مناقشة لمقال عقار الشيطان
الكاتب هو حسين سعد الحمداني وموضوع المقال عقار مخدر يدعونه عقار الشيطان وقد ابتدأ بذكر سبب تسميته بذلك حيث قال :
"خلال بحثي منذ أشهر عن ماهية المخدرات وأنواعها وجدت الشائع منها كالماريجوانا والحشيش والـ اس دي وعقاقير سبيد والهروين ... لكن لم يسبق لي أن سمعت بعقار يسمى عقار الشيطان، وهو طبعا ليس اسمه الفعلي، لكنه سمي كذلك لأنه كالشيطان في تأثيره على العقل .. فدعونا نتعرف عليه .."
وتناول كيفية تصنيع العقار وأنه يباع في اشكال دوائية حيث قال :
"نظرة عامة
عقار الشيطان يستخرج من نبتة ميموزا ..
كما هو الحال مع بقية أنواع المخدرات فإن عقار الشيطان يستخرج من النباتات، تحديدا من نبتة تدعى ميموزا تنتشر في أمريكا الجنوبية والوسطى حيث المناخ ملائم لزراعتها.
هذا النبات شائع زراعته في مساحات واسعة نظرا لكثرة متعاطيه في تلك المناطق، ويتم أحيانا تصديره إلى المكسيك وكوبا حيث يتم سلخ لحاء الجذور لإنتاج ما يعرف بعقار الشيطان واسمه العلمي هو" دي ام تي ".
العقار يستعمل في التجارب العلمية وأحيانا يتم صرفه إلى مخرجي أفلام الخيال العلمي "لسبب مجهول"، وله استعمالات أخرى ولا يتم صرفه إلا بتصريح طبي. يتم تصنيع العقار على أشكال شتى، منها ما يشرب، ومنها على شكل حبوب. ويرسم عليها أشكال حيوانات وبنات وشخصيات كارتونية ... وذلك لإغراء المستهلك، ناهيك عن الألوان الزاهية التي تلون قشرة الحبوب."
وهذا العقار كنبات يشبه نبات القات اليمنى والذى يستعمل لاحداث حالة سكر أو ما يسمونه عمل دماغ للمتعة
وتكلم عما يفعله العقار حيث قال :
"مفعول العقار
لإثبات خطورة العقار قام بعض الهواة في مجال العلوم البشرية بتجربته وكانت النتيجة عجيبة .. مفعول الحبة الواحدة يبدأ بعد 20 ثانية من تناولها والتأثير غريب جدا فبعد أن أفاق المتعاطي بدأ يتكلم عن عالم غير موجود، يقول كأني دخلت إلى خبايا عقلي وتجولت بين مكان متشابك كالخيوط ولاحظت كائنات غير موجودة في عالمنا مثل طاووس له أربعة عيون واذرع وألوان زاهية أروع وأبهى مما هو متعارف وشدد على نقطة مهمة، إذ قال بأنه قابل شخصيات ماتت منذ فترة بعيدة
أناس آخرون قاموا بتجربة العقار بالخفاء وكانت النتيجة أن احدهم تناوله في المنزل وفي غصون ساعة وجد نفسه ممد في المقابر
في تجربة أخرى لأحد الهواة من كاليفورنيا - محب لعالم الخوارق والجن - يقول بأنه عند تعاطي العقار أحس أن العالم الذي حوله يتقشر ويتبدل إلى شكل أخر، وأنه قابل ملك الجن شخصيا وقضى معه ساعة من الزمن .. لكن كيف عرف أنه قضى هذه المدة الزمنية؟ .. ببساطة لآن مفعول العقار مدته ساعة فقط وبعدها يعود المتعاطي من هذيانه المتواصل إلى ارض الواقع."
وبناء على الكلام السابق العقار يسبب غياب للعقل وهو السبب في تلك الهلاوس والأوهام
وتناول الكاتب رأى الطب في العقار حيث قال :
"رأي العلم في هذا العقار
علماء النفس يشبهون هذا الحالات بالهذيان الواعي أو هلوسة تدركها الحواس لآن إفرازات العقار تصعد إلى خلايا الدماغ مباشرة ولهذا مفعوله يبدأ بسرعة 20 ثانية، أما الحالات التي ذكرت في أعلى المقال جاء تفسيرها أن العقل يمزج بين الخيال والواقع فيظهر صورة حية للمتعاطي بأنه فعلا يعيش في هذا العالم الموجود حوله لكن الصحيح هو العكس.
الشخص الذي شاهد الأموات في هلوسته هذا يعتبر حالة الاقتراب من الجنون ربما يكون لمح أطيافهم لأنه يفكر بهم دائما لكن رؤيتهم بصورهم الأصلية غير ممكن بسبب أن العقل يكون بوضعية السبات أو التشتت فلا يدرك الصور التي يعكسها للمتعاطي فتظهر أطياف بهيئة الميت.
أما الحالة الأخيرة للشخص الذي رأى ملك الجن فهذا اكبر دليل أن العقل يعرض في حالة الهلوسة الصور المتاحة في الذاكرة بشكل عشوائي والتي نفكر بها دائما."
وتناول تحريم الحكومات لهذا العقار إلا بروشتة طبية معتمدة حيث قال :
"لهذه الأسباب الحكومات تضع عليه رقابة صارمة وتسجن كل من يتاجر به بدون رخصة دولية بسبب خطورته .. أما الذين يتعاطوه بكثرة على شكل لفافات يصل سعرها إلى 40$ فأكثرهم يعيش في المصحات النفسية يتعالجون من مرض الخلل الدماغي بين أدراك الواقع والهلوسة الخيالية"
وتناول أنه أول من عرف منه حكاية العقار رواية ألفها أحدهم ولكنه يذكر فيها بعض المعلومات الخاطئة عن العقار حيث قال:
"العقار في الأدب
بما أني من رواد القراءة العامة فتعتبر رواية الفيل الأزرق للكاتب احمد مراد هي أول من فتح لي الباب بالتحقيق في هذا الموضوع الغريب، صحيح أن الرواية تحمل بعض النقاط الخاطئة تجاه العقار لكني استفدت منها خير استفادة والغلاف يوضح الحالة التي قد ذكرتها بخصوص رؤية الأشياء بألوان عدة."