غفر الله لعبى الكرة زمان والفوز فى الكرة حظوظ مقدرة وليست تدريب
عندما مارست رياضة لعبة الكرة القدم وأنا صغير وتركتها تدريجيا كما أراد الله بسبب العلم كان الطفل والمراهق فى يعتقد أن الفوز هو نتاج الممارسة المستمرة والتدريب
ولكن شاء الله أن يعلمنى دروسا من خلال عدة مباريات أحدها فزنا فيه والأخريين هزمنا فيهما
كنت فى ذلك الزمان حيث الصحة الهابلة كما يقولون أتمتع بلياقة بدنية تفوق خيالى وخيال الآخرين حتى أنهم ضمونى للفريق الأول فى البلد وأنا فى الثالثة عشرة من عمرى وكان متخيلين أننى قريب من العشرين وتفاجئوا بعدها عندما رأوا البطاقة الورقية وأنا عندى 16 سنة بالفارق الكبير فى السن بينهم وبينى وأتمنى الآن وأنا فى منتصف الخمسينات أن أعود لخمسين فى المائة منها فقط للقدرة على ممارسة العمل والحركة تصديقا لقوله سبحانه :
" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"
فالقوة البدنية أيام الصحة الهابلة كان هدفها فاسد وهو الفوز على الآخرين وهو ما تعلمناه من الفساد الرياضى زمان وحاليا زاد الفساد الرياضى فساد من خلال الاحتراف والمال
والحمد لله الذى تاب على من تلك الرياضة الفاسدة التى لم تكن تمارس من أجل طاعة الله وإنما تمارس لأهداف بعيدة عن طاعة الله فالبعض كان يبحث عن الفوز والبعض كان يبحث عن القوة البدنية للافتراء على خلق الله والبعض كان يمارسها للشهرة والبعض كان يمارسها ليعجب النساء به ..
نعود للدرس وهو أن أى رياضة يمارسها الإنسان الفوز فيها ليس مرتبط تماما بالتدريب وإنما هى أقدار قدرها الله
فى أيام الصحة الهابلة لعبت مع فريقى ضد فريق شقرف ولعبنا مع فريق كفر العرب بجوار برما وهزمنا فى المباريات بنفس النتيجة 3/0 أو 5/0
أتذكر أننى فعلت فى تلك المباريات ما قدرنى الله عليه للتعادل أو حتى لإحراز هدف أتذكر أننى مررت من كل اللاعبين فى مباراة كفر العرب حتى حارس المرمى وأصبحت على خط المرمى بالكرة وفجأة ظهر المرحوم ماهر الشهاوى زميلى فى الفريق ليمسك الكرة بيديه ليصبح الهدف خطأ لمسة يد علينا
الغريب أن نفس فريق شقرف الذى هزمنا 5/0 هزمته مع الفريق بالصحة الهابلة فى مباراة سابقة 43/13 فقد جئت وفريقنا مهزوم 13/4 وتحولت النتيجة مع نزولى لهذا الفارق الكبير
المباراة التى فزنا فيها كانت ضد الفريق الأول لمحلة مرحوم منذ أربعين سنة تقريبا وكالعادة الصحة الهابلة والفريق الضاغط لكونه كان عيال ما بين الخامسة عشر والعشرين والفريق الأخر كان كبير السن فوق الخامسة والعشرين لم يفد بشىء المهم أننا فزنا بكرة لا يمكن لأحد أن يصدق أن تكون هدفا فقد ركلها المرحوم حسن هندى بعد نصف الملعب للفريق الأخر بمترين وظلت تسير أمام أرجل لاعبى الفريقين حتى سكنت الشباك
ربما تلك المباريات الثلاث هى ما جعلنى أتخلى عن لعب الكرة تدريجيا وأنا فى سن العشرين أو بعدها بقليل مؤمنا أنك قد تكون الأفضل والأحسن لياقة وكل شىء ولكن ليس لك حظ وفريق البرازيل الأفضل فى العالم كان منذ أربعين سنة لم يفز بأى بطولة ومن فاز هم الذين لم يلعبوا وكسروا لاعبى كل الفرق التى قابلوها وهم فريق إيطاليا الذى لم يحرز فى البطولة سوى عدة أهداف أحرزها السجين المرتشى باولو روسى الذى أفرج عنه قبل البطولة بأيام والبطولة الثانية فاز بها فريق الأرجنتين بمساعدة الحكام بقيادة الحشاش المثلى الشاذ مارادونا
الغريب أن المنتخب المصرى منذ خمسين سنة كان أحسن منتخب يلعب كرة فى تاريخ مصر ولم يأت منتحب مثله فى مصر ومع هذا لم يفز بأى بطولة أفريقية ولم يصل كأس العالم فالمسألة حظ مقدر وليست أفضلية
إذا كذب من يقول أن الكرة تعطى من يعطيها فهى للأسف تعطيه على قفاه