السير فى كتاب الله
الله هو المسير:
بين الله أنه هو الذى يسير أى يحرك الناس فى البر وهو اليابس والبحر وهو الماء وفى هذا قال سبحانه:
"هو الذى يسيركم فى البر والبحر"
تنظيم السير:
بين الله أنه قدر السير والمراد نظم للبشر مقادير السير فى السفر حتى يرتاحوا حيث جعل بين القرى وهى البلدات مسافات معينة
"وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير"
أمن السير:
بين الله أنه من ضمن تنظيم السير أن يكون السير وهو التحرك للانتقال من بلدة إلى أخرى انتقالا آمنا والمراد سليما لا يؤذى أحد وفى هذا قال سبحانه:
" سيروا فيها ليالى وأياما آمنين"
أماكن السير:
بين الله أن السير وهو الانتقال يكون فى مكانين:
الأول البر وهو اليابس والثانى وهو الماء فقال سبحانه :
"هو الذى يسيركم فى البر والبحر"
أوقات السير :
بين الله أن للسير أوقات فى الليل وفى النهار حيث قال سبحانه:
" سيروا فيها ليالى وأياما آمنين"
الصيد فى السفر:
بين الله أنه أباح للسيارة وهم المسافرين من الحجاج وغيرهم أكل صيد البحر وهو اللحم الطرى وهو مباح فى وقت الحج وغير وقت الحج وأما صيد البر وهو اليابس فهو محرم على الحجاج مباح للسيارة وهو المسافرين لغرض غير الحج فقال سبحانه :
"أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما"
فائدة السير فى الأرض :
بين الله أن الفائدة منن السير وهو الانتقال فى بلاد الأرض برا وبحرا هو أن تكون للمسافرين عقولا يفكرون بها فى طاعة أحكام الله وفسر هذا بأن تكون لهم أسماع يطيعون بها أحكام الله فى الأرض وفى هذا قال سبحانه:
"أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو أذان يسمعون بها"
التقاط السيارة :
بين الله أن اخوة يوسف (ص) اختلفوا فى أمر يوسف (ص) بين القتل أو طرحه فى الأرض فنصجهم أدهم ألا يقتلوا يوسف وأن يرمون فى ظلمات البئر والسبب أن يلتقه بعض السيارة والمراد أن يأخذه بعض المسافرين معهم إن كانوا يريدون شرا به وفى هذا قال سبحانه :
"اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخلو لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه فى غيابات الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين"
وقد أفلحت النصيحة فوضعوه وهو نائم فى البئر وتركوه وعادوا لديارهم فلما أتى بعض السيارة وهم المسافرين للمكان أرسلوا واردهم وهو مستقى الماء للبئر فلما وجده فى البئر فرح به وأخذه مه باقى المسافرين كسلعة يبيعونها وفى هذا قال سبحانه:
"وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة"
السير وعاقبة الكفار :
بين الله أن من ضمن فائدة السير فى الأرض هو نظر البشر والمراد تفكيرهم فى العقوبات التى حلت بالأقوام السابقة والتى يجدون مساكنهم خالية منهم خربة حتى يتخذوا العبرة مما حدث لهم بسبب كفرهم وهو ذنوبهم المستمرة مع أنهم كانوا أعظم قوة من المسافرين وأنهم أثروا ألأرض وصنعوا فيها عمارات أكثر منهم وفى هذا قال سبحانه:
"أو لم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها"
وقال:
"أو لم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا فى الأرض فأخذهم الله بذنوبهم"
وقال:
أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وآثارا فى الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكذبون"
وبين الله للسائرين وهم المنتقلين فى البلاد أن الكافرين منهم لهم مثل ما فعل بالكافرين السابقين وهو الدمار اى الهلاك الشامل وفى هذا قال سبحانه:
"أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها"
وقد تكرر أمر الله للناس بالسير فى الأرض لمعرفة مصير المكذبين وهم المجرمين وهم المشركين فى أقوال كقوله سبحانه:
"قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين"
وقوله أيضا:
"قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين"
وقوله :
"قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركون"
السير للتفكير فى بداية الخلق:
أمر الله الناس أن يسيروا فى الأرض والمراد أن يسافروا فيها كى ينظروا والمراد يفكروا فى كيفية بدء الخلق وكيفية البعث من خلال مشاهدتهم لخروج الزرع والنبات بعد نزول المطر وفى هذا قال سبحانه:
"قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشىء النشأة الآخرة"
سير لوط(ص) ليلا :
أمر الله لوط(ص) على لسن الملائكة أن يسرى والمقصود أن يسير أى يخرج من بلدته بعد مرور بعض الليل وطلبوا منه هو وأهله ألا يلتفت أحدهم منهم والمراد ألا يرجع أحدهم منهم إلى البلدة سوى زوجته وفى هذا قال سبحانه:
"قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك"
وقال أيضا:
"فلما جاء آل لوط المرسلون قال إنكم قوم منكرون قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون وأتيناك بالحق وإنا لصادقون فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون"
سير موسى(ص) ليلا مع أهله:
بين الله أن موسى(ص) عندما أنهى الأجل وهو عشر سنوات فى خدمة الشيخ الكبيرأخذ أهله وسار والمراد سافر وقت الليل وشاهد وهو مسافر من ناحية جبل الطور نار مشتعلة وفى هذا قال سبحانه:
"فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله أنس من جانب الطور نارا"
سير بنى اسرائيل ليلا :
بين الله ا، موسى (ص) دعاه قائى إن قوم فرعون مفسدون فاهلكهم فأمره أن يسير ببنى إسرائيل ليلا والمراد طلب منه أن يخرج بهم من مصر بعد بعض الليل وبين له أنهم متبعون أى مطاردون وفى هذا قال سبحانه:"
فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون فأسر بعبادى ليلا إنكم متبعون"
وبعد أن سار والمراد خرج بهم وصل إلى البحر فأمر الله أن يشق لهم طريقا جافا فى الماء عن طريق ضرب الماء بالعصا ففعل كما قال سبحانه:
:ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادى فاضرب لهم طريقا فى البحر يبسا"
إعادة العصا سيرتها الأولى :
بين الله أنه لما أمر موسى(ص) أن يلقى عصاه ألقاها والمقصود رماها فتحولت إلى حية تسير على الأرض فأمره ان يمسكها ولا يخشى أذى قائلا :
سنعيدها سيرتها الأولى والمقصود سنرجعها لطبيعتها وهى خلقتها السابقة وهى كونها عصا وفى هذا قال سبحانه:
"وما تلك بيمينك يا موسى قال هى عصاى أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمى ولى فيها مآرب أخرى قال ألقها فألقاها فإذا هى حية تسعى قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى"
القرآن الذى تسير الجبال به:
بين الله أنه لو أنزل قرآنا أى وحيا لتسير به الجبال والمراد كى تنتقل الجبال طاعة لوحى الله من مكان لأخر أو تقسم الأرض به أو يتحدث الموتى فإن الكفار لن يؤمنوا حتى لو شاهدوا كل هذا يتم أمامهم وفى هذا قال سبحانه:
"ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى "
سير الجبال فى القيامة :
بين الله أن فى يوم القيامة تسير الجبال سيرا والمراد تنتقل الجبال من مكانها الثابت فتتطاير فى الجو حتى تصبح غبارا صغيرا وهو ما سماه الله البس أى التقطع قطعا ضئيلة جدا وفى هذا قال سبحانه:
" وتسير الجبال سيرا "
وقال أيضا:
"وسيرت الجبال فكانت سرابا"