إضاءات حول كتاب الجفر
الكتاب عبارة عن مخطوط أي كتاب بخط يد إنسان ولا يوجد للجفر كتاب مطبوع حتى الآن والنسخة الخطية مصورة وهو ليس الجفر الأصلى الذى يتحدث عنه الشيعة وغيرهم في الكتب القديمة
وكاتب مخطوطة الجفر هو كمال الدين أبو سالم بن محمد بن طلحة وأسلوب الكتاب يغلب عليه السجع والأشعار كما يغلب عليه الاستدلال بروايات الفتن والملاحم المنسوبة للرسول(ص)زورا والتي كلها ادعاء بعلم الغيب مع أن الله أعلن في كتابه أن الرسول لا يعلم الغيب على لسان الرسول الخاتم(ص) نفسه كما في قوله :
" ولا أعلم الغيب"
وقال :
" لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
والكاتب يخبرنا عن مضمون الكتاب شعرا في البداية يقوله :
محمد الهادى نبى الساعة وصاحب البراق والشفاعه
فهو الذى يخبرنا عن ربه لما نأى وما دنى من قربه
يا سائل عن مهم الأمرا وعن ولاة يحكمون مصرا
وبين أن أصل الجفر هو النبى(ص) الذى أخبر به على بن أبى طالب حيث قال :
وهو الذى أودع سر الجفر عن فاضل ليث إمام حبر
أعنى عليا بزعم المصطفى من العلوم لقد حوى ما خفى
وتحدث عن رموز الجفر من الحروف وبين أن الجفر يبين الخلافات والفتن والملوك في المستقبل حيث قال :
" وليس في هذا النظام أملا ملوكنا قد نظمت لتملا
فكم حروف وخلاف وفتن والقصد اظهار الذى فيه لمن
والحكم لله العلى القادر فهو الذى يظهر السراير
وبين الكاتب أن الله رزقه بصديق صدوق مخلص كان يريد معرفة الاسم الأعظم والنور الأقوم حيث قال:
"ونمت بيننا المحبة في الله والصحبة في الله "ص4
كما بين أن الله أعطاه لوحا الامترا وهو في قرية فركوته فحفظ الصاحب ما في اللوح من دايرة وخطوطا وأسماء وحروف ولكنه لم يفهم ما فيه وهو قول أبو سالم حيث قال:
" إذ كشف له عن لوح الامترا فأعرض عنه"ص4
وعندما رأى صاحبه على بن أبى طالب في المنام أرشده لصاحبه أبو سالم كى يحل الخفايا في اللوح فقال :
" صافحته بها يد سنه فرأى أمير المؤمنين على بن أبى طالب فسلم عليه وقال له أين اللوح الذى أوتيته فأخرجه فأخذه رضى الله عنه فاستعظمه ...فقال يا أمير المؤمنين ما فهمت ما قلت لى فقال له فلان وسمانى بكنيتى ولقد يشرحه لك " ص4و5
فذهب الصاحب لصاحبه وأخبره بسور آيات اللوح وخط صورة الدايره وما عليها خارجا وداخلا فلم يفهم الكاتب شيء إلا أن كما يكذب بين أن الله سيبين له تفسير كل شيء وهو قوله في ص5:
" فعلمت أنه لا يمكن الوقوف على كنه مقصدها ولا الوصول إلى حل عقدها له بحمى أوطار مطالبها ولا أسرار ما دلها إلا بتـأييد ربانى وتوفيق إلهى "ص5
وهذا معناه أن أبو سالم نزل عليه الوحى من الله ليفسر اللوح وهو كذب ظاهر فقد انقطع الوحى بانقطاع الرسل(ص)
وحدثنا الكاتب عن علم حروفى يبين به الأحداث فقال :
" حروف الرموز التي هى علامات عشرة هي مقابلة من أول البعثة إلى عام بيعة العقبة فهى عشرة حروف المبادى وهى ثلاثة مقابل عام البيعة وما بعده إلى الهجرة فتلك 13 عاما وحروف مراد الاسم المقدس هو 11 مقابله من الهجرة إلى عام وفاته(ص).... فصل الم من العدد 372 وهذا العدد ينطق عنه من الحروف ب ع ر وهى أحرف تدل على ملك العرب ..."ص8 ...."وإذا ضربت المبادئ في أصولها والمرتفع في حروف الأسماء الأربعة المقدسة والثلاثة المضافة إليها داخلا يكون 432وهو عام انقراض دولة بنى بويه الأعاجم والديلم ....ص11... وفيها انقراض عالم الكون والله من وراءهم محيط "ص13
