خرافة البيوت المسكونة بالجن
تشيع وتعشعش فى النفوس خرافة اسمها بيوت الأشباح وهى المعروفة بالبيوت المسكونة بالجن أو العفاريت
بالطبع الجن خلق من خلق الله نؤمن بوجودهم الخفى الغائب عن أنظارنا
والسؤال الذى يجب أن نسأله لأنفسنا :
هل تسكن الجن فعلا فى بيوت الإنس ؟
والإجابة حسب كتاب الله ؟
من يسكن بيوتنا هم نحن والمقصود البشر هم من يسكنون البيوت التى يقيمها البشر كما قال سبحانه:
"والله جعل لكم من بيوتكم سكنا"
الله جعل بيوت الناس مصدر للسكن وهو الراحة فكيف بربكم تكون عندما يسكنها الجن ؟
بالطبع إنها لا تكون مساكن
إذا سكن الجن فى مساكن البشر محال لكون مساكن البشر سكن أى أماكن لراحتهم والمعروف مما يروى من الخرافات أن تلك المساكن تتحول لحالة من الفوضى والأضرار خاصة فى الليل حيث حركات غير عادية وأصوات مفزعة كما يزعم الزاعمون
عندما تنتشر أى خرافة فى أى مجتمع فابحث عمن يستفيد منها وعندما يعود الكثيرون منا إلى الماضى فهم سيتذكرون أن أول المستفيدين من ذكر حكايا العفاريت قبل النوم كانت الأمهات حيث ترتاح من شغب الأطفال حيث يخفون أنفسهم فى أحضان الأمهات تحت اللحاف ويذهبون فى نوم عميق خوفا من تلك العفاريت
وأما المستفيدون من سكن الجن الخرافى فى مساكن الناس فهم المنحرفون خلقيا بمعنى المجرمون
فى كل بلد تقريبا تجد حكايات البيوت المسكونة وإن كانت قلت حاليا وفى مصر نجد هناك أماكن اشتهرت بكونها مسكونة من الجن أشهرها قصر البارون إمبان وهو رجل من بلجيكا من أكابر قومه جاء لمصر وأقام قصره المعروف حاليا فى مصر بعد افتتاح قناة السويس وهذا القصر مهجور حاليا بحجة أنه مسكون ويقال أن السبب هو أن مجموعة من عبدة الشيطان كانوا يقيمون طقوس عبادتهم فى القصر أو أن مجموع ما تستخدمه فى عمل سرى ولا تريد لأحد أن يعرف بما يعملون وأيضا هناك عمارة فى حى رشدى بالإسكندرية
كما سبق القول المجرم لكى ينتفع بشىء ولا يلفت النظر إليه يلجأ إلى إشاعة سكن البيت بالجن لكى يخفى مخدراته أو مسروقاته أو النشاط الاجرامى الذى يتم داخل المبنى كتصنيع المخدرات أو استخدامه كبيت للدعارة أو مكان لممارسة القمار المحرم... .
فى الصغر فى البلدة كان لدينا تحذير من الصغار والكبار من القربة التى تسكن فى خربة البيت الفلانى حيث تتحرك فى الشارع ليلا
بالطبع الصغار والكبار فى ظل حالة الخوف من الجن كانوا يبتعدون عن المشى بجوار البيت الخرب ولم يكن أحد يفكر من الخوف لماذا البيوت المقابلة له لا يتركها أهلها ولا يخاف أولادهم من السير فى ذلك الشارع ؟
المجرم الذى استفاد من تلك الخربة كان يخفى شيئا داخل الخربة ولا يريد لأحد أن يعرف بذلك لأن ذلك البيت كان مهدم ومن ثم إذا ركب مصباح فى الشارع لا تجده فى اليوم التالى ولذا الشارع وهو أقل من عشرة أمتار مظلم
بالطبع هناك مجرمون من نوع أخر ليسوا فى صورة المجرمين الذين يحاكمهم القانون قد لا يخفون شىء ولكنهم يريدون شراء البيت بسعر مبخوس ومن ثم يشيعون عن البيت كونه مسكون بالجن ومن ثم ينصرف الجيران والناس عن شرائه ومن ثم يتقدم الشارى الذى يحرص على وصول الاشاعة لأصحاب البيت لكى يشترى ومن ثم يبيعون له بأى ثمن لكى يتخلصوا من هذا البيت خوفا من ألا يشتريه أحد وهذا قد يكون حال عمارة رشدى
نوع آخر من المجرمين يحرص على انتشار تلك الاشاعة باعتباره الطبيب الذى يعالج المرض وهم الدجالين والمشعوذين الذى يطردون الجن غير الموجود وهم يقبضون ألوف مؤلفة أو ملايين لطرد الجن المزعوم
هذه هى أصول نشر خرافة البيوت المسكونة بالجن
نعود إلى الجن مرة أخرى :
لا يوجد اتصال فى كتاب الله بين الجن والإنس فحتى الرسول(ص) نفسه لم يقابلهم فى كتاب الله وأخبرنا الله أنه صرف إلى مكان تواجد الرسول(ص) وهو يقرأ القرآن بعض الجن ليكونوا مبلغين لابلاغ رسالة القرآن إلى الجن الآخرين وفى هذا قال سبحانه :
"وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم"
هل هناك أى دليل على أن القوم أقاموا مع الرسول(ص) فى ذلك المكان ؟
لا يوجد
الرسول(ص) نفسه لم يعلم أنهم سمعوه إلا بعد أن أوحى الله إليه أن هذا الجن المسلم سمعوا القرآن وبلغوه لبقية الجن وفى هذا قال سبحانه:
"قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا"
ومع هذا النفى الإلهى للقاء الجن والإنس إلا أن أصحاب الروايات أصروا على أن ينسبوا للرسول(ص) أنه قابل الجن وأنه أمسك واحد منهم وأراد أن يربطه فى عمود فى المسجد وأنه أخبر أحد أصحابه أن واحد منهم يأتى لسرقة مخزن الحبوب من بيت المال وأن الصحابى كان يمسكه كل ليلة حتى علمه آية الكرسى
إن ظهور الجن لإنسى كان آية معجزة لبشر واحد هو سليمان (ص)حيث كانوا يعملون معه وفى هذا قال سبحانه :
"ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادى الشكور"
بالطبع تعامل سليمان (ص) مع الجن وظهورهم له كان معجزة ومن ثم لا يمكن أن يظهروا لأى بشر من البشر بدليل أن سليمان (ص) عندما دعا طلب من الله ألا يعطى تلك المعجزات وهى الآيات لأى بشر بعده حيث قال :
"قال رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى إنك أنت الوهاب"
إذا كل بشر يقول لك أنه رأى الجن أو سكن معه أو اتصل به هو كاذب لأن هذه الآية المعجزة أعطيت لإنسان واحد فقط هو سليمان(ص)
و الرسول الخاتم(ص) فى عهده منع الله الآيات المعجزات حيث قال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
إذا كيف يتجرأ أى واحد من الناس ويقول أنه يتصل بالجن أو يشاهدهم أو يمسكهم أو يتلاعب بهم او يتلاعبون بهم؟
كما سبق القول المنحرفون لاخافة الناس أشاعوا الخرافات فى المجتمع وعمدوا إلى تأليف حكايات نسبوها للرسول(ص) والصحابة لعلمهم أن الناس يصدقون أن الرسول (ص) والمؤمنون به لا يمكن أن يكذبوا على الله ولكن كما سبق الكلام اخترعوا الحكايات لترويج ما يريدون
بالطع لكى أتناول كل تلك الحكايات فمطلوب أن أكتب كتابا مطولا والناس لم يعودوا يريدون القراءة إلا ما ندر ومن ثم اكتفى بذكر بعض التعارضات التى تبين كذب بعض تلك الروايات:
أكل الجن :
طبقا للرواية التى أمسك فيها أبو هريرة الجنى ثلاث مرات طعامهم هو طعام البشر العادى بدليل قول الرواية" فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ"والرواية هى :
2311- وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ الهَيْثَمِ أَبُو عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : وَكَّلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ ، فَأَتَانِي آتٍ , فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ ، وَقُلْتُ : وَاللهِ لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنِّي مُحْتَاجٌ ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ , وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ ، قَالَ : فَخَلَّيْتُ عَنْهُ ، فَأَصْبَحْتُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً ، وَعِيَالاً ، فَرَحِمْتُهُ ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ ، قَالَ : أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ ، وَسَيَعُودُ ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ ، لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ سَيَعُودُ ، فَرَصَدْتُهُ ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ ، فَأَخَذْتُهُ ، فَقُلْتُ : لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ ، لاَ أَعُودُ ، فَرَحِمْتُهُ ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ ، فَأَصْبَحْتُ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ ؟ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً ، وَعِيَالاً ، فَرَحِمْتُهُ ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ : أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ , وَسَيَعُودُ ، فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ ، فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ ، فَأَخَذْتُهُ ، فَقُلْتُ : لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهَذَا آخِرُ ثَلاَثِ مَرَّاتٍ ، إِنَّكَ تَزْعُمُ لاَ تَعُودُ ، ثُمَّ تَعُودُ , قَالَ : دَعْنِي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا ، قُلْتُ : مَا هُنَّ ؟ قَالَ : إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ : {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ} حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ ، وَلاَ يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ ، فَأَصْبَحْتُ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ ؟ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ ، قَالَ : مَا هِيَ ؟ قُلْتُ : قَالَ لِي : إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ , فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا , حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ : {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ} وَقَالَ لِي : لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ ، وَلاَ يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ ، وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الخَيْرِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ : ذَاكَ شَيْطَانٌ." رواه البخارى
وطبقا لرواية أخرى فالجن لا يأكلون طعام البشر وإنما يأكلون العظام كما فى الرواية التالية:
938- [150-450] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ عَامِرٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَلْقَمَةَ هَلْ كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ ؟ قَالَ : فَقَالَ عَلْقَمَةُ ، أَنَا سَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَقُلْتُ : هَلْ شَهِدَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ ؟ قَالَ : لاَ وَلَكِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَفَقَدْنَاهُ فَالْتَمَسْنَاهُ فِي الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ . فَقُلْنَا : اسْتُطِيرَ أَوِ اغْتِيلَ . قَالَ : فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا هُوَ جَاءٍ مِنْ قِبَلَ حِرَاءٍ . قَالَ : فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ فَلَمْ نَجِدْكَ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ . فَقَالَ : أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ قَالَ : فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ وَسَأَلُوهُ الزَّادَ فَقَالَ : لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَلاَ تَسْتَنْجُوا بِهِمَا فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ"
الدليل من الرواية" وَسَأَلُوهُ الزَّادَ فَقَالَ : لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا"
إذا العظام هى أكل الجن
الغريب أن لا أحد منا يتساءل عن استغفال وضحك الرواة علينا فالرواية تبين أن الجن قبل الرسول(ص) لم يكونوا يأكلون وإنما أكلوا بعدما أفتاهم يأكل العظام
فهل بلغت بنا الحماقة أن نكذب كتاب الله فى أن كل نوع له طعامه وهو رزقه من بداية الخلق فى قوله سبحانه:
"وما من دابة فى الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل فى كتاب مبين"
مساكن الجن :
فى رواية نجد أن الجن يسكنون الجحور ففى مسند أحمد :
20794 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن عبد الله بن سرجس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا يبولن أحدكم في الجحر وإذا نمتم فأطفئوا السراج فإن الفأرة تأخذ الفتيلة فتحرق أهل البيت وأوكئوا الأسقية وخمروا الشراب وغلقوا الأبواب بالليل قالوا لقتادة ما يكره من البول في الجحر قال يقال إنها مساكن الجن"
وهذا الكلام يتعارض مع رواية سابقة تقول أنهم يعيشون فوق الأرض وهم يشعلون النيران ولديهم دواب وهى :
" أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ قَالَ : فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ وَسَأَلُوهُ الزَّادَ فَقَالَ : لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ" رواه مسلم
بالطبع كلام الروايات هو سخرية تامة من كتاب الله وتكذيب له فهو الذى يقول أن الجن يبنون أعظم الأبنية ويخترعون أعظم الاختراعات كما قال سبحانه:
"يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات"
أصحاب الروايات يسخرون من هذا الكلام الوارد فى كتاب الله ويخبروننا بأن الجن سكنوا فى الجحور والخرب ..
الذين بنوا المحاريب وهى المساجد والتماثيل وهى ليست الأصنام وإنما المنارات وأحواض الماء والقدور العظيمة للطهى أصبحوا لا يقدرون على بناء بيوت لهم
أرأيتم أى استخفاف بعقولنا يريده أولئك الكاذبون؟