عطيه الدماطى
المساهمات : 2111 تاريخ التسجيل : 18/01/2023
| موضوع: مراجعة لحكاية عروس الغيث الأحد مايو 12, 2024 7:59 pm | |
| مراجعة لحكاية عروس الغيث الكاتب هو عبد الرزاق طواهريه من الجزائر وموضوع المقال حكاية خرافية من حكايات الوثنية عن فتاة أمازيغية جميلة جمالا فائقا اختارت العزة فى الجبال وحدثت موجة جفاف فكانت تغنى وتشكو حتى سمعها إله من آلهة الوثنيين فأجاب دعواتهما وأنزل المطر وكرر زياراته للفتاة التى اعجب بها وطلب منها الزواج فرفضت وهربت فأنزل بأهلها موجة جفاف ومن ثم عادت الفتاة للغناء ووافقت على الزواج به فقام بإنزال الغيث على القرية يحكى الكاتب حكايته الوثنية حيث قال : "نقودكم أعزائي القراء إلى قرية جبلية بمنطقة الأوراس -الجزائر- حيث تكتسح الخضرة سطوح الجبال التي تنفجر منها ينابيع المياه العذبة والأنهار الصافية والوديان المباركة، لتجعل منها مكان رائع للعيش الرغيد وتربية المواشي في الأعالي الشاهقة وتحت نسيم نقي يشق الصدور بالخير وينعشها. نصل الأوراس لنقص لكم أسطورة جميلة ينسجها الحب والعفة والحنان وتعطينا أحسن مثال على احترام الأهل والأعراف قبل احترام الذات. أسطورة لا يكاد يعرفها أغلب سكان شمال أفريقيا لكنهم يعملون بها دون علمهم، إنها أسطورة عروس المطر أو الغيث. جبال الارواس حيث الطبيعة الخلابة والهواء النقي .. تبدأ حكايتنا في زمن بعيد جدا في قرية الأوراس المطلة على سلسلة جبلية شاهقة وجميلة شمال الجزائر حيث كان الناس هناك يؤمنون بالآلهة المتعددة ويعبدونها قبل انتشار الإسلام هناك، ومن أبرز الآلهة المقدسين بالنسبة لهم هو' أنزار إله المطر والرعد والسحاب، ويعود اهتمامهم بهذا الإله نسبة إلى أنه هو من يساهم في جمال وروعة قريتهم التي يغمرها بالأمطار الغزيرة والمناخ الملائم لازدهار زراعتهم وامتلاء وديانهم وأنهارهم بالمياه العذبة، فكانوا يصلون له عله يستجيب لهم. كانت تعيش في القرية أجمل خلق الله على الإطلاق حسب الأسطورة، وهي فتاة امازيغية تدعى 'تيسليت' بيضاء البشرة واسعة العينين وثاقبة النظر، مثيرة الجسد وكثيرة الخجل والوجل، من كثرة جمالها وعفتها لم يجرؤ أوسم الشباب على محادثتها خجلا منها، فكانوا يعتبرونها ملاك سماوي يتعذر على البشر محادثته، وهذا ما زرع فيها فكرة العزلة فأصبحت تعتكف في أكثر مكان تعشقه وهو قمم الجبال وتحديدا بين الأنهار العذبة التي كانت يثيرها خريرها وانسياب مياهها الصافية، ما يجعلها تلج فيها وتغتسل وتغني أطيب الأغاني بصوتها الحنون الراقي الذي يشد انتباه الخلائق لها من دواب وحشرات وكيانات العالم الآخر. استمرت الأيام ومرت الأوراس بفترة عصيبة، جفت فيها الأودية والأنهار وعم الجفاف المنطقة فلم تفلح دعوات الناس لإله المطر أبدا، إلى أن صعدت جميلة القرية 'تيسليت' الى الجبل واستقرت بين الوديان تبكي وتغني بصوت عذب يشكو حالها وما آلت إليه قريتها، لفت هذا الغناء انتباه إله المطر الذي كان يطير بين السحاب فتتبع مصدر ذلك الصوت إلى أن رأى صاحبته آية في الجمال وعفة في الأخلاق وبصفة الإلوهية أستطاع قراءة ما في قلبها وماضيها فتوقف لبرهة يتأمل حسنها ويسمع صوتها، إلى أن أعجب بها فقرر مكافأتها، ضرب السماء بقوة فأنزلت أمطار غزيرة وتجمعت سحب بيضاء جميلة أعطت رونقا خاصا للقرية وفرح السكان واخضرت القرية مجددا وطويلا لأن 'أنزار' استقر في المكان التي تزوره جميلتنا كل يوم فكان ينزل المطر كلما سمع صوتها، إلى أن بلغ به الهيام أن يصارحها بحبه لها، بعد أن استغرب من نفسه فهو اله وليس جيدا أن يقع في حب مخلوق. انتهز فرصة جلوسها بين أحضان الغدير وقام بالهبوط إلى الأرض، انفجرت السماء بروقا رعدية ارتطمت بالسطح وخرج منها شاب وسيم قوي، اقترب هذا الشاب من تيسليت فاشتعلت خجلا واحمرارا ولم تنظر إليه وطالبته بالرحيل، لكنه أخبرها انه إله ويريد الزواج بها عن حب، فخافت وهربت تجري، واستمرت مواعيدهما في الجبل حتى استأنسته وأصبحت ترتاح له وبدأت تحبه شيئا فشيئا. لكن الإله كان متسرعا وأعاد إليها سؤاله في الزواج منها فرفضت وهربت إلى قريتها ولم تعد ترجع إلى الغدير، وهذا ما أغضب 'أنزار' فحمل نفسه وطار في السماء وابعد السحب والأمطار عن القرية حتى جفت وديانها وأصبحت كالصحراء القاحلة. وبعد أشهر من الجفاف قرر سكان الأوراس الهجرة ومغادرة هذا المكان القاحل، لكن ' تيسليت' امتنعت ورفضت الفكرة لحبها لقريتها، وصعدت تبكي وتنادي إله المطر في الجبل بموافقتها الزواج منه، فاجتمع أهل القرية ليروا الحادثة الغريبة، حيث نزل الإله فرحا وحمل عروسه وطار بها بين السحب، وفجأة ضربت المنطقة أمطار غيثية ارتوت إليها الأرض وأعادت للقرية نظارتها التي افتقدتها وأصبحت أحسن من ذي قبل وحل محل الفتاة قوس قزح يظهر في حال سقوط المطر. وتوارث السكان عادة يمارسونها وينسبونها لعروس الغيث ' تيسليت' وهي سكب الماء وراء كل شخص مسافر، في إشارة إلى إن إله المطر سيحميه لأنه حمى قريتهم من الجفاف، فلازالت هذه العادة مستمرة إلى يومنا هذا وأصحابها يجهلون قصتها إلا القليل فقط، وأنا شخصيا لا يزال بعض من أقربائي يرشون السيارة بالماء في حالة السفريات المفاجئة وخاصة إلى أماكن بعيدة. " بالطبع عروس الغيث تشبه عروس النيل التى تأتى بالفيضان وغيرها من الحكايات فى الثقافات المختلفة والتى تجتمع على أن هناك فتاة تضحى بنفسها من أجل السقيا وهو ما يعارض أن الطريق هو طلب السقيا من الله كما قال سبحانه : " وإذ استسقى موسى لقومه " بالطبع الدعاء مطلوب ولكن البحث عن الماء بالأسباب مطلوب خاصة بعد انتهاء عصر الآيات المعجزات كالسقيا بالدعاء
| |
|