مناقشة لمقال أعراس انتهت بمأساة
الكاتب هو محمد بن صالح من المغرب وموضوع المقال هو ان بعض ألعراس تتحول إلى مآتم والمقصود يموت فيها البعض خاصة أحد العروسين أو الاثنين أو أحد الموجودين في العرس نتيجة لسبب ما وقد ابتدأ المقال بذكر بعض أسماء العرس حيث قال :
"أحيانا .. قد يتحول العرس إلى مأتم
"العرس" بالمغربي .. "الفرح" بالمصري .. " مرياج " بالفرنسي ...
كل هذه المصطلحات تدل على شي واحد وهي ليلة العمر، يا لها من مفارقة عجيبة ننتظر سنوات طويلة من أجل ليلة واحدة!"
وتساءل عن سبب تسمية العرس بليلة العمر وحاول أجاب الجواب حيث قال :
"ولماذا سميت ليلة العمر؟ هل باقي الليالي ليست كهذه الليلة , أوليس الأمر فيه تشائم أي أنه لا توجد ليلة أخرى مثلها حيث نصل في تلك اللحظة إلى سقف الفرح، (مثلا هناك من يقول لي دائما متى سنفرح بك يا محمد؟ وجوابي يكون، إفرح بي الآن ماذا تنتظر؟ أو ستنتظر حتى موتي أو موتك ولم يفرح أحد)."
بالطبع التسمية خاطئة إلا أن يكون معنى العمر هو تعمير بيت جديد يبدأ فى تلك الليلة باجتماع الزوجين وانجابهما لأطفال يعمرون الدار كما يقال وتناول حفل الزفاف ذاكرا بيت شعر لإبراهيم ناجى عن عرس انتهى بمأتم حيث قال :
"إذن عزيزي القارئ أنت الآن تعرف موضوعي اليوم، نعم إنه حفل الزواج لكن إذا كنت تنتظر قصص الحب التي انتهت بالزغاريد فأنت مخطأ، فالأعراس القادمة سنسطرها بأحرف من الدماء، ونصيحة مني إذا كنت على أبواب الزواج فأرحل عن هذا الكاتب الحقير ..
"ما قضينا ساعة في عرسه ** وقضينا العمر في مأتمه"
بيت لشاعر إبراهيم الناجي. وهذا البيت مرتبط جدا بالقصص القادمة."
وحكى الكاتب في بقية مثاله حكايا عن أعراس انتهت بموت البعض حيث قال :
"القصة الأولى:
سمعت العديد من القصص عن حفلات زواج انتهت بمأساة في المغرب وبالتحديد جهة سوس التي أنتمي إليها , وسأحكي لكم عن بعضها نعود إلى الوراء وبالتحديد إلى سنوات الحماية الفرنسية للمغرب
في إحدى القبائل كان هناك عرس كبير تصدح فيه الأهازيج، وزغاريد ترتد من الجبال , كان عرس لي ابن أحد كبار القوم في القبيلة وأحد أشرس مقاومي الإستعمار، ولهاذا تربص به سفراء الاستعمار والخونة وأطلقوا وابل من الرصاص على الحفل بمن فيه وتحول العرس إلى مأتم، مات العريس وولده وعدد كبير من الضيوف بينما نجت العروس، ودخلت القرية فترة حداد مفتوح لم تلتئم فيه الجروح رغم تعاقب العقود، ولا زال المنزل الذي تلطخت جدرانه بالدماء الطاهرة واقفا وشاهدا على إحدى جرائم فرنسا في بلادي؛ لا أخفيك عزيزي القارئ أني تعاطفت كثيرا مع ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، فقد جعل الفوهرر فرنسا تشرب من نفس الكأس التي أذاقتنا إياه.
القصة الثانية
"ومن الحب ما قتل" .. مقولة شهيرة تحاكي قصة بطلنا القادم الذي عاش قصة حب عنيفة مع حبيبته، فبعد كل الوعود والأحلام الوردية، نفرت المحبوبة عودها وهجرت الشاب الجريح، تاركة وراءها ألف سؤال في ذهن العاشق المذبوح دون إجابات، وتحول العالم إلى كهف مظلم؛ لم يدم وقت طويل حتى سمع عن قرب زواج حببته، وفي ليلة عرسها كانت الأهازيج والزغاريد تصل صداها إلى منزل الشاب بينما هو يكتوي بنيران الغدر والخيانة ويغني ألمه.
لم يعد الأمر يحتمل، فقرر زيارة حببته في عرسها للمرة الأخيرة، حضر العاشق المجروح الحفل وانتظر حتى ظهور العروس، كم أنت حسناء باهية لماذا لم تكوني لي تسأل الشاب في نفسه وتوجه صوبها دون سابق إنذار وغرس في قلبها خنجره وغرس أخر في قلبه بينما كان يردد: "إما أن تكوني لي أو لن تكوني لأحد غيري".
* هذه القصة منتشرة في المنطقة التي أنتمي إليها ..
