خواطر حول كتيب بطلان رواية كن إماء عمر رضي الله عنه يخدمننا كاشفات عن شعورهن تضطرب ثديهن
الكاتب هو أبو الفضل عبد القاهر الأندلسي وقد تناول الكاتب انتشار رواية أن إماء عمر بن الخطاب كن يقمن على خدمة الرجال وهن كاشفات شعورهن وأثدائهن تتحرك أمام الرجال الجالسين وهى رواية تدل على الانحلال فى ذلك العهد وهو قوله حيث قال:
"فقد انتشرت وللأسف بين طلبة العلم بل والعلماء الكثير من الأخبار الساقطة التي يلتقطها من حين إلى آخر أعداء الإسلام من العلمانيين و العصرانيين و الرافضة و أوليائهم من يهود و نصارى للطعن في هذا الدين و النيل من أهله. و مما طار به هؤلاء فرحا و خاصة من أقباط مصر الصليبيين أثر انس بن مالك قال: كن إماء عمر رضي الله عنه يخدمننا كاشفات عن شعورهن تضطرب ثديهن، فاتخذوه مطية لاتهام مجتمع الصحابة بالانحلال الأخلاقي و الانحراف الجنسي خاصة و أن هذا الأثر قد صححه الألباني و من قبله البيهقي!!!"
وتناول الكاتب أن تصحيح البيهقى والألبانى للرواية هو مخالفة للمنهج أهل الحديث حيث قال :
"فاعلم رحمك الله أن المتأخرين عندما سلكوا منهجا غير منهج كبار الحفاظ المتقدمين في نقد المتون و الأسانيد ضلوا و أضلوا كثيرا بتصحيحهم للأخبار الباطلة و الآثار الشنيعة و الأحاديث المردودة القبيحة فشوهوا بذلك دينهم و جلبوا العار و الشنار على أمتهم و لا حول و لا قوة إلا بالله."
وتناول أن بفض المحدثين كالعلوان والسعد ساروا على منهج أهل الحديث فرفضوا صحة تلك الرواية حيث قال:
"اعلم رحمك الله أن من أعظم النعم التي يجود بها الرب سبحانه و تعالى على عبده بعد أن يهديه إلى طريق أهل السنة و الجماعة الكرام أن يبصره بمنهج المتقدمين في نقد المتون و الأسانيد و قد سخر الله سبحانه و تعالى ثلة من عمالقة الإسلام المعاصرين فجددوا الدعوة إلى هذا المنهج المبارك و العمل به ومن هؤلاء الإمام الحافظ سليمان بن ناصر العلوان و المحدث الكبير عبدالله بن عبدالرحمن السعد "
وذكر الكاتب رواية البيهقى حيث قال :
"هذا و بالله استعين فأقول:
قال البيهقي في السنن الكبرى:
اخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفى ببغداد انبأ على بن محمد بن الزبير الكوفى ثنا الحسن بن على ابن عفان ثنا زيد بن الحباب عن حماد بن سلمة قال حدثنى ثمامة بن عبد الله بن انس عن جده انس بن مالك قال كن إماء عمر رضي الله عنه يخدمننا كاشفات عن شعورهن تضطرب ثديهن.
وقال البيهقي عقبه : والآثار عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك صحيحة !!!"
وانتقد الكاتب مسلك البيهقى فى التصحيح لأن المتن منكر لا يصدقه من يعرف أخلاق المؤمنين وأنهم ليسوا منحلين خلقيا حيث قال :
"قلت: لا يشك أدنى من له مسكة من عقل في بطلان هذه الرواية و لا يكاد المرء يفرق بينها و بين رواية خليعة في كتاب الأغاني للخبيث الاصبهاني أو بينها و بين لقطات من فيلم هوليودي داعر ! فنكارة المتن ظاهرة و هل يعقل أن تقوم الإماء متبرجات مثيرات للشهوات الجنسية اشد الإثارة تضطرب ثديهن، هل يعقل أن تقوم أمثال هؤلاء بخدمة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بدون إنكار!!! و في بيت من؟ في بيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه!!! أين غيرة عمر؟!"
وذكر الكاتب أن الروايات التى يظن أنها صحيحة عن عمر تبين أنه كان يغير على نساء المسلمين من الانكشاف ويحذر من ذلك مثل الرواية التى تقول:
" روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم احجب نساءك قالت فلم يفعل وكان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن ليلا إلى ليل قبل المناصع فخرجت سودة بنت زمعة وكانت امرأة طويلة فرآها عمر بن الخطاب وهو في المجلس فقال عرفتك يا سودة حرصا على أن ينزل الحجاب قالت فأنزل الله عز وجل آية الحجاب. أيغار عمر على نساء غيره و لا يغار على إمائه و نسائه؟! "
وذكر الكاتب رواية أخرى تدل على غيرة عمر على نسائه حيث قال :
"ومتى كان عمر ديوثا!!! روى البخاري و نحوه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر فقالوا لعمر بن الخطاب فذكرت غيرته فوليت مدبرا فبكى عمر وقال أعليك أغار يا رسول الله!"
وتناول الكاتب اسناد البيهقى مبينا علته حيث قال :
"هذا و مع نكارة هذا المتن فانه لم يرو إلا بهذا الإسناد و على أفضل أحواله فقد تفرد به حماد بن سلمة لم يروه عن ثمامة بن عبد الله بن انس عن جده انس بن مالك إلا هو. وحماد هذا تكلم فيه الأئمة و تفرده بمثل هذا المتن المنكر غير مقبول، كيف وكبار الحفاظ المتقدمين يردون ما تفرد به الحفاظ الكبار كما فعل النسائي مثلا بحديث أبي داود الحفري عن حفص عن حميد عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي متربعا، قال النسائي :لا أعلم أحدا روى هذا الحديث غير أبي داود وهو ثقة ولا أحسب هذا الحديث إلا خطأ!!!
وقال أبو داود في وصف أحاديث السنن : والأحاديث التي وضعتها في كتاب السنن أكثرها مشاهير وهي عند كل من كتب شيئا من الحديث إلا أن تمييزها لا يقدر عليه كل الناس والفخر بها أنها مشاهير فإنه لا يحتج بحديث غريب ولو كان من رواية مالك ويحيى بن سعيد والثقات من أهل العلم .
ولو احتج رجل بحديث غريب وجدت من يطعن فيه ولا يحتج بالحديث الذي قد احتج به إذا كان الحديث غريبا شاذا . فأما الحديث المشهور المتصل الصحيح فليس يقدر أن يرده عليك أحد. ونقل ابن رجب عن أبي بكر البرديجي قوله في سياق ما إذا انفرد شعبة ، أو سعيد بن أبي عروبة ، أو هشام الدستوائي بحديث عن قتادة ، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ( المنكر هو الذي يحدث به الرجل عن الصحابة ، أو عن التابعين ، عن الصحابة ، لا يعرف ذلك الحديث ـ متن الحديث ـ إلا من طريق الذي رواه ، فيكون منكرا )
ثم قال البرديجي : فأما أحاديث قتادة التي يرويها الشيوخ ، مثل حماد بن سلمة ، وهمام ، وأبان والأوزاعي ننظر في الحديث فإن كان يحفظ من غير طريقهم عن النبي ولا من طريق أخرى عن أنس إلا من رواية هذا الذي ذكرت لك ، كان منكرا .
قال البيهقى نفسه عن حماد بن سلمة: هو أحد أئمة المسلمين ، إلا أنه لما كبر ساء حفظه ، فلذا تركه البخاري ، و أما مسلم فاجتهد ، و أخرج من حديثه عن ثابت ما سمع منه قبل تغيره ، و ما سوى حديثه عن ثابت لا يبلغ اثني عشر حديثا ، أخرجها في الشواهد .
قال الحاكم : لم يخرج مسلم لحماد بن سلمة في الأصول إلا من حديثه عن ثابت ،و قد خرج له في الشواهد عن طائفة .
قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، و ربما حدث بالحديث المنكر.
قلت: ثم انفرد بهذه الرواية المنكرة ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري البصري عن جده انس بن مالك و هو من الطبقة الرابعة التي تلي الوسطى من التابعين روى له الجماعة و ذكره ابن عدى في الكامل و روى عن أبى يعلى أن ابن معين أشار إلى تضعيفه. و أين المكثرين من الرواية عن أنس كثابت البناني و قتادة بن دعامة السدوسي و عبدالعزيز بن صهيب و حميد الطويل و محمد بن مسلم الزهري؟!! أين هؤلاء الحفاظ من رواية مثل هذا المتن الفاسد!!! فتفرد ثمامة به مردود بلا ريب."
وبناء على الإسناد السابق انتهى الكاتب لبطلان الرواية حيث قال :
"فهذا الأثر منكر باطل لا تجوز روايته إلا ببيان حاله و قد تكلمت عليه مختصرا و أدعوا الله عز و جل أن يسخر من أبناء الإسلام الغيورين من يكتب في بطلانه على وجه الاستقصاء."
والرواية تتعارض مع وجوب ضرب الخمار على الجيب فى قوله سبحانه:
" وليضربن بخمرهن على جيوبهن "
والآية فى المؤمنات دون تحديد كونهن حرات أو إماء ومن ثم يحرم على الأمة ما يحرم على الحرة من كشف اما تحت الخمار كما أنها حددت الرجال الذين يجوز التكشف أمامهم وهى :
"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبائهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهم أو اخوانهن أو بنى اخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن"