مراجعة مقال الهدهد الغيور على التوحيد
الكاتب هو عبد المؤمن بن محمد النعمان وقد ابتدأ المقال بذكر قصة الهدهد في كتاب الله حيث قال:
"يقول تعالى : (( وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين * لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين * فمكث غير بعيد فقال احطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين * إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم * وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون * ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء من السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون * الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ))"
تناول الكاتب كيف عرف الهدهد أن قوم سبأ يعبدون غير الله وهو أمر يستحق العقاب حيث قال:
"وتتحرك الغيرة على العقيدة في قلب طير من الطيور ويأبي أن يرى أحدا يسجد لغير الله لأنه علم أن الشرك شؤم ووبال ، وهي حقيقة يجب أن يعرفها الجميع .
كيف يسجدون لغير الله ؟ وكيف تخضع رؤوسهم وتنحني رقابهم أمام المخلوقين ؟؟ "|
وتعجب الكاتب من عمل الهدهد وكلامه المستنكر عبادة غير الله حيث قال :
"كان المفروض أن يرتفع الرأس ويشرئب العنق وتنتصب القامة أمام المخلوقات لأن المخلوقين سواسية أمام الله في العبودية ، وإن كانوا يتفاوتون في المقامات ... فالجبهة لا تذل إلا لله ، والظهر لا ينحني إلا لواهب الحياة ، وهي كرامة أعطاها الله للإنسان الكريم ."
وتناول أن الإنسان العارف بالدين يعرف أنه عبد وليس غير ذلك حيث قال :
"فالعبودية بالنسبة للإنسان مقام عال ، لا يختارها إلا العارفون ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم خيره الله بين أن يكون ملكا رسولا أو عبدا رسولا فاختار جناب العبودية على مقام الملك ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم عرف الحقيقة ، وكيف لا يعرفها وهو معلم الحكمة ؟!"
والغلط في كلام النعمان هو أن الله خير خاتم النبيين(ص) بين العبودية والملائكية وهو كلام لا أساس له لأن العبودية مكتوبة على الجن والإنس لا يخير فيها أحد بعد اختيار آدم (ص)والجان للأمانة ولذا قال سبحانه :
" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
وتناول إيمان الهدهد ومعرفته بالعبودية لله وإبلاغه سليمان (ص) بكفر قوم سبأ حيث قال:
"حقيقة إن الهدهد كان مؤمنا ، بمعنى أنه لا يعرف إلا الله وحده (( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) . وحقيقة أن الهدهد هذا عالم ومدرك لخفايا بعض الأمور التي لا يعلمها إلا أهل العلم.. ما مر الهدهد على القوم المشركين مرور اللاهين ولا تأول موقفهم ولا قال : إنهم جاهلون لكنه انتفض وجاء لنبي الله عليه السلام بالخبر اليقين "
وتناول الكاتب ما قد يدور عن كون الهدهد معد إعداد خاص ليكون جندى حيث قال:
" قد يقول قائل : إن الهدهد هذا أعد إعدادا خاصا ، وإنه كان من جنود سليمان المكلفين بالحراسة ، وإنه في منزلة العقلاء العارفين .. وقد يكون هذا الأمر حقا ، لكن المهم في الأمر تلك الغضبة والانتفاضة من طير ، بينما نجد بعض الناس وهم أبناء الإسلام ، ومع هذا يمرون على مشاهد قريبة من هذا النوع فلا يغضبون ولا ينكرون ، بل قد يبررون موقف المخطئين الضالين عن طريق التوحيد ."
ونعى الكاتب على مقيمى القباب والأضرحة والمساجد على القبور أنهم لم يصلوا إلى معرفة الهدهد حيث قال :
"الله الله ، لو مر الهدهد هذا على بعض ديار المسلمين اليوم ورأى ذلك الإقبال وذلك الاندفاع إلى القباب والقبور والأضرحة ، ولو سمع تلك الصيحات ... من بعض المسلمين تتوجه لغير الله .
حقيقة مؤسفة مرة ، فمتى ينتبه لها المسلمون .....ودعاة الإسلام ؟؟؟؟؟؟"
والحقيقة أن قصة الهدهد كان الغرض منها تعليم سليمان(ص) التواضع لله فليس هو الأقوى والأعلم والأقدر فالهدهد أعلم منه والعفريت والذى عنده علم من الكتب أقوى وأقدر منه