الاتصال مع الموتى تجربة سليمان المدني
الكاتب هو سليمان المدني والكاتب ككل الذين لديهم خرافة يريدونه ترويجها ومن ثم فهو يذم فى أصحاب مهنته مطبقا المثل عدوك ابن مهنتك وقد ابتدأ بذم مستحضرى روح بيرش حيث قال :
"قبل أن أغوص في شرح تجربتي حول أحاديثي مع أرواح الموتى أنصح بقراءة الاتصال مع الموتى روح سيلفر بيرش بهدف توضيح الفكرة العامة التي يزعمها أدعياء جلسات تحضير الارواح في الغرب والصورة التي تزعم من خلالها تلك الارواح بأنها تعيشها في ذلك العالم."
خرافة الكاتب اسمها ذفيال التى يسميها شيطانه حيث قال :
"قبل أن أدخل في تفاصيل تجربتي الذاتية في هذا المجال لا بد لي من ذكر نوعية العلاقة التي استمرت بيني وبين ذفيال (وهي الشيطانة التي كانت تتحاور معي في الدائرة السحرية الشبيهة بلعبة الويجا) التي بقيت تطاردني في الليل والنهار لدرجة لم أجد فيها بداً من مهادنتها بين وقت وآخر، ثم تحديها وحرقها في كل مرة أجد فيها الفرصة المناسبة ولكنها وبكل أسف، كانت دائماً تتخلص من الحرق الذي أحدثه بها وتعود إلي لتتحداني بصورة جديدة لا عهد لي فيها من قبل."
وتناول الكاتب أنه بمساعدة شيطانته تم استدعاء روح والده حيث قال :
"المهم أنني في إحدى الفترات التي أفضل أن أن أسميها بفترات الهدنة بيني وبين ذفيال سألتها إذا كان بالامكان أن أتحدث بمساعدتها مع روح والدي المتوفى منذ زمن ليس ببعيد، فأكدت لي أن هذا سهل جداً فقمت بطلب روح والدي من خلال الدائرة التي سبق أن شرحتها هنا، فجاءني على الفور ما يشبه صوت والدي وأسلوب كتابته. أما الصوت فكان ينطق في عقلي مباشرة، بينما الكتابة التي كانت تنطبق مع الصوت فكانت تأتي بعده وكأنه ينطق بالكلمة وهو يستعد لكتابتها وقد كان كلامه لي هجومياً وجافاً ويوحي بعدم الرضا وذكر لي صراحة أنه غاضب مني ولن يسامحني أبداً وعندما سألته عن السبب قال بأنني أعرف السبب ولا ضرورة لأن يذكرني به ثم انقطع عني وانصرف حتى بدون كلمة وداع وكانت هذه هي المرة الاولى والاخيرة التي أتحدث فيها مع الموتى بواسطة ذفيال، لأنني أحرقتها في اليوم التالي بطريقة تعلمتها بالتجربة الذاتية مما جعل أنصاري من أعداء ذفيال (من الجن طبعاً) يلتفون حولي من جديد."
وبعد أن حرق ذفيال حضر روح أمه بعد التشاور مع أتباعه حيث قال :
"وكان حديثي التالي مع أرواح الموتى من خلال أنصاري الذين كانوا يشترطون دائماً بأن لا يقدموا لي أية خدمة الا إذا كانت ترضي الله ورسوله لذلك سألتهم إذا كان يجوز لي محادثة أحد من الارواح فقالوا بأن هذا جائز شرعاً وتذكرت والدتي رحمها الله فطلبتها، فأخذت تحدثني بكلام عادي جداً وقالت لي بأنها تقيم هناك مع المرحومة شكرية، فسألتها: "من هي شكرية؟! "، فقالت: " هي أختك شكرية .. أسكن معها في بيت واحد " فقلت:" ولكن ليس لي أخت بهذا الاسم .. "، فقالت: " إنها أختك نـ ..... وهنا يسمونها شكرية منذ أن وصلت إلينا لانها كانت تشكر الله وهي على فراش الموت، وحتى عندما وصلت إلينا كانت تحمد الله وتشكره".
وهنا تذكرت حياة أختي نـ ... وطريقة وفاتها وعندما علمت بأنها مصابة بورم خبيث نهضت عن سريرها وسجدت لله شكراً له. واستمرت على صلاتها وعبادتها حتى اللحظات الاخيرة من حياتها بيننا. وهنا سألت روح والدتي: "هل يمكن لي أن أحدثها .. ؟ " (أي أحدث أختي)، فقالت:" نعم .. هي معك الان ".
وبالفعل أحسست بأنني معها تماماً، بنبرة صوتها وطريقة حديثها، ودعابتها وعاطفتها وكأنها لا زالت حية أمامي. لكن ما حيرني وجعلني في شك مما أنا فيه هي الرسالة التي ألحت علي لكي أنقلها إلى أبنائها والتي تؤكد لهم فيها وبالحرف: " أن باب التوبة لا يزال مفتوحاً من اللحد إلى الحشر وبأن عليهم أن لا يقنطوا من رحمة الله ".
وأما ما أثار شكوكي في الموضوع فهو معرفتي التامة من خلال القرآن الكريم والسنة الشريفة بأن عمل الانسان الذي يجازى عليه ينتهي بلحظة وفاته.
