مراجعة مقال الاتصال مع الموتى روح صموئيل
الكاتب هو كمال غزال وموضوع المقال هو خرافة فى الإسلام تسمى الاتصال بأرواح الموتى وتناول كونها أمر غامض حيث قال :
"ما زال الاتصال مع أرواح الموتى يعتبر من الامور الغامضة والمثيرة للجدل دينياً وثقافياً سواء في إمكانية تحقيق هذا الاتصال أو في كيفية القيام به من خلال إقامة جلسات استحضار الارواح أو في التأكد من طبيعة الكيان الروحي المزعوم (جن، شيطان، روح موتى) ومن هويته الفعلية أو حتى من عالمه الذي يسكنه (عالم أثيري، بعد آخر، ... الخ)"
وتناول أن الطب النفسى يرة ذلك ألمر كتخيل عقلى حيث قال
"ومع ذلك يرى الطب النفسي أن هذا الاتصال من صنع وإيحاء العقل وحده بينما يرى علماء آخرون أنه اتصال يستند إلى تكهنات يصعب إخضاعها لشروط التجربة المخبرية خاصة أنه غير محسوس."
وتناول حكاية صمويل فى العهد القديم حيث قال :
"في هذه السلسلة سنتطرق إلى اتصال من النوع المذكور كان قد ذكره أحد الكتب السماوية وهو اتصال مع روح صموئيل وهو أحد أنبياء بني إسرائيل حيث يعد برهاناً لدى الكثير من الناس حول إمكانية الاتصال مع الارواح.
القصة
ذكر الكتاب المقدس (العهد القديم) في كتاب صموئيل الاول الاصحاح 28 (3 - 25) أن امرأة فلسطينية تلقب بـ " ساحرة إندور" (إندور: مدينة كنعانية وتوابعها لم تنجح محاولات الاسرائيليين آنذاك في الاستيلاء عليها) كما تلقب أيضاً بـ "وسيطة إندور " تمكنت من استدعاء شبح النبي صموئيل الذي وافته المنية قبلها بفترة قصيرة وذلك بناء على طلب من الملك شاؤول بعد وفاة صموئيل ودفنه صباحاً خلال مراسم أقيمت في مدينة (راماه) قام الملك شاؤول باستدعاء جميع السحرة ومستحضري الارواح في البلاد، وفي محاولة يائسة سعى خلف ساحرة متخفياً عن الانظار في مدينة اندور بعدما لم يتلق أية إجابات في أحلامه من الرب والانبياء وكذلك من يوريم وثوميم (ثقافة وديانة يهودية قديمة تعني التنوير والكمال)، كان شاؤول يهدف من خلال هذا الاتصال الحصول على مشورة تتعلق بمجابهته لقوات الفلسطينيين التي تجمعت من كل حدب وصوب لمحاربته، وبناء على أوامر منه قامت امرأة باستدعاء شبح صموئيل من دار البرزخ أو الموتى لكنه لم يحظ بالمشورة بل اشتكت روح النبي صموئيل من إيقاظها من نومها الطويل وصرخت في وجه شاؤول بسبب عصيانه لله وتنبأت بسقوط شاؤول مع كامل جيشه في معركة اليوم التالي وبأن ابن شاؤول سينضم إليه في دار الموتى، شعر شاؤول بالصدمة والخوف، وفي اليوم التالي هُزم الجيش فعلاً وانتحر شاؤول بعد اصابته بجروح.
وصفت تلك المرأة بأنها " امرأة أوب " أو المرأة التي تحمل جعبة جلدية مملوءة بالنبيذ في اللغة العبرية وربما يكون هذا إشارة إلى قدرة الكلام من البطن، وادعت المرأة أنها رأت الالهة (إلوهيم) بزرت من الارض.
كانت نبوءة شبح صموئيل إلى حد كبير تكرار حرفي لما قاله النبي صموئيل مع الناس حينما كان على قيد الحياة باستثناء التنبؤ بموت شاؤول في " اليوم التالي". ومع ذلك يكشف التتبع الزمني للإصحاحات في كتاب صموئيل والممتدة من 28 إلى 31 ومن ثم كذلك السماح لوقت كاف لتحركات قوات داوود من يزرعيل إلى زيكلاغ أن شاؤول لم يمت الا بعد إنقضاء 3 أو 4 أيام على جلسة استحضار الارواح في (إندور)، مما يعني أن المعلومة الاضافية الوحيدة في جلسة استحضار الارواح غير صحيحة بالمعنى الحرفي.
العمل الفني تبين الصورة عملاً فنياً بعنوان " ساحرة إندور": Witch of Endor وهي لوحة زيتية من عمل (هنري إدوارد كوربولد) (1814 - 1904) وهي تصور ما ذكره في القصة."
بالطبع الحكاية مخالفة للقرآن فى التالى :
الأول العلم بالغيب وهو هلاك شاول بعد أيام وهو ما يعارض أن لا أحد يعلم الغيب إلا الله كما قال سبحانه:
"إنما الغيب لله"
الثانى ان استحضار روح نبى آية والمقصود معجزة والمعجزات لا تعطى للناس فما بالها تعطى لساحرة كافرة وفى ها قال سبحانه :
"ما كان لرسول أن يأتى بآية إلا بإذن الله "
الثالث رؤية المرأة لله وهو ما يعارض أنه لا أحد يرى الله كما قال الله لموسى(ص):
" لن ترانى "
وتناول الكاتب حكاية الكلام من البطن حيث قال :
"في اليهودية
وصفت إحدى الترجمات الاغريقية القديمة للكتاب المقدس (حوالي 2 ما قبل الميلاد) أن المرأة كانت تقوم بالتكلم من البطن مما يعكس رأياً ثابتاً لدى المترجمين الاسكندريين يتعلق بـ " شياطين يتوهم وجودها " فيما رأى جوزيفوس في العام الاول الميلادي أن القصة تملك مصداقية.
- وفي العام 11 للميلاد حدد (يالكوت شيموني) هوية الساحرة المجهولة على أنها أم (أبنر) وبناء على إدعاءات الساحرة فإنها رأت شيئاً ما فيما سمع شاؤول صوتاً بدون جسد ظاهر ويستنتج أيضا أن مستحضرة الارواح قادرة على رؤية أرواح الموتى من دون أن تكون قادرة على سماع كلامهم، على نقيض الشخص الذي طلب استحضار الروح الذي يسمع صوتها من دون أن يراها.
في المسيحية
لقد ناقش آباء الكنيسة وبعض الكتاب المحدثين في المسائل اللاهوتية مسألة الاتصال مع الموتى التي أتى أثارها النص الديني الذي بدا أنه خرج عن السياق، فكانت قصة الملك شاؤول وساحرة إندور تقول أنه من الممكن للبشر إستدعاء أرواح الموتى بواسطة السحر.
ويقول الكاتب المسيحي المعاصر (هانك هانيغراف) أنه على الرغم من استحالة استدعاء الموتى من قبل البشر، فإن صموئيل ظهر أمام شاؤول بـ "قدرة من الله " مما أدى إلى دهشة الساحرة بتلك الاحداث بحسب زعمه.
- تقول مفاهيم العصور الوسطى للكتاب المقدس أن الساحرة لم تستدعي شبح صموئيل بل شيطان تجسد بهيئته، ويؤيد هذا الرأي مارتن لوثر وهو مؤسس طائفة البروتستانت (الروافض)) حيث يؤمن بأن الموتى غير واعية وما تجسد هو "شبح الشيطان" في حين يؤمن (جان كالفن) وهو مصلح ولاهوتي ديني فرنسي ومؤسس مذهب لكالفانية بأن النفس خالدة وما تجسد ليس صموئيل الحقيقي وإنما شبحه.
- الواعظون من أتباع السبتيين يعلمون تلك القصة للناس على أنها نموذج من ممارسات الشعوذة و السحر القديم في الكتاب المقدس والذي تأسس على اعتقاد غير ديني يقول بإمكانية اتصال البشر مع الموتى. حيث يعتبرون أن الاتصال مع الموتى شكل من السحر والشعوذة والروحانية التي أدينت ممارستها في النص الديني، ويجزمون بأن الموتى لا تعلم أي شيء لذلك فأنهم يرون أن شاؤول لم يكن يتصل مع النبي صموئيل بل مع الشيطان.
- ومن ناحية أخرى يمكن النظر إلى القصة باعتبارها بلاء على شاؤول الذي كان ملكاً صالحاً ومدافعاً عن شريعة الرب بسيفه لكنه ما لبث أن فقد بركته لما اقترفه من معاصي ولأنه اختار أن يشارك في طقوس محرمة، ولم تعط الروح لـ شاؤول والتي تجسدت بشكل صموئيل أي دعم له وبدلاً من ذلك زادت من مخاوفه وتوقعت حتفه
شاهد الفيديو
في هذا المقطع نسمع أغنية بعنوان "في ليلة المذنب" In guilty night من وحي قصة شاؤول وساحرة إندور وهي من أعمال هنري برسل (1659 - 1695) وهو مؤلف موسيقي إنجليزي. وله العديد من الاناشيد الدينية والشعبية، وكانت أعماله في أغلبها ذات طبيعة غنائية شعرية وتميزت بحساسية كبيرة."
وما سبق من الكلام هو خرافة فالأرواح لا ترجع للدنيا كما قال سبحانه :
" وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون"
ومن ثم فالأرواح وهى النفوس لا تعود للدنيا بأى صور كانت