مراجعة لكتاب سيرة ابن إسحاق (كتاب السير والمغازي) (1)
المؤلف هو محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي بالولاء، المدني (المتوفى: 151هـ) كما هو معروف لدينا وكتب السير التى ألفت في النبى(ص)وهذا أولها كما هو معروف عند المؤرخين حولت السيرة النبوية من الحقيقة إلى الخيال والوهم الباطل فأكثر من 90% من الأحداث التى ذكرتها تلك الكتب أنها وقعت في حياة النبى (ص)لم يرد عنها شىء في القرآن ومعظم تلك الأحداث الوهمية تظهر النبى (ص) إما في صورة الرجل الجاهل والعياذ بالله الذى يخالف أحكام الله في القرآن أو المصر على عصيان الله وإما في صورة فوق حقيقته
هذه السيرة هى أربع مجلدات وقد جمعت في هذا المراجعة كل ما ورد فيها من أوهام واباطيل تعارض كتاب الله أو روايات تتناقض مع بعضها وهى :
حدثنا أحمد قال: نا يونس، عن محمد بن إسحق، قال: بينا عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف نائما في الحجر، عند الكعبة، أتى، فأمر بحفر زمزم "
ويقال إنها لم تزل دفينا بعد ولاية بني إسماعيل الأكبر وجرهم ، حتى أمر بها عبد المطلب، فخرج عبد المطلب إلى قريش، فقال: يا معشر قريش، إني قد أمرت أن أحفر زمزم، فقالوا له: أبين لك أين هي؟ فقال: لا، قالوا:فارجع إلى مضجعك الذي أريت فيه ما أريت، فإن كان حقا من الله عز وجل بين لك، وإن كان من الشيطان لم يعد إليك"
هنا الحلم هو الأمر بحفر زمزم وهو ما يخالف أنها سميت في الحلم مرة بطيبة ومرة بالمضنونة ولم تسم زمزم إلا في رواية قادمة
وهنا أيضا عبد المطلب طلب منه قومه النوم في نفس المضجع ليعرف المكان مرة وهو ما يعارض أنه نام من نفسه ثلاث مرات في نفس الموضع في قولهم :
حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري عن مرثد بن عبد الله اليزني عن عبد الله بن زرير الغافقي قال: سمعت علي بن أبي طالب، وهو يحدث حديث زمزم فقال: بينا عبد المطلب نائم في الحجر، أتى، فقيل له: احفر برة، فقال: وما برة؟ثم ذهب عنه، حتى إذا كان الغد نام في مضجعه ذلك، فأتى، فقيل له:احفر المضنونة، فقال: وما المضنونة؟ ثم ذهب عنه، حتى إذا كان الغد عاد فنام في مضجعه، فأتى، فقيل له: احفر طيبة، فقال: وما طيبة؟
ثم قالوا: يا عبد المطلب، قد والله قضى لك، إن الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة، لهو الذي سقاك زمزم، انطلق، فهي لك، فما نحن بمخاصميك"
والغريب في أمر حفر زمزم في الكعبة هو أنه يصدر من الله لكافروحتى اسمه عبد لغير الله يعبد الأوثان وليس لمسلم وكل ما يخص الكعبة يصدر للرسل(ص) كإبراهيم(ص) وإسماعيل(ص) كما في قوله " وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت " وقال للاثنين" أن طهرا بيتى"
حدثنا أحمد قال: نا يونس بن بكير، عن ابن إسحق قال: حدثني عبد الله ابن أبي بكر بن حزم، عن عمرة ابنة عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، عن عائشة زوج النبي (ص)أنها قالت: ما زلنا نسمع أن إسافا ونائلة رجل وامرأة من جرهم زنيا في الكعبة، فمسخا حجرين
حدثنا أحمد، نا يونس عن ابن إسحق قال: فجاء عبد المطلب بالمعول، فقام ليحفر، فقالت له قريش حين رأوا جده: والله لا ندعك تحفر بين صنمينا هذين اللذين ننحر عندهما،
الغلط في الروايات حدوث زنى داخل الكعبة ووضع أصنام داخل الكعبة وهو ما لا يتفق مع أن الكعبة يحاسب الله فيها على مجرد الإرادة وهى النية السيئة فلا يقدر أحد على الزنى ولا على وضع الأصنام فيها كما قال سبحانه :
" ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
-حدثنا أحمد بن عبد الجبار: نا يونس بن بكير عن ابن إسحق، قال:
فانصرفوا ومضى عبد المطلب فحفر، فلما تمادى به الحفر، وجد غزالين من ذهب، وهما الغزالان اللذان كانت جرهم دفنت فيها حين أخرجت من مكة ، وهي بئر إسماعيل بن إبراهيم، التي سقاه الله عز وجل حين ظمىء، وهو صغير "
هنا في الحفر وجد عبد المطلب غزالين ذهب فقط وهو ما يعارض أنه وجد سيوف ودروع مع الغزالين في الرواية التالية:
حدثنا أحمد قال: ثنا يونس، عن ابن إسحق قال: ووجد عبد المطلب أسيافا مع الغزالين، فقالت قريش: لنا معك يا عبد المطلب في هذا شرك وحق، فقال: لا، ولكن هلموا إلى أمر نصف بيني وبينكم، نضرب عليها بالقداح ، فقالوا: فكيف تصنع؟ قال: أجعل للكعبة قدحين، ولكم قدحين، ولي قدحين، فمن خرج له شيء كان له، فقالوا: قد أنصفت، وقد رضينا، فجعل قدحين أصفرين للكعبة، وقدحين أسودين لعبد المطلب، وقدحين أبيضين لقريش، ..وضرب صاحب القداح، فخرج الأصفران على الغزالين للكعبة، فضربهما عبد المطلب في باب الكعبة، فكانا أول ذهب حليته، وخرج الأسودان على السيوف والأدراع لعبد المطلب فأخذها"
الغلط هو وضع الغزالين الصنمين في داخل الكعبة وهو أمر محال فلا يمكن أن ترتكب جريمة كهذه داخل الكعبة لأن العقاب فيها على ارادة العمل السوء كما قال سبحانه :
" ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
-حدثنا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق، قال: حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: ما زلنا نسمع أن زمزم همزة جبريل بعقبه لإسماعيل حين ظمىء
هنا ظهور زمزم كان بسبب عقب جبريل (ص) وهو ما يناقض أن السبب في وجوده جناحه في قولهم :
حدثنا أحمد: نا يونس، عن سعيد بن ميسرة البكري، قال: حدثنا أنس بن مالك أن رسول الله (ص)قال: ..فقال: أعطشانة أنت؟ قالت: نعم، فبحث بجناحه الأرض، فخرج الماء، فأكبت عليه هاجر تشربه، فلولا ذلك لكانت أنهارا جارية
-حدثنا أحمد، قال: ثنا يونس عن طلحة بن يحيى، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة زوج النبي (ص)إنها قالت: ماء زمزم طعام طعم، وشفاء سقم
الغلط أن ماء زمزم شفاء وهى معجزة لا وجود لها لأنها تعارض أن الله منع الآيات المعجزات فى عهد النبى (ص)وبعده حيث قال:
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ".
ثم ما هى فائدة الطب والأطباء إذا كان الماء شفاء لكل داء ؟
ثم لماذا ذكر الله عسل النحل كشفاء لبعض الأمراض طالما الماء كافى لإزالة الأمراض
حدثنا أحمد قال: نا يونس عن ابن إسحق، قال: حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن عبد الله بن خريت- وكان قد أدرك الجاهلية- قال: لم يكن من قريش فخذ إلا ولهم ناد معلوم في المسجد الحرام يجلسونه، فكان لبني بكر مجلس تجلسه، فبينا نحن جلوس في المسجد، إذ أقبل غلام"
الغلط جلوس قريش في الكعبة للحديث والسمر وهو ما يعارض أن المساجد وضعت لذكر اسم الله كما قال سبحانه :" في بيوت اذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
كما ان الكعبة لا يمكن حدوث ذنوب كالحديث البشرى الباطل والسمر فيها
-حدثنا أحمد قال: نا يونس عن ابن إسحق، قال: حدثني من سمع عكرمة يذكر عن ابن عباس قال: بينا أنا جالس عند عمر بن الخطاب،..
فتتابع منهم تسعة في عام واحد، وضرب الله عز وجل هذا، وأعمى بصره، فقائده يلقي منه ما رأيت، فقال عمر: إن هذا لعجب
أبو تقاصف الخناعي وأخوته
فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق نزلوا إلى جبل فأرسل الله عز وجل من رأس الجبل صخرة تجر ما مرت به من حجر أو شجر، حتى دكتهم به دكة واحدة، إلا رياحا وأهل خبائه"
الروايتان وهى حدوث آيات معجزات وهى الضرب والعمى ودك الناس رآها الناس والرسول(ص) حى يعارض أن الله منع الآيات وهى المعجزات في عهده حيث قال :
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ".
-حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: نا يونس بن بكير عن ابن إسحق قال:
وكان عبد المطلب بن هاشم فيما يذكرون، قد نذر حين لقي من قريش- عند حفر زمزم- ما لقي: لئن ولد له عشرة نفر، ثم بلغوا معه حتى يمنعوه، لينحرن أحدهم لله عز وجل عند الكعبة "
هنا قريش منعت عبد المطلب من حفر زمزم وهو ما يعارض أنهم تركوه يحفرها دون اعتراض في رواية سابقة تقول :
ثم قالوا: يا عبد المطلب، قد والله قضى لك، إن الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة، لهو الذي سقاك زمزم، انطلق، فهي لك، فما نحن بمخاصميك"
-فلما توافى بنوه عشرة.. ، فدخل بهم على هبل في جوف الكعبة، وكان هبل عظيم أصنام قريش بمكة، وكان على بئر في جوف الكعبة، وكانت تلك البئر التي يجمع فيها ما يهدي للكعبة
الغلط في الرواية وضع الصنم هبل داخل الكعبة وهو ما لا يتفق مع أن الكعبة يحاسب الله فيها على مجرد الإرادة وهى النية السيئة فلا يقدر أحد على وضع الأصنام فيها كما قال سبحانه :
" ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
حدثنا أحمد قال: نا يونس عن ابن إسحق قال: ذكروا أن العباس بن عبد المطلب اجتره من تحت رجل أبيه حتى خدش وجه عبد الله خدشا، لم يزل في وجهه حتى مات "
في الكتب أن العباس عم النبى(ص)كان في مثل سنه أو قريب منه وهذا معناه أنه لم يكن ولد أيام ذلك الحدث الذى لم يقع فكيف جر أخاه وهو لم يولد ؟
-قال ابن إسحق: فقالت قريش وبنوه: والله لا تذبحه أبدا ونحن أحياء حتى نعذر فيه، لئن فعلت هذا لا يزال رجل يأتي بابنه حتى يذبحه، فما بقاء... فقالت له قريش وبنوه لا تفعل وانطلق إلى الحجاز فإن به عرافة يقال لها نجاح، لها تابع فسلها، ثم أنت على رأس أمرك، فإن أمرتك بذبحه، ذبحته، وإن أمرتك بغير ذاك مما لك وله فيه فرج قبلته، فقال: نعم ...ثم ضربوا، فخرج السهم على عبد الله، فزادوا عشرا، فبلغت الإبل تسعين، وقام عبد المطلب يدعو ويقول:
يا رب تسعين ورب المشرع ورب من يدفع عند المدفع"
هنا في الرواية ضربوا السهم عشر مرات وهو ما يعارض أن الضرب كان ثلاثا في الرواية التالية :
حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: نا يونس عن ابن إسحق قال: فذكروا أن عبد المطلب قال: لا والله حتى أضرب عليها ثلاث مرات، فضربوا على الإبل وعلى عبد الله "
-قال ابن إسحق: فذكروا أنه دخل عليها حين ملكها مكانه، فوقع عليها عبد الله، فحملت برسول الله (ص)فخرج من عندها حتى أتى المرأة التي قالت له ما قالت، وهي أخت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، وهي في مجلسها، فجلس إليها، وقال: ما لك لا تعرضين علي اليوم مثل الذي عرضت علي أمس؟ قالت: فارقك النور الذي كان فيك، فليس لي بك اليوم حاجة "
الغلط وجود نور كان في عبد الله والد محمد(ص) انتقل لأمه بالحمل وهى آية والمقصود معجزة وهى لا تعطى سوى للرسل كما قال سبحانه :
" وما كان لرسول أن يأتى بآية إلا بإذن الله"
والرواية السابقة ان عبد الله كان متزوج من آمنة فقط وان المرأة الثانية كانت تعرض عليه الزواج ولكن لم يتزوجها وهو ما يعارض أنه كان متزوج من اثنتين في الرواية التالية:
حدثنا أحمد قال: نا يونس بن بكير، عن ابن إسحق قال: حدثني والدي إسحق بن يسار قال: حدثت أنه كان لعبد الله بن عبد المطلب امرأة مع آمنة ابنة وهب بن عبد مناف، فمر بامرأته تلك، وقد أصابه أثر طين عمل به، فدعاها إلى نفسه، فأبطأت عليه لما رأت به أثر الطين، فدخل فغسل عنه أثر الطين، ثم دخل عامدا إلى آمنة، ثم دعته صاحبته التي كان أراد إلى نفسها، فأبى للذي صنعت به أول مرة، فدخل على آمنة فأصابها، ثم خرج فدعاها إلى نفسه، فقالت: لا حاجة لي بك، مررت بي وبين عينيك غرة، فرجوت أن أصيبها منك، فلما دخلت على آمنة، ذهبت بها منك "
-حدثنا أحمد نا يونس عن ابن إسحق قال: فكانت آمنة بنت وهب أم رسول الله (ص)تحدث أنها أتيت حين حملت محمدا (ص)فقيل لها: إنك قد حملت بسيد هذه الأمة"
الغلط هو أن محمد (ص) سيد الأمة وهو ما يخالف ان الأمة ليس فيها سيد لأنهم كلهم اخوة كما قال سبحانه :
"إنما المؤمنون إخوة"
-فإن آية ذلك أن يخرج معه نور يملأ قصور بصرى من أرض الشام، فإذا وقع فسميه محمدا، فإن اسمه في التوراة أحمد، يحمده أهل السماء وأهل الأرض، واسمه في الفرقان محمد فسميه بذلك "
الغلط أن اسم النبى الخاتم (ص) في الفرقان وهو القرآن محمد بينما الاثنين مذكورين في القرآن في قوله تعالى " ومبشرا برسولى يأتى من بعدى اسمه أحمد" وقوله " وكفروا بما نزل على محمد"
-..، فأخذه عبد المطلب فأدخله على هبل في جوف الكعبة، فقام عبد المطلب يدعو الله، ويشكر الله الذي أعطاه إياه، فقال:"
الغلط في الرواية وضع الصنم هبل داخل الكعبة وهو ما لا يتفق مع أن الكعبة يحاسب الله فيها على مجرد الإرادة وهى النية السيئة فلا يقدر أحد على وضع الأصنام فيها كما قال سبحانه :
" ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
-حدثنا أحمد، نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني جهم بن أبي جهم- مولى لامرأة من بني تميم، كانت عند الحارث بن حاطب، ..قلت لزوجي الحارث بن عبد العزى: والله إني أكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع، لأنطلقن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه، قال: لا عليك، فذهبت، فأخذته، فو الله ما أخذته إلا أني لم أجد غيره فما هو إلا أن أخذته، فجئت به رحلي، فأقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن، فشرب حتى روي، وشرب أخوه حتى روي، ..حتى أن صواحبي ليقلن: ويلك، يا بنت أبي ذؤيب، أهذه أتانك التي خرجت عليها معنا؟ فأقول: نعم، والله إنها لهي، فيقلن: والله إن لها لشأنا، حتى قدمنا أرض بني سعد، وما أعلم أرضا من أرض الله عز وجل أجدب منها، فإن كانت غنمي لتسرح ثم تروح شباعا، لبنا، فنحلب ما شئنا، وما حولنا أحد تبض له شاة بقطرة لبن، وإن أغنامهم لتروح جياعا، حتى أنهم ليقولون لرعيانهم:
..جاءنا أخوه يشتد، فقال: ذاك أخي القرشي قد جاءه رجلان عليهما ثياب بياض، فأضجعاه فشقا بطنه، فخرجت أنا وأبوه نشتد نحوه، فنجده قائما، منتقعا لونه، فاعتنقه أبوه، وقال: أي بني، ما شأنك؟
قال: جاءني رجلان عليهما ثياب بياض، فأضجعاني فشقا بطني، ثم استخرجا منه شيئا فطرحاه، ثم رداه كما كان، فرجعنا به معنا، فقال أبوه: يا حليمة لقد خشيت أن يكون ابني قد أصيب، انطلقي بنا، فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما يتخوف
..، فأريت في النوم حين حملت به كأنه خرج مني نور أضاءت له قصور الشام، ثم وقع حين ولدته وقوعا ما يقعه المولود، معتمدا على يديه، رافعا رأسه إلى السماء، فدعياه عنكما "
الأغاليط عدة :
الأول حدوث معجزات الآتان وهى أنثى الحمار والثدى والغنم وغصب الأرض وكل رآه الناس وهو ما يخالف منع الله الآيات المعجزات كما قال تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
الثانى رؤية الأخ للملائكة وهى تشق البطن وتستخرج شىء منها وهو ما يخالف عدم نزول الملائكة الأرض لعدم اطمئنانها وهو خوفها من نزولها كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
-حدثنا أحمد قال: نا يونس بن بكير عن ابن إسحق قال: حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان، عن أصحاب رسول الله (ص)أنهم قالوا: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك، فقال: دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام، واسترضعت في بني سعد بن بكر، فبينا أنا مع أخ لي في بهم لنا، أتاني رجلان عليهما ثياب بياض، معهما طست من ذهب مملوءة ثلجا، فأضجعاني، فشقا بطني، ثم استخرجا قلبي فشقاه، فأخرجا منه علقة سوداء، فألقياها، ثم غسلا قلبي وبطني بذاك الثلج، حتى إذا أنقياه، رداه كما كان"
هنا الرجلين فتحا البطن ومعها طشت فيه ثلج غسل فيه القلب وهو ما يناقض أنهما فتحا الصدر ومعهما ثلج وماء بارد غسل فيه الصدر في الرواية التالية:
حدثنا أحمد قال: نا يونس بن بكير عن أبي سنان الشيباني، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة، قال: قال رسول الله (ص)إن ملكين جاءاني في صورة كركيبن، معهما ثلج وماء بارد، فشرح أحدهما صدري، ومج الآخر منقاره، فغسله
-حدثنا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: ثم خرج يسير حتى إذا كان بالدف من جمدان، من مكة على ليلتين أتاه ناس من هذيل بن مدركة، وتلك منازلهم، فقالوا: أيها الملك ألا ندلك على بيت مملوء ذهبا وياقوتا وزبرجدا تصيبه وتعطينا منه؟ فقال: بلى، فقالوا: هو بيت بمكة، فراح تبع وهو مجمع لهدم البيت، فبعث الله عز وجل عليه ريحا فقفعت يديه ورجليه، وشجت جسده، فأرسل إلى من كان معه من يهود، فقال: ويحكم ..، فرأيت لهم بذلك، فرحت، وأنا مجمع لهدمه، فقال النفر الذين كانوا معه من يهود: ذلك بيت الله الحرام، ومن أراده هلك، فقال: ويحكم فما المخرج مما دخلت فيه؟ قالوا: تحدث نفسك أن تطوف به كما يصنع به أهله وتكسوه وتهدي له، فحدث نفسه بذلك، ..، فأري في المنام أن يكسو البيت فكساه الخصف، وكان أول من كساه، ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه المعافري، ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك، فكساه الوصائل، وصائل اليمن، "
الغلط أن تبع أراد هدم الكعبة في الرواية وهو ما يناقض قولهم في الرواية أن من أراده هلك فكيف عاش تبع طبقا لهذا المنطق وكسى الكعبة ؟
في الرواية السابقة أراد تبع هدم الكعبة وهو ما يناقض أنه أراد أخذ الحجر في الرواية التالية :
"حدثنا أحمد قال: نا يونس عن ابن إسحق قال: فلما أراد الشخوص .. قالوا: تبع يريد أن يأخذ حجرنا يحمله إلى أرضه، فقال خويلد: الموت أحسن من ذلك، ثم أخذ السيف، وخرج وخرجت معه قريش بسيوفهم حتى أتوا تبعا، فقالوا: ماذا تريد يا تبع إلى الركن؟ فقال: أردت أن أخرج به إلى قومي "
-حدثنا أحمد قال: حدثنا يونس عن ابن إسحق، قال: ثم خرج متوجها إلى اليمن بمن معه من جنوده، ..وكان في ظفار اصطوان من البلد الحرام مكتوب في أعلاها بكتاب من الكتاب الأول: لمن الملك، ظفار، لحمير الأخيار، لمن الملك ظفار لفارس الأخيار، لمن الملك ظفار، لقريش التجار، فلما قدمها تبع، نشرت يهود التوراة، وجعلوا يدعون الله عز وجل على النار حتى أطفأها الله عز وجل
وكان لأهل اليمن شيطان يعبدونه، قد بنوا له بيتا من ذهب، وجعلوا بين يديه حياضا، فكانوا يذبحون له فيها، فيخرج، فيصيب من ذلك الدم، ويكلمهم، ويسألونه، فكانوا يعبدونه ..
قال: نعم، فجاءوا إلى باب ذلك البيت، فجلسوا عليه بتوراتهم ثم جعلوا يذكرون أسماء الله عز وجل، فلما سمع ذلك الشيطان، لم يثبت وخرج جهارا حتى وقع في البحر، وهم ينظرون، وأمر تبع ببيته الذي كان فيه، فهدم، وتهود بعض ملوك حمير، ويزعم بعض الناس أن تبعا قد كان تهود "
الأغاليط:
الأول وجود حجر من الكعبة في ظفار وهو خبل فلا يمكن أن يخرج شىء وضعه الله في الكعبة منها أبدا
الثانى ظهور جنى يكلم الناس ويجيبهم على أسئلتهم وهو ما يخالف انفصال عالم الجن عن عالم البشر تماما فلا اتصال بين العالمين بدليل أنهم لم يكلموا الرسول(ص) ولم يشاهدهم وإنما علم بسماعهم للقرآن من الله كمال قال تعالى " قل أوحى إلى أنه استمع إلى نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا"
والرواية تجعل تبع يهودى وهو ما يناقض أنه مسلم في الرواية التالية:
حدثنا أحمد قال: نا يونس عن زكريا بن يحيى المدني قال: حدثنا عكرمة قال: سمعت ابن عباس يقول: لا يشبهن عليكم أمر تبع، فإنه كان مسلما "
-ثم إن أبرهة بن الأشرم، وهو أبو يكسوم، بني كعبة باليمن وجعل عليها قبابا من ذهب، وأمر أهل مملكته بالحج إليها، يضاهي بذلك البيت الحرام
-حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: نا يونس عن ابن اسحق قال:
وإن رجلا من بني ملكان بن كنانة، وهو من الحمس ، ..قال: فعلي اجترأ بهذا، ونصرانيتي، لأهد من ذلك البيت ولأخربنه حتى لا يحجه حاج أبدا، فدعا بالفيل، وأذن في قومه بالخروج، ومن اتبعه من أهل اليمن، وكان أكثر من تبعه من عك، والأشعريون، وخثعم، فخرجوا وهم يرتجزون:
..فعالجوه، حتى كان مع طلوع الشمس، طلعت عليهم الطير معها، وطلعت عليهم طير من البحر أمثال اليحاميم سود، فجعلت ترميهم وكل طائر في منقاره حجر، وفي رجليه حجران، فإذا رمت بتلك مضت، وطلعت أخرى، فلا تقع حجرة من حجارتهم تلك على بطن إلا خرقته، ولا عظم إلا أوهاه ونقبه
وثار أبو يكسوم راجعا، قد أصابته بعض الحجارة، فجعل كلما قدم أرضا انقطع منه فيها أرب، حتى إذا انتهى إلى اليمن، ولم يبق منه شيء إلا اباده، فلما قدمها انصدع صدره، وانشق بطنه، فهلك، ولم يصب من الأشعريين وخثعم أحد "
الغلط أن الله أهلك أبرهة والحبشة ولم يهلك الأشعريين وخثعم الذين خرجوا معه وهو ما يخالف أن الله أهلك كل من كانوا مع الفيل كما قال تعالى :
"ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم فى تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول"
حدثنا أحمد، نا يونس بن بكير، عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن عبد الله بن عباس في قوله: «وأرسل عليهم طيرا أبابيل » ، قال: طير لها خراطيم كخراطيم الطير، وأكف كأكف الكلاب "
الخطأ ان الطير لها خراطيم الطير وأكف كالكلاب وهو ما يخالف أن أرجل الطير غير أرجل الكلاب فالرواية استهبال واستعباط وضحك علينا
-حدثنا أحمد قال: نا أبي، ويونس جميعا، عن قيس بن الربيع، عن جابر ابن عبد الرحمن بن أسباط، عن عبيد بن عمير: «وأرسل عليهم طيرا أبابيل» قال: طيرا أقبلت من قبل البحر كانها رجال الهند «ترميهم بحجارة من سجيل» أصغرها مثل رؤوس الرجال، وأعظمها مثل الإبل الهزل، "
الرواية متناقضة في الوصف فالطير كرجال الهند ومع هذا تصفهم بأن بعضهم كرأس الرجل فقط وبعضها أضخم من الناس كالإبل وهى أوصاف متناقضة لا يمكن أن تكون صحيح
حدثنا أحمد قال: نا يونس عن ابن إسحق، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن عمرة ابنة عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة عن عائشة زوج النبي (ص)قالت: لقد رأيت قائد الفيل، وسائسه أعميين مقعدين، يستطعمان بمكة
الغلط أن الله لم يهلك قائد الفيل، وسائسه وهو ما يخالف أن الله أهلك كل من كانوا مع الفيل كما قال تعالى :
"ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم فى تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول"