دين الله الإسلام
دين الله الإسلام
دين الله الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دين الله الإسلام

منتدى اسلامى
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخول  

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 إضاءات حول كتاب أختي ... هذه نهايتي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عطيه الدماطى




المساهمات : 2104
تاريخ التسجيل : 18/01/2023

إضاءات حول كتاب أختي ... هذه نهايتي Empty
مُساهمةموضوع: إضاءات حول كتاب أختي ... هذه نهايتي   إضاءات حول كتاب أختي ... هذه نهايتي Emptyالثلاثاء يوليو 04, 2023 5:29 pm

إضاءات حول كتاب أختي ... هذه نهايتي
الكاتب هو أسعد بن حمود المقيمي وهو يدور حول حكاية فتاة أفسدها الأبوين ومن حولهما وانتهت بمأساة نتيجة انحراف الأبوين وقد ابتدأ بالكلام عن أسس نهضة أى حضارة حيث قال :
"(إخوة الإيمان):
إن عوامل نهوض أي حضارة من الحضارات لابد وأن يقوم على أسس وقواعد ، يكون لها الدور في نهوض الحضارة ومقدار استمرارها ، ولم يشهد التاريخ حضارة قامت كحضارة الإسلام ، فما هو أس هذا النهوض ؟ مع أن حضارة الإسلام لم تعرف بكثرة المصانع فيها ولا بعدد الصناعات التي قدمتها مقارنة بما أحدثته الحضارة المعاصرة منذ نهوضها من حيث كثرة الابتكارات وأعداد الاختراعات ، إلا أنها لم تحدث ذلك البريق الذي أحدثته حضارة الإسلام حين بزغ فجرها ، فما زال المفكرون والمحللون السياسيون والاقتصاديون والاجتماعيون يعلون صيحاتهم لهذه الحضارة معلنين انحرافها عن السير "
 ونجد الكاتب في الكلام السابق يعلن اختلاف حضارة المسلمين عن باقى الحضارات رغم أنها عند المقارنة في بعض المجالات تكون اقل من غيرها وهو كلام بلا دليل
وتناول أن اساس حضارة المسلمين هى حسن الخلق بناء على قول لابن عباس حيث قال:
 "ولقد وضع ابن عباس رضي الله عنه- في كلمة قالها الأساس الذي قام عليه الإسلام ، حين قال:
) لكل بنيان أساس وأساس الإسلام حسن الخلق ) ، وحسن الخلق يندرج تحته كل بناء حضاري يقوم على قاعدة السلوك والمتعامل بين أفراد المجتمع."
وتناول الكاتب أن التابع دوما يفتخر باتباعه الحضارة المتقدمة ويذكر افتخار الكفار بأمور فعلوها بناء على الإسلام كالحجاب وتحية الإسلام حيث قال :
"(إخوة الإيمان):
لقد جرت سنة هذه الحياة أن يفتخر التابع باتباعه للحضارة المتصدرة فلما كانت الحضارة المسلمة في صدر الحضارات ومقدمتها افتخرت الكافرة المرأة بارتدائها للحجاب وافتخر الرجل الكافر بتحية الإسلام ، ولما دار الزمان دورته ، وهشت قبضة المسلمين بدينهم ، ضعفت حضارة الإسلام لأن أفرادها تخلوا عنها وما قامت أساسا إلا بهم لأن الحضارة أساسا تقوم على مجموع فكر الأفراد وسلوكهم ، هم يدنونها وهم يعلون شأنها."
والكاتب يبين لنا أن الوضع انقلب وأصبح المسلم هو من يفخر بحضارة الكفار حيث قال :
"(إخوة الإيمان):
إن ما نلحظه الآن من سلوك يظهر في القول أو الفعل أو اللباس أو الفكر أو سائر التصرفات يقلد به أفراد هذه الأمة المسلمة سلوك الحضارة الغربية الكافرة ما هو إلا ثمرة من ثمرات انهزامهم امام هذه الحضارة واغترارهم ببهارجها البراقة.
