مناقشة مقال كيف نفسر "الخوارق" لدى أصحاب التجارب؟
الكاتب هو كمال غزال وموضوع المقال هو تفسيرات المجربين للخوارق التى لا وجود لها
تناول الكاتب فى البداية أن من يشاهدون الخوارق يكونون متهمون بأنهم متوهمون أو سكارى ويجب عرضهم على الأطباء النفسيين حيث قال :
"عندما يخبرنا أحد الأشخاص بأنه واجه أمراً غريباً كمشاهدة شبح أو سماع صوت غريب أو إحساس يرواده بأن شيء ما يراقبه (غير مرئي لمن حوله) فيطارده أو حتى يمكن أن يلمسه فقد نتهمه ببساطة أنه متوهم (انظر الذاكرة الوهمية) أو تحت تأثير الهلوسة أو أنه أصيب بـ الهستيريا أو أن هناك أموراً أخرى علمية تتدخل في ذلك كـ السميات والإشعاعات وأول أوكسيد الكربون والترددات ما تحت السمعية وغيرها
لكن إذا تكررت معه تلك الأحاسيس كثيراً فقد نعرض عليه مراجعة أخصائي في الطب النفسي الذي قد يشخص حالته بمرض الفصام الذهني أو نعرض عليه مراجعة أخصائي في اضطرابات النوم (الجاثوم) أو حتى معالج روحاني لطرد القوى الخفية الخارجية التي يُزعم أنها تتحكم بعقله فتجعله يرى ويسمع ويحس بما هو غير موجود مادياً أو فيزيائياً وهذا يتوافق مع الثقافة الدينية والموروث الشعبي (أساليب الرقية الشرعية وغيرها)."
وتناول أن رد فعلنا عندما يعرض المشاهد للخوارق دليل مصور أو حسى فنحن نتهمه بتزوير الصور والأدلة حيث قال :
" وعندما يواجهنا نفس الشخص بدليل مصور عن الشبح فقد نرى أنه ناجم عن ظاهرة عقلية في تفسير النماذج تدعى باريدوليا أو أننا نفترض أنها ظاهرة طبيعية ناجمة من ظروف الإضاءة والفلاش، ضباب، رطوبة، حشرات .. هذا عدا عن إمكانية صنع زيف مقصود في الصورة، أو أننا نصدق بأنه شبح وبأن الأشباح قادرة على الظهور في الصور وهو إفتراض لم يجري إثباته حتى الآن. وحينما يجمع نفس الشخص عدداً من الشهود (معارفه أو أفراد أسرته أو الذين يقطنون معه) فيؤيدون إفادته وما حصل له من رؤى وأصوات غربية فقد نتهمهم ببساطة بأنهم كانوا تحت تأثير الهستريا الجماعية أو أنهم تواطئوا معه لهدف ما (شهرة، مال، دعوة دينية أو سياحية) أو أننا نصدقهم بما يتلاءم مع معتقداتنا الدينية (أرواح لـ موتى أو جن أو شياطين) وثقافتنا في الباراسيكولوجيا (فرضيات عن العوالم الأخرى والأثير والأرواحية و الطاقات الكونية الخفية)."
وأقر الكاتب بأن الناس لديهم تكذيب للخوارق لأسباب متنوعة حيث قال :
"يتضح لنا مما ذكر آنفاً أنه لدينا دائماً جملة من الأسباب التي تدعونا للتشكيك في إفادات أصحاب التجارب في الأمور الخارقة للعادة كما يعني أن هناك الكثير من فرضيات التفسير المتنوعة حولها وهذا يدل على غموض الظواهر الماورائية أو النفسية وبأنها تستحق المزيد من الدراسات."
وتساءل الكاتب هل هناك خوارق فعلا أم أن العملية لا تزيد عن كونها ذات أهداف شريرة أو نتيجة أفعال شريرة حيث قال :
"تساؤلات
- هل هناك فعلاً قوى خفية خارجية تتحكم بالعقل البشري أم أن العقل اللاواعي يصنع تلك الرؤى والأصوات والأحاسيس كما يرى معظم الباحثين في علم النفس والطب النفسي؟
العلم التجريبي لم يثبت وجود كيان فعلي اسمه " العقل اللاواعي " ولكن علم النفس وضعه كمفهوم يساعد في تفسير الحالات المرضية وكبديل عن فكرة الاعتقاد بالأرواح (الموتى والجن والشياطين والملائكة وحتى الكائنات الخارجية وغير الأرضية) التي لا يعترف بوجودها إلا بدليل حاسم لم يتوفر حتى الآن وهناك أيضاً مستويات متنوعة من الوعي
الإجابة غير محددة، وتخضع لكثير من التفسيرات بين الدين والموروث الشعبي والعلم التجريبي وفرضيات " العلوم الماروائية ".
- على فرض أن اللاوعي يصنع تلك الأمور الغريبة فكيف يصنعها تلقائياً من ذاته ولماذا؟ لا إجابة حتى الآن. "
وتناول أن الأديان تقر بوجود الخوارق وهى المعجزات حيث قال :
" تحدثت الأديان السماوية كلها عن حدوث خوارق من نوع خاص تسميه "المعجزات " فهل هناك ما يؤكد استمراريتها حتى الآن أم أن عصر المعجزات قد ولى منذ زمن بعيد، وهل هناك تجارب واقعية وإن كانت ضئيلة العدد حدث فيها خوارق فعلية وذلك بعد استبعاد كل الأمور الطبيعية التي توصلنا لفهمها، لكننا اكتفينا بعدم تصديقها او تفسيرها كوهم وهلوسة أو مرض نفسي فكيف إذن ينظر العقل إلى ما يعتبر أنه "حقيقة" وكيف يفسرها؟
لا يوجد إجابة حتى الآن وربما لا توجد أبداً
أخيراً .. لا بد من وجود حقيقة مطلقة وثابتة هي الله وتبقى الحقائق الأخرى نسبية بحسب المنظور العقلي."
بالطبع حسب كتاب الله الآيات وهى الخوارق أى المعجزات كانت موجودة ولكن نتيجة تكذيب الأقوام الكافرة كلها بها تم منعها فى عهد خاتم النبيين كما قال سبحانه :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"