إضاءات حول كتاب إسعاف الملول بطرق حديث القبلة بعد الوضوء وأنه ليس بمعلول
الكاتب هو أبو سامي العبدان حسن التمام وموضوع الكتاب هو اثبات حديث القبلة بعد الوضوء من خلال مراجعة أسانيد الروايات المختلفة فيه وفى بداية الكتاب حكم بصحة الرواية حيث قال:
"مقدمة
هذا جزء مفرد جمعت فيه طرق حديث القبلة بعد الوضوء بعد تتبعها في دواوين السنة وبعد جمعها ودراسة أسانيدها يتضح جليا أنه حديث صحيح فإن له مخارج صحيحة صالحة للاحتجاج به وأسأل الله القبول وأن يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم "
وحفاظا على وقت القارىء الذى يريد الحقيقة بسرعة فالحديث لا يصح لأن من نواقض الوضوء الملامسة ملامسة النساء وفيها قال سبحانه:
"يا أيها الذين أمنوا إذا أقمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا"
هذا غن اعتبرنا القبة ملامسة فقط ولكنها تعتبر ملامسة إن لم تكن بشهوة فإن كانت بشهوة فهى ناقضة للطهارة كليا وتستلزم الاغتسال كما قال سبحانه:
" وإن كنتم جنبا فاطهروا"
والقارىء الباغى للسرعة سيكتفى بكلام الله السابق فالكلام التالى لا علاقة له بالنبى(ص) فلم يقل شىء منه أو يفعل شىء كما تروى الروايات
وأما القارىء الذى يبغى الإلمام بالطرق والتناقضات فى الروايات فعليه بقراءة باقى الكتاب وهو :
"حديث عائشة :
عن عائشة
"أن النبي (ص)قبلها ولم يتوضأ"
له طرق عن عائشة
أبو روق عن إبراهيم التيمي عن عائشة
صحيح - أخرجه أبوداود (178) والنسائي (170) وفي "الكبرى" (155) من طريق يحيى بن سعيد القطان وأبو داود (178) والدارقطني 1/ 254 من طريق عبد الرحمن بن مهدي كلاهما عن سفيان الثوري عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن عائشة به
وقال أبو داود
"وهو مرسل إبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة مات إبراهيم التيمي ولم يبلغ أربعين سنة وكان يكنى أبا أسماء"
وقال النسائي
"ليس في هذا الباب حديث أحسن من هذا الحديث وإن كان مرسلا وقد روى هذا الحديث الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة قال يحيى القطان حديث حبيب عن عروة عن عائشة هذا وحديث حبيب عن عروة عن عائشة تصل وإن قطر الدم على الحصير لا شيء"
وأخرجه الدارقطني 1/ 254 والبيهقي في "الخلافيات" (439) من طريق أبي عاصم النبيل عن سفيان به ولفظه
"كان النبي (ص)يقبل ثم يصلي ولا يتوضأ"
وسقط من مطبوع "الخلافيات" (أبو) قبل (عاصم)
وأخرجه أحمد 6/ 210 وابن أبي شيبة 1/ 45 والدارقطني 1/ 139 - 140 عن وكيع عن سفيان به ولفظه "قبل ثم صلى ولم يتوضأ" وأخرجه الدارقطني 1/ 256 وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 219 والبيهقي في "الخلافيات" (440) من طريق قبيصة عن سفيان به
ولفظ أبي نعيم "كان رسول الله (ص)يغسلني وهو على وضوء ثم يصلي"
وهو تحريف وصوابه (يقبلني)
وقال أبو نعيم " كذا رواه عن إبراهيم عن عائشة من دون أبيه"وأخرجه البيهقي 1/ 126 - 127 من طريق عبد الرزاق (وهو عنده في "المصنف" (511)) أخبرنا سفيان عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن عائشة
"أن النبي (ص)كان يقبل بعد الوضوء ثم لا يعيد الوضوء وقالت ثم يصلي"
وقال البيهقي فهذا مرسل إبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة قاله أبو داود السجستاني وغيره وأبو روق ليس بقوي ضعفه يحيى بن معين وغيره ورواه أبو حنيفة عن أبي روق عن إبراهيم عن حفصة وإبراهيم لم يسمع من عائشة ولا من حفصة قاله الدارقطني وغيره وقد روينا سائر ما روي في هذا الباب وبينا ضعفها في "الخلافيات" والحديث الصحيح عن عائشة في قبلة الصائم فحمله الضعفاء من الرواة على ترك الوضوء منها ولو صح إسناده لقلنا به إن شاء الله تعالى"
وأخرجه الدارقطني 1/ 254 من طريق محمد بن جعفر غندر عن سفيان به ولفظه
"يتوضأ ثم يقبل بعد ما يتوضأ ثم يصلي ولا يتوضأ"
وقال الدارقطني
"ولم يروه عن إبراهيم التيمي غير أبي روق عطية بن الحارث ولا نعلم حدث به عنه غير الثوري وأبي حنيفة واختلف فيه فأسنده الثوري عن عائشة وأسنده أبو حنيفة عن حفصة وكلاهما أرسله وإبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة ولا من حفصة ولا أدرك زمانهما وقد روى هذا الحديث معاوية بن هشام عن الثوري عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة فوصل إسناده
واختلف عنه في لفظه فقال عثمان بن أبي شيبة عنه بهذا الإسناد
"أن النبي (ص)كان يقبل وهو صائم"
وقال عنه غير عثمان "أن النبي (ص)كان يقبل ولا يتوضأ" والله أعلم"
قلت ومع الاختلاف عليه في لفظه ففيه وهم من معاوية بن هشام إذ لم يتابعه أحد ممن يعتبر بروايته على وصله لاسيما وقد قال فيه الإمام أحمد كثير الخطأ وقال ابن حبان ربما أخطأ ولخص الحافظ ترجمته بقوله "صدوق له أوهام"
وهذا منه وهم بلا شك فقد خالف الحفاظ في وصله فلا يقبل هذا منه ووجب الحكم عليه بالنكارة وذكر الدارقطني في "العلل" 15/ 146 أن إبراهيم بن هراسة رواه عن الثوري عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة نحوه زاد فيه عن أبيه وإبراهيم بن هراسة متروك
وأما ابن التركماني فقال في "الجوهر النقي" 1/ 125 "ومعاوية هذا أخرج له مسلم في صحيحه فزال بذاك انقطاعه! " وقال ابن حزم في "المحلى" 1/ 228
"وهذا حديث لا يصح لأن راويه أبو روق وهو ضعيف" وأخرجه الطبري في "التفسير" (9632) من طريق شهاب بن عباد قال حدثنا مندل عن ليث عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن عائشة قالت "كان رسول الله (ص)ينال مني القبلة بعد الوضوء ثم لا يعيد الوضوء" ومندل هو ابن علي العنزي ضعيف وكذا شيخه ليث بن أبي سليم
حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة
أخرجه أبو داود (179) والترمذي (86) وابن ماجه (502) وأحمد
6/ 210 وابن أبي شيبة 1/ 44 وإسحاق (566) والطبري في "تفسيره" (9629) و (9630) والطحاوي في "أحكام القرآن" (87) و (88) و (89) وابن المنذر في "الأوسط" (15) والدارقطني 1/ 253 والبيهقي
1/ 125 - 126 وفي "الخلافيات" (435) والبغوي في "شرح السنة" (168) من طرق عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة "أن رسول الله (ص)قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ"قال عروة فقلت لها من هي إلا أنت؟! فضحكت"
وقال الترمذي
" ترك أصحابنا حديث عائشة عن النبي (ص)في هذا لأنه لا يصح عندهم لحال الإسناد
قال وسمعت أبا بكر العطار البصري يذكر عن علي بن المديني قال ضعف يحيى بن سعيد القطان هذا الحديث جدا وقال هو شبه لا شيء
قال وسمعت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - يضعف هذا الحديث وقال حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة وقد روي عن إبراهيم التيمي عن عائشة "أن النبي (ص)قبلها ولم يتوضأ" وهذا لا يصح أيضا ولا نعرف لإبراهيم التيمي سماعا من عائشة وليس يصح عن النبي (ص)في هذا الباب شيء"
وقال الدارقطني
"حدثنا محمد بن مخلد حدثنا صالح بن أحمد حدثنا علي بن المديني قال سمعت يحيى - وذكر عنده حديثا الأعمش عن حبيب عن عروة عن عائشة "تصلي وإن قطر الدم على الحصير " وفي القبلة - قال يحيى احك عني أنهما شبه لا شيء"
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 174 - 175 "قالوا ولا معنى لطعن من طعن على حديث حبيب بن أبي ثابت عن عروة في هذا الباب لأن حبيبا ثقة ولا يشك أنه أدرك عروة وسمع ممن هو أقدم من عروة فغير مستنكر أن يكون سمع هذا الحديث من عروة فإن لم يكن سمعه عنه فإن أهل العلم لم يزالوا يروون المرسل من الحديث والمنقطع ويحتجون به إذا تقارب عصر المرسل والمرسل عنه ولم يعرف المرسل بالرواية عن الضعفاء والأخذ عنهم ألا ترى أنهم قد أجمعوا على الاحتجاج بحديث ابن عباس عن النبي (ص)وجله مراسيل والقول في رواية إبراهيم التيمي عن عائشة مثل ذلك لأنه لم يلق عائشة وهو ثقة فيما يرسل ويسند قالوا وقد روي هذا الخبر عن عائشة من وجوه وإن كان بعضها مرسلا فإن الطرق إذا كثرت قوى بعضها بعضا "
وقال البيهقي
" (وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه حدثنا علي بن عمر الحافظ حدثنا أبو بكر النيسابوري حدثنا عبد الرحمن بن بشر قال سمعت يحيى بن سعيد وذكر له حديث الأعمش عن حبيب عن عروة قال أما إن سفيان الثوري كان أعلم الناس بهذا زعم أن حبيبا لم يسمع من عروة شيئا (وأخبرنا) أبو بكر أخبرنا علي حدثنا محمد بن مخلد حدثنا صالح بن أحمد حدثنا علي بن المديني قال سمعت يحيى وذكر عنده حديث الأعمش عن حبيب عن عروة عن عائشة تصلي وإن قطر الدم على الحصير وفي القبلة قال يحيى احك عني أنهما شبه لا شيء"
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أخبرنا أبو بكر بن داسة حدثنا أبو داود حدثنا إبراهيم بن مخلد الطالقاني حدثنا عبد الرحمن بن مغراء أخبرنا الأعمش أخبرنا أصحاب لنا عن عروة المزني عن عائشة بهذا الحديث