لقد قدمت بداية أن الحضارة لا تقوم على جانب التطور المادي وحده وإلا لما قامت حضارة الإسلام الأولى ، والعجب ممن تغره الحضارة المعاصرة ببهارج صناعاتها وتقدمها إلا أنه في تقليده واتباعه لا يسلك سلوكها فيما أعجب به ، بل يسلك سلوكها فيما يخالف فيه أسس دينه وصالح تقاليده ، يأخذ الغث والسمين ويمسك بالقبيح ويترك الحسن ، وما نراه من طرق في تسريح الشعر لدى الرجال أو النساء وما نراه من نوعية اللباس أيضا لدى الرجال والنساء مما هو مخالف لأحكام الإسلام ما هو إلا ضربة في أسس قيام الحضارة (الخلق والمبدأ(
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم *** فأقم عليهم مأتما وعويلا
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فأن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"
 وبالطبع لا يمكن لمسلم ا، يفتخر بالكفر ولا اعمال الكفار وإلا كان كافر مثلهم
وتناول الكاتب دراسة عن الخمور في الغرب نشرتها إحدى المجلات حيث قال:
"وأدعوك أخي لتنظر معي إلى بطن هذه الحضارة من الداخل ، ولا أطيل عليك الانغماس في بطنها ولكن أقف معك على لمحات من مظاهر حقيقتها المغطاة بالتقدم المادي والعلمي في بعض جوانب حياتها.
لقد نشرت مجلة (منار الإسلام) في عددها الرابع سنة ألف وأربعمائة وتسع عشرة للهجرة دراسة قدمتها وزارة العدل الأمريكية عن الإفراط في تناول الكحول بأن ما يقدر بنحو ثلاثة ملايين شخصا سنويا يرتكبون جرائم وهم مخمورون ، وشملت الدراسة جرائم القتل والاغتصاب والاعتداء الجنسي والسطو والتعدي بالضرب ، وغطت الدراسة بيانات عدة سنوات ، وأظهرت أنه من بين كل أربع جرائم العنف الأسري ثلاث تتعلق بالكحول.
إن هذه الاحصائيات الحديثة ما هي وليدة الصدفة أبدا ، بل سبقها من الأحوال ما أوصلها إلى هذه الحال ، فمن قبل ثلاث عقود مضت تؤكد الإحصائيات مثل هذه الانحرافات ، فمما رصدته الصحف أن ما يزيد على نسبة 40% من طالبات مدارس الثانوية بإحدى مدن الولايات المتحدة الامريكية حبالى.
والحديث يطول حول هذا الجانب لذلك اعرض عنه لنقف عند مقالات دوت بها وسائل الاعلام وأطلقها أبناء الحضارة المعاصرة محذرين ومنبهين على خطورة مسلكهم ، تقول مرغريت سميث:
" إن الطالبة لا تفكر إلا بعواطفها ، والوسائل التي تتجاوب مع هذه العاطفة ... وأن 10% منهن فقط مازلن محافظات ".
ويقول كنيدي:
" بأن مستقبل أمريكا في خطر لأن شبابها منحل غارق في الشهوات لا يقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه ".
ويقول خروتشوف:
" بأن مستقبل روسيا في خطر ، وأن شباب روسيا لا يؤمن على مستقبله لأنه مائع ومنحل وغارق في الشهوات "."
هذا الكلام المنقول عن انحلال حضارة الكفار أخلاقيا ليس بجديد فكل الأقوام التى بعث الرسل(ص) لها كانت تعانى نفس الأمر
 وأرجع الكاتب سبب الانحلال الخلقى للحضارة الغربية إلى البعد عن الدين حيث قال :
"(إخوة الإيمان):
إن ما سبق ذكره ما هو إلا وليد للبعد عن الدين الذي تتجه الإنسانية شطره وما هذه المعاناة التي تعانيها من انتشار الأمراض الفتاكة والأوباء المعدية إلا ضريبة هذه الحضارة الزائفة ، ولقد لحق المسلمين شيء من شظى هذه الانفجارات التي تعانيها الحضارة الغربية ، فكم من قصص ومشاهد ، وكم من مواقف وعبر سطرتها وسائل الإعلام تظهر شيئا من الأسى الذي تتكبده الأمة جميعا."
 وبعد كل هذا الكلام عن الحضارة دخل الكاتب إلى موضوع كتابه وهو مأساة فتاة ترعرعت في أسرة همها المال حتى لو كان حساب العرض والشرف حيث قال:
"وها أنا أضع بين يديك أخي المسلم معاناة فتاة ، بل مأساة زهرة لم تهنأ بنضارتها حتى أذبلها حالها الذي ترثى عليه حين قذف بها المجتمع إلى هوة ساحقة حطمت كيانها ، وهشمت أخلاقها ، وأحالت حياتها إلى مشهد بائس يحكي للناظر إليه قصة بؤسه ومعاناته المريرة.
