خواطر حول مقال أصل بعض الخرافات
موضوع المقال هو تفسير بداية بعض الخرافات الشائعة في بعض المجتمعات وهو قوله حيث قال:
" ما زالت بعض الخرافات عالقة في أذهان الكثير من الناس على الرغم من انقضاء زمن طويل عليها، حيث ضاع أصل معظمها في غياهب الزمن، ومع ذلك وصل إلينا ما يخمن سبب نشأة بعض الخرافات، على سبيل المثال العبارة التي تقول:
"لا تمشي تحت السلم"
يكون هدفها تحذير الناس من مخاطر سقوط شيئ من أعلى السلم فربما كان أحدهم واقفاً أعلى السلم يعمل دون أن نتنبه له، نذكر فيما يلي مجموعة من الخرافات التي لم تمت وما تزال تعيش في أذهان الملايين حول العالم:"
وأول الخرافات التى يفسر بدايتها الكاتب الماشى تحت السلم مضرور حيث يقول :
"1 - "سيطاولك الحظ السيئ إن مشيت تحت السلم"
يشكل السلم المستند مع الحائط والأرض شكلاً مثلثاً، والمثلث يمثل عقيدة التثليث لدى معتنقي الدين المسيحي ولذلك يعتبر المشي خلال المثلث انتهاكاً لتلك العقيدة وسيضعك ذلك الفعل في نفس الخانة مع الشيطان نفسه
ولكن مما لا يدعو للدهشة أن المشي تحت السلم يتضمن مخاطر نحن في غنى عنها وهذه هي وظيفة تلك الخرافة."
وهذا التفسير غير مقبول خاصة أن الثالوث موجود في عدة أديان منها الثالوث الهندوسى وإنما أصل هذا المثل أو القول أن أحدهم كان تحت السلم ووقع من أعلى شىء عليه وتكرر الأمر معه مرة أخرى أو عدة مرات كأن يكون على حافة السلم وعاء نبات وتسير القطط على الحافة فتسقطه على من تحت
وقال أيضا:
"2 - يوم الجمعة في الثالث عشر من الشهر
تشيع خرافة بأن ذلك اليوم يجلب الحظ السيئ، وتعود جذور تلك الخرافة إلى سكان شمال أوروبا وإلى اعتقادات مسيحية أخرى، كان الإسكندنافيون (سكان السويد، النرويج، الدانمارك) يعتقدون أن الرقم 13 يجلب الشؤم بسبب أسطورة تقول أنه كان هناك 12 من الآلهة فانضم إليهم الشيطان مما أدى إلى ابتلاء البشر بالمصائب، ويزعم أيضاً أن المسيح (ص) صلب في يوم الجمعة وأن عدد الضيوف الذين كانوا برفقة المسيح في العشاء الأخير كانوا 13 ضيفاً وكان الضيف الثالث عشر " يهوذا" الذي زعم أنه خان المسيح (ص)."
وهذا التفسير هو الأخر غير مقبول والتفسير المقبول في رأيى هو فرد أصيب بضرر في يوم13 من شهر وتكرر أن أصيب في يوم13 من شهر أخر بضرر أخر أو مماثل وقد لاحظ نفس ذلك فبدأ يحكى للناس وتصادف أن البعض منهم أصيب في يوم 13 في شهر ما ومن ثم نشروا تلك الاشاعة فلا وجود ليوم نحس أيان كان رقمه فالأضرار تحدث يوميا لكل الناس ولكن النادر هو من يأخذ باله من رقم يوم ضرره الكبير
وقال أيضا:
"3 - قول "بارك الله فيك"إذا عطس أحدهم:
لما انتشر وباء مرض الطاعون في أوروبا خلال العصور الوسطى، عانى المصابون من سعال شديد حيث كان بمثابة علامة على اقتراب موتهم، لذلك سن بابا الفاتيكان في روما قانوناً يطلب فيه من الناس أن يقولوا تلك العبارة لمن يعطس، وفي نفس الوقت كان ينتظر من العاطس أن يغطي فمه بيده أو بقطعة قماش، كان ذلك إجراء واضحاً لإيقاف انتشار المرض لكن العديدين اعتقدوا بأن ذلك يحافظ على سلامة النفس، فالعطاس في الهواء سيحرر النفس ويجعل الموت وشيكاً إلى أن اتضح بأن العكس هو الصواب في يومنا هذا فالذين يسعلون يكافئون على ذلك ظناً منهم بأن العطاس العنيف يبعد الشيطان عن أجسادهم
وربما وصل ذلك الاعتقاد من المسلمين الذين يقولون عبارة "يرحمك الله" عندما يعطس أحدهم ليدرأ الله عنك كل شر بالاستناد إلى أحاديث صحيحة لرسول الله محمد (ص)."