القصة الثالثة كان بطلها شاب من عائلة كبيرة وقع في حب فتاة من قبيلته سرعان ما بادلته نفس الإحساس، وكان لابد لهذا العشق أن يتوج بالزواج، وأتت الليلة الموعودة واحتفلت القبيلة بالعرسان الجدد، واصل الضيوف الاحتفال بينما إنفرد العريس بالعروس لأول مرة في عشهم الجديد، وفي هذه اللحظة عترفت له أنها ليست عذراء!
وفي الأثناء اختفى العريس الحبيب وحظر الشيطان بنفسه؛
ماذا؟ ماذا تقولين؟ لست عذراء كيف! لقد أهنتني وأهنتي عائلتي ومسحتي بكرامتي الأرض , انفعل العريس وفقد صوابه وتحول إلى شخص أخر
وبينما العروس تحاول شرح الموقف وأنها تعرضت لاغتصاب أخذها العريس من شعرها وألقى بها من الطابق الثاني، ألقت المسكينة النظرة الأخيرة على الحياة في الهواء قبل أن تسقط على الأرض، بدأت النساء في الصراخ وفر البعض من المكان لقد ماتت العروس ...
القصة الرابعة
نعود إلى سنوات الاستعمار ففي الوقت التي كانت فيه فرنسا تحت رحمة النازيين وكان علم سواستيكا يرفرف فوق برج إيفل كان بعض جنرالاتها يفسدون في أرض شمال افريقيا والقصة التالية عن قبيلة أخرى جنوب المغرب المعروفة بمقاومتها الاستعمار ولهذا كان أحد الضباط الفرنسيين في القبيلة محاط بالباشا والقائد وزمرة من الخونة، قرر الضابط الفرنسي الزواج ووقع اختياره على إحدى حسناوات القبيلة المخطوبة في الأصل، لكن أوامر الضابط لا تنهى، حظر الباشا الى منزل البنت طالبا يدها لزواج من الضابط الفرنسي!
كيف هل تريد أن أزوج بنتي لشخص من ثقافة ودين مختلف، وبنتي أصلا مخطوبة لابن عمها، كان هذا رد والد البنت.
لكن الضابط أصر على الزواج منها رغما عن والدها وإلا سينزل بهم الويلات، وافق الأب رغما عن أنفه مضحيا بابنته الواحدة؛ وفي ليلة الدخلة وجد الضابط الفرنسي عروسه متدلية من السقف فقد شنقت نفسها وفضلت مواجهة ملك الموت على الأحضان الملوثة بدماء الأبرياء
القصة الرابعة في سوريا استيقظت أم العريس في أول الصباح لعروسها في المنزل، أعدت الفطار وتوجهت الى غرفة الأزواج لتتفقدهما حيث سمعت صوتا في الحمام، لم تشأ الأم إزعاج العرسان الجدد في صباحهم الأول، مرت ساعتين ولم يظهر أحد منهم بدأ القلق يتسلل إلى الأم لتأخرهما، وبدأت تطرق باب الحمام وتنادي عليهم دون رد طلبت من ابنها الأخر خلع الباب الذي استمر ربع ساعة بعد تكسير الباب وجدت الأم فلذة كبدها يلفظ أنفاسه الأخير بينما العروس سلمت الروح إلى بارئها، لم ينجوا الزوج هو الأخر فقد لحق بي عروسه إلى مثواهم الأخير.
وقال الأطباء أن سبب الوفاة هو تسرب الغاز في الحمام ...
القصة الخامسة
بعد كل هذه كل هذه القصص المؤسفة إسمحوا لي أختم بقصة طريفة وخفيفة الظل
في مدينة تافراوت جنوب المغرب في كل سنة ينظم مهرجان موسيقى (تيفاوين) بالعربية "الأنوار"
في هذا المهرجان يتم تنظيم أيضا حفلات الزواج الجماعية من أجل تشجيع الشباب على الزواج حيث يتكلف المسؤولين عن المهرجان بكل مصارف الزواج وايضا يتم تسليم مبلغ لا بأس به للأزواج الجدد، وهنا خطرت فكرة على شاب في المدينة كان مفلس ويحتاج المال، (ربما لا تحتاج أن أكمل عزيزي القارئ فقد اكتملت عندك الصورة) تقدم الشاب لادارة المهرجان للزواج في حفلات الجماعية وافقت الإدارة وبعد المراسيم تسلم الشاب المبلغ وفي الصباح اختفى الرجل ولم يعد له وجود فلم يدخل على زوجته وربما لا يعرف حتى سمها ...."
وتناول الكاتب في نهاية مقاله أن معظم حكايات الحب الشهيرة لم تنتهى بزواج المحبين حيث قال :
"ختاما
أغلب قصص الحب المشهورة لم تنته بزواج، فلا ليلى كانت لقيس ولا عبلة من نصيب عنترة وغيرهم كثير، لكن هناك قصص أخرى تجلت فيها كل أوصاف الحب والوفاء ويكفي ذكر أسطورة الهند " تاج محل "."