خواطر حول مقال الاتصال مع الموتى روح سيلفر بيرش
الكاتب هو كمال غزال وموضوع المقال هو جلسات استحضار الأرواح المهزومة التى كان يعقدها هانن سوافر نقيب الصحفيين البريطانيين والذى كما يكذب باستحضار روح سيلفر بيرش وهو قول الكاتب حيث قال :
"نال العديد من الكيانات الروحية المزعومة والتي وصفت بأنها أرواح مرشدة أو مساعدة شهرة واسعة في جلسات استحضار الارواح ولعل أشهرها على الاطلاق روح (سيلفر بيرش) التي زعم (هانن سوافر) (1879 - 1962) نقيب الصحافة البريطانية أنها استمرت تتجسد في جلسات الاستحضار التي كان يعقدها طوال 20 سنة والتي دون محاضر جلساتها وقد قام (أ. دبليو. اوستن) بنشرها في عام 1938 في كتاب بعنوان Teachings of Silver Birch أو "تعاليم سيلفر بيرش".
ثم نشرها (هانن سوافر) كاملة في عام 1945 وذلك في كتابه My Greatest Story أو " قصتي العظمى " الذي ترجمه للعربية الدكتور رؤوف عبيد وكيل سابق لكلية الحقوق بجامعة عين شمس بالقاهرة.
بدأت قصة الروح في الثلاثينيات من القرن الماضي عندما قاد (هانن سوافر) دائرة روحانية في منزله متبعاً تعاليم "روح" أحد سكان أمريكا الاصليين من الهنود الحمر وتدعى (سيلفر بيرش) Silver Birch والاسم يعني " البتولا الفضية " وهو اسم شجرة جميلة بمظهرها وشذاها وتنبت في مناطق كجنوب أوروبا وغرب آسيا حيث وكانت مصدر وحي للشعراء والادباء والفنانين عبر العصور."
وهذا الكلام من ضمن الخبل فالذى لم يقدر سوافر على قوله مباشرة قاله فى تلك الحكاية الخيالية
وتناول الكاتب أن القوم يعيشون فى عالم كن فيكون حيث قال :
"قارة سمرلند
هانن سوافر أنهم يعيشون في عالم ينطبق عليه ما ذكره الله في القرآن الكريم: " ..... كن فيكون " (سورة البقرة - 117) موضحاً في الوقت ذاته أن هذا المستوى الراقي من الحياة الروحية لا يتوصل إليه المنتقلون حديثاً الا بعد معاناة طويلة هناك لأن الكثيرين منهم لا يصدقون أنهم انتقلوا أصلاً بل يعتقدون أنهم لا يزالوا في عالمهم الارضي مما يجعلهم يمارسون حياتهم هناك على هذا الاساس.
أما الحياة الاجتماعية في هذا العالم ففيه خليط عجيب من الحضارات السابقة واللاحقة بحيث يمكن لروح فرعونية على سبيل المثال أن تمضي بعضاً من وقتها مع روح معاصرة انتقلت حديثاً وكذلك يمكنك أن ترى أتيلا ونيرون وشكسبير وهوميروس، وكل منهم يحافظ على زيه التقليدي، وفكره وفلسفته الخاصة وبما أن الارواح القديمة هناك قد اعتادت على الخلق الفكري للأشياء، وكل حسب مزاجه. فإنك قد ترى في لحظة ما سفينة شراعية فرعونية تسير جنباً إلى جنب مع سيارة معاصرة، أو عربة خيل .. إلخ .. بمعنى أنك تعيش هناك فيما يشبه متحفاً للتاريخ منذ نشأة الكون وحتى يومنا هذا أما أهم صرح علمي في تلك القارة (حسب زعم سيلفر بيرش) فهو قبة كبيرة مخصصة للتواصل بين العالمين الاثيري والدنيوي المادي الذي نعيش فيه نحن سكان الارض. تنفي روح سيلفر بيرش المزعومة وجود الجنة والنار والحساب بالمفهوم الذي يؤمن به معتنقي الديانات السماوية الثلاث مدّعية أن الجنة هي السعادة الفكرية والنقاء الروحي أما الجحيم فهو حالة فكرية ً تبقى الروح تتعذب من خلالها حتى تتهذب وترقى، وتتخلص من شوائبها الدنيوية المدنسة. وأن الروح الانسانية هناك لا تحاسب وفق انتماءها الديني وإنما وفق علاقاتها الانسانية العامة، والمتمثلة في مبدأ الاخاء والمساوة."
بالطبع الحكاية تحكى معتقد سوافر الذى لم يستطع الجهر به فى مجتمع نصرانى محافظ فى ذلك العصر وهو انكار الجنة والنار المعروفين فى النصرانية ومن ثم اخترع ذلك الخبل من خلال معتقد نصرانى وهو القدرة على استحضار الأرواح
والحكاية تعيدنا إلى رسالة الغفران للمعرى وحكاية دانتى الليجرى المأخوذة عنها والتى تتحدث عن صكوك الغفران المزعومة
وتناول الكاتب وجود وسيط أخر اتلوب بالكلام بيرش أيضا والأمر متصل فالزميلين المهتمين بنفس ألمور وجدا فى اختراع استحضار روح بيرش مخرج من معاداة المجتمع وبث خرافتهما من خلال الحكاية وهو قول الكاتب حيث قال :
"وسيط روحاني آخر
موريس باربانيل
لم يكن (هانن سوافر) الشخص الوحيد الذي تواصل مع روح (سيلفر بيرش) فقد تواصل معها لاحقاً موريس باربانيل (1902 - 1981) الذي كرس حوالي 50 سنة من حياته في نشر المعارف عن الروحانيات وهو مؤسس ومحرر لصحيفة Spiritualist ( الروحاني) التي تصدر أسبوعياً والتي ما زالت في التداول حتى الان. وجرى هذا التواصل من خلال طريقة فتح القنوات Channeling ، ويزعم (موريس باربانيل) أن هذه صاحب هذا الروح مات منذ 3000 سنة.
قوة الروح
ذكر (أ. دبليو. اوستن) ما تكلمت به روح (سيلفر بيرش) المزعومة في كتاب " تعاليم سيلفر بيرش " عن سر الوجود وقوة الروح فكان ما يلي:
" وُلد الانسان ليكون حراً وليسكن في الحرية، لم يولد ليكون عبداً مقيداً، ينبغي أن تكون حياته غنية، غنية بالعقل والجسد والروح، يجب أن يفتح أمامه باب المعرفة والحقيقة والالهام، ينبغي أن يسكن في بهاء الروح من دون معوقات أو إزعاجات أو قيود كيدية مفروضة عليه من قبل أولئك الذين ينكرون إرثه ويعترضون على مصيره ".
" قوة الروح هي قوة الحياة، ووجود الحياة ناجم عن وجود الروح. القوة التي صنعت كل هذا الكون، على الرغم من أنها قوة مهيبة وجبارة فهي نفس القوة التي أوجدتك هنا وكذلك في الحياة الاخرى على طول الزمن ". " هي القوة التي تمكنك من الحب والتفكير والرعاية والحكم والقرار و تقدير الامور، قوة تستمد منها الالهام وبلوغ أقاصي وأعماق المشاعر الانسانية، تلك القوة هي قوة الروح "."
وبالطبع لا تفسير مقنع سوى بث سموم الاثنين فى المجتمع دون اظهار معادته عن طريق تلك الحكايات وما سبق من الكلام هو خرافة فالأرواح لا ترجع للدنيا كما قال سبحانه :" وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون" ومن ثم فالأرواح وهى النفوس لا تعود للدنيا بأى صور كانت