قلت وهذا إسناد ضعيف وله علتان
الأولى جهالة أصحاب الأعمش والثانية عبد الرحمن بن مغراء ضعيف في روايته عن الأعمش خاصة وقد تفرد عنه بقوله عروة المزني وإنما هو عروة بن الزبير كما قال وكيع عن الأعمش وعن هشام بن عروة
وقال أبو داود روي عن الثوري أنه قال ما حدثنا حبيب إلا عن عروة المزني يعني لم يحدثهم عن عروة بن الزبير بشيء
قال البيهقي فعاد الحديث إلى رواية عروة المزني! وهو مجهول
قال صاحب "عون المعبود" 1/ 210 "فمقصود المؤلف - يعني أبا داود - أن حبيبا وإن اختلف في شيخه أنه المزني أو ابن الزبير فلا يشك في سماع حبيب من عروة بن الزبير فإنه صحيح وإليه
أشار بقوله حديثا صحيحا فمحصل الكلام أن عبد الرحمن بن مغراء مع ضعفه ورواية شيخه الأعمش عن المجهولين قد تفرد عن الأعمش عن حبيب عن عروة بهذا اللفظ أي عروة المزني وأما وكيع وعلي بن هاشم وأبو يحيى الحماني من أصحاب الأعمش فلم يقولوا به فبعض أصحاب وكيع روى عنه لفظ عروة بغير نسبة وبعضهم روى عنه بلفظ عروة بن الزبير ثم الأعمش أيضا ليس متفردا بهذا بل تابعه أبو أويس بلفظ عروة بن الزبير ثم حبيب بن أبي ثابت أيضا ليس متفردا بل تابعه هشام بن عروة عن أبيه ومعلوم قطعا أنه ابن الزبير فثبت أن المحفوظ عروة بن الزبير فبعض الحفاظ أطلقه وبعضهم نسبه وقد تقرر في موضعه أن زيادة الثقة مقبولة وأما عروة المزني فغلط من عبد الرحمن بن مغراء وإذا عرفت هذا فاعلم أن سماع حبيب من عروة بن الزبير متكلم فيه وقال سفيان الثوري ويحيى بن معين ويحيى بن سعيد القطان ومحمد بن إسماعيل البخاري ولم يصح له سماع من عروة بن الزبير وصححه أبو داود وأبو عمر بن عبد البر لكن الصحيح هو القول الأول فيكون الحديث منقطعا وأجيب ضعف الانقطاع منجبر بكثرة الطرق والروايات العديدة"
قلت والرواية التي عن الثوري قد علقها أبو داود وبصيغة التمريض
قال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 72
"قال أبو داود وروي عن الثوري أنه قال ما حدثنا حبيب إلا عن عروة المزني يعني لم يحدثهم عن عروة بن الزبير بشيء قال أبو داود وقد روى حمزة الزيات عن حبيب عن عروة بن الزبير عن عائشة حديثا صحيحا انتهى
والترمذي لم ينسب عروة في هذا الحديث أصلا وأما ابن ماجه فإنه نسبه فقال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن حبيب ابن أبي ثابت عن عروة بن الزبير عن عائشة فذكره وكذلك رواه الدارقطني ورجال هذا السند كلهم ثقات قال الترمذي وسمعت محمد بن إسماعيل يضعف هذا الحديث ويقول لم يسمع حبيب بن أبي ثابت من عروة شيئا
قال الترمذي ولا يصح في هذا الباب عن النبي (ص)شيء انتهى
وروى البيهقي في "سننه" هذا الحديث وضعفه وقال إنه يرجع إلى عروة المزني وهو مجهول انتهى
قلنا بل هو عروة بن الزبير كما أخرجه ابن ماجه بسند صحيح وأما سند أبي داود الذي قال فيه عن عروة المزني فإنه من رواية عبد الرحمن بن مغراء عن ناس مجاهيل وعبد الرحمن بن مغراء متكلم فيه
قال ابن المديني ليس بشيء كان يروي عن الأعمش ستمائة حديث تركناه لم يكن بذاك
قال ابن عدي والذي قال ابن المديني هو كما قال فإنه روى عن الأعمش أحاديث لا يتابعه عليها الثقات
وأما ما حكاه أبو داود عن الثوري أنه قال ما حدثنا حبيب بن أبي ثابت إلا عن عروة المزني فهذا لم يسنده أبو داود بل قال عقيبه وقد روى حمزة عن حبيب عن عروة بن الزبير عن عائشة حديثا صحيحا فهذا يدل على أن أبا داود لم يرض بما قاله الثوري ويقدم هذا لأنه مثبت والثوري ناف والحديث الذي أشار إليه أبو داود هو أنه (ص*كان يقول "اللهم عافني في جسدي وعافني في بصري" رواه الترمذي في "الدعوات وقال غريب وسمعت محمد بن إسماعيل يقول حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة شيئا انتهى
وعلى تقدير صحة ما قال البيهقي إنه عروة المزني فيحتمل أن حبيبا سمعه من ابن الزبير وسمعه من المزني أيضا كما وقع ذلك في كثير من الأحاديث والله أعلم وقد مال أبو عمر بن عبد البر إلى تصحيح هذا الحديث فقال صححه الكوفيون وثبتوه لرواية الثقات من أئمة الحديث له وحبيب لا ينكر لقاؤه عروة لروايته عمن هو أكبر من عروة وأقدم موتا
وقال في موضع آخر لا شك أنه أدرك عروة انتهى"
قلت والتصريح بالمزني خطأ من عبد الرحمن بن مغراء ولم يعين عروة في سائر روايات أصحاب الأعمش إلا في روايتين عن وكيع جاء فيهما أنه
(عروة بن الزبير)
إحداهما في مسند الإمام أحمد 6/ 210 حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن الزبير عن عائشة أن رسول الله (ص)"قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ" قال عروة قلت لها من هي إلا أنت؟ قال فضحكت
والثانية عند ابن ماجه (502) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن الزبير به
ويقوي أنه عروة بن الزبير أنه إذا أطلق عروة عن عائشة فهو منصرف إلى عروة ابن الزبير لأنه ابن أختها ومن يتجاسر أن يقول لأم المؤمنين "من هي إلا أنت؟! " غير ابن أختها عروة بن الزبير
قال أحمد شاكر في تعليقه على "سنن الترمذي" 1/ 135
"وهذا ضعيف لأن عبد الرحمن بن مغراء وإن كان من أهل الصدق إلا أن فيه ضعفا وقد أنكر عليه ابن المديني أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعه عليها الثقات وقال الحاكم أبو أحمد حدث بأحاديث لا يتابع عليها"
وقد خالفه في روايته هنا الثقات من أصحاب الأعمش الحفاظ كما بينا في أسانيد الحديث ويدل كلام أبي داود ثانيا أنه يرى صحة رواية حبيب عن عروة ويؤيده أن حبيب بن أبي ثابت لم يعرف بالتدليس! بل هو ثقة حجة "
قلت بل إن حبيب بن أبي ثابت موصوف بالتدليس قال الحافظ في "طبقات المدلسين" (69) - في (المرتبة الثالثة) وهي مرتبة من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم من قبلهم -
"حبيب بن أبي ثابت الكوفي تابعي مشهور يكثر التدليس وصفه بذلك ابن خزيمة والدارقطني وغيرهما ونقل أبو بكر بن عياش عن الأعمش عنه أنه كان يقول لو أن رجلا حدثني عنك ما باليت إن رويته عنك يعني وأسقطته من الوسط"
وقال في "التقريب" "ثقة فقيه جليل وكان كثير الإرسال والتدليس"
وللحديث طرق أخرى عن عروة بن الزبير أخرجه الدارقطني 1/ 247 من طريق حاجب بن سليمان حدثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت "قبل رسول الله (ص)بعض نسائه ثم صلى ولم يتوضأ ثم ضحكت"
وقال الدارقطني
"تفرد به حاجب عن وكيع ووهم فيه والصواب عن وكيع بهذا الإسناد أن النبي (ص)كان يقبل وهو صائم وحاجب لم يكن له كتاب إنما كان يحدث من حفظه"
قلت حاجب بن سليمان ترجم له المزي في "تهذيب الكمال" 5/ 201 بقوله "قال النسائي ثقة وقال في موضع آخر لا بأس به وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات"
وقال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 73 "هذا تضعيف منه - أي الدارقطني - للرواة من غير دليل ظاهر والمعنيان مختلفان فلا يعلل أحدهما بالآخر"
وقال أحمد شاكر في تعليقه على "سنن الترمذي" 1/ 136
"حاجب بن سليمان المنبجي - بفتح الميم واسكان النون وكسر الباء - ذكره ابن حبان في "الثقات" وروى عنه النسائي وقال ثقة ولم يطعن فيه أحد من الأئمة إلا كلمة الدارقطني هذه وهو تحكم منه بلا دليل وحكم على الراوي بالخطأ من غير حجة فإن المعنين مختلفان بعض الرواة روى في قبلة الصائم وبعضهم روى في قبلة المتوضئ فهما حديثان لا يعلل أحدهما بالآخر"
وقال العلامة الألباني في "صحيح أبي داود" 1/ 321
"ويؤيد ذلك أن الحماني روى الحديث عن الأعمش وجمع فيه بين التقبيل وهو صائم وبين الصلاة بعد ذلك كما سبق فالظاهر أن هذا هو أصل الحديث فروى بعضهم منه التقبيل وهو صائم وبعضهم ترك الوضوء من التقبيل وكل ثقة فما رواه هذا لا يعارض رواية ذاك وبالعكس"
قلت وقد جاء الجمع بين التقبيل وهو صائم وترك الوضوء من القبلة عن هشام بن عروة من رواية أبي أويس أخرجه الدارقطني 1/ 248 من طريق علي بن عبد العزيز الوراق حدثنا عاصم ابن علي حدثنا أبو أويس حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها بلغها قول ابن عمر في القبلة الوضوء فقالت "كان رسول الله (ص)يقبل وهو صائم ثم لا يتوضأ"
قلت وهذا إسناد صالح للاعتبار
وقال الدارقطني "ولا أعلم حدث به عن عاصم بن علي هكذا غير علي بن عبد العزيز"
قال الألباني في "صحيح أبي داود" 1/ 322
"وهذا لا شيء فإن علي بن عبد العزيز هو البغوي وهو إمام مشهور والدارقطني نفسه يروي عنه كثيرا وقد قال فيه "ثقة مأمون" فمثله لا يتوقف في قبول ما تفرد به بل ينظر فيما يخالفه فيه غيره من الثقات فلعله يكون أحفط منهم وأرجح رواية كما قال بعض المحققين
وأما عاصم بن علي فيكفي فيه أنه من شيوخ البخاري في صحيحه"
قلت وأبو أويس صدوق يهم وقد توبع فزالت الخشية من وهمه
وأخرجه الدارقطني 1/ 248 من طريق بقية عن عبد الملك بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي (ص)قال "ليس في القبلة وضوء"
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (673) أخبرنا بقية بن الوليد حدثني عبد الملك بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله (ص)قبلها وهو صائم وقال
"إن القبلة لا تنقض الوضوء ولا تفطر الصائم وقال يا حميراء إن في ديننا لسعة"
وقال إسحاق "أخشى أن يكون غلط"
قلت ووجه الغلط أنه ثابت من فعله (ص)وليس من قوله
وقال الدارقطني في "العلل" 15/ 63 "عبد الملك بن محمد شيخ له - أي لبقية - مجهول عن هشام"وأخرجه الدارقطني 1/ 248 من طريق محمد بن جابر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي (ص)بهذا وعلقه الدارقطني في "العلل" 15/ 63 عن نوح بن ذكوان عن هشام عن أبيه عن عائشة
قلت وهذا إسناد ضعيف لأجل نوح بن ذكوان فإنه ضعيف كما في "التقريب" (7255)
وأخرجه الدارقطني 1/ 259 من طريق إسماعيل بن موسى حدثنا عيسى بن يونس عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عروة عن عائشة قالت "كان النبي (ص)يقبل وهو صائم ثم يصلي ولا يتوضأ"
وقال الدارقطني "هذا خطأ من وجوه" وأخرجه الدارقطني 1/ 248 من طريق الحسن بن دينار عن هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير أن رجلا قال سألت عائشة عن الرجل يقبل امرأته بعد الوضوء؟ فقالت "كان رسول الله (ص)يقبل بعض نسائه ولا يعيد الوضوء"
فقلت لها لئن كان ذلك ما كان إلا منك فسكتت وقال الدارقطني "هكذا قال فيه أن رجلا قال سألت عائشة"
قلت وهذا إسناد ضعيف جدا فإن الحسن بن دينار متروك وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (510) ومحمد بن الحسن في "الحجة على أهل المدينة" 1/ 66 عن إبراهيم بن محمد عن معبد بن نباتة عن محمد بن عمرو عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت
"قبلني رسول الله (ص)ثم صلى ولم يحدث وضوءا"
قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 1/ 275
"ذكر الزعفراني عن الشافعي قال لو ثبت حديث معبد بن نباتة في القبلة لم أر فيها شيئا ولا في اللمس ولا أدري كيف معبد بن نباتة هذا؟! فإن كان ثقة فالحجة فيما روي عن النبي (ص)قال أبو عمر هو مجهول لا حجة فيما رواه عندنا وإبراهيم بن أبي يحيى عند أهل الحديث ضعيف متروك الحديث"
وأخرجه الدارقطني 1/ 245 من طريق محمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي حدثنا سليمان بن عمر بن سيار مديني حدثني أبي عن ابن أخي الزهري عن عروة عن عائشة قالت
"لا تعاد الصلاة من القبلة كان رسول الله (ص)يقبل بعض نسائه ويصلي ولا يتوضأ"
قلت وهذا إسناد ضعيف فإن رواته فيما دون الزهري ما بين مجهول وضعيف
وقال الدارقطني "خالفه منصور بن زاذان في إسناده" ثم أخرجه الدارقطني من ثلاثة طرق عن سعيد بن بشير حدثني منصور عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة قالت
"لقد كان نبي الله (ص)يقبلني إذا خرج إلى الصلاة وما يتوضأ"
قلت سعيد بن بشير ضعيف
وقال الدارقطني "تفرد به سعيد بن بشير عن منصور عن الزهري ولم يتابع عليه وليس بقوي في الحديث والمحفوظ عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أن النبي (ص)كان يقبل وهو صائم وكذلك رواه الحفاظ الثقات عن الزهري منهم معمر وعقيل وابن أبي ذئب وقال مالك عن الزهري في القبلة الوضوء ولو كان ما رواه سعيد بن بشير عن منصور عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة صحيحا لما كان الزهري يفتي بخلافه والله أعلم"
ثم أخرجه الدارقطني 2/ 247 من طريق مالك عن ابن شهاب أنه كان يقول "من قبلة الرجل امرأته الوضوء"
عطاء عن عائشة
أخرجه الدارقطني 1/ 258 من طريق أبي سلمة الجهني عن عبد الله بن غالب عن عطاء عن عائشة "أن النبي (ص)كان يقبل بعض نسائه ثم لا يحدث وضوءا"
وقال الدارقطني "قوله عبد الله بن غالب وهم وإنما أراد غالب بن عبيد الله وهو متروك وأبو سلمة الجهني هو خالد بن سلمة ضعيف وليس بالذي يروي عنه زكريا بن أبي زائدة"
وأخرجه الدارقطني 1/ 249 من طريق الوليد بن صالح حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم الجزري عن عطاء عن عائشة "أن النبي (ص)كان يقبل ثم يصلي ولا يتوضأ"
قلت وهذا إسناد جيد
وقال الدارقطني "يقال إن الوليد بن صالح وهم في قوله عن عبد الكريم وإنما هو حديث غالب ورواه الثوري عن عبد الكريم عن عطاء من قوله وهو الصواب وإنما هو حديث غالب والله أعلم"
قلت هذا فيه إعلال رواية الثقة برواية المتروك؟!
