خواطر حول كتاب السحر والشعوذة في القنوات الفضائية
الكاتب هو مسلم اليوسف وموضوعه قنوات السحر والشعوذة حيث قال فيها :
"…توالت الفتن على هذه الأمة الإسلامية بأشكال كثيرة والوان أكثير لم تعهد من قبل وذلك بسبب التقدم العلمي الذي استغل في كثير من الأحيان لمحاربة الله و رسوله ومخاصمة الحق واهله .
…ومن هذه الفتن القنوات الفضائية التي لا تراعي حدود الله على وجه العموم وقنوات السحر والشعوذة على وجه الخصوص التي تفتن كثير الناس في عقائدهم وتوكلهم على الله واخذهم بالأسباب والمسببات الحقيقية لتخرجهم عن دينهم الحنيف الذي رضيه الله لنا ."
وقد تناول أن من يذهب للعراف غير مقبول الصلاة لمدة اربعين ليلة حيث قال :
"…عن حفصة ، قالت : قال رسول الله (ص): من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل صلاة أربعين ليلة . رواه مسلم .
…وعن أحمد بن عبد الله قال : سمعت شعيب بن حرب يقول : سمعت سفيان الثوري يقول : من سمع من مبدع لم ينفعه الله بما سمع ، ومن صافحه ،فقد نقض الإسلام عروة ) .
وعن أبي هريرة : قال : قال رسول الله (ص): من أتى كاهنا فصدقه بما يقول أواتى امرأته حائضا أواتى امرأته من دبرها فقد برئ مما أنزل على محمد .
رواه أحمد وأبو داود وقال الشيخ ناصر الدين حديث صحيح .
وقال الفضيل بن عياض : من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله واخرج نور الإسلام من قلبه ) .
وقال أيضا عليه رحمة الله : من أعان صاحب بدعة ، فقد أعان على هدم الإسلام ).
وقال محمد بن النضر الحارثي : ( من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة نزعت منه العصمة ووكل إلى نفسه ) "
والروايات السابقة بعضها لا يصح والبعض يصح وهو كفر مكن اتى العراف أو الكاهن وأما عدم قبول الصلاة فلا يصح لأن من تاب تاب الله عليه كما قال سبحانه:
"ومن يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"
وتناول معنى السحر حيث قال :
"وأمام هذا الخطر كان لابد لنا من بيان حكم السحر والشعوذة وفضح أساليبهم و بيان حكم مشاهدة قنوات السحر والشعوذة والتواصل معها سواء لا بالهاتف أوعن طريق الرسائل sms أوما يشابهها .
تعريف السحر :
السحر هو كل أمر خفي سببه ، ويتخيل على غير حقيقته ، ويجري مجرى التمويه والخداع أي صرف الشيء عن حقيقته و صورته إلى شيء آخر مخالفا للحقيقة ، أو ه والتخيل المحض كما في قوله تعالى :
{ قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى{66} فأوجس في نفسه خيفة موسى{67} قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى{68} وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى{69}. سورة طه.
وقد اتفق أهل السنة على إثبات السحر ، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء .
كما أجمع أهل العلم على أن تعلم السحر ، وتعليمه ، وعمله حرام ، وأنه من الكبائر ."
والسحر هو خداع حيث يظهر ما ليس موجود على أنه موجود فسعى العصى والحبال وهو حركتها لم تحدث ولكنهم أظهروا على أنها تحركت
وتناول عقاب الساحر حيث قال:
"كما أجمع أهل العلم على أن حد الساحر القتل كما في قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وابن عمر و حفصة و جندب بن عبد الله و جندب بن كعب ، وقد اشتهر هذا ولم ينكر أحد فكان إجماعا"
وأتى الكاتب بخرافة وهى اعتماد السحرة على الجن حيث قال :
"وحيث أن السحر يقوم به الساحر عن طريق الجن كان لابد من تعريف الجن حتى يكتمل البيان .
تعريف الجن :
قال أبوعمر بن البر : الجن عند أهل الكلام والعلم باللسان منزلون على مراتب ، إذا ذكروا الجن خالصا ، قالوا : جني ، فإن أرادوا أنه ممن يسكن مع الناس قالوا عامر والجمع عمار ، وان كان ممن يعرض للصبيان ، قالوا : أرواح ، فإن خبث وتعزم فهو شيطان ، فإن زاد على ذلك وقوي أمره قالوا عفريت والجمع عفاريت ).
أما عن تعريف الجن شرعا :
فالجن مخلوق عاقل مكلف مثله مثل الإنسان بيد أنه خفي يرانا ولا نراه وفيهم الصالح والطالح المؤمن والكافر .
قال تعالى : { و خلق الجان من مارج من نار {15{ . سورة الرحمن .
وقال جل جلاله : { يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون{27}. سورة الأعراف .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الجن مأمورون بالأصول والفروع بحسبهم ، فإنهم ليسوا مماثلين في الحد للإنس في الحدود والحقيقة ، فلا يكون ما أمروا به ونهوا عنه مساويا لما على الإنس في الحد لكنهم مشاركون الإنسان في جنس التكليف بالأمر والنهي ، والتحليل والتحريم وهذا ما لم اعلم فيه نزاعا بين المسلمين ) .
