خواطر حول كتاب اللمع في فضل قراءة سورة الكهف أيام الجمع
تأليف أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله الأثري وموضوع الكتاب هو الروايات المروية في فضائل سورة الكهف وقد تناول معجزة القرآن وذكر سورة الفتح حيث قال :
"أما بعد
فالقرآن الكريم هو المعجزة الباقية الخالدة من معجزاته عليه الصلاة والسلام ، أعز الله به المسلمين ، ووعدهم أن تمسكوا به بخيري الدنيا والآخرة ، فانكبوا عليه دراسة و حفظا وتفسيرا حتى كثر المشتغلون به ، ومن ثم نشأت علوم القرآن الكريم
وإن علوم القرآن الكريم عديدة الجوانب و تميز فيها باب الفضائل، ومن هنا جاءت كتب مختلفة اهتمت بهذا الموضوع ... لاهتمام النبي - صلى الله عليه وسلم - بفضائل القرآن الكريم و حث أمته على ذلك ورغبها ... ومن الفضائل التي حث الأمة عليها فضل سورة الكهف التي رغب بقراءتها والمحافظة عليها خاصة أيام الجمع ... ولاريب يا أخي المسلم أن في هذه السورة من الخيرات والثواب الكبير والفضل العظيم ما يحفزك إلى الاستطلاع عليها والالتزام بحفظها وقراءتها.
لهذا أقدم لإخواني المسلمين الأعزاء هذه الرسالة المتواضعة في فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ، وليقوموا بحفظها وقراءتها اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ."
وتناول بالذكر الروايات في فضل سورة الكهف حيث قال:
طذكر الدليل على فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ( من قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم أدرك الدجال لم يسلط عليه ، ومن قرأ سورة الكهف(يوم الجمعة )كان له نورا من حيث قرأها ما بينه و بين مكة ، ( وفي لفظ ما بينه و بين البيت العتيق) ( ومن توضأ ثم قال : سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة)."
وأصدر حكمه على الروايات حيث قال :
"حديث صحيح موقوف في حكم الرفع
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (ص174 و 529) والدرامي في السنن (ج2 ص 454) وعبدالرزاق في المصنف (ج1 ص 186) والحاكم في المستدرك (ج1 ص564) وأبوعبيدة في فضائل القرآن (ص131) وابن الضريس في فضائل القرآن (ص99) والبيهقي في السنن الكبرى (ج3 ص 249) وفي شعب الإيمان (ج5 ص378 ) والخطيب في تاريخ بغداد (ج4 ص134) والطبراني في الدعاء(ج1 ص3) وابن أبي شيية في المصنف (ج1ص3) و(ج10 ص 450) وسعيد بن منصور في السنن كما في نتائج الافكارلابن حجر (ج1 ص250) من طرق عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس ابن عباد عن أبي سعيد الخدري ... ... فذكره بألفاظ عندهم.
1) رواية هشيم ، وهي صحيحة أخرجها أبوعبيدة في فضائل القرآن (ص131) وابن الضريس في فضائل القرآن (ص99) والخطيب في تاريخ بغداد (ج4 ص135) باسناد صحيح.
2) رواية هشيم ، و هي صحيحة أخرجها الدرامي في السنن (ج2 ص 454) والبيهقي في شعب الإيمان (ج5 ص378) وأبوعبيدة في فضائل القرآن (ص131) وابن الضريس في فضائل القرآن (ص99) باسناد صحيح.
قلت فالصحيح في هذا المتن ما أثبتناه وغيره منكر كـ ( كانت له نورا يوم القيامة ... .)
3) قوله (في رق): هو ما يكتب فيه من جلد وغيره.
4) قوله (ثم طبع بطابع): هو الخاتم.
انظر تحفة الذاكرين للشوكاني (ص 120) وموسوعة فضائل سور وآيات القرآن لابن
طرهوني(ج1 ص337)
قلت : وهذا سنده صحيح رجاله كلهم ثقات ، و هو في حكم المرفوع لأنه لا مجال للرأي فيه قلت : هكذا صح موقوفا ، وروي ضعيفا مرفوعا.
وإليك التفصيل:
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (ص173 ) والطبراني في الدعاء (ج2 ص 975 و 976) وفي المعجم الأوسط (ج2 ص123) و الحاكم في المستدرك (ج3 ص465) و البيهقي في شعب الإيمان (ج3 ص21) وابن حجر
في نتائج الافكار (ج1 ص248) من طريق يحيى بن كثير العنبري عن شعبة عن أبي هاشم الرماني عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به وفيه (من قرأ سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة ... .).
قال الطبراني : ( رفعه يعني يحيى بن كثير عن شعبة، ووقفه الناس، و كذلك رواه سفيان الثوري موقوفا ).أهـ
وقال النسائي : ( هذا خطأ و الصواب موقوف ، خالفه محمد بن جعفر فوقفه) .اهـ
قلت : ورواية محمد في شعبة مقدمة على رواية يحيى كما سيأتي فهي منكرة.
وعلى هذا فالقول قول محمد بن جعفر حيث رواه موقوفا.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (ج2 ص368) والبيهقي في السنن الكبرى (ج3ص349) من طريق نعيم بن حماد عن هشيم عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس ابن عباد عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به وفيه ( أضاء له من النور ما بين الجمعتين ... ).
وصححه الحاكم ، ورده الذهبي بقوله : ( نعيم بن حماد ذو مناكير).
وأخرجه البيهقي في فضائل الأوقات (ص502) من طريق يزيد بن مخلد حدثنا هشيم عن أبي هاشم الرماني عن أبي مجلز عن قيس بن عباده عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به.
قلت : وهذا سنده فيه يزيد بن مخلد الواسطي ذكره ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل (ج9 ص291) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. فهو مجهول
وأخرجه البيهقي في الدعوات الكبير ( ص 42 ) وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 18) وابن حجر في نتائج الافكار ( ج 1 ص247) والمعمري في عمل اليوم والليلة كما في النكت الظراف لابن حجر ( ج3 ص 447) من طريق يوسف بن أسباد عن سفيان عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به.
قلت : ويوسف بن أسباط عدم كتبه فكان يحمل على حفظه فيغلط ويشتبه عليه ولا يتعمد الكذب ، وقال أبوحاتم لا يحتج به.
انظر لسان الميزان لابن حجر ( ج6 ص 317).
قلت: وعليه فمخالفته منكرة .
وأخرجه الطبراني في الدعاء ( ج2 ص975 ) من طريق يحيى بن عبدالحميد الحماني حدثنا قيس بن الربيع عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به قلت : وقيس تغير لما كبر و أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدت به ، والراوي عنه يحيى الحماني و قد اتهموه بسرقة الحديث .
انظر التقريب لابن حجر ( ص804 ) و( ص1060 ).
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (ج5 ص379 ) من طريق سليمان بن محمد البجلي حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد حدثنا هشيم عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن لأبي سعيد الخدري مرفوعا به.
قلت : وهذا سنده ضعيف فيه سلمان بن محمد أبومنصور البجلي وهو ضعيف.
انظر الميزان الذهبي ( ج2 ص222) ، وسؤالات الحاكم للدارقطني(ص 118) .
وأخرجه الطبراني في الدعاء ( ج2 ص975) من طريق عمرو بن عاصم الكلابي حدثنا الوليد بن مروان عن أبي هاشم الرماني عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به قلت : الوليد بن مروان مجهول ، و عمرو الكلابي في حفظه شيء.
انظر التقريب لابن حجر (ص738 ).
وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ( ج8 ص25) من طريق قيس بن أبي سعيد الجزري عن الربيع عن أبي هاشم الرماني عن أبي مجلز السدوسي عن قيس بن أبي حازم البجلي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به .
هكذا وقع قيس بن أبي حازم بدل قيس بن عباد ، و هو منكر.
والحديث معروف من رواية قيس بن عباد ، ولعل الحمل على قيس الجزري هذا فإنه لا يعرف .
قال النسائي عقب الحديث : ( هذا خطأ ، والصواب موقوف ، خالفه محمد بن جعفر فوقفه ) يعني يحيى بن كثير الراوي ، الرواية المرفوعة
ثم أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة ( ص173) من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري موقوفا به.
ومحمد بن جعفر غندر ثقة روى عن شعبة فأكثر وجالسه نحوا من عشرين سنة لم يكتب من أحد غيره وكان إذا كتب عنه عرضه عليه.
وقال ابن معين : ( كان من أصح الناس كتابا ، وكان وكيع يسميه الصحيح الكتاب).اهـ
وقال ابن المبارك : ( إذا اختلف الناس في شعبة فكتاب غندر حكم بينهم ).اهـ
وقال ابن مهدي : ( غندر أثبت في شعبة مني ).اهـ
وفال العجلي : ( كان من أثبت الناس في شعبة ).اهـ
انظر التهذيب لابن حجر (ج9 ص96).
وتابع شعبة عليه سفيان الثوري عن أبي هاشم به .
عند الطبراني في الدعاء ( ج2 ص976) وعبد الرزاق في المصنف (ج1 ص186) و النسائي في عمل اليوم والليلة (ص174) وابن أبي شيبة في المصنف (ج1 ص3) و(ج1 ص450) والحاكم في المستدرك (ج1 ص564) فأوقفه.
قلت : وهذا مما يقوي صحة القول بوقفه.
قال الطبراني : ( رفعه يعني يحيى بن كثير- كما تقدم - عن شعبة ووقفه الناس ، وكذلك رواه سفيان الثوري موقوفا ) . اهـ
وقال البيهقي في شعب الايمان : ( وهذا هو المحفوظ موقوف ). اهـ
وعن الثوري ، رواه عبدالرحمن بن مهدي عند الحاكم في المستدرك ( ج1 ص564 و 565 ).
وصحح الحاكم الرواية المرفوعة ، وتعقبه الذهبي بقوله : ( ووقفه ابن المهدي عن الثوري عن أبي هاشم ).
ورواه عن سفيان أيضا ابن المبارك عند النسائي في عمل اليوم و الليلة (ص174) فأوقفه.
ورواه عن سفيان أيضا عبدالرزاق عند الطبراني في الدعاء (ج2 ص976) وهو في المصنف ( ج1 ص186) كما تقدم موقوفا.
ورواه عنه وكيع عند ابن أبي شيبة في المصنف (ج10 ص450).
ورواه ابن الضريس في فضائل القرآن (ص99) و الخطيب في تاريخ بغداد (ج4 ص 135) من طريق أحمد بن خلف البغدادي ، وأبوعبيدة في فضائل القرآن (ص131) والدرامي في السنن (ج2 ص454) من طريق أبي النعمان ، كلهم عن هشيم حدثنا أبو هاشم به موقوفا.
ورواه سعيد بن منصور في السنن عن هشيم عن أبي هاشم فوقفه ، كذا في نتائج الافكار لابن حجر (ج1 ص250) ومن طريقه رواه البيهقي في شعب الايمان (ج4 ص378 ).
فالذين رووه موقوفا :
1) سعيد بن منصور بن شعبة الخرساني ثقة مصنف ، وكان لا يرجع عما في كتابه لشدة وثوقه به كما في التقريب لابن حجر (ص389).
2)وعبدالرحمن بن مهدي بن حسان العنبري ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال
و الحديث كما في التقريب لابن حجر(601).
3) وعبدالله بن المبارك المروزي ثقة ثبت فقيه عالم ، كما في التقريب لابن حجر (ص540) .
4) وأبوالنعمان محمد بن الفضل السدوسي ثقة ثبت تغير في آخر عمره ، كما في التقريب لابن حجر (ص889).
5) وأحمد بن خلف البغدادي قال عنه ابن حجر حديثه مستقيم كما في لسان الميزان (ج1 ص 167).
6) و عبدالرزاق بن همام الصنعاني ثقة حافظ كما في التقريب لابن حجر(ص607)
7) وعبدالله بن عبدالرحمن بن الفضل الدرامي ثقة فاضل متقن كما في التقريب لابن حجر (ص522).
وأما الذين رووه مرفوعا فطرقهم لا تخلوا من الضعف كما تقدم.
فمن وقفه أوثق وأجل ممن رفعه فثبت من هذا أن الحديث موقوف أصح و أرجح.
قال الهيثمي في الزوائد (ج1 ص239) : ( رجاله رجال الصحيح إلا أن النسائي قال بعد تخريجه في اليوم و الليلة هذا خطأ و الصواب موقوفا ) 1هـ.
وقال ابن حجر في نتائج الافكار ( ج1 ص250 ): ( وإنما اختلف في رفع المتن ووقفه ، فالنسائي جرى على طريقته في الترجيح بالأكثر والأحفظ ، فلذلك حكم عليه بالخطأ . و أما على طريقه المصتف ( يعني النووي ) تبعا لابن الصلاح وغيره فالرفع عندهم مقدم لما مع الرافع من زيادة العلم. وعلى تقدير العمل بالطريقة الأخرى فهذا مما لا مجال للرأي فيه ، فله حكم الرفع ، والله أعلم ) اهـ
وقال في التلخيص (ج1 ص102) : ( اختلف في وقفه و رفعه ، وصحح النسائي الموقوف ، وضعف الحازمي الرواية المرفوعة ، لأن الطبراني قال في الأوسط : لم يرفعه عن شعبة إلا يحيى بن كثير.
قلت : ورواه أبو إسحاق المزكي في الجزء الثاني تخريج الدراقطني له ، من طريق روح بن القاسم عن شعبة ، وقال : تفرد به عيسى بن شعيب عن روح بن القاسم .
1) وهذا الطريق صححه الالباني في الارواء (ج3 ص94) بقوله : ( رواه عن شعبة مرفوعا روح بن القاسم كما نقله الشوكاني في تحفة الذاكرين (ص93) عن الحافظ ، فهذا السند صحيح ). 1هـ
قلت : بل ضعيف منكر تفرد به عيسى بن شعيب عن روح بن القاسم ، وعيسى بن شعيب هو النحوي يخطي ويهم .
قال عنه ابن حبان في المجروحين (ج2 ص120) : ( كان ممن يخطئ حتى فحش خطؤه فلما غلب الأوهام على حديثه استحق الترك) .
قال ابن حجر في التقريب (ص768) : ( له أوهام ). وذكره ابن الجوزي في الضعفاء ( ج2 ص498 ) والذهبي في المغني في الضعفاء ( ج2 ص239)
قلت : (ورجح الدراقطني في العلل الرواية الموقوفة أيضا ) اهـ
وقال الشوكاني في نيل الاوطار (ج1 ص174) : ( قال النووي في الاذكار حديث أبي سعيد هذا ضعيف الاسناد موقوفا ومرفوعا وقال الحافظ أما المرفوع فيمكن أن يضعف بالاختلاف و الشذوذ و أما الموقوف فلا شك ولاريب في صحته ورجاله من رجال الصحيحين فلا معنى لحكمه عليه بالضعف)اهـ
قلت : وراجح كونه موقوفا نظرا لكثرة من وقفه وثقته ، وهو الذي رآه كل من الدارقطني و البيهقي والنسائي كما تقدم ، وأقره المنذري في الترغيب (ج1 ص172) والهيثمي في المجمع (ج1 ص239). ولكنه في حكم المرفوع ، لأنه لا يقال بمجرد الرأي .
قال الشيخ ناصر الدين الالباني في الارواء : ( ج3 ص 94) : ( ثم هو وإن كان موقوفا، فله حكم المرفوع لأنه مما لا يقال بالرأي كما هو ظاهر ... ) .اهـ
ذكر الأحاديث الضعيفة في فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
1) عن أبي هريرة وابن عباس مرفوعا : ( من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أعطي نورا من حيث يقرؤها إلى مكة و غفر له إلى الجمعة الأخرى و فضل ثلاثة أيام ... الحديث ).
حديث منكر
أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (ق/39/ب3/ ط) من طريق إسماعيل بن أبي زياد عن ابن جريج عن عطاء به.
قلت : وهذا سنده واه فيه إسماعيل بن أبي زياد الكوفي قال عنه ابن عدي منكر الحديث وقال ابن حبان شيخ دجال و قال ابن حجر متروك كذبوه .
انظر الميزان (ج1 ص230) والتقريب لابن حجر (ص139).
2) وعن أبي إسحاق عن البراء ، وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا : ( من قرأ عشر آيات من سورة الكهف ملئ من قرنه إلى قدمه إنما من قرأها في ليلة الجمعة كان له نورا كما بين صنعاء إلى بصرى و من قرأها في يوم الجمعة قدم أو أخر حفظ إلى الجمعة الأخرى فإن خرج الدجال فيما بينهما لم يتبعه) .حديث منكر
أخرجه الديلمي في مسند الفردوس ( ق/39/ب3/ ط) من طريق سوار بن مصعب به.
قلت : وهذا سنده كسابقه واه فيه سوار بن مصعب الهمداني قال عنه النجاري منكر الحديث و قال النسائي متروك و قال أبو داود ليس بثقة و قال أبوعبدالله الحاكم ليس بالقوي عندهم و قال أحمد و أبو حاتم متروك و قال ابن عدي عامه ما يرويه ليس بمحفوظ و هو ضعيف.
انظر لسان الميزان لابن حجر (ج1 ص128) و الميزان للذهبي (ج2ص246) و المغني له (ج1 ص290).
3) وعن علي بن أبي طالب مرفوعا : ( من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ثمانية أيام وإن خرج الدجال عصم منه) حديث منكر
أخرجه الضياء المقدسي في الاحاديث المختارة (ج2 ص50)من طريق عبدالله بن مصعب ثنا علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب به قلت : وهذا سنده واه فيه عبدالله بن مصعب قال الذهبي في الميزان (ج2 ص506) فيه جهاله . و جهله ابن القطان كما في لسان الميزان لابن حجر (ج3 ص362).
4) وعن ابن عمر قال : قال رسول الله ( ص) : ( من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضئ له يوم القيامة و غفر له ما بين الجمعتين ) .
حديث منكر أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تفسير ابن كثير ( ج3 ص70 ) من طريق خالد ابن سعيد بن أبي مريم عن نافع عن ابن عمر به.
قلت : وهذا سنده واه فيه خالد بن سعيد بن أبي مريم المدني وهو مجهول .
قال ابن حجر في التهذيب ( ج3 ص83) : ( قال ابن المديني لا نعرفه وساق له العقيلي خبرا استنكره ، وجهله ابن القطان ) وذكره ابن حبان في الثقات على قاعدته في توثيق المجاهيل ."
والروايات كلها لا أساس لها فرواية :
"من قرأ سورة الكهف ليلة أو يوم الجمعة أعطى نورا من حيث يقرؤها إلى مكة وغفر له إلى يوم الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام وصلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وعوفى من الداء والدبيلة وذات الجنب والبرص والجذام وفتنة الدجال "
والخطأ أن قارىء الكهف ليلة أو يوم الجمعة يعطى النور من مكانه لمكة وغفران 10 أيام ويعافى من الأمراض وفتنة الدجال وصلى عليه سبعون ألف ملك ويخالف هذا التالى :
أن النور يعطى للمسلمين فى الأخرة مصداق لقوله بسورة الحديد "يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بأيديهم "
-أن الغفران ليس بالأيام وإنما للسيئات مصداق لقوله سبحانه:
"إن الحسنات يذهبن السيئات "
-أن الملائكة تصلى على كل المسلمين سواء قرئوا الكهف أو لم يقرئوا وفى هذا قال تعالى :
"هو الذى يصلى عليكم وملائكته ".
-أن القراءة لا تمنع الأمراض لأنها لو كانت تمنع ما وصف الله عسل النحل كدواء .
وأما رواية من قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم أدرك الدجال لم يسلط عليه والخطأ أن قراءة الآيات من سورة الكهف يعصمن الدجال ،دعونا نتساءل ولماذا هذه الآيات وحدها أليس القرآن كله واحد إن عصم منه جزء عصم كل جزء أخر فيه ؟
زد على هذا أن المعانى الواردة فى الآيات الثلاث وردت فى الكثير من السور الأخرى فلماذا تؤخذ هذه وتترك تلك أليس هذا عجيبا ؟
ثم إن ليس هناك شىء اسمه المسيخ الدجال لسبب هو أن قاتله وهو المسيح (ص)لن يبعث مرة أخرى فى الدنيا لقوله تعالى :
"وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون "
فهنا لا يمكن رجوع أحد للحياة الدنيا لتجريم الله هذا