هذا التفسير يبدو مقبولا
وقال أيضا :
"4 - القطط السوداء
في مصر القديمة (عهد الفراعنة) كانت "باست"إحدى الآلهة التي يؤمن بها المصريون القدماء وكانت بشكل قطة سوداء، ولما كان المسيحيون الأوائل يسعون لتطهير أفكار المجتمع من رواسب الديانات الأخرى اقتنعوا بأن الشياطين تتلبس في القطط السوداء ولذلك وجب التخلص منها وفعلاً تم قتلها وطاولت عمليات القتل أيضاً السيدات التي كن يعتنين بها ظانين بأنهن من الساحرات، واعتقدوا كذلك بأن القطة السوداء التي تعترض مسار طريقك تجعلك على تماس مباشر مع الشيطان فتبعدك عن الله وتقف حاجزاً أمام دخولك للفردوس."
يبدو هذا التفسير مرفوض لأن النصارى لم يكونوا في مصر فقط وإنما في كل بلاد المنطقة ومن ثم لا يمكن أن تنتقل عدوى الايمان بالقطط السوداء المسكونة لكل النصارى
وحتى بافتراض وجود الشياطين التى تسكن مخلوقات فإنها في العهد الجديد خرجت من الناس فسكنت الخنازير
وقال أيضا :
"5 - نثر الملح كان الملح خلال العصور الوسطى سلعة باهظة الثمن جداً وغالباً ما كان يستخدم لأهداف استشفائية أو علاجية، ولهذا السبب كان الناس يحذرون سقوط أي شيء منه وتقول الخرافة بأنك إن نثرت الملح سيجلب ذلك الشؤم عليك، ويرجح أن ذلك الاعتقاد أتى من قصة يهوذا الذي نثر الملح في العشاء الأخير، كان نثر الملح على الكتف الأيسر إحدى الإجراءات الطبية، وإن لم يفلح ذلك الأمر كان أفضل ثاني إجراء هو نثر الملح في عين الأرواح الشريرة المسؤولة عن التسبب بالمرض، كان يعتقد بأن تلك الأرواح الشريرة تقبع خلف كتف الإنسان منتظرة الفرصة السانحة لضرب الجسم."
وهذا التفسير غير مقبول فلا يوجد في العشاء الأخير ذكر للملح والملح لم يكن سلعة غالية في زمن ما لتواجده بكثرة في كل مكان سواء كان نتاج البحار والمحيطات أو نتاج المحاجر أو المناجم
والتفسير المقبول هو أن أحدهم حدث له ضرر بسبب نثر الملح لكونه عنده حساسية جلدية منه وقد تكرر ضرره بسبب مسه أو نثر أحدهم للملح على جلده ومن ثم أصبح يتشاءم من الملح وهذا المرض موجود في العديد من الأشخاص
وقال أيضا :
"7 - النقر على الخشب
هذه خرافة قديمة تعود إلى أيام ما قبل ظهور المسيحية، حيث كان يعتقد بأن الأرواح الطيبة تسكن في الأشجار وعندما تنقر على أي شئ مصنوع من الخشب فإنك تستدعي تلك الأرواح لتحميك من الشؤم والفأل السيئ."
هذا هو تفسير النثر والاعتقاد في مصر أن النقر على الخشب يبين مدى قوة نوع الخشب