خواطر حول مقال استكشاف الصلة بين الخوارق والمرض العقلى
الكاتب كمال غزال وقد ابتدأ المقال بذكر أن الصلة بين الخوارق وبين المرض العقلى ليست جديدة حيث قال :
"لا تعد الفكرة التي تتحدث عن الصلة بين التجارب الماورائية (الخارقة للعادة) والمرض العقلي فكرة جديدة، فالأناس الذين يرون غالباً أشياء لا يراها الآخرون أو يسمعون أشياء لا يسمعها الآخرون وعلى نحو أكثر من غيرهم يُنظر إليهم على أنهم أشخاص غير عاديين في حين أن المرض العقلي يمكن أن يؤدي في الواقع إلى جعلهم يعتقدون بأن لديهم تجارب ما ورائية أو خارقة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن كل شخص يعتقد أنه عاش تلك التجارب مريض عقلياً."
بالطبع لا يوجد شىء اسمه المرض العقلى فالعقل يظل عقلا دون مرض وإنما المرض مرض فى النفس وهى القلب كما قال سبحانه :
"فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا"
العقل لا يصدق الخوارق وإنما يكذبها ومن ثم يطالبنا الله دوما فى القرآن بالتعقل فيقول " أفلا تعقلون"
الخوارق وتصديقها مصدرها هوى الإنسان أى هوى النفس فهو من يخترعها لسبب ما
وتكلم الكاتب مصرا على كون المرض المتصل بالخوارق عقلى حيث قال:
"تأتي إحدى أهم الصلات بين الظواهر الخارقة والمرض العقلي مباشرة من معايير التشخيص لبعض الأمراض العقلية. على سبيل المثال، يعتبر سماع الأصوات أحد أعراض مرض الفصام الذهني Schizophrenia فضلاً عن العديد من الأمراض العقلية الأخرى. وهكذا عندما يسمع شخص ما صوتاً يكون مؤهلاً على الفور لينطبق عليه معيار محدد من معايير التشخيص."
وتكلم عن العلاقة بين الخوارق والمرض الذى يسمع فيه الفرد أصواتا حيث قال :
ومع ذلك هذا لا يعني بالضرورة أن الشخص مختل عقلياً، حيث يوجد أكثر من مجرد معيار واحد للأمراض العقلية. الحقيقة التي تقول أن شخصاً سمع صوتاً (أو اعتقد بأن سمعه) لا يضمن تلقائياً وجود مرض لكن ما يعنيه ذلك أن سمع أصواتاً. إذ يوجد العديد من الأمور التي يمكن أن تتسبب بهذا النوع من التجارب. لذلك فإنه من المغري إفتراض أن أي شخص يسمع صوت يجب أن يكون إما " مريض عقلياً " أو أنه له " خبرة مع الخوراق "، لكن هذا ليست طبيعة الحال أيضاً، فمن الممكن تماماً (وفي نظر العديد من الناس) أن يواجه الشخص السليم عقلياً لحظات مؤقتة من الهلوسة الحسية ناجمة عن أي شيء يتراوح من الطنين Barrito السيء الى إلتهاب في الاذن وهنا يمكن للشخص أن يظن بأن لديه تجربة خارقة وقد يجعل الآخرين يتهموه بأنه شخص مختل عقلياً. وقد يكون في نهاية الأمر لديه عسر هضم. ط
ويقر الكاتب بوجود خوارق أى ما ورائيات حيث يقول :
"هذا بالطبع لا يعني عدم وجود تجارب ما ورائية أو خوارق كما لا يعني وجودها أيضاً. وكذلك لا يعني أن كل شخص مريض عقلياً اشتمل مرضه على حدوث هلوسة أو سماع أصوات وفقاً لأحد معايير التشخيص سيمر بتلك الأعراض المحددة لهذا المرض."
بالطبع أنهى الله على وجود الخوارق وهى المعجزات وهى الآيات حيث قال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ومن ثم فالتشخيص الصحيح للأمر إما :
مرض جسدى فى الأذن وإما مرض نفسى وهو خداع للناس أو جنون
وبعد إقرار الكاتب السابق عاد فجعل المسألة مجرد احتمالات حيث قال :
"في النهاية، تبقى مسألة وجود صلة بين الخوارق والمرض العقلي مجرد صلة ظرفية (متعقلة بالظروف المحيطية). من الأفضل في الواقع أن نفصل بين فكرة التجارب الماورائية والمرض العقلي. فالصلة الموجودة صلة واهية (ضبابية)، وفي كثير من الحالات لا توجد إطلاقاً. والمسألة تعتمد على طريقة تفسير المرء لحادثة ما فهو الذي يساعد على تحديد ما إذا كان الحدث خارقاً أو نفسياً أو أمراً آخر."