مراجعة لمقال الثعابين العملاقة وحوش تعتصر أرواح ضحاياها بخفة ورشاقة
الكاتب هو اياد العطار وموضوع المقال هو الثعابين المميتة سواء عن طريق لدغها أو عن طريق ابتلاعها للمخلوق أو عصرها له وقد ابتدأ بذكر خوف الناس من اللدغات لأن نادرا ما قابل أحد منهم الثعابين العملاقة حيث قال :
"اغلب الناس يخافون من الثعابين ويرتبط هذا الخوف عادة بلدغة الثعبان السامة , لكن القليل من الناس يخاف من الثعبان كحيوان مفترس يمكن أن يلتهمهم وذلك لأن معظم البشر لم يسبق لهم ان شاهدوا ثعابين عملاقة يمكن ان يصل طولها إلى تسعة أمتار وتزن قرابة الربع طن , بل حتى لم يتخيلوا وجود هكذا مخلوقات مرعبة , وحوش زاحفة تقترب من ضحاياها بخفة وهدوء لتلف جسدها المفتول بالعضلات حولهم خلسة ثم تعصرهم وتسحقهم ببطء حتى يمكنك سماع أصوات عظامهم وهي تتكسر , ورغم ندرة هذه الحوادث إلا انها حدثت مرارا وتم توثيق البعض منها خلال العقود الأخيرة."
وتناول الكاتب معرفة الناس بالثعابين السامة وأمصالها ولكنهم النادر منهم يعرفون بعض المعلومات عن الثعابين العاصرة حيث قال :
"كل عام هناك ألاف الناس يموتون بسبب لدغات الثعابين والأفاعي السامة وخصوصا في البلدان النامية والفقيرة حيث لا تتوفر في مستشفياتها القديمة والبائسة الأمصال اللازمة لعلاج المصابين , لكن من بين هذا العدد الكبير من الضحايا هناك نسبة قليلة جدا تموت بسبب أنواع أخرى من الثعابين الغير سامة , فأغلب الناس يعرفون ويخافون الأفاعي السامة الشهيرة مثل الكوبرا والأفعى المجلجلة (ذات الأجراس) لكنهم لا يمتلكون معلومات كافية عن نوع أخر من الثعابين العملاقة التي لا تقتل بالسم بل تستعمل عضلات جسدها القوية لتعتصر بها أجساد ضحاياها حتى الموت"
وتناول نوع اسمه الأناكوندا حيث قال :
"وأشهر هذه الثعابين هي الاناكوندا ( Anaconda) التي تعيش في أمريكا الجنوبية والتي ازدادت شهرتها بعد تقديم عدد من الأفلام السينمائية الناجحة التي حملت اسمها , والاناكوندا تسمية مشتقة من اللغة الإغريقية وتعني "السباح الجيد" وذلك لأنها سباحة بارعة تقضي اغلب حياتها في الماء لأنه يساعدها على التخفيف من وزنها الثقيل والتحرك برشاقة , اما الهنود الحمر في غابات الأمازون فقد أطلقوا عليها تسمية "أم المياه Mother of water " وقد تداولوا الكثير من القصص الممزوجة بالخرافة عنها فتحدثوا عن ثعابين عملاقة يصل طولها الى أكثر من خمسين مترا , وهناك أيضا عدة كتابات تاريخية للغزاة الأسبان في القرن السادس عشر تتحدث عن مشاهدتهم لثعابين اناكوندا بطول ثلاثين مترا ولكن حتى اليوم لم يتم التثبت بشكل علمي من وجود اناكوندا تتجاوز التسعة امتار وأطول اناكوندا تم اخذ قياساتها وتوثيقها كانت بطول 8.5 متر ووزنها حوالي 225 كيلوغرام. هناك عدة أنواع من الاناكوندا أضخمها هي ثعبان الاناكوندا الخضراء ويبلغ طول الانثى البالغة النموفي هذه الفصيلة بين 6 الى 9 امتار وقد يصل وزنها الى 250 كيلوغرام وتكون الإناث أطول وأضخم من الذكور , والاناكوندا لا تضع البيض مثل غالبية الثعابين بل تحضن البيض داخل جسدها حتى يفقس.
تمتاز الاناكوندا بعينيها الواقعتين أعلى الرأس مما يساعدها على الرؤية فوق الماء عند السباحة , ورغم أنها من الثعابين غير السامة إلا أنها تعض وتستعمل أسنانها لتثبيت وإمساك طريدتها بقوة ريثما تتمكن من لف جسدها حولها ثم تعصرها بواسطة عضلات جسمها القوية حتى تعجز عن التنفس وتموت ويصاحب هذه العملية في العادة كسر عدة عظام في جسد الضحية وهو الأمر الذي يسهل عملية ابتلاعها لاحقا , والاناكوندا حالها حال الثعابين الأخرى تبتلع طرائدها وتشرع بهذه العملية ابتداء من منطقة الرأس باتجاه الأقدام ويختلف الوقت الذي تستغرقه لإتمام عملية بلع ضحيتها تبعا لحجمها , والاناكوندا تتغذى على الأسماك والطيور ومختلف أنواع الثدييات مثل الغزلان وحيوان الكابيبارا الأمريكي وفي بعض الأحيان تقوم الاناكوندا الضخمة باصطياد حيوان الجاكوار والتمساح , وعند صيد طريدة ضخمة فأن الاناكوندا لا تحتاج لتناول الطعام مرة أخرى لعدة أشهر."
وتناول أن حكايات ابتلاع الثعبان للإنسان هى خرافات أشاعتها الأفلام السينمائية حيث قال :
"هناك القصص كثيرة حول قتل الاناكوندا للإنسان والتهامه وقد ساهمت السينما العالمية في ترسيخ هذه الفكرة عبر عدد من أفلام الرعب الشهيرة , لكن في الحقيقة لا توجد حوادث موثقة بهذا الصدد على الرغم من ان السكان المحليون يؤمنون بشدة بأنها قاتلة للإنسان ويروون عدة حوادث قامت خلالها بقتل وابتلاع الناس وساهمت قصصهم هذه في نشر الرعب من الاناكوندا وأدت الى قتل أعداد كبيرة منها الا انه وكما قلنا سابقا لم يتم توثيق أي من هذه القصص وربما يعود السبب في هذا الى ان الاناكوندا تعيش في مناطق نائية بعيدة عن متناول واهتمام الإعلام العالمي."
وتكلم عن نوع أخر أسموه البايثون حيث قال :
"الاناكوندا هي الأفعى الأضخم في العالم لكنها ليست الأطول فثعبان البايثون ( Python ) الذي يعيش في آسيا وأفريقيا يتغلب عليها في هذا المجال حيث يمكن ان يصل طول بعض أنواعه إلى عشرة أمتار وتكون الأنثى أطول وأضخم من الذكر ويقضي هذا الثعبان اغلب عمره زاحفا على الأرض لكنه يمتلك القدرة على السباحة وعلى تسلق الأشجار أيضا.
البايثون يقتل طريدته عن طريق الإمساك بها بواسطة فكيه المسلحين بمجموعة من الأسنان الحادة المعقوفة الى الخلف ثم يلف جسده حولها ويعتصرها حتى الموت ويبدأ بابتلاعها من جهة الرأس تساعده في هذه المهمة عظامه وأضلاعه الحرة التي يمكنها ان تتمدد مع الجسم لأنها غير متصلة بعمود فقري , وقد تستغرق عملية هضم الضحية عدة أيام وذلك حسب حجمها وتساعد الثعبان في عملية الهضم عصائر وأحماض معدته القوية جدا التي في إمكانها إذابة حتى العظام , وعند ابتلاع البايثون لطرائد كبيرة الحجم كالتماسيح او الغزلان فأنه قد لا يحتاج لتناول الطعام بعدها لعدة شهور. "
وأكد الكاتب ابتلاع هذا النوع لبعض الناس حيث قال :
"هناك عدة حوادث قام البايثون خلالها بقتل البشر وهو الأشهر في هذا المجال من بين جميع الثعابين وضحاياه في العادة يكونون من الأطفال صغار السن والنساء وغالبا يقتلهم من دون ان يبتلع جثثهم وتكمن صعوبة ابتلاع جثة الإنسان بالنسبة للبايثون في كتفيه العريضتين التي يصعب على فكي الثعبان احتوائهما لأنه يبدأ بابتلاع ضحيته من منطقة الرأس , لكن رغم هذا هناك عدة حوادث وقعت في آسيا قام خلالها ثعبان بايثون بقتل وابتلاع البشر ولكنها على العموم تبقى حالات قليلة ونادرة."
بالطبع هذه الأنواع من الثعابين لا تتواجد في القرى والمدن وإنما في الغابات التى تطل على أنهار فهى مخلوقات مائية بالأساس ولكنها من الممكن أن تزحف على الأرض ومن ثم إن هاجمت أحد فهى ستهاجم بعض الأفراد الذى يعيشون في الغابة في تجمعات صغيرة