مناقشة لمقال عندما يختار الشيطان أتباعه
الكاتب هو سليمان المدني والمقال كما زعم رد على سؤال إحدى قارئات موقع ما وراء الطبيعة وكلن السؤال كما قال المدنى :
"جاء هذا المقال رداً على تساؤل طرحته إحدى القارئات في موقع ما وراء الطبيعة والذي جاء فيه:
" علمت أن الشيطان يختار بعض أتباعه أحياناً ولا يلتزم من يختارهم الشيطان بعقد معه بل على العكس يقدم لهم الشيطان كافة الخدمات مقابل فقط الاعتراف بوجوده .. فهل هذا صحيح .. ؟ "
وكان رده أنه قال من قبل أنه لابد من وجود عهد بين الشيطان ومتبعه حيث قال :
"وطبعاً جاء هذا التساؤل بعدما قلنا بأن الساحر يلتزم بعقد مبرم مع الشيطان لا ينتهي إلا بموت الساحر
بداية نقول ان الشيطان ليس بحاجة لأن يقدم الخدمات فقط من أجل الاعتراف به، وهو الذي أعلن عصيانه بحضرة الله سبحانه وتعالى كما جاء في الكتب السماوية الثلاث .. ولكنه يقدم ما يعتقده المتلقي أنه خدمات مجانية والذي هو بالحقيقة الطعم الذي يستخدم فيه ذوي السلطة والنفوذ لمآربه."
وبالطبع لا وجود لعهد بين شىء غير مرئى وشىء مرئى وهو الآن فى جهنم يتلقى اللعنة وهى العذاب كما قال سبحانه:
" وأن عليك لعنتى إلى يوم الدين"
فالجن لو افترضنا أنهم يسمعون الإنس كما فى سماعهم القرآن من هاتم النبيين(ص)فالنبى(ص) نفسه لم يعلم بسماعهم ولا بوجودهم فى المكان إلا بعد نزول الوحى كما قال سبحانه:
" قل أوحى إلى أنه استمع إلى نفر من الن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا"
ومن ثم لا يمكن سماع صوتهم فكيف يكون هناك عهد وهو كلام بين اثنين والإنس لا يسمعونهم كما أنهم لا يرونهم كما فى قوله سبحانه :
" إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم"
وتناول المدنى أن الشيطان بحاجة للنخبة الضالة المضلة حيث قال :
"حاجة الشيطان للنخبة
هو طبعاً يريد إلإضلال البشرية جمعاء إن استطاع .. ولكن طالما أن الأكثرية منضوون تحت جناحه بطريقة أو بأخرى بسبب رغباتهم الدنيوية المحضة فهو يضع لهم الشروط القاسية والمذلة عندما يسعون لعلاقة مميزة معه كالعمل بالسحر كما جاء في بحثنا العهد بين الساحر والشيطان.
أما النخبة من البشر التي يستطيع كل فرد منها التأثير على أكبر قدر من الناس .. سواء كانت تتعامل في السياسة .. أو الدين .. أو الفكر .. أو الفلسفة .. أو لديها السلطة العسكرية أو غيرها من السلطات القاهرة، فهي الأقدر على خدمته من الأفراد العاديين. ولذلك فهو بحاجة إليها ..
طريقة التواصل مع هذه النخبة طبعاً لن يتجسد لهم الشيطان بصفته وشخصه، بل يكتفي بالوسوسة في عقولهم أبو بتسليط شياطينه وأتباعه من الإنس القادرين بحنكة ودهاء شيطاني أن يثروا عند الهدف الضحية الغرائز الدنيوية كالطمع والجشع وحب السيطرة .. إلى آخر ما هنالك من المتع الدنيوية .. بحيث أنهم ياتون الضحية وهم يعرفون ماتريد .. ويجسدون له الهدف الذي يصبو إليه وكأنها قاب قوسين أو أدنى من بلوغه .. وعليه يشن الساسة حروباً كلامية أو عسكرية ضد اطراف لم تكن عدوة لهم فيما مضى وإنما لتحقيق نزوة شيطانية اعتمرت قلوبهم قبل عقولهم. ومن يقرأ التاريح الحديث فقط يرى الكثير من هذه النماذج على مدى الكرة الأرضية.
وكذلك يتعامل مع المفكرين والفلاسفة بحيث يوحي لهم بأفكار ظاهرها العدالة والإخاء والمساواة كالأفكار الماسونية مثلاً .. وباطنها لايعلمه إلا الله ..
ولعل أكثر ما يمتعه هو إضلال رجال الدين .. وهذا يحتاج إلى وسوسة شيطانية محترفة .. لأن الدين هو القوة الأكثر سلطة على البشرية .. وعليه فيأتي إليهم من حيث يحبون .. فتراه بداية يدفعهم إلى العبادة دفعاً .. بحيث يرون فيه هادياً واعداً .. ثم يبدأ بعرض أفضالهم على الناس ويجسدها لهم ليثير عندهم الغرور وبأنهم الأفضل من بين أقرانهم والأكثر علماً والأغزر معرفة .. حتى يأتي الوقت الذي يوقع بينهم وبين أقرانهم من رجال الدين وأتباعهم .. حيث أن لكل رجل دين متميز أتباع يقولون برأيه ويفتون بفتواه .. ولا تكاد تمر فترة من الوقت حتى ترى أحيانا في حي واحد رجلا دين مختلفان، ولكل منهما أتباع يختلفون بدورهم مع أتباع الرجل الثاني."
ونجد الكاتب يتراجع عن حكاية العهد بين الشيطان والإنسان ويكتفى بأن ألمر وسوسة
وتناول أمثلة من اغواء الشيطان فى عصرنا حيث قال :
حرب شنت بأمر إلهي أم شيطاني؟!
"باسم الدين استطاع الشيطان أن يغوي ويضلل الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الإبن حيث أوهمه أن حربه ضد العراق هي حرب بـ " أمر إلهي"، ولنقرأ ما جاء في كتاب الصحفي الفرنسي (جان كلود موريس) وعنوانه (لو كررت ذلك على مسامعي فلن أصدقه) حيث يقول: - " ويدّعي بوش أنه يتلقى يومياً رسائل مشفرة يبعثها إليه (الرب) عن طريق الإيحاءات الروحية, والأحلام الليلية "!
ويضيف بقوله:
- " كشف الرئيس الفرنسي السابق (جاك شيراك) في حديث مسجل معي (أي مع المؤلف) عن صفحات جديدة من أسرار الغزو الأمريكي, قائلًا:
تلقيت من الرئيس بوش مكالمة هاتفية في مطلع عام 2003 , فوجئت فيها بالرئيس بوش وهو يطلب مني الموافقة على ضم الجيش الفرنسي للقوات المتحالفة ضد العراق, مبرراً ذلك بتدمير آخر أوكار (يأجوج ومأجوج) ".
ويضيف في موقع آخر:
- " لم يصدق شيراك أذنه عندما اتصل به بوش قبيل الحرب على العراق بأسابيع, ليقنعه بالتراجع عن معارضته الشرسة, مؤكداً له مرة أخرى أن هذه الحرب تستهدف القضاء على (يأجوج ومأجوج) , الذين يعملان على تشكيل جيش إسلامي من المتطرفين في الشرق الأوسط لتدمير إسرائيل والغرب, وكم كانت دهشة (شيراك) عظيمة عندما سمع (بوش) يخبره في مناسبة أخرى عبر الهاتف, ويقول له حرفيا:
(أنه تلقى وحياً من السماء لإعلان الحرب على العراق, لأن يأجوج ومأجوج انبعثا من جديد في العراق, وهو في طريقه إلى مطاردتهما, لأنهما ينويان تدمير الغرب المسيحي) ".
إذن استطاع الشيطان أن يوهم حتى الرئيس بوش أن ما يسمعه من وسوسات الشيطان هو وحي إلهي .. وقد شهدنا جميعاً نتيجة هذا الوحي على أرض الواقع .. ومن ثم فإن الشيطان قد تخلى عن تابعه بوش بعدما انتهت مهمته الموكولة إليه.
وطبعاً هناك الكثير من الأسرار التي يحتفظ بها قادة ورؤساء العالم الغربي حول مواضيع مشابهة لهتلر ونابليون وغيرهم."
بالطبع هذا كلام تخاريف لأن الحروب إنما هى مسألة مصالح عند الغرب وليست مسألة دين لأن القوم دينهم الإلحاد حتى وإن أعلنوا تمسكهم بالنصرانية أو اليهودية