لقد عاشت هذه الفتاة في كنف أسرة مكونة من أبويها واخوتها ، كانت آخر العنقود وأصغر البنات ، فبعد أن قضى القدر بانتقال أخواتها إلى بيوت أزواجهن ، بقيت هذه الفتاة بين أبوين جشعين ، المال كل شيء في حياتهما ، يطلبانه بأي ثمن ويقدمان لأجله كل قربان ولو كان العز والإباء ، بل ولو كانت العفة والشرف لذلك كان الشجار بين الأبوين حول هذا المبدأ يستحوذ على كل لقاء ، وتلك الفتاة اليافعة تشهد هذه المشاهد حتى أطلقت عليها اسم حفلات يومية وهي تقول:
ما لن أنساه ما حييت هو تلك الحفلات اليومية التي تجري بين أمي وأبي ، وغالبا ما تنتهي بصفعات مؤلمة يوجهها الأب للأم ، التي كانت لا تتوانى عن ردها له إذا أتيح لها المجال ، لم تستطع هذه الأسرة أن تستمر وتبقى أكثر ما بقيت لذلك قضى الحال بأن ينفصل الأبوين وتتجه البنت إلى حيث سارت أمها.
(إخوة الإيمان):
لقد كان انتقال هذه الفتاة إلى أمها بداية لحياة جديدة يجب عليها أن تخوضها ، لقد عملت الأم في أحد المقاهي الفاخرة المرموقة ، ودعت ابنتها أن تشاركها ميدان عملها ، لقد كان العمل الذي تقوم به هذه الفتاة هي وأمها تقديم الطعام وتقريب ما يحتاجه الزبائن ويطلبونه ، وتقول الفتاة التي قادها حظها العاثر إلى هذا المكان لقد كان عملي تقديم الطلبات وتوزيع الابتسامات ، هكذا كان عملها ، وهكذا كان سلوكها في عملها ، يلفت إليها الأنظار وهي تجوب بين الزبائن راسمة في محياها معاني السعادة ضاربة بسهم فتنتها أفئدة الزبائن.
وفي يوم من الأيام كان حالها يخبئ لها ثمرة ما تجنيه من سلوكها ، حيث كان ينتظرها أحد الزبائن وقد تأبط شرا ، وعزم منكرا ، أومأ إليها بيديه طالبا خدمتها فلما أتته مختالة مبتسمة ضاحكة بدأ يلاطفها بكلمات منمقة حاول أن يستدر بها عاطفة الفتاة ، ثم تقول الفتاة: " دس في يدي رقم هاتفه وطلب مني الاتصال به بعد أن ذكر لي شركات عديدة وأموالا طائلة ، بعدها أخبرت الفتاة أمها ، فهو أمر ما اعتادت عليه ، فاستنكرته في نفسها ، فماذا كان رد فعل هذه الام
تقول الفتاة: لقد قبلت أمي أن تقدمني له لقمة سائغة أو فلنقل تبيعني له .... وطبعا كان موقفي الرفض أمام طلب الأم " ، لقد كان رفضها لموقف أمها أمرا له ما بعده حيث لا يمكن من حيث المبدأ أن تعايش من كان هذا مبدأه في الحياة ، وهنا قذف بها الحال لأن تلجأ لابيها علها تجد عنده طعما للحياة في ظل القيم والأخلاق.
وكان انتقالها لبيت أبيها وزوجته الجديدة مرحلة جديدة في حياتها تمثل لونا من ألوان المعاناة وشكلا من أشكال ما تقاسيه في مسيرة حياتها ، حيث وقعت في براثن زوجة أبيها التي عانت منها الأمرين وهي تقول: لقد لاقيت ما لاقيت من قهر الخالة وعقوبات الاب جعلتني أكابد في العيش معهم ، إلى أن ساقني القدر يوما لأسمع حديثا دار بين أبي وأحد الرجال سمعت الرجل يقول فيه لأبي: " إنها جميلة وستأتيك بالمزيد من المال " ... لقد أرادني أبي سلعة كما أرادت أمي فأين المفر من هذا المجتمع وإلى من سآوي ؟ ثم قالت عن نفسها هذه الكلمات الشديدة التي تلبس بها المجتمع والأسرة أغلال الإجرام وسلاسله تقول: " هنا بدأت رحلة الضياع العقلي والعذاب الحقيقي ، الذي ذقت غصته الواحدة تلو الأخرى وأوصلني إلى الذي أنا فيه الآن ".
