مراجعة لحكاية الرأس المسكون
يحكى كاتب المقال كمال غزال حكاية من حكايات الخداع أو التوهم عن رأس ستحرك مقطوع موضوع فى متحف بريطانى يتحرك بمفرده حيث قال :
"يقدم (جيسون كارل) أكثر القطع اثرية إثارة للاهتمام في المتحف الأكثر إثارة للخوف في المملكة المتحدة وهو رأس إنسان قيل أنه ينتقل من تلقاء نفسه حيث أصبح متحف الشعوذة The Museum Of Witchcraft الذي يقع على ساحل الكورنيش القديم بمثابة ثروة وطنية بالنسبة للوثنيين والمجتمعات البديلة ليس فقط في داخل المملكة المتحدة فحسب وإنما في خارجها أيضاً.
فمنذ أن جرفت الفيضانات المدمرة معظم القرية في عام 2004 خضع المتحف لبرنامج تجديد واسع النطاق بهدف توفير البيئة المثلى لحفظ التشكيلة الفريدة من الآثار المعروضة وشمل التجديد استخدام أحدث التقنيات في ضبط كل من الحرارة والرطوبة والإضاءة.
ومن بين أكثر المعروضات غرابة وشعبية في المتحف يظهر رأس مغطى بالقطران (القار) وصندوق قديم مخصص لحفظ الكتاب المقدس، اللذان كانا لسنوات عديدة موضع الكثير من التكهنات بخصوص تاريخهما ومنشأهما الأصلي والغرض منهما.
هناك أجواء غير عادية تجذب أعداداً ضخمة من زوار المتحف والمرشدين السياحيين حيث يصفونها بحضور روحاني أو هالة aura تحوم في أرجاء المعروضات ويصعب عليهم تفسيرها ويبدو أنها تشير إلى نفسها بشكل فعال.
ليس هذا فحسب وإنما وجود الرأس الذي عُرف عنه أنه ينتقل بدون أي مساعدة من أيادي البشر أصبغ على المكان صفة " المسكون " فأثناء أعمال التجديد الروتينية التي أجريت خلال شتاء عامي 1996 و 1997 تم حفظ الرأس بعيداً لئلا يلحق به أي ضرر على طرف طاولة في غرفة نوم (غراهام كينغ) مالك المتحف الحالي."
من المعلوم أن زمن الآيات وهى المعجزات انتهى بمنع الآيات وهى المعجزات فى بعثة محمد(ص) حيث قال سبحانه :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ومن المعلوم أن أى جسم يتحرك إما يتحرك من نفسه وإما بقوة غيره ومن ثم لا تفسير لحركة الجمجمة إلا أن داخلها جهاز مبرمج على تحريكها أو داخلها قطعة حديد وأسفلها مغناطيس يحركه أحدهم فيتحرك الرأس
لا يوجد تفسير ثالث
وتناول الكاتب ما قاله صاحب ومدير المتحف حيث قال :
"يعتقد (غراهام) أن قطعة الرأس كانت مسؤولة عن مجريات الأحلام المتكررة التي عاشها في ذلك الوقت ففي إحدى هذه الأحلام أتاه اسم (هاري) لذلك الرأس المجهول بالاسم والهوية. وكان (سيسيل وليامسون) وهو المؤسس الأصلي للمتحف والقيم عليه لمدة طويلة قد قدم شرحاً موجزاً لسنوات عديدة فيما يلي نصه:
" من فضلك لا تكره هذه الجمجمة فهي مثلك، كان بمقدورها مرة أن تضحك وتبكي، لكن الذين في موقع السلطة ارتأوا لحكمة وجدوها أن يقطعوا رأسه ويغطسوه في مرجل من القطران ليعرض الرأس بعد ذلك كتحذير للجمهور.
وفي تاريخ لاحق استرجع الرأس روحاً طيبة كانت على الأغلب قسيساً لتنقذه من سوء المعاملة فتضعه في صندوق الكتاب المقدس. ومن ثم سقطت قتابل هتلر على كنيسة لندن حيث تم العثور على الصندوق بين الأنقاض عند الجدار الشرقي للكنيسة (آنذاك) وخلف المذبح مباشرة. فما كان من القائمين في الكنيسة إلا أن رفضوا الاحتفاظ بتلك القطعة الغير مرغوب بها، ومما لا يدعو للاستغراب أن القطعة انتقلت بين آلاف الأيادي وسرعان ما نسجت حولها الحكايا "."
وهو كلام لا أصل له وكلها حكايات اخترعها هو أو توهمها وحكى الكاتب ما أسماه تحقيق الموضوع حيث قال:
"التحقيق
لاشك أن القصة أعلاه مليئة بالإثارة والإستعراض وحتى القنابل!، فهل كانت أياً من وقائعها صحيحاً بالفعل؟
يتذكر (سيسيل) نفسه وباعتزاز عضواً من شركة خفية كان معروفاً برواية القصص الخيالية وربما كانت بعض الأجزاء من روايته لتاريخ الرأس المذكور مجرد افتراضات وليست أحداثاً واقعية.
أراد (غراهام كينغ) وفريقه معرفة ما جرى بالضبط فيما مضى ليضع حداً للقصص حول الرأس وإلى الأبد، فبدأ في مطلع عام 2010 إجراء تحقيق في تاريخ الرأس، حيث استخرج (مارتن سميث) وهو محاضر في الطب الشرعي وبيولوجيا أصل الأجناس البشرية في جامعة بورنماوث عينة من قطعة الرأس ومن ثم أرسلت إلى نيوزنلندا لمعرفة تاريخها باستخدام فحص الكربون المشع وكانت النتائج مثيرة للاهتمام على أقل تقدير: هناك احتمال بنسبة 95 ? لأن يرجع تاريخ الرأس إلى 360 قبل الميلاد وحتماً ليست بعد الميلاد مما يعني أنها أقدم بكثير مما كان يظنه (سيسيل وليامسون) وأن قصته هذه عن العصور الوسطى وتقطيع الاوصال وعرضها للجمهور قد لا تكون دقيقة.
ويرجح أن يكون الرأس لمومياء مصرية قديمة من المحتمل أنها أنثى وتعرف الآن باسم " هاري-إيت " و " القطران " الذي غطس به الرأس هو بالأصل نوع من راتنج الخشب وربما كان خشب الصنوبر وليس "القار" كما كان يعتقد في البداية. حيث اتضح أن الطريقة التي حفظ بها الرأس متسقة مع نظرية المومياء المصرية."
بالطبع كل المادة الموجودة فى الكون خلقت فى وقت واحد من الماء كما قال سبحانه :
"أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شىء حى "
ومن ثم فكل ما يقال عن تحديد العمر المادة بالكربون المشع أو غيره هو خداع للبشرية فلا يمكن لأحد أن يحدد تاريخ وجود شىء من الماضى لأنه من علم الغيب الذى لا يعلمه سوى الله كما قال :
" إنما الغيب لله"
لأن كل مخلوق مخلوف من مادة سابقة على وجوده وهى التراب والماء الذى أكله الوالدان وتحول فى جسمهما لحيوان منوى وبويضة ومن ثم تنتهى المادة للأصل ألأول وهو ماء الحياة الذى خلق الله منع الكون
وتساءل الكاتب تساؤلات متعددة حيث قال :
"لكن هذا بطبيعة الحال يطرح المزيد من الأسئلة:
كيف ترافق وجود الرأس مع صندوق قديم للكتاب المقدس؟ ومن أين أتت قصة الإعدام المتصلة بالعصور الوسطى؟ وهل كانت بالفعل محفوظة في كنيسة لندن؟
ربما كانت القطعة تذكاراً جلبت إلى إنجلترا مع هاو فيكتوري في جمع التحف المصرية أو أتت إلى أوروبا منذ زمن أقدم وعوملت كقطعة أثرية."
وهذه الأسئلة لا يهمنا منها شىء فالمفترض هو شق الجمجمة ورؤية ما فيها لمعرفة سبب الحركة وأما تخبئتها وتغطيتها فهو يدل على أنها مجرد خدعة لكسب المال بزيادة زوار المتحف