قال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الكبرى" 1/ 432 "الوليد بن صالح ثقة مشهور وقد أسند الحديث موسى بن أعين عن عبد الكريم عن عطاء عن عائشة وموسى بن أعين ثقة مشهور وثقه
أبو زرعة وأبو حاتم وكان أحمد بن حنبل يحسن الثناء عليه"
وقال عبد الحق الإشبيلي عند (باب ما جاء في الوضوء من القبلة) " البزار حدثنا إسماعيل بن يعقوب بن صبيح حدثنا محمد بن موسى بن أعين حدثني أبي عن عبد الكريم عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة" أن النبي (ص)كان يقبل بعض نسائه ولا يتوضأ " عبد الكريم هو الجزري ثقة جليل"
قلت وهذه متابعة قوية للوليد بن صالح وقال عبد الحق الإشبيلي "لا أعلم له علة توجب تركه ولا أعلم فيه مع ما تقدم أكثر من قول ابن معين حديث عبد الكريم عن عطاء حديث رديء لأنه غير محفوظ وانفراد الثقة بالحديث لا يضره"
وقال الحافظ ابن حجر في "الدراية" (ص 20) "رجاله ثقات"
وقال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 74 "وعبد الكريم روى عنه مالك في "الموطأ" وأخرج له الشيخان وغيرهما ووثقه ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم وموسى بن أعين مشهور وثقه أبو زرعة وأبو حاتم وأخرج له مسلم وأبوه مشهور روى له البخاري وإسماعيل روى عنه النسائي ووثقه وأبو عوانة الاسفرائني وأخرج له ابن خزيمة في "صحيحه" وذكره ابن حبان في الثقات "
وقال الألباني في "صحيح أبي داود" 1/ 323
"هذا إسناد صحيح وأما الدارقطني فقد أعله - على طريقته في إعلال كل إسناد لهذا الحديث ولو بدون حجة ناهضة - فقد قال
"يقال إن الوليد بن صالح وهم في قوله عن عبد الكريم وإنما هو حديث غالب "! يريد ما ساقه قبل هذا بإسناده إلى جندل بن والق حدثنا عبيد الله ابن عمرو عن غالب عن عطاء عن عائشة به قال "غالب هو ابن عبيد الله متروك! "
أقول إن عجبي من الدارقطني لا يكاد ينتهي فكيف يجيز رد رواية الثقة أو تخطئته بمجرد قوله "يقال إن الوليد بن صالح وهم؟! ليس هذا من الممكن أن يقال في كل حديث مهما كان شأن رجاله في الثقة والعدالة؟!فإن الوليد هذا متفق على توثيقه واحتج به الشيخان ولم يتكلم فيه أحد بضعف في روايته ثم إن الأغرب من ذلك أنه يخطئه بمخالفة من هو دونه في الثقة والحفظ بدرجات وأعني به جندل بن والق الذي جعل (غالب بن عبيد الله المتروك) مكان (عبد الكريم الجزري)! وإليك ترجمته من "تهذيب التهذيب"
"ذكره ابن حبان في "الثقات"وقال مسلم متروك وقال البزار ليس بالقوي"
فكيف يجوز ترجيح رواية من هذا شأنه على رواية الثقة اتفاقا؟! يضاف إلى ذلك أنه لم ينفرد بهذا الإسناد بل تابعه محمد بن موسى بن أعين عن أبيه عن عبد الكريم كما سبق في رواية البزار وبالجملة فهذا الحديث صحيح لا شك فيه ولو لم يكن له من الأسانيد إلا هذا لكفى حجة فكيف وله طرق أخرى "
وأخرجه الطبري في "التفسير" (9632) من طريق شهاب بن عباد قال حدثنا مندل عن ليث عن عطاء عن عائشة قالت
" كان رسول الله (ص)ينال مني القبلة بعد الوضوء ثم لا يعيد الوضوء"
وهذا صالح للاعتبار إذ هو ليس بشديد الضعف
زينب السهمية عن عائشة
أخرجه ابن ماجه (503) وأحمد 6/ 62 ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 35/ 190 وابن الجوزي في "التحقيق" (169) عن محمد بن فضيل والدارقطني 1/ 257 - 258 من طريق عباد بن العوام والبيهقي في "الخلافيات" (446) من طريق عبد الواحد بن زياد ثلاثتهم عن الحجاج عن عمرو بن شعيب عن زينب السهمية عن عائشة قالت
" كان رسول الله (ص)يتوضأ ثم يقبل ويصلي ولا يتوضأ "
قلت زينب السهمية هي بنت محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص فهي عمة عمرو بن شعيب وذكرها ابن حبان في "الثقات"
وقال الدارقطني "زينب هذه مجهولة ولا تقوم بها حجة" والحجاج قال فيه الدارقطني "رجل مشهور بالتدليس وبأنه يحدث عمن لم يلقه ولم يسمع منه" واختلف فيه عليه فأخرجه الطبري في "تفسيره" (9631) من طريق حفص بن غياث عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن زينب السهمية عن النبي (ص)مرسلا ليس فيه عائشة!
وأما المعلق على "الخلافيات" للبيهقي فذكر رواية حفص بن غياث مجموعة مع رواية ابن فضيل وعباد بن العوام ولم يتنبه لخلو رواية حفص بن غياث من عائشة!
وأخرجه الدارقطني 1/ 257 ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (170) من طريق الأوزاعي عن عمرو بن شعيب عن زينب أنها سألت عائشة عن الرجل يقبل امرأته ويلمسها أيجب عليه الوضوء؟ فقالت "ربما توضأ النبي (ص)فيقبلني ثم يمضي فيصلي ولا يتوضأ"
قلت وهذا إسناد جيد ومتابعة قوية لحجاج بن أرطأة وقد نص الذهبي في "الميزان" 4/ 604 أنه لا يوجد في النساء متروكة ولا من اتهمت
قلت ويتأكد هذا ويقوى في طبقة التابعيات
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (509) عن الأوزاعي عن عمرو بن شعيب عن امرأة سماها عن عائشة وأخرجه البيهقي في "الخلافيات" (448) عن العرزمي عن عمرو بن شعيب قال عن أبيه عن جده قال "كان رسول الله (ص)يقبل ثم يصلي ولا يحدث وضوءا"
والعرزمي وهو محمد بن عبيد الله متروك قال أحمد بن حنبل ترك الناس حديثه وقال ابن معين لا يكتب حديثه وقال الفلاس متروك وقال وكيع كان محمد بن عبيد الله العرزمي رجلا صالحا قد ذهبت كتبه فكان يحدث حفظا فمن ذلك أتي وقال القطان سألت العرزمي فجعل لا يحفظ فأتيته بكتاب فجعل لا يحسن يقرأ وقال البخاري تركه ابن المبارك وغيره
وانظر "ميزان الاعتدال" 3/ 635 و"تاريخ الإسلام" 4/ 207وقال الدارقطني في "العلل" 15/ 117 "ضعيف جدا"وقال تركه ابن المبارك ويحيى القطان وابن مهدي كما في "السنن" له
أبو سلام عن زيد العمي عن أبي الصديق عن عائشة
أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (166) سمعت أبي وذكر حديثا حدثنا به عن محمد بن عبد الله بن بكر الصنعاني عن أبي سعيد مولى بني هاشم قال حدثنا أبو سلام عن زيد العمي عن أبي الصديق عن عائشة "أن رسول الله (ص)قبلها ثم مضى لوجهه ولم يحدث وضوءا"
وسمعت أبي يقول أبو سلام هذا هو خطأ إنما هو سلام الطويل والحديث منكر وسلام متروك الحديث" قال ابن عبد الهادي في "شرح علل ابن أبي حاتم" (ص 215)
"ولم يرو هذا الحديث أحد من أصحاب السنن ولم أره في سنن الدارقطني ولا في ترجمة سلام الطويل من كتاب ابن عدي وابن حبان والله سبحانه وتعالى أعلم"
حديث أم سلمة :
أخرجه الطبري في "التفسير" (9633) والطبراني في "الأوسط" (3805) عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال حدثنا أبي قال حدثنا يزيد بن سنان عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أم سلمة قالت
"كان رسول الله (ص)يقبل ثم يخرج إلى الصلاة ولا يحدث وضوءا"
ولفظ الطبري " كان يقبلها وهو صائم ثم لا يفطر ولا يحدث وضوءا"
وقال الطبراني "لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا يزيد بن سنان تفرد به سعيد بن يحيى الأموي عن أبيه"
قلت ويزيد بن سنان بن يزيد التميمي الجزري أبو فروة الرهاوي ضعفه الأئمة
وقال الحاكم "روى عن الزهري ويحيى بن أبى كثير وهشام بن عروة المناكير الكثيرة"
وقال العقيلي "لا يتابع على حديثه"
حديث حفصة:
أخرجه الدارقطني 1/ 257 ومن طريقه البيهقي في "الخلافيات" (444) حدثنا محمد بن مخلد حدثنا محمد بن الجارود القطان حدثنا يحيى بن نصر بن حاجب حدثنا أبو حنيفة عن أبي روق الهمداني عن إبراهيم بن يزيد عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول الله (ص)أنه "كان يتوضأ للصلاة ثم يقبل ولا يحدث وضوءا"
وقال الدارقطني "وإبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة ولا من حفصة ولا أدرك زمانهما"
حديث أبي أمامة
وجاء من حديث أبي أمامة بإسناد تالف أخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 91 حدثنا ابن قتيبة حدثنا عبد العزيز بن هبار حدثنا آدم أبو الحسن بن أبي إياس اسمه ناهية حدثنا ركن بن عبد الله الشامي عن مكحول عن أبي أمامة الباهلي قال "قلت يا رسول الله الرجل يتوضأ للصلاة ثم يقبل أهله ويلاعبها ينقض ذلك وضوءه؟ قال لا"
وقال ابن عدي "وركن هذا له عن مكحول أحاديث غير ما ذكرته ومقدار ما له مناكير"
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 1/ 301 - 302 وأعله بركن فقال "روى عن مكحول شبيها بمائة حديث ما لكثير شيء منها أصل لا يجوز الاحتجاج به بحال روى عن مكحول عن أبي أمامة بنسخة أكثرها موضوع"
حديث ابن عمر ":
أخرجه ابن حبان في "المجروحين" 2/ 201 أخبرنا عمران بن فضالة الشعيري بالموصل قال حدثنا مسعود بن جويرية قال حدثنا عمر بن أيوب الموصلي قال حدثنا غالب بن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال "كان رسول الله (ص)يقبل وهو صائم ولا يعيد الوضوء"
وقال ابن حبان "غالب بن عبيد الله العقيلي الجزري من أهل قرقيسيا يروي عن عطاء ومجاهد روى عنه يعلى بن عبيد والكوفيون كان ممن يروي المعضلات عن الثقات حتى ربما سبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها لا يجوز الاحتجاج بخبره بحال"
الشاهد
حديث عائشة :
أخرجه البخاري (382) و (513) و (1209) ومسلم (512 - 272) والنسائي (168) وأحمد 6/ 148 و 225 و 255 والشافعي في "السنن المأثورة" (123) وعبد الرزاق في "المصنف" (2376) وابن حبان (2342) و (2348) والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 462 والبيهقي 2/ 264 و 276 وفي "المعرفة" (4250) والبغوي في "شرح السنة" (545) عن مالك (وهو عنده في "الموطأ" 1/ 117) عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت "كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي فإذا قام بسطتهما قالت والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح"
وبوب عليه النسائي والحديث الآتي ترك الوضوء من مس الرجل امرأته من غير شهوة
حديث آخر عنها :
أخرجه مسلم (486) والنسائي (169) وفي "الكبرى" (158) وابن ماجه (3841) وأحمد 6/ 201 وابن أبي شيبة 10/ 191 وأبو يعلى (4565) وابن خزيمة (655) و (671) وأبو عوانة (1821) و (1888) وابن حبان (1932) والدارقطني 1/ 260 والبيهقي 1/ 127 وفي "الدعوات" (219) وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 349 عن أبي أسامة حماد بن أسامة وأبو داود (879) من طريق عبدة كلاهما عن عبيد الله بن عمر عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة قالت "فقدت رسول الله (ص)ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك"وأخرجه مالك في "الموطأ" (31) ومن طريقه الترمذي (3493) والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1409) وعبد الرزاق (2883) عن ابن عيينة واسحاق (1156) ومن طريقه النسائي (1130) أخبرنا جرير والترمذي (3493) من طريق الليث أربعتهم عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم ابن الحارث التيمي أن عائشة أم المؤمنين قالت
"كنت نائمة إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم ففقدته من الليل فلمسته بيدي فوضعت يدي على قدميه وهو ساجد يقول أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك"
وقال الترمذي "حديث حسن صحيح" "
ونلاحظ فى السابق :
1- أن المروى فى التقبيل عن ثلاث زوجات عائشة وحفصة وأم سلمة وعن رجل واحد
2- أم كل الأسانيد معلولة :
أولا بإرسال إبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة وبإرسال حبيب بن أبى ثابت عن عروة
وثانيا أن كل رواية بها مجروح متروك وهم :
أبو روق وهو ضعيف
عبد الرحمن بن مغراء ضعيف
جهالة أصحاب الأعمش
نوح بن ذكوان فإنه ضعيف
الحسن بن دينار متروك
وإبراهيم بن أبي يحيى عند أهل الحديث ضعيف متروك الحديث
غالب بن عبيد الله وهو متروك
وأبو سلمة الجهني هو خالد بن سلمة ضعيف
والعرزمي وهو محمد بن عبيد الله متروك
سلام الطويل والحديث منكر وسلام متروك الحديث
ويزيد بن سنان بن يزيد التميمي الجزري أبو فروة الرهاوي ضعفه الأئمة
والحقيقة إن الإنسان ليحتار كيف يثبت العبدان صحة الحديث مع وجود كل هؤلاء فى كل الأسانيد ومع على الإرسال ؟
فالمفترض طبقا لما وجده من كل ذلك أن يبطل الحديث خاصة مع تعارضه مع كتاب الله