مناقشة لمقال ما وراء موقع ما وراء الطبيعة
موضوع المقال هو اختلاف آراء القراء والكتاب في الموقع حول الموضوع التى تطرح فيه وهو قول الكاتب كمال غزال حيث قال :
"أعزائي القراء والمهتمين ...
مهما تنوعت ثقافاتكم ومعتقداتكم ومهما تباينت درجة معارفكم حول ما يطرحه الموقع من مواضيع المجهول فأنا أقر بأن الاختلاف في آراءكم أمر لا بد منه بل أعتبره أمراً إيجابياً لأنه يعني تلاقح الأفكار مما ينتج عنه ثمرة تدعى " ثمرة القناعة النسبية" حيث يكون البقاء دائمأً للفكرة الأقوى كما في قانون الغاب، تتفوق الفكرة الأقوى على غيرها من الأفكار لأنها تكون مقرونة بالبراهين على عكس الأفكار المفتقرة لها والتي لا تتعدى مجرد تكهنات أو ظنون لم يتحقق منها بعد لكن هذا لا يعني أن الفكرة المهيمنة ستدوم إلى الأبد بل قد تبرز نتائج أبحاث علمية وتاريخية جديدة تقلبها رأساً على عقب أو تحول في مسارها على الأقل."
وتناول اختلاف آراء الناس في مواضيع الحياة حيث قال:
"اعتبر أن اختلاف الآراء في الحياة أمراً طبيعياً وكذلك الأمر في هذا الموقع (موقع ما وراء الطبيعة)، الموقع نافذة حرة (أشدد على كلمة "حرة ") على المجهول، والمجهول يتطلب وضع فرضيات للتفسير حتى تحين اللحظة لكي يتحول فيه إلى "معلوم "وربما لا يقدر له هذا التحول أبداً لوجود نقص في معلومات القصة لا يمكن التحقق منه تاريخياً إلا إذا ركبنا آلة الزمن ورجعنا إلى الماضي للتأكد منه. لعلنا ننجح أحياناً في الاقتراب من الحقيقة ولكن الحقيقة نفسها نسبية باستثناء الحقيقة المطلقة والتي لا تحتاج إلى برهان وهو وجود قوة عظمى خلقت الكون هي الله المبدع والبديع لأن قانون السببية من مسلمات العقل البشري."
وتناول أنماط الانشغال وهو ما سماه التفكير العربى والمفارقة فيها حيث قال :
"مفارقة في نمط التفكير:
من المفارقات التي أجدها لدى دراستي لنمط التفكير السائد في المجتمع العربي أنه على الرغم من أنه من أكثر المجتمعات التي تؤمن بالغيبيات إلى درجة يوصف بأنه " مجتمع قدري" إلا أنه يواجه مناقشة الماروائيات والظواهر الغامضة بشيء من السخرية والتهكم وكأنه وصل إلى معرفة أسرار الكون كلها فهو يضحك من مجرد التطرق لفكرة المخلوقات القادمة من الفضاء مثلاً. الذي أفهمه أن الذي يسخر من أمر ما يكون على دراية كبيرة ويمتلك أدلة دامغة تدحض فكرته فيقوم بالنقاش ولا يكتفي بوصف الأمر ببساطة على أنه سخيف أو تافه."
إذا المجتمع العربى يسخر من الماورائيات نتيجة عدم إيمانه بها وطالب الكاتب القراء بالحوار للوصول إلى الحقيقة حيث قال :
"الحوار ثم الحوار:
أريد أن أنوه إلى أن مشرف الموقع وما يطرحه فيه لا يتبنى وجهة نظر تمثل مذهباً أو ديناً معيناً أو أي نظرة تدعو للتشكيك فيه مع أنني قد ألجأ إلى ذكر ما ورد على لسان بعض الناس أو الخبراء، برأيي علينا التحكم بأعصابنا لكي نصغي إلى الرأي الآخر والحل في نظري ليس بحجب الرأي الآخر بل في مناقشته مناقشة هادئة تلتزم بآداب الحوار، وليس الهدف من الحوار أبداً تسجيل نقاط في مرمى الرأي الآخر بقدر ما هو سعي إلى كشف الحقائق من وجهات نظر مختلفة، وعلينا أن لا نبدأ الحوار بإنطباعات مسبقة اكتسبناها من رؤيتنا للامور، علينا أن ندرك أننا من الممكن أن نغير تلك القناعات، وأتساءل في هذا الصدد عن ديدن الجماعات المتطرفة وأفكارهم المتشددة والمنتشرة، ما هو برأيكم؟ هو ببساطة رفضهم للنقاش وميلهم إلى حجب ما يعتبرونه خروجاً عن فكرهم ورفعهم شعار العنف بدلاً من الحوار، التهديد هو أحد أشكال العنف أيضاً ويمكنه ببساطة أن يتحول إلى استخدام السلاح في أقصى مراحله. والموقع يرحب بآراء كل الناس مهما اختلفت إنتماءاتهم وفلسفاتهم ومعتقداتهم شرط الإلتزام بأدب الحوار وعدم الخروج من الموضوع أو تسفيه أفكار الآخرين فقط للنيل من كرامتهم وقناعاتهم أو السخرية من رموزهم الدينية وهي خطوط أعتبرها حمراء وأرجو أن لا تحملوا الموقع أكثر من أن يحتمل من حيث "مصداقية" التجارب الواقعيةالمنشورة. كل فرد منا مسؤول عن رأيه وأفكاره وتجاربه التي عاشها ويتحمل مسؤولية طرحها."
