رسالة إلى رؤساء الجمعيات الشرعية وأهل الخير
هذه الرسالة ليست خاصة بأحد ولكنها كلام لكل من فى بلاد المسلمين من رؤساء الجمعيات الشرعية وأهل الخير
إن العمل المتقن وهو العمل المنظم الذى يؤدى فى سهولة ويسر هو العمل الذى طلب من الناس فى القول :
"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه "
وفى موسم ما قبل دخول المدارس لاحظت أن الجمعيات تقوم باستدعاء وليات أمور اليتامى والمحتاجين أو أولياء أمورهم كى يذهبوا للمدارس لختم الأوراق الرسمية
وهذا معناه مثلا أن فى جمعية معينة يجب تحريك ثلاثمائة أو أربعمائة فرد من بيوتهم وهو ما يعنى 300 أو 400 مكالمة هاتفية وهو جهد ومال ضائع
يمكن لرئيس الجمعية أن يتصل بمديرى المدارس فى البلدة ويطلب منهم مشكورين الحضور لمقر الجمعية لختم وتوقيع الأوراق أو يرسل موظف من الجمعية للمدرسة ليختم كل الأوراق المطلوبة ختمها وتوقيعها من المدرسة ومن ثم يوفر جهد تحرك مئات الأشخاص ومكالمتهم هاتفيا لعدة ساعات
بذلك نكون قد رحمنا الناس كى يرحمنا إله الناس
ويا ليت القائمين على الجمعيات يفكرون تفكيرا اقتصاديا مفيدا فيسأل كل منهم نفسه :
ماذا يحتاج اليتيم أو المحتاج للمدرسة ؟
إنه يحتاج لطقمين ملابس قميص وبنطلون للولد وخمار وجلباب للبنت يبدلون أحدهما مع الأخر عند وساخة أحدهم
يحتاج إلى حقيبة يحتاج إلى أقلام وكراسات وكشاكيل وأدوات هندسية وألوان وأحيانا آلة حاسبة
ويا ليت القائمين على الجمعيات يفكرون عندما تذهب لهم امرأة أو جد لطلب الحق وهو ليس مساعدة فأنت عندما تحصل على أموال زكاة من الأغنياء فأنت لا تساعد الناس وإنما تعطيهم حقهم كما قال سبحانه :
" والذين فى أموالهم حق معلوم"
فأنت عامل على الزكاة تستحق جزء منها مثل بقية الناس كما قال سبحانه :
" والعاملين عليها"
يا ليت بدلا من تقول لهم أنت لست تبعنا إذا كنتم قد قسمتم البلد بين الجمعيات تقول لهم :
تفضل ارتاح من المشوار طلبك يا حاج أو يا حاجة عند الجمعية الفلانية فى المكان الفلانى
لست تبعنا كلمة كبرى تعنى أنت خارج الملة لا تستحق شىء
ويا ليت القائمين على الجمعيات يفكرون فى ربط أعمالهم بمؤسسات الدولة التى تعجز الحكومة عن تشغليها كالمدارس والمشافى فالكثير من المدارس لا تجد طباشير للشرح والكتابة على السبورات ولا تجد حبرا ولا أوراقا لطباعة امتحانات الأولاد والمشافى لا تجد أدوية أحيانا تعطيها للمرضى وأحيانا تطلب منهم شراء الأدوية وهم ليس معهم مال وهذا داخل فى مصرف " فى سبيل الله"
وأما أهل الخير الذين لا يثقون مثلا فى مديرى المؤسسات أو فى العاملين فى المؤسسة فإذا كانت المؤسسة مدرسة اذهب واطلب من المدير أو الإخصائى الاجتماعى أسماء اليتامى والمحتاجين والمرضى وذوى العاهات واطلب منهم صور شهادات ميلادهم وخذهم واذهب إلى البريد وادفع لهم المصاريف الدراسية إذا كنت تريد دفعها للبعض
وإذا كنت لا تثق فى مدير المستشفى أو العاملين فيها فاذهب وأخبرهم أنك وضعت فى الصيدلية الفلانية مبلغا من المال لمن لا يجد حق الدواء فيقوموا بإرشادهم للصيدلية لأخذ الدواء أو بدلا من إخبار من فى المستشفى ضع إعلانا فى الشارع من لا يملك حق الدواء عليه أن يذهب للصيدلية الفلانية أو العلانية لأخذه مجانا والتى تثق فى من يديرها
ويا ليت من يريد عمل الخير ألا يربط عمل الخير بانتخابات سيدخلها مع أن الانتخابات تبطل ثواب الخير كله لأن القصد ليس عمل الخير للناس وإنما شراء أصواتهم
ويا ليت الجمعيات الخيرية وأهل الخير أن يكفوا عن عمل حفلات التكريم للمتفوقين أو لليتامى أو لغيرهم وتصويرها وتوفير تلك الأموال لمن يستحقونها
ويا ليت رؤساء الجمعيات الشرعية وأهل الخير أن يتصلوا بمديرى صفحات بلادهم على التواصل الاجتماعى لأن البعض من المحتاجين يكتبون أنهم يريدون كذا أو كذا وهم لا يقدرون على الاتصال بكم أو يتحرجون من ذلك وذلك لتلبية تلك الطلبات
الموضوع يطول ولكن هذا بعض مما يجب قوله