خواطر حول مقال يا سارية الجبل الجبل
الكاتب هو محمد أمجد البيطار والمقال موضوع حكاية شهيرة بين الناس ولا أصل لها وهى يا سارية الجبل وقد ابتدأ الكتاب المقال بمقدمة تقليدية حيث قال:
"إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله "
وثنى الكاتب بذكر الحكم فى الحكاية حيث نقل من كتاب الألبانى سلسلة الأحاديث الصحيحة حيث قال:
" أما بعد:
فهذا بحث في بيان حال قصة (( ياساريةُ الجبل الجبل ))
والمرجع في هذا تحقيق الشيخ ناصر "رحمه الله تعالى" والذي حسن الحديث كما في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (1110) والحق أن تحسين الشيخ رحمه الله قد سبقه إليه أكابر ممن نحب ونقدر ، ولكن مما تعلمناه منهم أن يكون الحق أحب إلينا ، اللهم اجعلني عند قولي وسدد بفضلك عملي يا أرحم الراحمين ."
وانتقد البيطار تصحيح الألبانى للحكاية حيث جمع طرقها المختلفة وهى طرق كلها لا تخلو من الكذابين والوضاعين حيث قال:
"باختصار الذي أقدمه: أن الشيخ ناصر رحمه الله قد خرج الحديث في السلسلة من عدة طرق: لم يخل منها طريق من كذاب أو متروك ، ما خلا طريق واحدة ، وهي طريق عبد الله بن وهب ـ يحيى بن أيوب ـ محمد بن عجلان ـ إياس بن قرة ونافع ـ ابن عمر .
أما الطرق الأخرى فكما قال الشيخ ناصر: إحداها فيها: أيوب بن خواط ، متروك.
والأخرى فيها: سيف بن عمر ، كذاب .
وغيرها فيها: الواقدي ، كذاب .
وأخرى فيها: فرات بن السائب ، وضاع .
قلت: يزاد على التخريج الذي قدمه الشيخ ناصر رحمه الله ، كتاب كرامات الأولياء لللالكائي /1ـ120/ ، و تاريخ الطبري /2ـ 553 ، 554/.
ومما تقدم لدينا يظهر أن طرق القصة لم يسلم منها إلا طريق واحد فقط هو طريق ابن عجلان ، وأن بقية الطرق لا ينظر لها ولا يعتبر بها ، كما هو مقرر في شرح النخبة وغيرها أن السند الذي فيه متروك أو كذاب لا يتقوى ولا يقوي .
أما الإسناد الوحيد الذي بقي لدينا فإن فيه يحيى بن أيوب الغافقي ، قال عنه الحافظ: صدوق ربما أخطأ . وكان الإمام أحمد وغيره يجرحونه كما في التهذيب .
وفيه محمد بن عجلان ، قال عنه الحافظ: صدوق ، إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة .
وقال العقيلي كما التهذيب: يضطرب في حديث نافع. وأقول: لو نظرنا إلى متن الحديث لوجدنا أن فيه أمراً خارقاً للعادة ، يحصل على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضور جمع غفير من الصحابة والتابعين ، ولخليفة راشدي تفتري عليه الرافضة وتشكك في دينه فضلاً عن ولايته وصلاحه ، ومع هذا كله لا يُنقل هذا الأمر إلا من طريق واحدة: يحيى بن أيوب عن محمد بن عجلان .!!!!!
علماً أن ابن عمر رضي الله عنهما ونافع رحمه الله قد كانا من المكثرين ولهما الكثير ممن يروي عنهم ، فهل يعقل هذا التفرد ؟!!.
وما هو حكم الإسناد الذي يكون فيه صدوق ربما أخطأ ، وصدوق اختلطت عليه بعض أحاديث ، مع وجود تفرد لا يحتمل مثله:
1ـ أمرٌ خارق للعادة ،
2ـ توفر أسباب التواتر ،
3ـ ضرورة نقل مثل هذه القصة لنصرة أمير للمؤمنين يفترى عليه
4ـ قرب الحادثة من عصر التدوين."
وبعد أن أظهر الكاتب عيوب أسانيد الحكاية ركز على نقطة تفرد أحدهم برواية مع كونه صدوق وهو يخطىء حيث قال:
"وهنا ألقي الضوء فيه على نقطة واحدة وهي:
التفرد:
فمن المعروف لدى طلبة علم الحديث أن التفرد مكمن العلة ، لأن وهم الرجل الثقة أمر حادث معروف ، والتفرد أقوى ما يدل على وهم الثقة ، ومن باب أولى أيضاً على كذب الكاذب .
ومن هنا كان عمل المحدثين في التصنيف في مسألة التفرد لأهميتها ، كمسند البزار ، ومعجم الطبراني الأوسط ، والحلية لأبي نعيم ، وكتب الغرائب والفوائد ......
ومن المعروف أن خلو الحديث من العلة شرط في صحته ، والعلة لا تكون دائماً بينة الظهور ، بل أكثرها غلبة ظن بوجود خلل في الحديث متناً أو سنداً ، وكان عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله يقول: خصلتان لا يستقيم فيهما حسن الظن: الحكم والحديث.
وهنا أرجع لأفصل في متن الرواية ، فأقول لمن يخالفني في ردي لها:
ـ القصة وقع فيها أمر خارق للعادة ، جيش يشارف على الهزيمة فيأتيه صوت..... فينتصر ، إن حصل معك مثل هذا الأمر فكم من الناس ستخبر به على مدى حياتك ؟
ـ كم كان عدد أهل المدينة في زمن خلافة عمر .؟
ـ هل كانت صلاة الجمعة تقام إلا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.؟ ـ كم كان عدد الجيش الذي سمع الصوت ؟
ـ هل تشهد القصة لخليفة يفترى عليه في دينه فضلاً عن صلاحه وولايته ، في جدال قديم طويل بين أهل السنة والرافضة ؟
ـ ما مدى قرب عصر التدوين فضلاً عن عصر الرواية ، من التابعين الذين عاصروا عمر.؟
ـ على فرض أن كل فرد من الجيش أو ممن حضر الخطبة مع عمر ، حدث بهذه القصة زوجته وولده فقط ، فكم سيصبح العدد لدينا ؟
ـ هل اشتهر ابن عمر ونافع بالرواية أم كانوا من المقلين ؟
ـ على فرض أن يحيى بن أيوب عن محمد بن عجلان ، كشعبة عن سفيان ، ألا يهم الثقة الثبت.؟
وهنا أقول: رغم كل ما تقدم لم تنقل الرواية إلا من طريق واحد وهو: يحيى بن أيوب عن محمد بن عجلان .؟!!"
الكاتب حكم على الحكاية بالكذب من خلال أسانيدها ومن خلال تفرد السند الوحيد الذى يخلو من كذاب أو وضاع ومع هذا فيه صدوق يخطىء
المٍسألة سهلة لو لجأ إلى النص وهو كتاب الله فالحكاية تمثل آية أى معجزة حيث تسبب التنبيه الصوتى الذى وصل من على بعد مئات من الأميال فى الحجاز إلى أرض فارس فى إيران الحالية
وقد نفى الله وجود أى آية أى معجزة بعد بعثنة محمد(ص) حيث منع الله المعجزات حيث قال :
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"