مراجعة مقال البيضة والحجر على الطريقة الهندية
الكاتب هو إياد العطار وموضوع المقال هو الدل والنصب على الناس وأن هناك فريق من الناس لا يرتاحون إلا إذا تم النصب عليهم وقد ابتدأ المقال بوجود النصابين في كل مكان حيث قال :
" الدجالون موجودون في كل زمان ومكان , لا يخلو منهم دين ولا وطن , أعني أولئك الذين يستغلون إيمان الناس ومعتقداتهم الدينية لتحقيق مكاسب مادية آنية , من دون أي مراعاة لمشاعر ضحاياهم , ولا شفقة أو رحمة بآلام وأوجاع أولئك المساكين الذي التجئوا إليهم في لحظة ضعف أو يأس"
وتحدث عن أحد الأفلام التى اظهرت أن الناس يحتاجون بالفعل لمن ينصب عليهم فالرجل الدجال الذى اعترف أمام الناس بدجله لم يصدق الناس اعترافه واعتبروه رجلا مباركا في الفيلم وعنه قال :
"ولعل أفضل وأبرع من فضح هؤلاء الدجالين وكشف أساليبهم الشيطانية في عالمنا العربي هو الراحل الكبير الفنان أحمد زكي في فلمه الشهير "البيضة والحجر" فمدرس الفلسفة , صاحب المبادئ والمثل , الأستاذ "مستطاع" , تحول في لحظة ضعف إلى دجال يتاجر بالغيبيات من اجل كسب المال والطريف في القصة هو عدم تزعزع إيمان الناس بقدراته "الغيبية" حتى بعد أن اعترف علنا بأنه دجال لا بل رفضوا تصديقه وأصروا على أنه رجل "مبروك"! وهذه الحالة موجودة فعلا في عالم الواقع "
وتناول حكاية هندى يدعى انه نصف إله داس بأقدامه القذرة التى لا يغسلها على صدر بنت فزاد حالتها سوء حتى ماتت بدعوى أنه مبارك وتم القبض عليه وسجنه وعنه قال الكاتب :
"أمثال الأستاذ "مستطاع" غير مقصورين على بلداننا العربية , فهم موجودون في كل الدنيا , يتشابهون في شيمة الدجل والنصب , لكنهم قد يختلفون من حيث المظهر والأسلوب وأحدهم هو هذا الرجل "المقدس" الذي يضع أقدامه القذرة على عنق وحوض الطفلة المسكينة فهذا الراهب الهندي البالغ من العمر خمسين عاما يزعم بأنه نصف آله , وبأن لديهم القدرة على شفاء الناس من أمراضهم بواسطة أقدامه المتسخة التي يدوس بها على أعناق وبطون المرضى لكي يمتص المرض من أجسادهم ويطرده!
الرجل يقول بأن باستطاعته شفاء جميع الأمراض "بتاع كلو"! من نزلة البرد البسيطة حتى سرطان الرئة
وهذه الطفلة المسكينة كانت تعاني من البرد , فسحقها "صاحب القداسة" بأقدامه لكي يشفيها! لكن أهل الطفلة على ما يبدو لم يرقهم الأمر ربما لأن الطفلة لم تشفى , بل ساءت حالتها , ولعلها ماتت المسكينة فتقدم الأهل بشكوى للشرطة التي ألقت القبض على الراهب الدجال ووضعته في السجن انتظارا لمحاكمته
الطريف أن الراهب اخبر الشرطة بأنه لا يحتاج إلى محامي للدفاع عنه في المحكمة لأنه سيتكلم باسم الله!"
بالطبع الرجل هنا صدق كذبته ولم يرتدع عما قاله وهذا دليل إما على جنونه وإما على تكبره وكفره