وليس هناك ما يؤكد من الناحية الشرعية بقاء فرصة أخرى للتوبة تمتد ما بين وضع الانسان في القبر - أي اللحد - وانتهاءً بلحظة الحشر وعندما أبديت لها شكوكي حول هذه المعلومة بالذات أكدت لي صحتها وأصرت عليها وقالت بأنها واثقة تماماً مما تقول وفي معرض حديثها سألتها عن ذفيال (شيطانة باب سر الظلام) وأخبرتها بأنني أحرقتها، فثارت علي فجأة وكأنني ارتكبت إثماً عظيماً لدرجة صورت لي فعلتي وكأنها من الكبائر التي لا تقبل معها التوبة وبدا عليها الضيق والتأثر العظيم حول المصير الذي سألاقيه في الجحيم لأن ذفيال في نظرهم تكاد تكون من أعظم القديسات المقربات إلى لله سبحانه وتعالى وعندما استغربت منها هذا الوصف حكيت لها عن معاناتي معها، فأخذت تهدأ قليلاً ثم قالت بأنها تعني ذفيال أخرى غير التي أصفها. وقالت أن هناك الالاف ممن يحملن مثل هذا الاسم. وعندما عرفت تماماً من هي ذفيال المقصودة فرحت تماماً لدرجة كادت معها أن تزغرد. واعتبرت فعلتي عملاً مباركاً سيرضى عنه الله وملائكته والارواح الطاهرة التي تعاني من وجودها معهم فهي شيطانة كريهة وماكرة وغادرة .. إلخ .. وعندما سألتها إن كانت ذفيال جميلة حقاً كما تدّعي أو أنها صغيرة في السن قالت بسخرية لاذعة: " إنها أكبر من أبونا آدم "، وسألتها إن كان أحد قبلي قد حاول الاتصال بهم بمثل هذه الطريقة التي أحدثهم من خلالها، فقالت أن والدي كان قبل أيام يسير في الطريق فوجد مجموعة من الشياطين وبيدهم آلة خاصة طلبوا منه أن يتحدث من خلالها، وأنه تحدث معك وكان غاضباً جداً لأنك تتعامل مع الشياطين.
وعندما أخبرتها بأني لم أكن أتعامل معهم بدليل أنني أحرقت كبيرتهم قالت بأن والدي عرف ذلك الان وهو مسرور مني جداً. وبعد قليل حدثني والدي وبالفعل كان صوته مطابقاً هذه المرة تماماً لصوته الذي عرفته فيه أثناء حياته بيننا وكان سعيداً جداً لأنني أحرقت ذفيال وخلّصتهم من شرورها ثم قدم لي والده أي جدي الذي لم أكن أعرفه من قبل لكونه توفي قبل ولادتي. وحياني جدي تحية إعجاب وتقدير وشكر وامتنان لما فعلته مع ذفيال. وفي وقت آخر تحدثت مع حماتي والدة زوجتي وكان صوتها وأسلوبها في الحديث مطابقاً لما عرفته عنها أثناء حياتها رحمها الله."
وبعد أن حكى الكاتب أكاذيبه أو توهماته تساءل عمن كان يتحدث معهم حيث قال :
"مع من كنت أتحدث؟!
هل كنت حقاً أتحدث مع أرواح أقربائي الموتى أم أنهم كانوا فئة من الجن أو الشياطين الذين تجسدوا لي بهذه الشخصيات؟ إن الوصف الذي عرفته منهم عن عالمهم مختلف تماماً عن الوصف الذي زعمته روح سيلفر بيرش فبينما تزعم روح سيلفر بيرش بأنهم يعيشون في عالم الفكر (كن فيكون) نراهم هنا يعيشون في عالم مشابه لعالمنا الارضي حيث كان والدي يمشي في الطريق فاعترضته مجموعة من الشياطين معها آلة خاصة تحدث معي من خلالها وكذلك فإن وصفه للشياطين الذين اعترضوه وجعلوه يتحدث معي، أعطاني انطباعاً بأنهم أشبه بفئة من الزعران الذين يعيشون في عالمنا. أضف إلى هذا أن يفرح الجميع لكوني خلصتهم من مكر وغدر الشيطانة ذفيال، فهذا يؤكد بأن الذين يحدثوني ليسوا من عالم الارواح بل هم من الجن الذين يتعايشون مع الشياطين في عالم واحد وقد كان وصف روح والدتي لذفيال بأنها تقفل الابواب عليهم عند المساء، وكأنهم يعيشون في سجن أرضي أو ما شابه. وهذا يتنافى تماماً مع أي مفهوم عقلي عن العالم الروحي الحقيقي ثم أن الاصرار على تمرير معلومة خاطئة تتنافى مع روح الدين الاسلامي والزاعمة باستمرار إمكانية توبة الانسان حتى بعد موته تؤكد لي بأن هناك خبثاً شيطانياً واضحاً وراء هذه المزاعم."
الخلاصة أن المدنى كان يكذب بزعمه أنه كان يكلم الجن والمقال يقوم على أكذوبتين :
الأولى استحضار الأرواح فالأرواح لا ترجع للدنيا كما قال سبحانه :
" وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون"
ومن ثم فالأرواح وهى النفوس لا تعود للدنيا بأى صور كانت
الثانية التحدث مع الجن والجن لا يمكن لهم الاتصال بالبشر والعكس صحيح لأن سليمان(ص) طلب من الله ألا يعطى أحد ما أعطاه من الجن والريح فقال :
" رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى"
وقد استجاب الله له ومن ثم لم يعد هناك اتصال إطلاقا بين النوعين إلا ما كان من الوحى الذى يقوم به جبريل (ص) حيث أن الملائكة فصيل من الجن