مراجعة لمقال التياناك: أسطورة الطفل الشيطان
كاتب المقال كمال غزال وموضوع المقال هو الطفل الشيطان وهى تسمية خاطئة فالأطفال لا يوصفون بالشيطنة وإنما وصفهم الله بالسفه وهو قلة العقل حيث قال سبحانه :
"ولا تؤتوا السفهاء أموالكم"
ومقولة الطفل الشيطان تفندها الحكايات التى تحكى عنه حيث قال الكاتب :
"ترجع فكرة بعض الكائنات الأسطورية إلى التقاليد والحكايات الشعبية التي تناقلتها لأجيال منذ الماضي البعيد، فكل ثقافة مرتبطة بعدد وافر من المخلوقات المثيرة والغريبة ويكون للعديد منها أصول بشرية ومنها التياناك Tianak أو الطفل الشيطان.
تعتبر التياناك أو إيمباكتو Impakto مخلوقات منتشرة في الأساطير الفلبينية تتخذ نموذج الطفل وعادة ما تأخذ شكل طفل حديث الولادة وتصرخ كطفل في الغابة لجذب المسافرين الغافلين وبمجرد الإلتقاء به من قبل الضحية يعود التياناك إلى شكله الحقيقي ويهاجم الضحية وبصرف النظر عن تعذيب الضحايا، فإن التياناك يبتهج أيضاً في قيادة المسافرين الضالين أو خطف الأطفال.
وفقاً للأسطورة يقول البعض أن التياناك هم أطفال لقوا حتفهم قبل أن يحصلوا على طقوس التعميد وبعد الموت يذهبون إلى مكان يعرف باسم الليمبو Limbo ( عالم النسيان) وهو عبارة عن غرفة في الجحيم يسقط فيها الأشخاص الذين لم يحصلوا على طقوس التعميد فيتحولون إلى أرواح شريرة
وتعود هذه الأشباح إلى مملكة الموتى في هيئة عفاريت ليأكلوا الضحايا الذين مازالوا على قيد الحياة ويمكن أن يكون التياناك أيضاً هجين ناتج عن تزواج شيطان مع إنسان أو جنين مُجهض يعود للحياة للانتقام من أمه."
ومن الحكايات السابقة نجد أن ما يوصف بالشيطان طفل رضيع مات بعد عدة أيام أو شهر قبل تعميده والمقصود قبل القيام بتعميده فى الكنيسة باعتبار أن الفلبين نصرانية بعد أن كانت مسلمة نتيجة الاحتلالات النصرانية المختلفة الهولاندية والأمريكية والأسبانية
والطفل الرضيع المولود ينزل من بطن أمه لا يعرف أى شىء كما قال سبحانه :
" والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
فكيف يكون الجاهل بالخير والشر شيطانا ؟
والخرافة فى الكلام السابق وجود غرفة عالم النسيان فى النار والتى يدخلها الأطفال الرضع والغريب دخول أطفال رضع النار وزهم لم يعملوا شرا ولا خيرا بينما دخول النار سببه أعمال الداخل الشريرة كما قال سبحانه :
"فذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون"
وتناول الكاتب ارتباط ثقافات أرخبيل الملايو حيث تقع الفلبين بجوار ماليزيا ببعضها حيث قال :
"وهناك عدة أشكال من مواصفات وأنشطة التياناك البدنية وقد يرتبط هذا المخلوق الأسطوري في بعض الأحيان بمخلوق في التراث الشعبي الماليزي يسمى (بونتياناك) والذي يكون وفقاً لفولكلور الملاوي عبارة عن امرأة توفيت أثناء الولادة وعادة ما يعلن البونتياناك عن وجوده من خلال طفل يبكي أو يتشكل على هيئة سيدة جميلة ويخيف أو يقتل هؤلاء الذين تسبب سوء حظهم في الاقتراب منه وهو يتخفى أساساً في هيئة امراة شابة جميلة ليجذب ضحاياه (عادة من الرجال)ويمكن أحياناً الكشف عن وجوده من خلال رائحة عطرة يعقبها بعد ذلك رائحة كريهة.
ووفقاً للتراث الشعبي، يمكن للمرء أن يربك ذلك المخلوق ويقضي على سحر صرخاته من خلال تحويل ملابسه (قلب ملابسه من الداخل إلى الخارج وارتدائها بالمقلوب) وتقول الأسطورة أن مخلوقات التياناك هذه تجد ذلك أمراً مضحكاً فتترك الضحية لحال سبيلها ويقول البعض أن الطاردات مثل الثوم والمسبحة يمكن أن تبعد التياناك.
هناك شريط فيديو في حوزة الشرطة الفلبينية يظهر فيه فتاة شابة كانت قد ذُبحت على أيدي أفراد عائلتها الذين اشتبهوا في أنها من مخلوقات التياناك، حيث زعم أن الفتاة كانت تجتذب صبياً أكبر منها سناً وتأخذه إلى الغابة وتقتله"
وتناول الكاتب تفسير هذه الخرافة حيث قال :
"فرضيات التفسير:
تخدم بعض الأساطير أهدافاً دعوية أو دينية أو أخلاقية على غرار أسطورة رأس إبليس أو أم الدويس وغيرها من الأساطير التي تناولها موقع ما وراء الطبيعة، وبالنسبة لهذه الأسطورة فإن عملية الإجهاض المحرمة دينياً والتي تتمثل بازهاق حياة الجنين ستعود بالعواقب الوخيمة على الأم لأن جنينها سينتقم منها بحسب الأسطورة، كما أن أغلبية شعب الفيليبين يعتنق المذهب المعمداني Baptist من الكنيسة الكاثوليكية وتشكل عملية التعميد (طقوس دينية تقوم على تغطيس الجسم بالماء، تطبق على المواليد الجدد أو الداخلين الجد في الدين المسيحي) أمراً أساسياً في الدين وعد الإلتزام بها يقود إلى الجحيم وبناء على ذلك فإن عدم التعميد سيقود كذلك إلى نتائج وخيمة وتحول شيطاني أي ترهيب من لا يقوم بطقوس التعميد وهذا يضع مسؤولية دينية أمام المجتمع وهذه هي الغاية من أسطورة البعبع (التياناك)."
ومما سبق نجد أن الخرافة نشأت لتخويف النساء من الزنى الذى ينتج عنه أو تخويفهم من اجهاض الحمل فى الزواج لأى سبب غير شرعى وهى تشبه خرافة النداهة التى اخترعت عندنا فى مصر لتخويف الرجال من الزنى بالنساء المناديات إياهم لممارسة الزنى
وبالطلع لا وجود لتلك الخرافة كما بينا ونبين أن عدم الموتى للحياة الدنيا مستحيلة كما قال سبحانه :
" وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون"