خواطر حول مقال أكل الذات Self-cannibalism ... هل يمكن للإنسان أن يأكل نفسه؟!
الكاتب هو عماد وموضوع المقال هو ظاهرة أكل الإنسان لبعض من جسده أو بعض من جسد إنسان أخر وقد ابتدأ المقال بعبارة من إحدى الروايات المتخيلة حيث قال :
" عندئذ، رفعت ذراعي المصابة إلى فمي، وبدأت آكل نفسي".
كانت هذه هي الجملة الأخيرة من رواية (اللجنة) لصنع الله إبراهيم. كانت اللجنة قد حكمت على بطل القصة بأن يأكل نفسه، نظرا لطموحه الزائد الذي تجاوز إمكانياته، وسعيه المهووس وراء المعرفة، وتهوره في تحدي اللجنة. هذه النهاية المأساوية ليست خيالية جدا، وغير بعيدة الحدوث في الواقع، فهناك حالات عديدة يحدث فيها أن يأكل الإنسان أو الحيوان نفسه، أو بمعنى أدق أجزاء من جسده، وهذا هوما سننظر إليه في هذه السطور."
وتساءل عن أكل الإنسان لنفسه وأنه ظاهرة شاذة لا يفعلها عاقل حيث قال:
"هل تساءلت يوما كيف يكون مذاق ذراعك مشوية مع صلصة الطماطم؟
أكل الذات Self-cannibalism ... هل يمكن للإنسان أن يأكل نفسه؟!
هل يمكن للإنسان ان يلتهم نفسه؟
هل تساءلت يوما عزيزي القارئ كيف يكون مذاق ذراعك مشوية مع صلصة الطماطم؟ وهل تخيلت نفسك يوما تأكل أجزاء من فخذك الأيمن مع البهارات والمايونيز؟!! ... سيكون الجواب "لا" بالطبع لأن مثل هذه التخيلات لا تصدر عن إنسان عاقل سوي، ولكن بقدر شذوذها ومخالفتها للفطرة إلا أنه توجد الكثير من الحالات الموثقة لذلك وستناولها في هذه المقالة."
وتحدث عن اكل الكائن لذاته متناولا أن هناك بعض الكائنات تفعل ذلك في عالم الحيوان حيث قال :
"يطلق على أكل الكائن لأجزاء من جسده الكانيباليزم الذاتي Self-cannibalism . أما الكانيباليزم فهو أن يأكل الكائن كائنا من نفس جنسه كما يحدث في حالة القبائل من أكلة لحوم البشر، وكما يحدث عندما تأكل الحيوانات جثث موتاها الذين ينتمون إلى نفس النوع.
نبدأ بعالم الحيوانات، حيث يقوم الحيوان المعروف بالجدجد أو صرصار الليل بأكل أجنحته، كما أن الفأر يأكل ذيله في حالة الجوع الشديد. ويصاب حيوان الأخطبوط أحيانا بمرض بكتيري أو فيروسي يجعله يشعر بحكة شديدة في أذرعه حتى أنه يأكلها ليتخلص منها لكن في حالة الأخطبوط من السهل أن ينمو له أذرع أخرى بعد ذلك.
أسماك القرش أيضا قد يحدث لها شيء كهذا إذا أصيبت وخرج منها الدم، فالقرش يصاب بالجنون إذا شم رائحة الدم حتى أن القرش يحاول أن يأكل نفسه، جنبا إلى جنب مع زملائه من القروش الذين سيهجمون عليه لالتهامه! وقد وصف بيتر بنشلي هذا المشهد بالتفصيل في روايته الفك المفترس .... أيضا تقوم الأفعى الجرذية Rat snake المتواجدة بأمريكا الشمالية بمحاولة التهام نفسها إذا وقعت في الأسر وذلك عبر ابتلاع الذيل والاستمرار في التهام نفسها لدرجة أنها قد تبتلع ثلثي جسمها ثم تموت!! "
وتناول الكاتب أن بعض الناس يقومون بأكل الذات وهم من يقومون بقضم أظافرهم وبلعها او اكل بعض الجلود وبلعها حيث قال:
"وبعيدا عن الحالات المرضية فإننا كأشخاص عاديين نمارس نوعا من الكانيباليزم الذاتي حين نقضم أظافرنا ونبتلعها، أوحين نعض على شفاهنا أو نقشرها بأسناننا ونبتلع القشور، أو حين نأكل الزوائد الجلدية عند الأظافر والجسم البشري نفسه يقوم دائما بامتصاص الخلايا الميتة من اللسان والخد مما يعد أيضا نوعا من الكانيباليزم الذاتي."
وتحدث عن وجود مرض يسمى بمتلازمة ليش نيهان حيث يأكل الفرد ضفتيه ولسانه ,اظافره حيث قال:
"هناك حالات مرضية تؤدي بالشخص إلى التهام أجزاء من جسده، مثل متلازمة "ليش - نيهان"، وهو مرض وراثي نادر يؤدي بالمصاب إلى أن يقضم شفتيه ولسانه وأظافره بحركات عصبية."
وذكر متلازمة أخرى هى أكل الإنسان لشعره حيث قال :
"وهناك أيضا حالات لبعض الناس الذين يأكلون شعر رأسهم، ويطلق عليها متلازمة رابونزيل، ورابونزيل بالمناسبة هي بطلة لإحدى قصص الأخوان جريم والتي كانت محبوسة في برج عال وتدلي شعرها من البرج ليصعد عليه حبيبها! "
"وتناول وجود شواذ يقومون بمص دماء بعضهم البعض حيث قال :
هناك أشخاص أصحاء يمارسون ضربا من الكانيباليزم الذاتي بإرادتهم، مثل بعض الجماعات الشاذة من المهووسين بمصاصي الدماء الذي يشربون دمائهم في طقوس جماعية غريبة، وفي بعض المجتمعات البدائية تقوم الأمهات بأكل المشيمة بعد الولادة، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يشربون البول الخاص بهم، ومنهم أفراد الصاعقة في الجيوش الذين ينفعهم هذا الأمر في حالات الحروب والأسر والضياع في الصحراء ويحافظ عليهم أحياء."
وحكى لنا حكاية اثنان من الألمان اتفقا على أن يأكل واحد منهما الأخر حيث قال :
"وهناك حالة مشهورة لألماني غريب الأطوار يدعى "بيرند براندز" اتفق بكامل إرادته مع ألماني آخر يهوى أكل لحوم البشر على أن يقوم بالتهامه وأكله وهو حي بل وحتى أن يتشاركا في أكل لحمه ...
بل حتى أن "برانرز" المعتوه طلب من قاتله أن يقوم بقطع قضيبه التناسلي عبر عضه بالأسنان ثم قليه وتقديمه له ليتذوقه ويستمتع بطعمه!!"
وحكى حكاية أخرى عن وليمة من الشحم دعا لها رسام أصحابه واطعمهم الدهون التى تم شفطها من جسده وعنه قال :
"وهناك واقعة أخرى لا تخلو من الطرافة يمكن أن تدرج في خانة الكانيباليزم الذاتي، وهي حين عزم الرسام التشيلي "ماركو إيفاريستي" مجموعة من أصدقائه لعشاء أقيم في منزله، ولكن الوجبة كانت غريبة نوعا ما وهي صلصة شعبية بكرات من الشحم ... هذا الشحم كان شحما بشريا، إنه شحم هذا الرسام نفسه حيث كان قد تخلص منه في عملية شفط للدهون أجراها قبل بضعة أشهر ولكنه احتفظ بالشحوم المنزوعة ليقوم بأكلها. "
وتناول أن في اثناء الحروب والاعتقال يمارس الجنود على المعتقلين والمأسورين تعذيب كأمرهم بقطع آذانهم وأكلها كما في حكى في بقية المقال حيث قال :
"وهناك أيضا الذين مارسوا الكانيباليزم الذاتي رغما عنهم كجزء من عمليات التعذيب أو أثناء الأسر في الحروب ففي عام 1991 في السودان تم إجبار بعض الشباب على أن يأكلوا آذانهم حيث روى الناجون من التطاحن العرقي في جنوب السودان أن بعض الميليشيات كانت توقف الشبان والأطفال وتقطع آذانهم وتجبرهم على مضغها وابتلاعها وذلك لأنهم "لا يصغون لكلام أصحاب الحق ولا يستمعون لأوامر الميليشيات"، ويقال أن المهاجرين الأوروبيين إلى أمريكا في القرن السادس عشر كانوا يجبرون الهنود الحمر الأسرى على أكل أعضائهم التناسلية، وفي أوربا العصور الوسطى هناك شخصية تدعى "إليزابيث باثوري Erzsébet B ل thory " عاشت في القرن السادس عشر كانت تجبر خدامها على أكل لحمهم حيث كانت تغري الفلاحات الصغيرات بدخول قلعتها الكبيرة ثم توصد الأبواب وتأخذهم إلى غرفة التعذيب، روي أنها كانت تجبرهم على قضم وعض أذرعهم وأرجلهم حتى ينسلخ اللحم عن العظم ويسقط على الأرض ثم بعد ذلك يقومون بأكل تلك الأجزاء ولحس الأرض.
وفي فيلم هانيبال لأنتوني هوبكنز شاهدنا الدكتور هانيبال ليكتر وهو يقوم بقلي أجزاء من مخ ضحيته ويطعمه إياها بالملعقة، في واحد من أبشع المشاهد التي يمكن مشاهدتها في تاريخ السينما!"
بالطبع هذه ممارسات محرمة ولم يبح الله الأكل الذاتى أو اكل الغير من الناس حيث قال سبحانه :
" أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا "