عطيه الدماطى
المساهمات : 2098 تاريخ التسجيل : 18/01/2023
| موضوع: مراجعة لكتاب تفسير الكرسي الثلاثاء يناير 31, 2023 3:22 pm | |
| مراجعة لكتاب تفسير الكرسي الكتاب ينسب إلى يحيى بن الحسن وهو أحد أئمة المذهب الزيدى وهو مذهب قريب من أهل السنة وإن كانوا يحسبونه من ضمن مذاهب الشيعة ويقال أن هذا الكتاب كاتبه يحيى بن الحسن هو المؤسس الحقيقى للمذهب كما تقول كتب التاريخ وهو مؤسس الدولة الهادوية فى اليمن وقد ابتدأ الكتاب بالمقدمة التقليدية المعروفة حيث قال: " قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين: أما بعد، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، وأسأله أن يصلي على محمد عبده ورسوله وعلى أهل بيته، وأن يجعلك من أهل ولايته، ويحبوك بحفظه وكلايته، ثم إني سأذكر لك نبأ أهل الزيغ من المشبهة عليها لعنة الله، وأقص عليك سبيل ضلالها عن الهدى ومن حيث ضلت وعميت" وعنوان الكتاب وهو تفسير الكرسى لا يدل على موضوع الكتاب وهو التشبيه وهو تشبيه الله بالخلق وهو يبدأ حيث قال: "التشبيه في عهد رسول الله صلوات الله عليه وآله واعلم رحمك الله أن فريقاً من المشبهة كانوا على عهد رسول الله صلى عليه وآله وعلى عهد علي أيضاً وقد ذكر الله عز وجل هؤلاء الذين كانوا على عهد نبيئه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في آي الكتاب الذي نزله فقال سبحانه: "وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً"[الإسراء: 91] وفيهم يقول سبحانه: "لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوًّا كَبِيرًا يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا وَقَدِمْنَا إلى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا"[الفرقان: 21:23] فعاب الله تبارك وتعالى كفرهم في اعتقادهم التشبيه في الله عز وجل، وجعل مصيرهم إلى النار بذلك." والتشبيه فى الآيات لم يذكره الكاتب وهو: الإتيان بالله والملائكة معا فهم يشبهون الله بأنه مخلوق يمكن الإتيان به كما تأتى الشرطة بالمجرمين أو كما يأتى السلطان بالناس عن طريق الدعوة والتشبيه أيضا هو رؤية الله كما يرى الناس بعضهم البعض وتناول بعض أقوال المشبهة حيث قال : "وكذلك هؤلاء الملحدون، أيضاً، فهم على ذلك السبيل وبه يعتقدون، وعنهم وعن أشياعهم نقلوا هذه الروايات أقوال المشبهة فقالت فرقة منهم إن الله جل وتعالى خلق آدم صلى الله عليه على خلق نفسه، وإنه يضحك حتى تبدوا نواجذه، وقالت فرقة بل هو نور من الأنوار يكل عنه النظر ولا ينفذه البصر وزعموا في زعمهم أن لله عرشاً مشتملاً عليه، وأن النبي صلى الله عليه وعلى أهله أسري به إلى السماء ووصل إلى الله عز وجل ووجد برد أنامله في جسده، وأنه سمع الله سبحانه وهو يقول: كن كن. وقالت فرقة أيضاً إن الله تعالى ذكره يظهر يوم القيامة ويُرى عياناً وإنه يكون يوم القيمة جالساً على العرش، ورجلاه على العرش، وإنه يكشف لهم ساقه ويحتجب عن الكفار فلا يرونه، فصغروا الله، سبحانه وجل ثناؤه، غاية التصغير، وجهلوا قول الله: "وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"." وبعد أن ذكر بعض أقوال المشبهة انتقد الأقوال حيث قال : "فنقول لهم: أيها القوم إنكم جهلتم الله سبحانه فلم تعرفوه، وأشركتم بالله عز وجل فلم توحدوه، والله سبحانه فقد وصف نفسه بغير ما وصفتموه، ونفى عن نفسه ما نسبتم إليه، فاسمعوا إلى قولنا وأنصفوا من أنفسكم، واقبلوا الحق إذا عرفتموه، ولا يفتننكم الشيطان ليخرجكم من أديانكم، فإن الله سبحانه يقول: "وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً"[الفرقان: 29]" الاحتجاج على المشبهة وقد احتج الكاتب بآية الكرسى على كل الروايات التى تشبه الله بالخلق حيث قال : "فمما نذكر لكم ونحتج به عليكم ما ذكر الله سبحانه في هذه الآية من قوله: "وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ"[البقرة: 255]، فأخبر الله سبحانه أن كرسيه قد وسع السموات والأرض، يريد عز وجل أن هذا الكرسي اشتمل على السموات السبع فأحاط بأقطارها، وكذلك اشتمل على الأرضين السفل فأحاط بأقطارها أيضاً، فصار الكرسي مشتملاً على السموات السبع، عالياً فوقها، واسعاً لها. والواسع للشيء هو الذي انبسط فوقه حتى اشتمل عليه فكانت السماوات والأرض أضيق من الكرسي، وكان الكرسي أوسع منهما، فنقول إن الكرسي قد اشتمل على السماوت والأرض حتى أحاط بما فوقهما وتحتهما وأحاط بأقطارهما، فكانت السموات والأرض داخلتين في الكرسي، فصار مثل الكرسي لإحاطته بالسموات والارض كمثل البيضة المشتملة على الفرخ في جوفها، فالبيضة مشتملة على هذا الفرخ في جوفها، ملتئمة عليه ليس فيها صدع ولا ثقب، ولا لما في جوفها منها مخرج، حتى يأذن الله عز وجل لما في جوفها بالخروج. وهذا الكرسي أيضاً مشتمل على هذه الأرض وهذه السماء كما اشتملت هذه البيضه على هذا الفرخ؛ لأنه محيط بأقطار السماء وأقطار الأرض، وكل شي مما خلق الله عز وجل في السموات والأرض داخل في هذا الكرسي، فليس لشي مما خلقه الله سبحانه خروج من هذا الكرسي وهذا الكرسي فليس وراءه منتهى ولا غاية، فاعرف هذا الكرسي كيف هو، فقد ثبت، والحمد لله، أن هذا الكرسي هو المحيط بجميع الأشياء الواسع لها، فصار هذا الكرسي خارجاً منها ظاهراً عليها، وباطناً فيها ظاهراً عليها؛ لإحاطته بها، وباطنا فيها؛ لدخولها فيه، وليست هذه الأشياء الداخلة في هذا الكرسي بممازجة له؛ لأنها أصغر شي في إحاطته." وهذه الحجة ظاهرة وهى : أن الله ليس فى المكان وأنه لا يمكن أن يحتويه المكان لأن كان قبل السموات والأرض وحده فإذا كان ملكه يتسع لخلقه فقط فأين هو إذا لم يكن خارجه ومن ثم لا يمكن أو يكون داخله أو يمتزج بخلقه وبالطبع هناك أدلة كثيرة فى القرآن تمنع التشبيه أهمها قوله سبحانه: " ليس كمثله شىء" وهذه الجملة تنفى كل تشبيه بين الله والخلق فمعنى أى شىء فى الله هو غير فى الخلق فمثلا إذا كان لهم أجسام فهو ليس له جسم وإذا كانوا يبصرون بالعين فالرؤية الإلهية تعنى العلم وليس الرؤية البصرية وإذا كان لهم جهة كالشرق والغرب والفوق والتحت فليس لله جهة وتناول الكاتب حديث أبو ذر عن آية الكرسى حيث قال : "سؤال أبي ذر عن آية الكرسي وسأذكر لك في إحاطة الكرسي بالأشياء خبراً مذكوراً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر عن أبي ذر الغفاري أنه قال: (( يا رسول الله أي آية أنزلها الله تبارك وتعالى عليك أعظم؟ قال: آية الكرسي، ثم قال: يا أبا ذر ما السموات والأرض عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض.)) فانظر إلى ما ذهب إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يريد أن الكرسي اشتمل على السموات والأرض كما اشتملت الأرض على الحلقة الملقاة في جوفها، فدخلت السموات والأرض في الكرسي كما دخلت الحلقة في الأرض، فبطل كل شيء مما خلق الله عز وجل وهلك وغاب، فذهب من كل عرش وسماء وأرض، وثبت هذا الكرسي لا غيره، وكان هذا الكرسي من وراء كل شيء واسعاً لكل شي. فلم يبق عرش، ولا مخلوق، ولا سماء، ولا أرض، ولا جنة ولا نار، ولا جن، ولا إنس، ولا ملآئكة، ولا هواء، ولا شي مما خلق الله عز وجل حتى صار داخلاً في هذا الكرسي؛ لقول الله سبحانه: "وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ "[البقرة:255] فكل شي مما خلق الله سبحانه فقد أحاطت به السموات والأرض وما بينهما، وهذا الكرسي فقد أحاط بالسموات والأرض وجميع ما فيهما، فاعرف هذا الكرسي معرفة جيدة، وتدبره وانظر فيه نظراً مكرراً" والرواية المذكورة لم يقلها النبى(ص) لأنها تخالف كتاب الله فكل آيات الله لا تفاضل بينها لكونها كلها كلام الله وتخالف أن العرش فى القرآن داخل السماء تحيط به الملائكة وتحمله كما قال سبحانه : "الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم" وقال أيضا: " وانشقت السماء وهى يومئذ واهية ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية" ولا يوجد شىء من المخلوقات خارج السموات والأرض لأن الله خلق الكون بسمواته وأرضه فقط حيث قال : "أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شىء حى أفلا يؤمنون" وقال أن الخلق وهم العبيد كلهم فى السموات والأرض حيث قال: "إن كل من فى السموات والأرض إلا أتى الرحمن عبدا " فلو كان هناك خلق أخر خارج السموات والأرض لوجب إتيانهم عبيدا لله ولكن لعدم وجودهم لم يذكرهم وتناول الكاتب رواية أخرى تتعارض مع كتاب الله حيث قال : "فإني قد كررت لك الوصف فيه لتدبره وتعرفه كيف هو، وقِف على ما وصفت لك فيه وتيقنه فإذا عرفته ووقفت عليه بما وصفت لك سواء فانظر الآن إلى ما ذهبت إليه وما الذي أُريد بذكر هذا الكرسي. يروى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((هل تدرون ما هذه التي فوقكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم فقال: إنها أرفع سقف محفوظ وموج مكفوف هل تدرون كم بينكم وبينها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: إن بينكم وبينها مسيرة خمسين ومائة عام، وبينها وبين السماء الأخرى مثل ذلك، حتى عد سبع سموات، وغلظ كل سماء مسيرة خمسين ومائة سنة. ثم قال: هل تدرون ما هذه التي تحتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها الأرض، وبينها وبين الأرض الآخرى مسيرة خمسين ومائة سنة، حتى عد سبع أرضين، وغلظ كل أرض خمسين ومائة سنة ثم قال والذي نفس محمد بيده لو دليتم أحدكم حتى يصير إلى الأرض السابعة السفلى لكان الله عز وجل معه، ثم تلا هذه الآية: "هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"[الحديد: 3].))" والأغلاط فى الروايات التى لم يقلها النبى(ص) هى: الأول أن السماء موج مكفوف ويعارض ذلك وجود المصابيح وهى النجوم فى السماء الدنيا كما قال سبحانه: "ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا " ويعارضه أيضا وجود الجنة والنار فى السماء كما قال سبحانه: "وفى السماء رزقكم وما توعدون " الثانى قياس المسافة بـ150عام والمسافة تقاس بمقاييس مكانية كالميل والشبر والباع والذراع وليس بمقياس زمانى خاصة أن وسائل التنقل مختلفة وكل نوع له سرعة مختلفة فأيها المقصود ؟ والغريب العجيب هو اعتراف الكاتب بوجود الله فى الأرض السابعة من خلال اعترافه بالرواية وهو ما نفاه فى أول الكتاب عن تشبيه الله بالخلق فى وجوده فى المكان ونقل رواية كاذبة عن على للاستدلال بها حيث قال : "وقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: ((لو أن ملكاً من ملائكة الله عز وجل الذين عظم الله خلقهم هبط إلى الأرض لما وسعته))؛ لأن الله جعل السموات أوسع من الأرض والسماء العلياء من السموات أوسع من السماء السفلى؛ لأن السماء العليا مشتملة عليها" وهذا الكلام يخالف نزول الملائكة ألأرض مثلا فى ليلة القدر كما قال سبحانه: "إنا أنزلناه فى ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هى حتى مطلع الفجر" ثم كيف نزل جبريل (ص) الأرض عند مريم وعند الرسل (ص) ألوفا مؤلفة من المرات ومع هذا وسعته الأرض ؟ ثم كيف نزلت الملائكة فى بدر الأرض كما قال سبحانه : "إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى إن تصبروا وتتقوا يأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين"؟ ومن ثم فالأرض تتسع لألوف مؤلفة من الملائكة وقال الكاتب : "فانظر إلى هذه السموات والأرضين ما أوسعها وأعظمها، وسأصغرهما لك الآن في عظمته سبحانه، حتى تعلم علماً يقيناً أنه لا شيء أعظم من الله عز وجل، قال الله في الأرض والسماء: "وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ"[الزمر:67]، فمثل الله سبحانه صغر الأرض في عظمته وقدرته كالقبضة في الكف، فكان في هذا ما يدل على تعظيم الله سبحانه، وكذلك قال: "وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ"[الزمر:67]، فكان هذان مثلين من أمثال الله عز وجل يحكيان عن عظم الله تبارك وتعالى وصغر الأشياء، أنها في عظمة سعته واقتداره أصغر صغيره عنده سبحانه وتعالى." واستدلال يحيى بن الحسن هنا استدلال ظاهرى فكيف تكون السموات والأرض تتسع لله إذا كانت فى قبضته أو فى يمناه فهو أكبر منها ؟ وهذا الكلام هو وقوع من يحيى فيما أراد نفيه من التشبيه من وجود اعضاء جسمية لله من قبضة ويد وكما سبق القول : معنى الكلمة فى الله غير معناها فى المخلوق فالقبضة واليمنى هنا تعنى قدرة الله فالله يعمل كل أعماله بكلمة كن كما قال سبحانه: "إنما قولنا لشىء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون" ومن ثم فكل التعبيرات التى نظن أنها جسمية لها معانى أخرى فى الله وغالبا هى القدرة والعلم وما شابه ذلك وكله يحدث بأمره كن | |
|