مراجعة لمقال حكم لبس الذهب للرجال
الكاتب محمد بن إبراهيم وموضع المقال هو لبس الرجال للذهب وقد ابتدأ بذكر حرمته حيث قال :
"إلى من يراه من إخواننا المسلمين ، رزقني الله وإياهم القيام بما أوجبه علينا من الدين ، ومن علينا جميعاً بتحليل حلاله وتحريم حرامه ، طاعة لله ولرسوله سيد المرسلين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فقد بلغني - بل تحققت - أنه يوجد من لعب عليه الشيطان ، فزين له التختم بالذهب وعدم المبالاة بالوعيد والتغليظ الأكيد فيه . فتعين على أن أبين لهم النصوص الشرعية الثابتة في ذلك عن رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)) الدالة على غلظ تحريم التختم بالذهب براءة للذمة ونصيحة للأمة :
فعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : (( نهى رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)) عن لبس القسي والمعصفر وعن تختم الذهب وعن قراءة القرآن في الركوع )) رواه مسلم .
وعن عبدالله بن عباس (( أن النبيّ ((صلى الله عليه وسلم)) رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه فقال : يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)) خذ خاتمك فانتفع به قال : لا والله لا آخذه أبدا وقد طرحه رسول الله )) رواه مسلم .
وعن أبي موسى الأشعري أن النبيّ ((صلى الله عليه وسلم)) تقال : (( أحل الذهب والحرير للإناث من أمتي ، وحرم على ذكورها )) رواه الترمذي والنسائي ، وقال الترمذي : إنه حديث حسن صحيح )
وعن أبي سعيد (( أنه قدم من نجران إلى رسول الله وعليه خاتم من ذهب فأعرض عنه رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)) قال : إنك جئتني وفي يدك جمرة من النار )) رواه النسائي
وعن أبي إمامة أنه سمع رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)) يقول : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس حريراً ولا ذهباً )) (رواه أحمد ورواته ثقات). وعن عبدالله بن عمر عن النبيّ ((صلى الله عليه وسلم)) أنه قال : ((من مات من أمتي وهو يشرب الخمر حرم الخمر حرم الله عليه شربها في الجنة ، ومن مات من أمتي وهو يتحلى بالذهب حرم الله عليه لباسه في الجنة )) رواه أحمد ورواته ثقات ، ورواه الطبراني )
ومعنى تلك الرواية واحد قال فيها الكاتب :
فهذه أحاديث رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)) في بعضها نهيه الصريح عن التختم بالذهب المفيد لتحريمه على الذكور ، وفي بعضها الوعيد الشديد الدال على تغليظ تحريمه . فالناصح لنفسه من يعظم نهى الله ورسوله بالمبادرة إلى اجتناب محارمه وهذا من أوجب الواجبات ، بل ها هنا واجب فوق هذا الواجب وهو قيام المسلمين لله بإنكار هذا المنكر وغيره من سائر المنكرات وإن كان هذا الواجب يختلف باختلاف الناس ."
وكل الروايات معارضة لكتاب الله فلم يرد فيه تحريم الذهب ولا اللباس فالمعروف أن بعض الذهب يستخرج من البحار وقد أحل الله الحلى التى تخرج منه كلها دون تحديد لرجال أو نساء حيث قال :
" وهو الذى سخر البحر لتأكلوا لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها"
واللباس لم يحرم الله فيها مواد اللبس حيث قال :
"يا بنى أدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا"
والروايات بعضها لا يظهر تحريما وبعضها الآخر لا يظهر تحريما وإنما كراهية بمعنى أنه عيب مجتمعى أن يرتدى رجل حلى ذهبية وهو ما يدل عليه رواية رمى الخواتم
ونصح الكاتب الناس بعدم عصيان الروايات وقد سبق بيان أنها تتعارض مع كتاب الله حيث قال :
"فيجب على أرباب العلم والمقدرة والنفوذ أكثر مما يجب على غيرهم من بيان الحق في ذلك والمنع من ارتكاب المحارم والحيلولة بين من استولت عليهم الشهوات وبين شهواتهم التي حرم الله ورسوله وأن يقوم المسلمون لله مثنى وفرادى ويتفكروا فيما ألم بهم مما طغى سيل طوفانه حتى اجترف أصول الغيرة لله من قولهم إلاّ من شاء الله وأن يعتصموا بحبل الله جميعاً في بذل الأسباب في حصول دواء هذا الداء العضال بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة من غير تقصير في ذلك ولا تجاوز للحد الشرعي فيما هنالك ، وأن يأخذوا على أيدي سفهائهم من قبل أن يعاقبوا على ترك هذا الفرض العظيم بقسوة القلوب وعدم الاكتراث من معضلات المعاصي والذنوب .
فإذا قام المسلمون بهذا الواجب منحهم الله في علومهم وأفهامهم ودنياهم ودينهم وآخرتهم ما يحبون . وإن أعرضوا عنه ، والعياذ بالله ، فإنهم لا يزالون في نقص في علومهم وأفهامهم ودنياهم ودينهم ، وسفال وتعثر في شتى مساعيهم ."
والحقيقة أن لا حرمة في ارتداء لبس الذهب للرجال أو للنساء ولكن على حسب الاعتياد فالبعض لا يرتدى أى نوع من الذهب والبعض يلبس ذهب والبعض يلبس أنواع أخرى