لقد أصبحت هذه الفتاة تعيش حياة يطوقها الحزن ، وتعتصرها المشاكل المتوالية عليها ، افتقدت اليد الحانية التي تكفكف دموعها وتمسح عرقها وتربت على كتفها وتخفف آلامها ، لقد افتقدت الإنسانية من قلوب الناس ، فأصبحت تعيش حالة نفسية تدفعها إلى أن تبث أحزانها وتنفث آهاتها وتحكي مرارة ما تكابده إلى كل من أظهر لها لين التعامل وأمطرها بكلمات العطف والحنان ، وأسبل عليها نعمته وفضله.
لقد كانت خاتمة الحياة التي وصلت إليها هذه الفتاة أنها تعرفت على رجل أظهر لها من الحنان ما تفتقد ومن العطف ما ينقصها ، وأظهر لها من لين الجانب ودماثة الأخلاق ما غرها به ، كان يثلج صدرها بكلماته العسلية ، وتشعرها حسن وعوده وجميل آماله بشيئ من الراحة والأمان ، وكان يعدها بالزواج والأحلام الوردية التي تستجيش عواطف النساء.
لما رأت هذه الفتاة المسكينة من هذا الرجل كل تلك الصفات ، تقول عن نفسها حسرة وندامة وقد أصبحت مهيضة الجناح ضعيفة أمامه: ( أسلمته نفسي ليطلق لرغباته العنان ويفعل ما يشاء ، فلما طال به الزمن ملني ، لم أر شيئا من وعوده ولفظني كما يلفظ الريق من الفم).
وهكذا فقدت هذه الفتاة أعز ما تملك المرأة من عفة وطهر ، فتحطم كيانها ورأت نفسها مدفوعة بشدة إلى حياة العهر والفساد ، فهربت عن أبيها حتى آوتها أحضان المراقص والفساد ، تاركة في وجه المجتمع وصمة تحمله نصف إثمها وشر صنيعها الذي بلغته ، ثم نشرت قصتها في إحدى صحفنا اليومية بعنوان ( الأب والأم وضعاها على طريق الرذيلة .... فتاة تتشرد وتقع فريسة للذئاب)"
 هذه حكاية فتاة تخلى الأب وألأم عن مسئوليتهم تجاهها فكانت النهاية أن فقدت شرفها بسببهم لأنهم خدعت كما تقول في الرجل الذى أرادت زواجه ولكنها أراد الزنى معها
وتناول الكاتب مأساة الفتاة من جوانبها حيث قال :
وهاهي الفتاة من خلال تجربتها السوداء وحالتها المأساوية تلوح بيديها وتصرخ بلسان حالها محذرة بنات جنسها من مآل أصبح مأوى ومتنهى لأعداد كبيرة من فتيات المجتمع والعياذ بالله.
مسكينة هذه الفتاة بذلت طاقتها لتصون نفسها فدفعت ما استطاعت دفعه حتى وهنت قواها وضعف إرادتها وهش عزمها وخارت قدرتها فلما وضع فيها الذئب مخالبه وغرس أنيابه كانت له أطوع من بنان فاستاقها إلى ما يريد ، رزأها في طهرها ودنسها في شرفها ثم رماها كعادة السباع ترمي الفريسة وقد جعلت من جثتها جيفة عليها البغاث من الطير والحيوان.
يا لها من مأساة يلوث فيها الطهر ، ويالها من حسرة تنتهي إليها هذه الفتاة ، لقد كافحت ونافحت وهربت من أبيها وأمها لأنهما يدفعانها إلى الفساد ، ولكنها للأسف الشديد اندفعت إلى حيث أراد أبوها وأمها ، لقد صدق عليها قول القائل:
إلى حتفي سعى قدمي +++ أرى قدمي أراق دمي
نعم لقد سعت إلى حتفها بظلفها.
وهكذا أرد أبوها لما أذاقها طعم التفكك الأسري ، لقد كان الجشع وحب المال طاغيا عليهما ، والدين والخلق بعيدا عنهما ، لقد دفعت بها أسرتها إلى هذا المصير عندما أساءت تربيتها واي ضمير في هذه الأم سوغ لها أن تقدم ابنتها لذلك الزبون في المقهى ، وأي أبوة هذه التي جعلت من الأب مصيخا منصتا للمخطط الذي يمليه عليه صاحبه ليدر له المال من جمال ابنته ، أي مشهد هذه الأسرة يظهر لنا موضعا غرس فيه الأبوان فضيلة في بنتها بل أي مشهد هذا الذي غرس فيه الابوان خصلة إنسانية فضلا عن صفات إيمانية ، لم يبذلا جهدا يبذران فيه بذرة خيرة تنبت نباتا حسنا ، فأي حسن هذا الذي نرتجيه من هذه الفتاة ، وأي عطاء هذا الذي نطمح فيه منها ، لقد نشأت نشأة بعيدة عن الفضيلة نائية عن الخلق مجانبة للدين ، إن حالا كهذا لا يرتجى منه إلا هذه النهايات.
وليكن وضع الأسرة على أي حال فإن ذلك لا يسوغ لهذه الفتاة بحال من الأحوال أن تكون هذه خاتمتها ، لقد رزقها الله العقل المفكر فأهملته ، ووهبها الفطرة السليمة التي تشمئز من كل رذيلة فما استجابت لندائها ، إن حال أسرتها مهما يكون ما هو إلا سبب للجريمة وتبقى شخصيتها هي المجرم الأول ولا تعذر بصنيعها ، وإن الجفاف العاطفي أو التفكك الأسري أو النوائب المتوالية والمشكلات المتتالية على أي فتاة أيا كان حالها وكيف وضعيتها لا تبيح لها هنا الإجرام الشنيع الذي يتقدم فيه الشرف والعفة إلى مذبحة العهر والفساد ذليلا منكسرا لا يملك حولا ولا قوة."
وتناول الكاتب وجوب اخذ العبرة من الحكاية حيث قال :
"(إخوة الإيمان):
هذه هي الحكاية التي أصبحت لا تملك من النطق إلا لسان حالها مستدعية عقول المعتبرين للتأمل في أحداثها."
وتناول الكاتب ضوابط وحدود تعامل الرجل مع المرأة والعكس  حيث قال:
"(إخوة الإيمان):
لقد رسم الشرع ضوابط وحدود لتعامل الرجل مع المرأة والعكس ، بحيث لا يتعدى الواحد منهم حدوده ، وما أوقع هذه الفتاة هذا الموقع إلا جهلها بحدود تعاملها ، فقد تعدت الضوابط إذ سمحت لنفسها تجاذب الحديث العاطفي والاختلاء برجل حيث لا رقيب يحسن خلوتها فكان ما كان ، وهنا تستوقف القصة كل فتاة لتفقه هذا النوع من التعامل فالمحادثات العاطفية والرسائل الغرامية واللقاءات المثيرة لمكامن الغريزة في ظل الخلوة كلها دروب توصل إلى هذه النهاية التي انتهتها هذه الفتاة."
 وتناول أفعال الشباب والرجال المنحرفين حيث قال:
"والعجب كل العجب من فتاة تثق في معسول الكلام والوعود الكاذبة بالزواج لتجعل من نفسها لقمة سائغة لهذا الصنف من البشر الذين ما إن يظفروا بمرادهم حتى يفصحوا عن حقيقة هدفهم وربما قيدوا هذه الفريسة الساقطة تحت مخالبهم بصور يهددونها بها لتبقى ضعيفة مهيضة الجناح أمام طلباتهم ، ومن هنا فلتحذر الفتاة أن يصير حالها إلى هذا المآل ، وإن وقع أن رجلا احتال عليها فلتظهر له الجرأة وعدم خشيتها من تلك الصور ذلك لأنها إن خشيت فضيحة انتشار صورها فهو أهون عليها من أن تكون فضيحتها في أعظم ما نملك إذ هو وحده برهان شرفها ، كما أن الفتاة إذا أظهرت ضعفها أمام تلك الصور فإن طلبات هذا الذئب سوف لا تقف عند حد.
(إخوة الإيمان):
إن مظهرا خطيرا يسلكه الشباب هو خطوتهم الأولى إلى قلوب النساء ، يرفعون من شأنهم ويظهرون عليهم من صفات المال والغنى ما يوهمون به المرأة أن هذا شأنهم في المجتمع ، ومسكينة هذه الفتاة عندما تحلم بالرفاهية والترف تحت ظلال هذا الشاب ، ثم يسبل عليها وعوده ويمطرها بتلك الكلمات المعسولة ثم يناولها رقم هاتفه ليبدأ بينهما حبل الوصال وهذه بداية الشقاء وأول خطوة تقاد بها الفريسة إلى المجزرة ، فالمرأة الساذجة التي تسلم قيادها لهذا الشاب وتقتنع بما يقول سيكون مصيرها سيف الجزار ، وكم من قصص وعبر وعظات نطق بها حال المجتمع من هذا الصنف ، غير أن المرأة تبق كما هي لا تتعظ بغيرها ، وتبقى هذه القصة تتكرر مرارا كثيرة كل مرة عند فتاة ، بل ربما كانت الفتاة الواحدة تقع في هذا المشهد مرات متوالية ، أهي كلمات الحب والثناء التي تجعل الفتاة سهلة أسيرة لتقاد ؟ أم أنها السذاجة والسطحية في شخصيتها ، أم أنه الدهاء والمكر في ذلك الذئب ؟"
 وتناول وجوب ان يكون المجتمع صالحا يساعد على الصلاح وليس على الفساد حيث قال:
"(إخوة الإيمان):
نحمد الله أن مجتمعنا مازال بخير ، فلئن كنت فتاة القصة لم تجد من تركن إليه بعد أبويها لبث همومها وأحزانها ، فإن وجود الصحبة الطيبة والأهل الأكرام في المجتمع يفتحون أذرعهم ويشرحون صدورهم لسماع شكواك ، فإياك إياك أن تلجئي إلى رجل أجنبي تجعلينه مكمنا لأسرارك وموطنا لبث همومك."
ونصح الكاتب الأبوان بضرورة تنشئة الأولاد بنين وبنات على الحق  حيث قال :
"أيها الأبوان:
إن ثمة طرقا تسلكونها تؤدي بفلذات أكبادكم إلى مثل هذه الخاتمة التعيسة ، وإن لم تكن بالشكل الصريح كما في هذا القصة فكم من أبوين فتحوا السبل أمام بناتهم لسلوك هذه المسالك ، بل إن كثيرا من الفتيات يتحايلن لإيجاد ثغرات من أسرهم تتيح لهم الولوج في هذه الهوة السحيقة وفي النهاية تخادع نفسها لا أسرتها.
(إخوة الإيمان):
إن الإسلام ما جاء لكبت المشاعر أو مصادمة الفطر ، بل العكس جاء غير مستنكر لها وإنما يهذبها ويشذبها وينقيها مما يدفع الإنسان إلى الضرر ، ولا أحسن وأشرف من حب الزوجين حيث يقوم على أساس الرحمة والمودة والألفة والأنس ، ولأن هذا الحب ناشئ عن مصدر العقل والعاطفة معا ضمنت الحياة استمراره.
ففي الزواج يسأل كل من الزوجين عن صفات صاحبه ، وعن كريم خلقه حتى يعلم أنه انتقى من الصفات ما تقر بها عينه وتهنأ بها نفسه ، أما في الحب العاطفي الأعمى الذي يقع فيه كثير من الناس وهو الحب الناجم عن نظرة خاطفة أو لمحة سريعة أو سماع صوت عذب فهذا أثبتت الحياة فشله ، وكم من زيجات باءت بالفراق لأن هذه بدايتها ، فالجمال هو الأساس الذي قامت عليه هذه الزيجة في الغالب وسرعان ما يؤلف بمرور الزمن ، وما أن يؤلف حتى يبقى الوفاق صعبا بين الزوجين ، وهذا يرد بقوة على أولئك الذين يدعون أن الحياة الزوجية لابد أن تسبق بهذه المقدمة العاطفية."
 والكتاب عبارة عن حكاية دون بيان لأحكام تعامل المرأة والرجل ودون بيان لحقوق ألبناء على الأبوين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إضاءات حول كتاب أختي ... هذه نهايتي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إضاءات حول كتاب العفو
» إضاءات حول كتاب الجفر
» إضاءات حول كتاب الجفاء
» إضاءات حول كتاب أسماء أهل بدر
» إضاءات حول كتاب حكم عد التسبيح بالمسبحة

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دين الله الإسلام :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: منتدى القرآن :: منتدى الكتب-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: