مناقشة لمقال جورج ستيني اصغر شخص حكم عليه بالاعدام في تاريخ الولايات المتحدة
الكاتب هو سليم الحلاق من سوريا وموضوع المقال هو الحكم بالاعدام على صبى أسود بتهمة قتل فتاتين بيض لأنه الوحيد الذى شهد أن رأهما قبل فقدهما وهو حكم يبين مدى عنصرية القاضى الأبيض والشرطة البيضاء ويبين مدى أخذ القاضى بهياج الرأى العام لارضاء البيض حتى ولو كان واحد منهم بالفعل وهى الحقيقة التى لم يعثروا عليها في وقتها ومن ثم ظهرت براءة الفتى فيما بعد اعدامه بمدة
يحكى الكاتب الحكاية حيث قال :
"القضية التي أصبحت رمزا لجمعيات إلغاء عقوبة الإعدام
جورج .. الصبي ذو الاربع عشر ربيعا الذي اعدم بالكرسي الكهربائي ..
جورج ستيني هو اصغر شخص حكم عليه بالإعدام في تاريخ الولايات المتحدة , وكان الكرسي الكهربائي كبيرا جدا بالنسبة له , أدين في بضعة دقائق وكان ذلك في عام 1944.
كان جورج ستيني في الرابعة عشرة من العمر فقط , وهو حتى يومنا يعتبر الأصغر سنا الذي يحكم عليه بالإعدام في التاريخ الحديث للولايات المتحدة.
بعد ستين عاما .. والغموض والجدل لايزال يحيط بالقضية من كل جانب , وبدت المحاكمة وجيزة , كل شي حدث في بساطة مقلقة.
أدين جورج وهو صبي أسود في جريمة القتل المزدوجة لفتاتين من العرق الأبيض , الأولى تدعى بيتي يونيو ( pety younew ) 11 عام , والثانية مريم ايما التايمز ( mariam ema eltaimes ) 8 سنوات , في مقاطعة كلاندون - ساوث كارولينا.
في 23 مارس 1944 عثر على جثث الفتاتين اللتان كانتا مفقودتين لمدة 24 ساعة , وكانتا قد تعرضتا للضرب حتى الموت .. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو عن ماهية العناصر التي تربط الصبي بتلك القضية؟. والجواب .. لا شيء .. لكن شهادته الخاصة التي أودت به أدراج الموت بسبب التخلف في التحقيق بمثل هذه القضايا آنذاك , والملفت أنه هو من ذهب لإخبار فريق البحث قائلا:
" لقد رأيت فتاتين ملقاتان على الأرض وكانت واحدة منهم مازالت على قيد الحياة " .. ثم توقف برهة واستأنف الحديث قائلا بأن تلك الفتاتين كانتا قد مررن بي وكانتا تستقلان الدراجات فسألتهم أين يمكنني العثور على بضع أنواع من الزهور."
ويحكى الكاتب أنهم عند اعدامه بالكرسى الكهربى لم يقدروا لصغر حجمه حيث قال :
"وجدوا صعوبة في اعدامه لصغر حجمه ..
وبعد اكتشاف الجثث تم إلقاء القبض على الصغير جورج بتهمة القتل من الدرجة الأولى , وكان الصبي هو المشتبه به الوحيد , ولم يتم استدعاء اي شهود آخرين للإدلاء بشهاداتهم. وبعد عشرة دقائق فقط من المداولات بين لجنة التحكيم والتي تتألف جميعها من البيض حكم عليه بالموت بواسطة الكرسي الكهربائي.
الحكم المجحف بحق جورج اثار احتجاجا كبيرا من النقابات الدينية ومنظمة naacp , وهي المنظمة التي تدافع عن الحقوق المدنية للمواطنين ذوي البشرة السمراء.
ومضى ثلاثة أشهر على الجريمة لم يطرأ خلالها أي جديد في القضية وفي صباح يوم 16 يونيو 1944 في سجن كولومبيا مشى الصبي إلى غرفة الإعدام وهو يحمل نسخة من الكتاب المقدس في يده ووجد الجلادون صعوبة بربط جورج إلى بسبب صغر حجمه , وكانت نظراته تلوي القلب من شدة الألم.
بعد أربعة دقائق من الألم القاسي أعلن عن موت جورج ستيني."
وبعد مضى نصف قرن على محاكمته قاموا محامون بالتحقيق فيها ووجدوا أنه برىء وأن المحاكمة هى محاكمة صورية فلم يكن هناك شهود ولا أى قرائن تشير إلى أنه من قتل الفتاتين ولكنها تظل دليل قاطع على انتشار العنصرية البيضاء في الولايات المتحدة وأنهم أخذوا كمتهم بسبب لونه ويبدو أن القاتل أو القتلة هم من أهاجوا الرأى العام الأبيض وأثروا على القاضى كى يتم اخفاء الحقيقة
ومن ثم أصبح الولد رمز للأبرياء الذى يحكم عليهم قضاء ظالم بسبب اللون وهو قول الكاتب في نهاية المقال حيث قال :
كانت قضيته على مدى نصف قرن مثيرة للجدل حتى عام 2005 حين قام ثلاثة محامين بالبحث في قضيته مجددا , وبعد بحث مستفيض أعلنوا براءة الصبي المطلقة!. لكن سجله الجنائي لم يفتح مرة أخرى من قبل القضاء الأمريكي. وقد أصبح جورج ستيني رمزا.