بالطبع ما قاله أبو سالم أو أيا كان من كتب هذا الكتاب هو ادعاء علم الغيب ومنه معرفة الساعة التي أسماها انقراض عالم الكون وهو ما يتعارض مع قوله سبحانه :
" يسألونك عن الساعة إيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها"
وقال :
" إليه يرد علم الساعة"
وزعم الكاتب أن علم الغيب من اختصاص آل محمد(ص) حيث قال :
" وهذا هو العلم الذى خص به آل محمد والعلم الذى سيدنا محمد مدينته وعلى بابها " ص17
وبالطبع لا محمد(ص) يعلم الغيب ولا آل محمد (ص) الذين ماتوا حيث انقطعت ذريته بموت أولاده الذكور قبل أن يبلغوا مبلغ الرجال كما قال سبحانه :
" ما كان محمد أبا أحد من رجالكم "
ومن ثم كل من يزعم أنه من ذرية النبى الخاتم(ص) كاذب لأن الأولاد ينسبون إلى أبيهم كما قال سبحانه :
" ادعوهم لاباءهم"
والذرية التي تزعم الانتساب للنبى (ص) هي حسب الروايات ذرية على بى أبى طالب ولا صلة لها بمحمد(ص) لانقطاع ذريته بموت أولاد البنين والبنات
وذكر الكاتب أن كتاب على يحتوى على 1700 علم حيث قال :
"وقد ذكرت بهذا الكتاب جفر الإمام على بن أبى طالب وهو ألف وسبعماية مصدر من مفاتيح العلوم ومصابيح النجوم المعروف عند علماء الحروف ص17
وبالطبع النبى(ص) لم يختص على ولا غيره بأى علم لأنه لو فعل ذلك فهو لم يبلغ الرسالة للناس وحسب كتاب الله فقد بلغها للناس كلهم كما قال سبحانه :
" بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته"
وقال في ابلاغها أيضا:
" اليوم أكملت لكم دينكم"
والجفر وهو كما فسره الكاتب رق والمقصود ورق كتابة ككتاب ينسب لعلى بن أبى طالب وينسب لجعفر الصادق وهو أحد ذرية على حسب الروايات وتناول الكاتب ماهية الجفر حيث قال :
" وهو عبارة عن لوح القضاء والقدر عند الصوفية وقيل العلم المكنون والسر المصون وقيل باللغة الخفية عند السادات الحروفية وهو عبارة عن مفتاح أسرار الغيوب وقيل مفتاح العلوم وهما كتابان جليلان أحدهما ذكره الإمام على على المنبر وهو قايم يخطب بالكوفة على ما سيأتى بيانه والأخر أسره رسول الله وهذا هو العلم المكنون وهو المشار إليه بقوله " أنا مدينة العلم وعلى بابها" وأمره بتدوينه وكتبه الإمام على حروفا مفرقة على طريقة سفر آدم عليه السلام في جفر يعنى في رق وقد جعله من جلد البعير فاشتهر بين الناس بالجفر الجامع والنور اللامع وقيل الجفر والجامعه لأنه قد وجد مرقوم فيه ما جرى للأولين وما يجرى للآخرين والناس مختلفون في وصفه وتكسيره فمنهم من كسره بالتكسير الصغير وهو الإمام جعفر الصادق وقد جعله في حافية الباب الكبير ا ب ت ث إلى أخرها والباب الصغير أبجد إلى قرست ثخذ ضطغ وبعض العلما قد سماه الباب الصغير بالجفر الصغير والباب الكبير بالجفر الكبير وهو مصوب ومقلوب ص 18
" وفيه اسم الله الأعظم وتاج آدم وخاتم سليمان وحجاب آصف "ص20"
إذا الجفر المزعوم يحتوى على أخبار الأولين والأخرين التي غابت عن الناس ولا يعلم لا محمد(ص) ولا على الغيب ولو عاش منهم كل واحد ألف سنة فكيف سيكتب مليارات المليارات من الأحداث التي تقع في مليارات المليارات من السنوات فلو قضيا عمرهما في الكتابة ما كفاهما
إذا كتاب جفر على أو جفر الصادق ليس هذا هو الكتاب الذى نتناوله والجفر المذكور هو خرافة او أكذوبة فلم يعثر لهما على وجود لا عند الشيعة ولا عند السنة ولا غيرهم لأنه ادعاء كاذب بعلم الغيب الذى لا يعلمه إلا الله
وكتاب أبو سالم هو أحد الأكاذيب حيث ادعى الرجل أنه قرأ الجفر ونقل منه هذا الكتاب حيث يقول :
" فاخترت من أسراره ما سره اشتمل والعمل به أكمل بعد أن قرأت سفر آدم وسفر شيث وسفر نوح وسفر إبراهيم وطالعت كتب ينابيع الحكمة لآصف بن برخيا بن شمويل وكتاب سر السر وكتاب الجمهرة والمصحف المخفى والعهد الكبير والأجناس وكتاب اللوح والقلم ثم حللت رموز الخافية القمرية والخافية الشمسية " ص20"
وكل هذه الكتب او معظمها لا توجد نسخ منهم في أى مكان معروف حاليا في العالم وهو ما يجعل أبو سالم كاذب مرة أخرى فالكتاب يشبه كتاب شمس المعارف للبونى وهو كتاب طلاسم وسحر وحتى هناك رسوم متشابهة بينهم وأيضا مربعات ومستطيلات حروفية وعددية ويشبههما بالتالى كتاب معروف في الغرب باسم مخطوطة فوينج وفيها الكثير من الرسومات خاصة الدوائر المتشابهة والفارق هو أن الكتاب الأوربي مكتوب بكتابة غير معروفة لأحد وهو ما يشبه أن بعض كتابات هذا الكتاب وشمس المعارف مكتوبة بطرق كتابية غير معروفة مثل كتابة الكلمة من أسفل بدلا من أعلى
وزعم الكاتب أن على بن أبى طالب ألقى خطبة في الكوفة قال فيها أخبار الآخرين والأولين حيث قال:
"وقد نبت عند علما الطريقة ومشايخ الحقيقة بالنقل الصحيح والكشف الصريح إن أمير المؤمنين على بن أبى طالب قام على المنبر بالكوفة وهو يخطب فقال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله خالق السموات والأرض وفاطرها وساطح المدحيات ووزانها وموطد الجبال وقافرها ومفجر العيون وناقرها ...أنا أوريا الزبور أنا حجاب الغفور أنا صفوة الجليل أنا إيليا الإنجيل أنا مراخى يوشع وموسى أنا ميمون رضى عيسى أنا حاء الحواميم أنا ألف لام ميم أنا شقيق الرسول أنا بعل البتول أنا شيث البراهمة أنا سعد اليعاقبة أنا أزوهن البطارقة أنا بطرس الروم أنا سيد الأسموم ...ص 26 "
وما سبق من كلام هو افتراء وكذب واضح للتالى :
أولا على لا يمكن أن يدعى أنه كل هؤلاء الرجال في الأزمنة المختلفة لأن هذه هي عقيدة التناسخ والتقمص وهى عقيدة كفر لأن معناها أن الإنسان يحيا عشرات الحيوات وهو ما يخالف أنهما حياتين فقط كما قال سبحانه :
"كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون"
وتصديقه قول الكفار في النار :
" ربنا أحييتنا اثنتين"
ثانيا الكذب في أقوال مثل أنه شقيق الرسول(ص)فالرسول (ص) لم يكن له اخوة حتى يكون له شقيق وأما أنه خاه في الإسلام فهو امر طبيعى وأيضا مثل كونه أوريا وأوريا كما في العهد القديم جندي مجاهد يدعى العهد القديم أن داود(ص) شاهد امرأته عارية من فوق السطح فأعجب بها وبعث أوريا إلى المعارك عدة مرات ليقتل وفى أثناء ذلك زنى بزوجته وهو كلام والعياذ بالله لا يمكن أن يصدق في نبى مؤتمن على رسالة الله
ثالثا أن الخطبة المذكورة ألقيت في نهار واحد ومع هذا المفروض أنها تحكى أحداث مليارات المليارات من السنوات وهى في الكتاب لا تزيد عن عشر صفحات وكلها أخبار لآ اصل لها زعم الكاتب أنها تحدث بعد على مثل :
"فلم يبق إلا دمشق ونواحيها وتراق الدما بمشارقها وأعاليها ثم يدخلونها وبعلبك بأمان وتحل البلايا بنواحى لبنان فكم من قتيل بالقفر واسير بجانب النهر ... ص28... ويقتل بدر بالجبل الأحمر بعد أن يسجن الأسمر عند وصول رسل المغاربة ومثولهم بين يديه ثم يخرج الهمام فيصلى بالناس إمام ثم يقتل بعد برهة من الزمان... ص29...
الخطبة تتكون من عدة صفحات ومع هذا قال أنها تتضمن كل أحداث الدنيا حتى القيامة
ولا يمكن أن يستنتج أى قارىء أي حدث من الخطبة وقع لأنه لا يذكر سوى أسماء مبهمة اسم واحد ومكان ولا يذكر سنوات في الغالب وكل حدث من الممكن أن ينطبق على أي كان وفى الغالب لا ينطبق على أحد
وإلى هنا ينتهى كتاب الجفر الأصغر
الجفر الأكبر:
هو الكتاب المنسوب لجعفر الصادق وفى الكتاب الثانى ذكر المؤلف كمال الدين أبو سالم بن محمد بن طلحة أن هذا الكتاب الجليل الثانى " فإن هذا الكتاب الجليل الثانى العظيم البرهان يفوت الحكيم والفقيه أول مباديه" ص31
والكاتب يبين في الكتاب اختلاف العلماء في العلم بالغيوب حيث قال :
"قال بعض العلما لا يحل الكلام في الغيب لأنه سر من أسراره تعالى اختاره لأبى البشر عليه السلام وقال العلما بالله بل ينظروا إلى ذلك من اسرار الحروف كما كان آدم والرسل ينظرون بها في أسرار الغيوب "ص121
والعلم بالغيب ممنوع على الرسل فقد نفاه الله عنهم حتى رسوله الأخير (ص) كما قال سبحانه :
" ولا أعلم الغيب"
وقال :
" لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
وهو بهذا يريد أن يحلل له نفسه العلم بالغيب مع أنه لا يوجد يعلم الغيب من الخلق وهو مدار معظم الكتاب من الفقرات المسجوعة والأشعار المقفاة وحتى الرسوم الموجودة في الكتاب
وقد حدثنا الكاتب عن قواعد معرفة الغيوب حيث قال :
" هذه إشارات الرموز المعدودة إلى عدة المده التي هي الغاية والنهايه على ما سبق ذكره وهى عشر دلالات كل ما وجه منها كافيه في ىالدلاله المذكورة والدلالات المعينه
الأولى إذا أضيفت مواد الاسم المقدس إلى الاسما الحسنى المدلول عليها بالرموز وضرب المجتمع في مواد المبادى يكون المطلوب هو الجمله المشار إليها
الثانيه إذا أضيف باقى الاسم المقدس بعد المكرر إلى أحد المثلين منه في علم الحروف وضرب المجتمع في عدد المثل الثانى يكون المطلوب
الثالثه إذا ضربت حروف الرموز في الاسما الحسنة المذكوره يكون المطلوب ...ص 123
وبالطبع لم يبين الكاتب تفاصيل قواعده وأما من فصلها فهو كاتب أخر هو أبو الخلال الحمصى والغريب أن تفصيله موجود في كتاب الكاتب الأول وهو أمر غريب عجيب يؤكد أن الكتاب منحول محرف ألفه أحد الكفار ونسبه لرجل يحمل اسما مسلما
وبالطبع لن نذكر تفاصيل تلك القواعد وإنما جزء بسيط وهو :
"قال الإمام أحمد بن عبد الكريم بن سالم المعروف أبا الخلال الحمصى :
الجواب عريق التي أشار لها صاحب الرساله وذكر أن كل منها تدل على المده التي هي أخر أيام العالم استخرجت بعون الله وتوفيقه في 14 يوم خلت من شهر شوال سنة 62 ثم قال الطريقة الأولى وذكرها ثم قال الجواب قوله مواد الاسم المقدس عنى بذلك 11 لأن الاسم المقدس هو الله تعالى وحروفه أربعة ومواد حروف 11 لأن مراد الألف 3 ومواد اللامين ستة ومواد الها 2 فالمجموع 11 والاسما الحسنى99 فإذا أضيف العدد الأول إليها بلغ ذلك 110 وقوله ضرب المجتمع في مواد المبادى عنى بذلك9 لأن المبادى ألف لام ميم فموادها 9 فإذا ضرب 9 في 110 بلغ ذلك 990 وأجاب عن الثانية قوله باقى الاسم المقدس بعد المكرر أعنى بذلك اله ولذلك من العدد36 فإذا أضيف الأول إلى الثانى بلغ ذلك 66 وقوله ضرب المجتمع في عدد المثل الثانى منه عنى بذلك 15 لأن الثانى نصفها كذلك وكل نصف من النصف الأخر .... ص 126
وقد تناول فيما تناول في بداية الكتاب حديث مدينة العلم وبابها حيث قال :
"قال (ص) أنا مدينة العلم وعلى بابها وقال تعالى " وأتوا البيوت من أبوابها"فمن أراد العلم فعليه بالباب وهو أخر الخلفا كما كان النبى محمد اخر الأنبيا"ص31
والغلط الأول اختصاص خاتم النبيين(ص) على بالعلم وهو ما يخالف أن النبى(ص) علم من كل قوم بعض أفراده الدين ولم يخص فرد بالعلم حيث قال تعالى في ذلك :
"وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون
وبالطبع النبى(ص) لم يختص على ولا غيره بأى علم لأنه لو فعل ذلك فهو لم يبلغ الرسالة للناس وحسب كتاب الله فقد بلغها للناس كلهم كما قال سبحانه :
" بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته"
وقال في ابلاغها أيضا:
" اليوم أكملت لكم دينكم"
والغلط الثانى أن على أخر الخلفاء وهو ما يعارض استمرارية الخلافة وهى الإمامة وهى وجود حاكم أكبر طالما وجد مسلمون متحكمون في قطعة من الأرض
وتناول رواية منسوبة للنبى الأخير (ص) كذبا تقول :
"وقال(ص) خلقت وهارون بن عمران ويحيى بن زكريا وعلى بن أبى طالب من طينة واحدة"ص31
وبالطبع خلق أربعة مختلفى العصور من طينة واحدة أمر لا يعقل خاصة مع أن جثث الرسل(ص) كما يقال لا تأكلها الأرض ومن ثم انتشار التربة وعودتها للتجمع تكون محالة بسبب تلك الرواية الثانية الكاذبة
ونجد الكاتب يفسر الآيات على هواه فمثلا يذكر آية ويذكر خلفها أسماء خمسة ويفسر كل واحد منهما بشىء لا يصدق من الآية مثل الفقرة التالية:
"بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى " مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ يبغيان يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان "
فاطمة حسن محمد على حسين
فالفرد إشارة إلى البحر الأزلى والزوج إشارة إلى البحر السرمدى والبرزخ إشارة إلى السر المحمدى يخرج من بحر الأزل اللؤلؤ ومن بحر الأبد المرجان"ص32
وهو لا يكتفى بذلك التفسير وإنما يأتينا بتفسير فلسفى فيقول :
"على هو صورة العقل الكلى وهو العلم الأعلى لهذا العالم فاطمة هي صورة النفس الكلية وهى اللوح المحفوظ والحسن هو صورة العرش والحسين هو صورة الكرسى والأئمة12من أوله صورة البروج الاثنى عشر والإمام محمد المهدى صورة العالم الدنيوى وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير وسعد وسعيد وأبو عبيدة صورة حملة العرش الثمانية ص34
ونلاحظ أنه ذكر أن عدد الأئمة كعدد البروج ومع هذا ذكر عشرا وهم 1والإمام محمد المهدى صورة العالم الدنيوى2 وأبو بكر3 وعمر 4وعثمان 5 وعلى 6وطلحة 7والزبير 8وسعد 9 وسعيد 10وأبو عبيدة
وتفسير اللوح المحفوظ بفاطمة يتعارض مع كون القرآن هو اللوح المحفظ كما قال تعالى " وأنه لقرآن مجيد في لوح محفوظ"
والغلط أن الحسن والحسين هم العرش والكرسى فكيف يكون اثنان في الأرض هما الكرسى والعرش والعرش وهو الكرسى نفسه في السموات تحيط به الملائكة وتحمله كما قال سبحانه :
"الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا"
فالملائكة تعيش في السموات كما قال سبحانه :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
وأخبرنا الكاتب بأن جميع أسرار الله موجودة في النهاية في النقطة تحت حرف الباء حيث قال :
" واعلم أن جميع أسرار الله تعالى في الكتب السماوية وجميع ما في الكتب السماوية في القرآن العظيم وجميع ما في القرآن العظيم في الفاتحة وجميع ما في الفاتحة في بسم اللخ وجميع ما في بسم الله ص 36وجميع ما فى با بسم الله وجميع ما في با بسم الله في النقطة التي تحت الباء ص37"
وهذا كلام مغلوط فلو كان الكبير مضمن في الصغير فما هي الحاجة إلى إنزال الكبير طالما كل شيء في الكبير هو في الصغير والقول بأن جميع أسرار الله في الكتب السماوية يتناقض مع أنه كل شيء في الكتاب المبين كما قال سبحانه :
"وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا فى كتاب مبين"
ومن الفقرات المرمزة المسجوعة والتي كثيرا ما تكون غامضة ما يلى:
"بداية الخراب من ظاهر عدد الخراب ونزول الغراب عند صياح الغراب وخراب الشام عند صياح الهام وخراب الروم عند صياح البوم وخراب القلب عند صياح القلب وانقطاع الغمام عند صياح اليمام وخراب فارس عند صياح الحارس وخراب القصر عند صياح العصر وانقطاع النيل عند صياح الفيل وقبل نزول السيف سيظهر س السيف فافهم سر الخراب "ص39
وتناول الرجل أن سر رسالة الله في عصر كل رسول موجودة في حروف الكتابة التي كتبت بها فقسم الحروف لحروف فردية من عالم الجلال وحروف زوجية من عالم الجمال ثم قسمها لنورانية وظلمانية وسفلية وعلوية حيث قال :
قال العلما أن سر كل أمة في كتابها وسر كتابها في حروفها وكتابنا وهو القرآن العظيم في الحروف ولها خواص باعتبار أعدادها فما كان منها فرد فهو لعالم الجلال ومنها ما كان زوج فهو لعالم الجمال وهذه أبقش بكر جلس دمن هنت وصخ زعن حفظ طضغ هذه على رأى أهل الأسرار وهم أهل المعرب وأما على رأى أهل الأنوار وهم أهل المشرق يقغ بكر حلش دمت هنت وسخ زعذ حفض طصظ فافهم هذا السر الرابط والحكم الضابط وهى تنقسم إلى نورانية وظلمانية فالنورانية فواتح السور وهى الر كهبغص طس حم ق ن وأما الظلمانية فهى14 حرفا وهى ب ج د و ن ف ش ت ث خ ذ ض ظ غ وهذه 14 تنقسم إلى سفلية وعلوية فالعلوية منها سبعة وهى ب دو ت ذ ض ظ والسفلية ليس في الفاتحة منها حرف وإنما تركبت من النوارنية والعلوية فقط "ص 40
وضرب أمثلة على العلم العددى للحروف فجعل حروف كلمة الله122 وكلمة الصليب122 ومحمد92 وإسلام 92 وأن عند جمع كلمات ينتج لنا الزمن الذى يظهر فيه المهدى وهو القرن التاسع حيث قال :
"قال (ص) لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله فالله لها من العدد122 وذلك عدد اسمه محمد92 وهو أيضا عدد اسلام فإذا رفع ذكر اسم الحبيب اضمحل الإسلام وارتفع الصليب وهو أيضا 122 وهذا العدد له من الحروف قلب 122 فهو صلى الله عليه وسلم قلب 122 هذا العالم ويخرج من اسمه(ص) عدد من أرسل من الانبيا وإذا "ص41 ضممت باطن هذا الاسم إلى ظاهر عدده كان الخارج من الجملتين وقت ظهور خاتم الاوليا محمد المهدى فافهم ص42
فالناس كانوا في الزمن الخالى وما شربهم من الأيام والليالى ينتظرون هذا القرن التاسع وذكر ما فيه من الأهوال بينهم شايع حتى إن من الناس من يقول إن القيامة فيه تقوم ولا يبقى إلا الحى القيوم "ص43
وفى سنة 958 خراب يظهر الخراب ويود الكتاب ويمزق الكتاب والله أعلم بالصواب" ص44
وأما سنة 50 ففيها يظهر الدجال بلا جدال ولا تنس دابة الأرض يا تارك الفرض قال مقاتل والصيحة التي تكون في رمضان تكون في نصف يوم الجمعة وتكون في شوال وأما سنة 900 فهى سعد الأشرار وطالع الفجار ص46
" أرض لها من العدد ألف وواحد وعلى استبدال الأرض غير الأرض ...ص47"
إذا القيامة تقوم حسب المؤلف في أخر القرن التاسع وهو ألف وواحد والسؤال كيف علم الكاتب موعد القيامة والله وحده من يعلمها كما قال سبحانه:
"يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت فى السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفى عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
إن الرجل يكذب كتاب الله ويكذب الله
الغريب أنه لو عد أعمار الرسل(ص) المذكورين في القرآن لكانت القيامة قامت قبل عصر محمد(ص) فآدم(ص) حسب الروايات عاش ألف سنة ونوح(ص) عاش أكثر من ألف فقد عاش فقط يدعو قومه950 سنة وهناك فترة قبل بعثته وفترة بعد هلاك قومه وداود (ص) حسب الروايات عاش 100 عام منهم أربعين سنة أعطاهم له آدم (ص) وكان عمرة60 عام وإبراهيم عاش فوق المائتين ولو جلسنا نعد الأعمار فسوف تتجاوز أعمار الرسل وهم حوالى ثلاثين في القرآن العشرة ألاف سنة بدلا من ألف سنة التي تقوم القيامة بعدها كما يفترى
الغريب أنه ذكر أن القيامة تقوم في نهاية الألف السابعة بدلا من ألف واحدة حيث قال :
"وأما الإنسان الكبير فإنه يموت عند طلوع النجم الأحمر وذلك عند تمام الألف السابعه تجتمع المنطقة الشمالية بالمنطقة الجنوبية وفيها تفنى الحيوانات وتطوى السمواتً" ص87
وقال :
" عن دانيال عليه السلام أنه قال إذا مضى من الألف السابعة964 سنة فإنه يكون أوان خروج يأجوج مأجوج"ص 115
ومن أغاليط الكتاب قوله :
" ففي بغداد يظهر عن قريب من الخلفا ملوك ذو فعال
عددهم تسع وثلاثون شخصا وينقرضون كى باعتجال
فجعفر أخر الخلفا منهم هنالك ملكه ملك الزوال"ص89
فهو يعارض المعروف تاريخيا من كونهم54 خليفة في بغداد والقاهرة وليس 39 خليفة فعدد خلفاء بغداد36 خليفة وعدد خلفاء القاهرة18 أخرهم ليس جعفر في القاهرة وإنما محمد المتوكل على الله وأخرهم في بغداد عبد الله المستعصم
وأما قوله أن ياجوج ومأجوج من ذرية نوح(ص) وهو :
"اعلم أن يأجوج مأجوج أخوان وهما من ولد يافث بن نوح"ص117
فهو معارض لكتاب الله فنوح لم ينجب سوى الولد الغريق ومن جاءوا بعده هم ذرية من كانوا معه في السفينة كما قال سبحانه :
" ذرية من حملنا مع نوح"
والغلط هدم الكعبة كما في قوله :
"" وإذا مات عيسى(ص) يهدم الحبشى مكه والكعبه وينقطع الحج فعند ذلك تطلع الشمس من مغربها"ص117
وهو كلام لا يتفق مع وصف الله بأنها " حرما آمنا" ولا يتفق مع أن الله يحاسب على النية السيئة فيها بالعذاب الأليم على الفور لكل من بيريد ارتكاب ذنب ضدها أو فيها كما قال سبحانه :
" ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
وهو يتعارض المعروف من أن البيت له رب يحميه وكل الروايات عن هدم الكعبة وبناءها روايات كاذبة فبيت الله لا يمكن هدمه حتى يمكن بنائه
والغلط وجود إنسان كبير طوله وعرضه طول وعرض السموات والأرض في قوله :
" وأما صورة هذا الإنسان الكبير فإنه صورة العالم من العرش إلى الفرش وله صعده إلى الحق من حيث الظاهر وهو خليفة الله في الأرض والسما وأما الإنسان الصغير فإنه نسخة مبنى من الإنسان الكبير وهو خليفة الله في الأرض"ص86
فمن هو هذا الإنسان الذى هو الكون ؟
فإذا كان هو طول السموات والأرض فأين بقية الخلق ؟
وتناول كلام لا معنى له عن أقاليم وأبوابها ومفاتيحها حيث قال:
"ولكل إقليم من هذه الأقاليم باب فباب الإقليم الأول سر الحياة وهو باب إبراهيم والباب الثانى سر العلم وهو باب هارون والباب الثالث سر القدرة وهو باب موسى والباب الرابع الدواء وهو باب إدريس والباب الخامس سر الرحمة وهو باب يوسف والباب السادس سر الحكمة وهو باب عيسى والباب السابع سر العمل وهو باب آدم فالباب الأول له من الأشكال المثلث والباب الثانى مفتاحه الشكل المربع والباب الثالث مفتاحه الشكل المخمس والباب الرابع مفتاحه الشكل المسدس والباب الخامس مفتاحه الشكل المسبع والباب السادس مفتاحه الشكل المثمن والباب السابع مفتاحه الشكل المتسع فافهم سر هذه الأبواب التي لا يفهمها إلا من فهم سر الخطاب من أولى الألباب"ص 49
وقام الكاتب باعطاء كل حرف مدة سلطنة كقوله :
"واعلم أن دورة سلطنة الألف 122 سنة ودورة سلطنة البا 42 سنة "ص52
وبقية الكتاب فقرات مسجوعة مرمزة أو شعر مرمز بالحروف وهى تقتبس من روايات الملاحم والفتن بعضا مثل :
" وللعرب آوان وحبس بديع أرباب العرفان عند حلول النيران فلا برج السرطان على مقابلة الفرقدان فكأنكم بعيسى وقد هبط بالمنارة الشرقية في الوسط وبالدال وقد لام وبالميم قد صاح والباسفيانى وقد نعط وبالسريانى وقد ضبط ولا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا ورياضا وأزهارا وويل للعرب من شر قد اقترب ويا أهل مهديكم قد آن أوانه وقرب زمانه إذا الفتن تتابعت والكنوز تتابعت والفروج استحلت والأموال استغلت ولكن هلاككم بنيلكم وبركم في تدبيركم وإليكم تنتهى فتن الأرض باسرها وعليكم تدور بخيلها ورجلها ويا ويلكم يوم تجثون على الركب وتودون لو ذهبتم مع من ذهب"ص32
" والحكمة ضالة كل حكيم سبحان القديم يوسف أعرض عن هذا الشأن تفتح الكتاب وتفهم الجواب لا تسمع بالقال بعد فهم الحال ينبيك عن الخراب هذا شيء سبق في الكتاب عثمان أبو بكر كان أحق بالخلافة والتقدم لكن له فى علمه قدم وقيل ليس على الأعمى حرج "ص52
" يملك ويفوت وهذه صورة صورته ولا تقوم الساعة حتى يحكم بالقاهرة صاحب الراية الظاهرة اسمه رحام وسعدة وسعيد وأمره حميد يس قلب القرآن وقلب يس سلام قول من رب رحيم العزل طلاق الرجال وقلب سلام إبراهيم حاكمها بمصر سين وبالروم يس وبالعراق ياسين وبفارس حرف السين"ص54
" ترى ببغداد إذا تمت ثمانية واربعون دما يجرى باهراق
تهوى قصور بنى العباس في رجب وتحرف فيه القصر أي احراق
حسب الخليفة مما قد يحل بها من الأعاريب من نهب واخراق "ص58
" ثم يظهر حرف الميم مع حرف الجيم بأمر صاحب المدينة الرومية اسمه أسما ووسمه أسناء وسره ظاهر ورقمه طاهر فافهم الرمز وأدخل الكنز هو يفتح المدينة الرومية في الدورة القمرية وستأتيك صورة صورته فوق كرسيه فيما بعد ستخرج علوج الروم بعد صياح البوم عند زرع الفوم في اليوم المعلوم"ص59
يا هلال هلل يا خلال خلل يا فتاح بلا مفتاح يا راح الأرواح يا فالق الاصباح يا نور الأشباح يا هابيل احذر من قابيل "ص68
" سلام قلب يس محمد الله الله محمد يس قلب سلام فهو صلى الله عليه وسلم السر الأعظم الجامع والدر الأفخم الساطع فافهم هذا الروض " ص69
"يظهر بمكة ويشيع خبره ويفشوا أمرة فبلغ ذلك الزهرانى وهو صاحب السفيانى فيرسل إلى المهدى ثلاثين ألف ثم يخرج السفيانى إلى البيدا فيخسف الله به الأرض فلا ينجو من جيشه إلا رجلان ثم يخرج المهدى إلى بلاد الروم في مائة ألف إلى أن يصل إلى القسطنطينية العظمة فيدعو ملك الروم إلى الإسلام فيأبى ويخرج إلى قتاله فيكسره المهدى ويقتله وأصحابه ويغنم أمواله قال كعب الأحبار والدجال رجل طويل عريض الصدر مطموس العين اليمنى ويدعى الربوبيه ومعه جبل من خبز وجبل من أجناس الفواكه ...ص 84
وانتهى الكتاب بكلام الناسخ وهو من كان يخرج نسخ الكتاب مكتوبة بخطه بدلا من المطبعة حاليا والذى ذكر فيه اسمه وتاريخ الانتهاء من النسخ حيث قال :
"تم الكتاب بعون الملك الوهاب والله المهدى إلى الصواب وكان النجاز من نساخته يوم السبت المبارك الواقع في 25 من شهر جمادى ألأولى من شهور سنة 1261 بيد كاتبه الفقير إلى رحمة مولاه نوفل بن نعمة الله نوفل الطرابلسى""