغى أن تفعل فتاة إذا ضربها ولد رد الضربة له ليس هو الإجابة الصحيحة وكيف لنا أن نعرف أن الشخص الذى يحسن الإجابة عن هذا الإختبار هو شخص ذكى ذلك أن هذه الاختبارات فى الحقيقة قد عويرت أصلا لتلتقط بالضبط أطفالا فى أحد الفصول ممن سبق أن رسمهم المدرس بأنهم اذكياء أى إن اختبارات معامل الذكاء هى أدوات لإضفاء بريق على التحيزات الاجتماعية للمؤسسات التعليمية لتبدو وكأنها موضوعية وعلميا وثانيا فإن الأفراد الذين يقررون أن يهبوا أطفالهم مبكرا للتبنى هم عادة من أفراد الطبقة العاملة أو من الأفراد العاطلين الذين لم ينالوا نصيبا من تعليم وثقافة الطبقة الوسطى ومن الناحية الأخرى فإن الأفراد الذين يتبنون الأطفال هم عادة من الطبقة الوسطى ولديهم من التعليم والخبرة الثقافية ما يناسب محتوى ومقصد اختبارات معامل الذكاء وبهذا فإن الآباء المتبنين كمجموعة هم يؤدون اختبارات معامل الذكاء بدرجات أعلى كثيرا من درجات الآباء الذين اختاروا أن يهبوا أطفالهم للتبنى والبيئة التعليمية والثقافية التى ينشأ فيها هؤلاء الأطفال فيما بعد هى بيئة يتوقع أن ينتج عنها الارتفاع بكل معاملات ذكاء هؤلاء الأطفال حتى وإن كان هناك برهان على بعض تأثير وراثى من آبائهم بالدم ص35