عطيه الدماطى
المساهمات : 2111 تاريخ التسجيل : 18/01/2023
| موضوع: الفرح فى كتاب الله الخميس يناير 26, 2023 5:04 pm | |
| الفرح فى كتاب الله ما يفرح المسلمين هو فضل الله: أمر الله رسوله(ص) أن يقول بفضل الله وهو كلامه والمقصود وحيه المنزل فبذلك أى بالوحى فليفرحوا أى فليطيعوا كما قال "والذين أتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك " فهو خير مما يجمعون والمقصود رحمة أى ثواب طاعة الله أفضل من الذى يتمتعون فى الدنيا كما قال "ورحمة ربك خير مما يجمعون" وفى هذا قال سبحانه : "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " وضح الله لرسوله(ص)أن الشهداء فرحين أى مسرورين والمقصود متمتعين بما أتاهم الله من فضله والمقصود بالذى أعطاهم الله من رحماته وهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم والمقصود أن الشهداء يطلبون الفرحة بالذين لم يصلوا للجنة من الدنيا لأنهم لم يموتوا بعد من المسلمين ،ويوضح له أن الشهداء لا خوف عليهم أى لا عقاب عليهم فهم لا يدخلون النار وفسر هذا بأنهم لا يحزنون أى لا يعذبون فى البرزخ والقيامة . وفى هذا قال سبحانه "فرحين بما أتاهم من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون " يوم فرح المسلمين وضح الله أن ألم أى آيات صادقة تتحقق فى المستقبل وهى غلبت الروم فى أدنى الأرض والمقصود انتصرت الروم وهى جماعة كافرة على المسلمين فى أقرب البلاد وهى حدود الدولتين وهم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين والمقصود والروم من بعد انتصارهم على المسلمين سيهزمون من المسلمين خلال عدة سنوات وهو ما حدث بعد ذلك ويوضح الله أن الأمر وهو الحكم لله من قبل نزول الآيات ومن بعد نزولها كما قال "ألا له الحكم"وفى يوم انتصار المؤمنين يفرح المؤمنون بنصر الله والمقصود يسر المصدقون بحكم الله بتأييد الله لهم وفى هذا قال سبحانه " ألم غلبت الروم فى أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون فرح كل حزب بما عنده: وضح الله لنبيه (ص)أن الناس بعد ان كانوا كلهم على دين واحد تقطعوا أمرهم بينهم زبرا والمقصود فرقوا دينهم بينهم فرقا كما قال بسورة الروم "من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا "والمقصود أن الدين الحق حوله الناس لقطع كل فريق له قطعة أى تفسير مخصوص للدين وكل حزب بما لديهم فرحون والمقصود وكل فريق بالذى عندهم مستمسكون وهذا يعنى أن كل فريق محافظ على تفسيره للدين مطيع له وفى هذا قال سبحانه : "فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون فذرهم فى غمرتهم حتى حين " لا فرح للكفار بعطاء الله الدنيوى وضح الله للناس أن ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسهم إلا فى كتاب والمقصود أن ما حدث من حادث فى الأرض ولا فى ذواتهم إلا هو مسجل فى سجل هو الكتاب الشامل من قبل أن نبرأه والمقصود من قبل أن نخلقه فى وقته المحدد وهذا يعنى علمه بكل شىء قبل حدوثه وذلك وهو العلم على الله يسير أى هين أى سهل كما قال "هو على هين "وقد ذكر الله ما سبق لكيلا يأسوا على ما فاتهم والمقصود حتى لا يحزنوا على الذى حدث لهم من الأذى ولا يفرحوا بما أتاهم والمقصود ولا يسروا بالذى أعطاهم من الخير وفى هذا قال سبحانه : "ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم " نهى عقلاء قوم موسى(ص) قارون عن الفرح وضح الله لنا أن قارون كان من قوم وهم شعب موسى (ص)والمقصود من بنى إسرائيل فبغى عليهم والمقصود فسار فيهم بالظلم أى تكبر عليهم والسبب أن الله أتاه من الكنوز أى أعطاه من الأموال ما إن مفاتحه لتنوأ بالعصبة أولى القوة والمقصود ما إن أثقاله لتتعب الجماعة أهل البأس وهذا يعنى أن الجماعة ذات الصحة إذا رفعت الأموال من على الأرض تألمت من ثقلها فتعجز عن حملها فقال له قومه وهم أهله :لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين أى لا تفسد إن الرب لا يرحم المفسدين كما قال "إن الله لا يحب المفسدين " وفى هذا قال سبحانه "إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وأتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوأ بالعصبة أولى القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين " الله يكره الفرحين وضح الله أن عقلاء القوم قالوا لقارون: لا تفرح والمراد لا تفسد إن الرب لا يرحم الفرحين وهم المفسدين كما قال "إن الله لا يحب المفسدين "والمعنى أنهم نهوه عن حكمهم بغير حكم الله وفى هذا قال سبحانه " إن الله لا يحب الفرحين" فرح الكفار فى المسلمين وضح الله للمؤمنين أن المنافقين إن تمسس المسلمين حسنة والمقصود إن يأتى لهم خير من الله تسؤهم أى تحزنهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها والمقصود وإن يمسكم ضرر يفرحوا بها والمقصود يسروا به وفى هذا قال سبحانه: "إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها " الكافر فرح بنعم الله الدنيوية: وضح الله لنبيه(ص)أنه إذا أذاقه نعماء من بعد ضراء مسته والمقصود إذا أعطاه نفع من بعد أذى أصابه يقول ذهب السيئات عنى والمقصود زالت الأضرار عنى وهو بهذا فرح فخور أى مسرور بالنفع متكبر بسبب هذا على طاعة حكم الله ما عدا الذين صبروا أى آمنوا بحكم الله وعملوا الصالحات وهم الذين فعلوا الحسنات فلهم مغفرة أى رحمة من الله وفى هذا قال سبحانه : " ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عنى إنه لفرح فخور إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير" الكافر يتولى فرحا وضح الله لنبيه (ص)أنه إن تصبه حسنة والمقصود إن يمسه خير فى الحرب كما قال "وإن يمسسك بخير" يسؤهم أى يغمهم وإن تصبه مصيبة والمقصود وإن يمسسه ضرر أى سيئة فى الحرب كما قال " إن يمسسك الله بضر"وقوله "وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها"يقول المنافقون قد أخذنا أمرنا من قبل والمقصود قد صنعنا احتياطنا من قبل والاحتياط هو عدم خروجهم للجهاد ،ويتولوا وهم فرحون والمقصود وينصرفون وهم معرضون أى متمسكون بحكمهم الضال كما قال بسورة التوبة "وتولوا وهم معرضون" وفى هذا قال سبحانه: "وإن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون " فرح أهل الكتاب وضح الله لنبيه(ص)أن الذين أتيناهم الكتاب وهم الذين أعطيناهم القرآن يفرحون بما أنزل إليك والمقصود يؤمنون بالذى أوحى لك كما قال بسورة البقرة "والذين يؤمنون بما أنزل إليك"ويوضح له أن من الأحزاب وهى الفرق من ينكر بعضه أى من يكفرون ببعض الوحى كما قال "وتكفرون ببعض" وفى هذا قال سبحانه "والذين أتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه " أسباب فرح الكفار وضح الله لنبيه (ص)أن الأمم لما نسوا ما ذكروا والمقصود لما خالفوا ما أبلغوا به من حكم الله كما قال "نسوا الله "رغم ما أصابهم من الضراء أى السيئة عاملهم الله معاملة مختلفة ففتح عليهم أبواب كل شىء والمقصود فأعطى لهم من أرزاق كل صنف الكثير وهى المعاملة الحسنة كما قال "ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا" أى حتى إذا فرحوا بما أوتوا والمقصود حتى إذا سروا والمقصود تصرفوا فى الذى أعطوا بحكم الكفر أخذناهم بغتة والمقصود أهلكناهم فجأة فإذا هم مبلسون أى معذبون وفى هذا قال سبحانه "فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شىء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون " وضح الله للمؤمنين أن المخلفون فرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله (ص)والمقصود أن القاعدون عن الجهاد سروا ببقائهم فى المدينة وراء نبى الله (ص)والسبب أنهم قد كرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والمقصود أنهم قد مقتوا أن يقاتلوا بأملاكهم وحياتهم فى سبيل الله أى فى نصر دين الله وفى هذا قال سبحانه "فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله " وضح الله لنبيه (ص) أنه إذا أذاق الإنسان رحمة منه والمقصود إذا أعطى الفرد نعمة من عنده فرح بها والمقصود سر بها أى تمتع بها كما قال "ولئن أذقناه نعماء " وفى هذا قال سبحانه " وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح " وضح الله أنه يبسط الرزق لمن يشاء والمقصود يكثر العطاء لمن يريد من الخلق ويقدر أى ويقلل لمن يريد من الخلق وقد فرحوا بالحياة الدنيا والمقصود وقد انشغلوا بمتاع المعيشة الأولى وما الحياة الأولى وهى المعيشة الأولى فى الآخرة وهى القيامة إلا متاع أى قليل من العطاء وفى هذا قال سبحانه: "الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا فى الآخرة إلا متاع " وضح الله للناس أن الله هو الذى يسيرهم فى البر والبحر والمقصود أن الله هو الذى يحركهم فى اليابس وهو الأرض والماء حتى إذا كنتم فى الفلك وهى السفن وجرين بكم بريح طيبة والمقصود وسارت السفن عن طريق هواء متحرك مفيد للحركة وفرحوا بها والمقصود وسروا بهذا الهواء المفيد جاءتها ريح عاصف والمقصود أتاها هواء شديد أى هواء ضار وجاءهم الموج من كل مكان والمقصود وحاصرهم الماء المرتفع من كل جهة وظنوا أنهم أحيط بهم والمقصود واعتقدوا أنهم نزل بهم الهلاك دعوا الله مخلصين له الدين والمقصود نادوا الله موحدين له الحكم أى قاصدين أنه المنقذ الوحيد فقالوا لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين والمقصود لئن أنقذتنا من أذى البحر لنصبحن من المطيعين لحكمك أى الصالحين كما قال "ولنكونن من الصالحين" وفى هذا قال سبحانه "هو الذى يسيركم فى البر والبحر حتى إذا كنتم فى الفلك وجرين بكم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين " وضح الله أن الكفار السابقين لما جاءتهم رسلهم بالبينات والمراد"أتتهم رسلهم بالبينات"كما قال وهذا يعنى أن لما أحضرت لهم أنبياؤهم (ص)الآيات فرحوا بما عندهم من العلم والمقصود أطاعوا ما لديهم من الدين الضال الذى يحلل لهم الدنيا كما قال "وفرحوا بالحياة الدنيا"ومن ثم حاق بهم ما كانوا يستهزءون والمقصود ومن ثم أصابهم الذى كانوا به يكذبون وهو عذاب الله وفى هذا قال سبحانه "فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا يستهزءون " وضح الله للمؤمنين أن الناس وهم الكفار إذا أذاقهم رحمة منه فرحوا بها والمقصود إذا أعطاهم نعمة منه سروا بها وفى هذا قال سبحانه "وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها" وضح الله لنبيه (ص)أن رسول الملكة لما جاء أى حضر عند سليمان (ص)قدم له الهدية قال له سليمان(ص)أتمدونن بمال أى هل تزودوننى بهدية ؟ وفى هذا قال سبحانه "فلما جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما أتانى الله خير مما أتاكم بل أنتم قوم بهديتكم تفرحون " وضح الله لرسوله(ص)أن عليه ألا يحسب الذين يفرحون بما أتوا والمقصود ألا يظن الذين يسرون بالذى عملوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا والمقصود ويودون أن يشكروا على الذى لم يعملوا بمفازة من العذاب والمقصود بمنجاة من العقاب والمقصود بمبعدين عن النار وفسر هذا بأن لهم عذاب أليم أى عقاب شديد وفى هذا قال سبحانه : "لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم" وضح الله لنبيه (ص)أن الكفار تقول لهم الملائكة أين ما كنتم تشركون من دون الله والمقصود أين الآلهة التى كنتم تطيعون من سوى الله ؟ فأجابوا ضلوا عنا أى تبرءوا منا فالآلهة المزعومين أعلنوا براءتهم من عبادة الكفار لهم ،بل لم نكن ندعوا أى نطيع أى نعبد من قبل شيئا أى آلهة وهذا يعنى أنهم كانوا يطيعون أهواء أنفسهم وأن أسماء الآلهة المزعومة كانت مجرد صورة ،ووضح الله له أن كذلك أى بتلك الطريقة يضل الله الكافرين أى يعاقب الرب المكذبين بدينه ويقال للكفار ذلكم أى السبب فى عقابكم بما كنتم تفرحون فى الأرض بغير الحق أى بسبب ما كنتم تبغون أى تعملون فى البلاد بغير العدل كما قال "ويبغون فى الأرض بغير الحق"وفسر هذا بأنه ما كنتم تمرحون أى تتمتعون فى الدنيا بالحرام وهو الباطل وفى هذا قال سبحانه "ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين ذلكم بما كنتم تفرحون فى الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون "
| |
|