قراءة في كتاب من يشفع لهم النبي صلى الله عليه وسلم
المؤلف أحمد مصطفى وقد استهل الرجل كتابه بتساؤلات عن طلب الحصول على الشفاعة من محمد(ص)وعندما أجاب بين أن الحصول على شفاعته (ص)ممكن بعمل ست أعمال والتساؤلات هى :
"أخي في الله .. هل تحب ربك الغني؟ .. هل ترغب في شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ ... هل ترجو في الجنة المكان العلي؟
إن كان ذلك كذلك .. فسأدلك على الطريق الزكي .. والعمل التقي .. بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - .. تنال المكان العلي .. ويحبك ربك الولي."
بالقطع شفاعة النبى(ص) هى للمؤمنين في عصره كما قال تعالى :
" وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"
وقال " وجئنا بك على هؤلاء شهيدا"
فالشهادة وهى الشفاعة هى مجرد قول حق في إيمان المؤمنين لا يغير شىء من حكم الله
ومن آمن بعد الرسول(ص) يكون الشفيع وهو الشهيد عليه هو واحد من عصره هو الأكثر تقوى عند الله فكيف يشفع الرجل على شىء لن يشاهده ؟
وإجابة احمد مصطفى هى مجرد أحاديث تتمثل في التالى:
"والآن مع ست خصال وأعمال .. إن عملت بها ابتغاء الكبير المتعال .. لتحققت لك الآمال:
1 - من مات موحدا لا يشرك بالله شيئا:
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة» (متفق عليه وانظر صحيح الجامع:2157)
قال القاضي عياض: "وفي هذا الحديث بيان كمال شفقة النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته ورأفته بهم واعتنائه بالنظر في مصالحهم المهمة فأخر النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوته لأمته إلى أهم أوقات حاجاتهم وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا ففيه دلالة لمذهب أهل الحق أن كل من مات غير مشرك بالله تعالى لم يخلد في النار وإن كان مصرا على الكبائر وقد تقدمت دلائله وبيانه في مواضع كثيرة" (شرح النووي على مسلم:3/ 75)"
والخطأ هو أن لكل نبى دعوة ويخالف هذا أن القرآن ذكر أدعية كثيرة للنبى (ص)مثل قوله بسورة طه"وقل رب زدنى علما "وقوله بسورة الفرقان"وقال الرسول يا رب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا "فهنا دعوتان
ثم قال :
2 - الدعاء بالوسيلة للنبى بعد الأذان:
فعن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة». (رواه البخاري وانظر المشكاة: 659)
وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا ثم سلوا لي الوسيلة فإنها مرتبة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة) (رواه مسلم وانظر الإرواء: 242).
(من قال حين يسمع النداء) يعني وفرغ المؤذن كما دل عليه الحديث السابق إذا فرغ المؤذن فإنك تصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم تقول اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته (اللهم رب هذه الدعوة التامة) هي الدعوة إلى الصلاة والفلاح لأن ذلك من أتم ما يكون من الدعوات (الصلاة القائمة) يعني الصلاة التي ستقام لأن النداء إعلام بدخول وقت الصلاة (آت محمدا الوسيلة والفضيلة) يعني أعطه الوسيلة وهي درجة في الجنة أعلى ما يكون من درجاتها وهي للنبي - صلى الله عليه وسلم - (والفضيلة) يعني الميزة والرتبة العالية وقد حصل له ذلك وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته وقد وعده الله ذلك في قوله (شرح رياض الصالحين: 5/ 40)
الخطأ ان الشفاعة لمن قال بعد الآذان اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته وهو ما يعارض أن الشفاعة لمن رضى الله عنه كما قال تعالى :
" ولا يشفعون إلا لمن ارتضى"
ثم قال :
3 - كثرة الصلاة والسجود:
فعن ربيعة بن كعب - رضي الله عنه - قال: كنت أبيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: «سل» فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. قال: «أو غير ذلك؟». قلت هو ذاك. قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود». (رواه مسلم وانظر المشكاة: 896)
قال المناوي: "وفيه أن مرافقة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في الجنة من الدرجات العالية التي لا مطمع في الوصول إليها إلا بحضور الزلفى عند الله في الدنيا بكثرة السجود انظر أيها المتأمل في هذه الشريطة وارتباط القرينتين لتقف على سر دقيق فإن من أراد مرافقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يناله إلا بالقرب من الله ومن رام قرب الله لم ينله إلا بقرب حبيبه {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} أوقع متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بين المحبتين وذلك أن محبة العبد منوطة بمتابعته ومحبة الله العبد متوقفة على متابعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - " (فتح القدير: 4/ 334)"
الخطأ بيات غريب في بيت النبى(ص) في حجرته وهو ما يعارض أن الرجل ينام مع زوجته وليس مع ضيفه لأنه بذلك يظلم زوجته التى كانت ليلتها تلك والغريب أن الضيف هو من يخدم المضيف والواجب هو العكس
ثم قال :"
4 - الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرا حين يصبح وعشرا حين يمسي:
فعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"من صلى علي حين يصبح عشرا وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة" (حسن: صحيح الجامع:6357)
قال المناوي: "أي تدركه فيها شفاعة خاصة غير العامة وفي هذا الحديث وما قبله وبعده دلالة على شرف هذه العبادة من تضعيف صلاة الله وتكفير السيئات ورفع الدرجات " (فتح القدير: 6/ 169)"
الخطأ أن ثواب العمل الصالح الشفاعة وهو ما يخالف كونه عشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ثم قال :
5 - 6: من صبر على جهد المدينة أو مات فيها:
فعن سعد بن أبى وقاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إني أحرم ما بين لابتي [ص:835] المدينة: أن يقطع عضاهها أو يقتل صيدها " وقال: «المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة». (رواه مسلم وانظر المشكاة: 2729)
قال القاضي عياض: فاختصاص أهل المدينة بهذا مع ما جاء من عمومها وادخارها لجميع الأمة أن هذه شفاعة أخرى غير العامة التي هي لإخراج أمته من النار ومعافاة بعضهم منها بشفاعته - صلى الله عليه وسلم - في القيامة وتكون هذه الشفاعة لأهل المدينة بزيادة الدرجات أو تخفيف الحساب أو بما شاء الله من ذلك أو بإكرامهم يوم القيامة بأنواع من الكرامة كإيوائهم إلى ظل العرش أو كونهم في روح وعلى منابر أو الإسراع بهم إلى الجنة أو غير ذلك من خصوص الكرامات الواردة لبعضهم دون بعض والله أعلم" (شرح النووي علي مسلم:9/ 136)
وعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت بالمدينة فإني أشفع لمن مات بها) (صحيح: صحيح الجامع:6015)
قال المناوي: (فإني أشفع لمن يموت بها) "أي أخصه بشفاعة غير العامة زيادة في الكرامة وأخذ منه حجة الإسلام ندب الإقامة بها مع رعاية حرمتها وحرمة ساكنيها " (فتح القدير: 6/ 53)"
الخطأ هو الحض على الاقامة بالمدينة وهو كلام لا يقوله سوى عدو المسلمين وليس نبيهم(ص) لأنه بذلك يجعل بلاد المسلمين سهلة الوقوع في أيدى الكفار لعدم تواجد أحد فيها للجهاد أو الرباط لتواجدهم كلهم في مكان واحد لن يسعهم وهو بلدة
وانهى الرجل كلامه فقال :
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
لقد شوقتم إلى الفضائل فهل اشتقتم؟، وزجرتم عن الرذائل وكنتم في سكر الهوى فهل أفقتم؟، فلو حاسبتم أنفسكم وحققتم، لعلمتم أنكم بغير وثيق توثقتم، فاطلبوا الخلاص من أسر الهوى فقد جد الطالبون.
أيقظنا الله وإياكم لمصالحنا، وعصمنا من ذنوبنا وقبائحنا، واستعمل في طاعته جميع جوارحنا، ولا جعلنا ممن يرضى بالدون.
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"