مناقشة لمقال الخارقون :دانييل دوغلاس هوم
الكاتب كمال غزال وموضوع المقال أحد المخادعين وهو دانييل هوم الذى يحكى عنه حيث قال :
"يمكنك أن تشاهد جسمه يمتد إلى أطوال لا تصدق ويضع قطع الجمر المشتعل على يديه المجردتين، كان (دانييل دوغلاس هوم) (1833 - 1886) أحد أهم الوسطاء الروحانيين المذهلين في منتصف القرن الـ 17 وأبرز المؤدين المهرة في تلك الحقبة، حيث أدهش أداء هذا الأسكتلندي المميز عن قرب النخبة والعائلات الملكية في عصره."
وأما مسك الجمر فأمر هين حيث يبلل يده بالماء أو يضعه على تراب مبلول فيلتصق الطين فيحميه من الجمر الذى ينطفىء أعلاه فور ملامسته للبلل أو الطين وأما تطاول جسمه فهو مجرد تخييل عن طريق الاضاءة والظلام في المسرح أو عن طريق مرايا لها زوايا معينة
وحكى :
" وفي إحدى استعراضاته، دخل في حالة من الغيبوبة وأعلن للحضور أنه يتواصل الآن مع ملاكه الحارس الذي وصفه بأنه: " طويل جداً وقوي " بينما كان اثنين من الشهود حوله يراقبانه، وإذ به يطول بمقدار 6 بوصات إضافية (حوالي 15 سنتمتر) رغم أنه من الواضح أن قدميه في الخفين كانتا مثبتتان في الأرض ومنبسطتان، ولدى (هوم) قدرة أيضاً على حمل قطع الجمر المشتعل على يديه العاريتين بشكل كامل وبدون أن يتأذى، وهي مأثرة أداها في عدد من المناسبات."
بالطبع حكاية الطول 15 سم تتم عن طريق وضع زنبرك في الخفين حيثيضغط عليه في أول الأمر ثم يترك الضغط فيدفعه لأعلى أو ان ألرضية تحت خفيه فقط يرفعها أحدهم من اسفل المسرح
وقال :
- وفي أحد المرات شاهد (ويليام كروكس) من الجمعية البريطانية للبحوث الفيزيائية (هوم) وهو يلتقط قطعة حارة من الفحم كانت تحترق بلون برتقالي ثم وضعها غير مبالياً في كلتا يديه حتى أنه نفخ عليها إلى أن تحولت قطعة الفحم إلى لون أبيض بعد انبعاث ومضات اللهب من حول أصابعه المجردتين، ومن ثم تفحص (كروكس) يدا (هوم) بعد أن تبين له أن قطعة الفحم لم يجري معالجتها بشكل خاص بأي طريقة، ولم ينجم أي آثار للتقرحات والندب أو الحروق عليهما. في الواقع ذهل (كروكس) عندما لاحظ أن يدا (هوم) ناعمة وحساسة مثل يدي المرأة." وسبق القول لأن تبليل اليد أو وضع مادة كالفازلين او مراهم الحريق تقى من الحروق
وحكى :
- وفي استعراض آخر، طاف (هوم) مرتفعاً وتعلق في الهواء أمام نافذة من الطابق الثاني لمبنى. ثم طاف مجدداً ليدخل من النافذة وسط دهشة 3 شهود من الحضور الذين كانوا يراقبونه على الأرض وطوال مهنته المثيرة للجدل نذكر لكم أحد مآثر (هوم) حول العالم: في غرفة مضاءة بشكل جيد وأمام البروفسور (ديفيد ويلز) من جامعة هارفارد و3 من المحققين في الروحانيات قام (هوم) بتحريك طاولة مع أنه لم يكن قريباً منها، وعندما حررها ارتفعت الطاولة عن الأرض لعدة ثوان، وعندما جلس (ويلز) والآخرين على الطاولة استمرت الطاولة في الإهتزاز، وأنذاك لم يجد البروفسور والآخرين معه تفسيراً علمياً لهذه التجربة."
وحكاية الطواف أمام الشباك تعنى تعلقه بشىء له لون لامع مع الضوء لا يراه أحد وأما تحريك الطاولة عقليا فلا وجود له ولكن الطاولة إما الأرضية تحتها جهاز رفع أو أرجلها من الأرجل المتداخلة حيث ترتفع بجهاز ما مع أحد غيره
وحكى :
- في كتابه " أحداث في حياتي" زعم (هوم) أنه بتاريخ أغسطس، 1852 وفي منزل (وارد تشيني) الكائن في مانشستر الجنوبية - ولاية كونكتيكت الأمريكية وهو صانع حرير مشهور، ارتفع في الهواء مرتين حتى لمس رأسه سقف الغرفة وكانت تسمع دقات غامضة وقرع شديد لم يشهده من قبل، وكانت الطاولة تضطرب مهتزة بشدة ويسمع ما يشبه أصوات سفينة في البحر في وسط العاصفة رغم أن الأشخاص الذين كانوا حاضرين قالوا أن الغرفة لم تكن مضاءة كفاية لتمكنهم من رؤية أنوار الأرواح."
والحكاية هنا عملية ايهام بالخيال لأن الحجرة كانت شبه مظلمة ومن ثم لم ير أحد شىء وإنما رأوا الخيال فتهيأ لهم أن هوم ارتفع لسقف الحجرة
وحكى حيث قال :
" ومن الجدير بالذكر أن (هوم) ذكر بعض الأمور الغريبة المتعلقة بطفولته والتي لم يتم التأكد من صحتها، إذ قال أنه حينما كان مراهقاً بدأت تجاربه مع الهواجس التي تتحقق في المستقبل، وفي سن 17 كانت ترافقه ظاهرة الأشباح الضاجة وكان ذلك يحدث عندما يدخل الغرفة، إذ أن دقات غامضة تسمع، ويتحرك الأثاث في المنزل من تلقاء نفسه، فهل صنع (هوم) هذه القصص لكي يزيد من هالة الغموض حول شخصيته؟ أم أنها كانت بالفعل إشارات مبكرة عن القدرات التي لم يتم تفسيرها والتي استطاع التحكم بها فيما بعد؟
- مات (هوم) في عمر 38 سنة بسبب مرض السل الذي عانى منه لفترة طويلة من حياته ومن ثم تفشى في جسمه وكان يقول أن قواه الغير عادية بدأت تضعف، ودفن (هوم) في مقبرة (سان جيرمان إن لاي باريس) الروسية."
بالطبع كل ما يحكى كلام كتب وصحف ولم نراه وهو كله أكاذيب أو ألعاب خداعية لأن زمن الآيات وهى المعجزات انتهى بمنع الله حيث قال :
" وم منعنا أن نرسل بالآيات إلا ان كذب بها الأولون"