مراجعة مقال حقيقة تحول الفتاة العمانية إلى مسخ
موضوع المقال هو خبر ليس له أساس عن تحول فتاة عمانية إلى مسخ نتيجة سخريتها من كتاب الله وقد ابتدأ المقال بالخبر حيث قال :
"في عام 2005 سرت شائعة قوية عن فتاة عمانية تحولت إلى حيوان زاحف بسبب إستهزائها بالقرآن الكريم و وصل الأمر إلى حد توزيع منشورات لصورة الفتاة المزعومة في المدن و القرى المختلفة و نشرها في الصحف و المثير في الموضوع أن الإشاعة لم تقف عند حدود بل اصبحت حديث الجماهير العربية في كل مكان. الحديث عن هذه الفتاة لا يزال .. و الناس في حيرة بين مصدقين و مكذبين و ردود الأفعال متباينة و شبكة الإنترنت باتت مسرحا عاما للحوار و النقاش في هذا الموضوع و العجيب حتى الآن أنه لم يصدر أي رد فعل من دولة عمان سواء بنفي أو تأكيد هذه القصة"
وذكر المقال أن جريدة النبأ تحول الموضوع فيها لنقاش مطول وتساؤلات والهدف بالطبع هو مزيد من الربح عن طريق بيع أعداد الجريدة والصحافة تركز على الغرائب لأن الناس متعلقون بالغرائب حتى ولو كانت غير حقيقية
يقول المقال :
" جريدة "النبأ" تلقت رسائل عديدة من قرائها طالبوا بمعرفة حقيقة الموضوع و الوقوف على مدى صدق أو كذب هذه القصة و ذلك بعد أن وصلت الأمور إلى حد إستغلالها في المتاجرة بالدين و توزيع منشورات تروج على أنها معجزة إلهية مع أن الإسلام لا يحتاج إلى مثل هذه المعجزات - أقصد - هذه الهراءات"
كاتب المقال حاول التحقيق فى الأمر فوجد أن الخبر نشره منتدى على الشبكة العنكبوتية ونقلته منتديات أخرى عنه وصحف حيث قال :
"و من منطلق الحرص على تبديد الشكوك و توضيح الحقيقة بحثنا في الموضوع و يسرنا أن نضع هذه الحقائق التي نتمنى أن تكون خطوط فاصلة في هذه القصة. في البداية نرجو أن نوضح أن قصة هذه الفتاة الممسوخة منقولة عن أحد المنتديات على شبكة الإنترنت و المنتدى لمن لا يعرف يختلف عن الموقع في طبيعة أخباره و موضوعاته فهو لا يعبر عن الإدارة و المسؤولين و إنما عن الأعضاء الذين يكتبون بأسماء مستعارة و المنتدى بخلاف الموقع يفسح الطريق أمام أي شخص لكتابة و إبداء الرأي بحرية و لكن و رغم ذلك باتت مصادر تعتمد عليها وكالات الأنباء و الصحف في نقل الأخبار و الموضوعات وبدأت القصة عندما كتب أحد الذين يجهلون الإسلام وأخلاق المسلمين خبرا على أحد المنتديات "
ومضمون الخبر الذى كتبه الضال المضل هو :
"مضمونه أن فتاة من عمان كانت تتابع قناة غنائية فضائية على الدش بينما كانت أمها تقرأ القرآن الكريم و قالت لأمها: أزعجتينا بالقرآن إذهبي إلى مكان آخر فأصرت الأم على البقاء في مكانها فاندفعت الفتاة و إخذت المصحف و رمت به على الأرض فذهبت الأم و حملت المصحف و وضعته على صدرها فسقطت إبنتها على الأرض و خسف الله سبحانه و تعالى بها على شكل "مسخ" أو حيوان زاحف يشبه القرد و توجد الفتاة بإحدى مستشفيات مسقط. و قد أرفق كاتب القصة صورة شخصية للفتاة بعد مسخها"
وبالتحقيق تبين أن لا صحة للخبر وأن الناشرين هم تحملوا وزره حيث قال :
"المهم القصة نقلت عن المنتدى إلى منتدى آخر حتى وجدت مكان ثابت في جميع المنتديات على الإنترنت و لكن بدأت الأمور تتخذ منحنى آخر عندما نقلها أحد المواقع المفترض فيه أن يتوخى الحذر في نقل مثل هذه القصص لتنقلها بعض الصحف لتصبح القصة محل جدل واسع في الأوساط العربية و الإسلامية كما هو حاصل الآن. و بعد بحث و تمحيص تبين لنا أن هذه القصة لا تعدو مجرد شائعة أطلقها شخص قبل أكثر من عامين و الصورة موجودة على الإنترنت و لكن مقصورة على المنتديات فقط و لم تعرف القصة الانتشار إلا بعد نشرها في بعض الصحف و من هنا يلقي باللوم على هذه المطبوعات التي لم تتحرى الدقة فيما تنشره و لم تعمل حسابا لذوي الثقافة المحدودة الذين يصدقون مثل هذه الهراءات. و يحسب لموقع النيلين الذي نشر القصة أنه بادر بالإعتذار الرسمي لكافة المسلمين و الجماهير في أنحاء العالم عن نشره للصورة و الخبر و خص دولة عمان التي ورد اسمها في القصة باعتذار خاص و إن كان قد وجه لها اللوم على عدم صدور رد فعل من جانبها بنفي الواقعة أو تأكيدها. هذا بالنسبة للموقع"
وحقق الكاتب فى الصورة المنشورة مع الخبر فى المنتدى فتبين أنها لوحة رسمها رسام من استراليا لعملية استنساخ البشر حيث قال :
" أما الصورة فحولها كلام كثير و تحرياً للدقة فيما نقول الصورة ليست تركيباً أو من عمل مصمم فوتوشوب بارع بل هي من صنع فنان إسترالي و عرضت بأحد المعارض و كانت عبارة عن مجسمات لتحولات علمية لتناسخ البشر مع الحيوانات باستخدام تقنيات الاستنساخ والتقنية الحيوية .. و المدقق لخلفية الصورة التي عرضتها الصحف و المنشورة على المنتديات يجد نفس الخلفية للصورة التي رسمها الفنان ووضع فيها أكثر من مجسم و هوما يؤكد أن الأمر شائعة وكل الذي فعله صاحب الشائعة في الصورة أن قام بتظليلها في الأجزاء الحساسة أكثر أما أصل الصورة كما ذكرنا فيدور حول فكرة الهندسة الجينية"
وبناء على المقال يجب أن يتبين كل من ينشر حقيقة ما سنشره لأن فيه تضليل للناس والبعض من الأخبار الكاذبة قد تؤدى لكوارث لا يعلمها إلا الله