إذا ما يقال في الموقع من مواضيع لا يطرح دينيا كما يقول الكاتب وهى وجهة نظر خاطئة فكل شىء له علاقة بالدين وهو الإسلام فليس هناك شىء خارجه كما قال سبحانه :
" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء "
وتناول الهدف من عمل الموقع التفكير وليس التكفير حيث قال :
"الهدف الرئيس
للذين يشككون في هدف الموقع الرئيسي، أقول أن هدفه بكل بساطة:
" التفكير وليس التكفير ".نعم هو إختلاف بسيط في الكلمة بين حرفي الكاف والفاء ولكنه إختلاف عظيم في النوايا. بالطبع سيستفز الموقع البعض بما يطرحه من أموراً يعتبرونها غيبية وغير خاضعة للنقاش مطلقاً، ربما تتناقض أفكار معينة مع معارفكم المسبقة وأعتبر هذا أمراً صحياً وإيجابياً يساعد الذهنية العربية على التنفس لأنه سيحثكم على إعادة التفكير وقد تكون النتيجة إما أن ترسخ قناعاتكم المسبقة بسبب بروز أدلة تدعمها وإما أن تحرفها عن مسارها أو حتى تتمكن من تغييرها جذرياً بمقدار 180 درجة."
وتناول نظريات المؤامرة رافضا إياها دون دليل حيث قال :
"نظريات المؤامرة
سأناهض نظريات المؤامرة إن لم تكن مدعومة بالتفكير الموضوعي والدلائل الفعلية مع أن أغلبها يكون مبنياً على مجرد تكهنات والتكهنات لا يعتد بها، ويكون بعضها أكثر دهاء لأنه يذكر قواسم مشتركة بين أمور لا صلة لها ببعض فعلياً وإن كانت تبدو كذلك بحسب السياق الذي أراده صاحب النظرية لكي نسايره في قناعاته، نعم لها علاقة ظاهرية فقط يستغلها صاحب نظرية المؤامرة من أجل التأثير على قناعات الجمهور ومنها نظرية أشكال العمارة الشيطانية التي تكلم عنها فيلم القادمون The Arrivals والتي يزعم أنها تمهد لبروز جيش يقوده المسيح الدجال في معركة الحسم الأخيرة (نهاية العالم) تشاهده في الأسفل. ومنها أيضاً نظرية مفادها أن قوم عاد بنوا أهرامات مصر التي طرحها سمير عطا الذي يصف نفسه بالباحث، أنصحك عزيزي القارئ بالقراءة عنها هنا، لكن قبل ذلك أتمنى منك التجرد الفكري وربطه بالمستجدات العلمية ستكتشف الكثير من الثغرات فيه مثل نفيه لوجود شيء اسمه الديناصورات، ومبالغته في وضع أصفار زائدة على أوزان حجارة الأهرام وهذا عار من الصحة تماماً وإعتماده على صور مفبركة لا أساس لها من الصحة وكنت قد كشفت زيف بعضها بإعتراف من عالجوها على الفوتوشوب تراها هنا، ومحاولته المقصودة لطمس أجزاء من صورة لرسم جداري فرعوني محفور لمزارعين لكي يدعي بأنهم كانوا يركعون مثلما يركع المسلم في صلاته، ولاحظ قائمة المراجع التي اعتمد عليها ذلك يصف نفسه بالباحث ويدعي بأن لديه براءات إختراع، مراجع فقط لا صلة لها بإختصاص علم الآثار. طبعاً لا نغفل استخدامه للدين وذكر آيات قرآنية طوع تأوليها لخدمة فكرته، ربما كان غرضه من ذلك الشهرة تحت ستار الدعوة الدينية.
- أعتبر تلك النظريات المبنية على المؤامرة محاولة لـ "غسيل المخ " الذي سبق أن تناولته في الموقع. مع أنني لا أنفي وجود مؤامرات فعلية تحاك بالخفاء ولكن هذا ليس الأسلوب العقلي السليم للتحقق منها. وهو لا يتعدى مجرد ذكر أحداث تاريخية معينة تدعم حجة أو إعتقاد مسبق وفي نفس الوقت عدم التعرض لأحداث تاريخية تناقض فكرة ذلك الإعتقاد هو أسلوب غير موضوعي وقائم على الظنون.
- أخيراً .... علينا أن لا نكون أمة الشياه بل أمة الأسود. لا ننقاد بل نقود، نُعمل التفكير في كل ما يصل إلينا وننبذ السلبية في التلقي من المصدر إلى أن نصل إلى قناعة معينة."
بالطبع نظرية المؤامرة مذكورة في كتاب الله كحقيقة فاليهود ذكر الله أنهم يدبرون لوثوع الحروب حيث قال :
"كلما أوقدوا نار للحرب أطفاها الله"
واعتبر الله أن هناك تحالفات بين أمم الكفر على المسلمين كما تحالفوا في غزوة الأحزاب وغيرها من الحروب التى شنوها على المسلمين