قدرات الجن :
أعطى الله تعالى الجن قدرة وقوة لم يعطها لبني آدم ومن هذه القدرات :
سرعة الحركة والانتقال : قال تعالى : { قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين{39} قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم{40}. سورة النمل .
قدرتهم على الإعمار والتصنيع : قال تعالى : ( ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير{12} يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور{13} سورة سبأ ."
الجن نوع من الخلق أعطاه الله حق الاختيار بين الإسلام والكفار وهم مخفيون عن البشر لأنهم يعيشون فى عالم الباطن وهم لا يقدرون على شىء غير ما أقدرهم الله عليه
وقد تناول قدرات لا دليل عليها حيث قال:
"قدرتهم على التشكل بأشكال مختلفة :
كما ورد في كتب السيرة أن الشيطان الرجيم جاء المشركين يوم بدر في صورة سراقة بن مالك ، ووعد المشركين بالنصر ، وفيه أنزل قول الله تعالى : {وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب } سورة الأنفال ، الآية 48 "
والقدرة على التشكل خاصة بالملائكة كما قال سبحانه فى جبريل(ص) :
" فتمثل لها بشرا سويا"
وقال أيضا:
"قدرتهم على الجري في مجرى الدم من ابن آدم : عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (ص): إن الشيطان يجري من بن آدم مجرى الدم( رواه أبو داوود وقال الشيخ الألباني : حديث صحيح ."
والحقيقة ان الشيطان وهو الشهوات جزء من النفس وليس يجرى فى الجسم لأن الوسوسة تكون فى الصدور وهى النفوس كما قال سبحانه:
" الذى يوسوس فى صدور الناس "
وتناول استغلال السحرة لقدرات الجن وهو غلط فاحش حيث قال:
"وعن طريق هذه القدرات و غيرها كانت الفتن للإنسان حيث يستغل الساحر والشيطان هذا القدرات وامثالها لفتن بني آدم عن دينه ليقع في الجحيم إن لم يتمسك بالرحمن الرحيم وكتابه والكريم و ودينه القويم المأخوذ من كتاب الله تعالى و سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى فهم ومنهج السلف الصالح "
والحقيقة أنه لا يوجد اتصال بين البشر والجن لأن حتى النبى (ص)لم يعلم بسماع الجن له إلا بعد ان أبلغه الله بذلك حيث قال :
"قد أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد"
وبين الكاتب أن الجن لا يملكون القدرة على إضلال المسلمين حيث قال :
" ولكن أما هذه القدرات هناك حقائق لابد من بيانها للقارئ الكريم :
…أولا - أن لا سلطان للشياطين على عباد الله الصالحين :
…قال تعالى : { واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا{64} إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا{65{ سورة الإسراء
…وانما يتسلط على الغاوين الذي يتبعونه ويتبعون الشهوات الشيطانية ، وائمة الضلال .
…قال جل جلاله : { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون{99} إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون{100} سورة النحل"
وتناول خوف الشيطان من الصالحين وهو غلط حيث قال :
"ثانيا - إن الشيطان الرجيم يخاف من عباد الله الصالحين : عبد الله بن بريدة قال سمعت بريدة يقول : خرج رسول الله (ص)في بعض مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردك الله صالحا أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى فقال لها رسول الله (ص)إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا فجعلت تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب ثم دخل عمر فألقت الدف تحت أستها ثم قعدت عليه فقال رسول الله (ص)إن الشيطان ليخاف منك يا عمر إني كنت جالسا وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف قال أبوعيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث بريدة وفي الباب عن عمر وسعد بن أبي وقاص وعائشة ) .
قال الترمذي : حسن صحيح غريب وقال الشيخ الألباني : حديث صحيح .
وهذا ليس خاص بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضوان الله عليه بل هي قدرة كل مؤمن مخلص لله تعالى .
وقد قال ابن كثير في البداية والنهاية : قال الإمام أحمد حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم?قال : إن المؤمن لينصي شيطانه كما ينصي أحدكم بعيره في السفر تفرد به أحمد من هذا الوجه ومعنى لينصي شيطانه ليأخذ بناصيته فيغلبه ويقهره كما يفعل بالبعير إذا شرد ثم غلبه) .
بل ربما استطاع المسلم المخلص لله أن يؤثر في قرينه فيسلم لله تعالى ، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن ابن مسعود قال رسول الله (ص): ( ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة . قالوا وإياك يا رسول الله ؟ قال وإياي ولكن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير )."
والجن لا يخافون من البشر والحديث فى الروايات عن الشياطين وهى هوى النفس الذى يخنس عند طاعة الله فى هذا قال :
" من شر الوسواس الخناس"
والشياطين كما قال الله على نوعين إنس وجن وهو قوله حيث قال:
"وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن"
وتناول طرق إضلال الشياطين حيث قال:
"بعض طرق واساليب الشيطان الرجيم في إضلال بني آدم :
للشيطان الرجيم طرق وأساليب تكاد لا تعد وتحصى لإضلال بني آدم وهذه الأساليب تختلف بحسب دين والفرد وقربه أو بعده عن الله تعالى ، ومن هذه الأساليب ما يلي :
أولا – زخرفة الباطل : وجعله يتزين بثوب يشبه الحق ، يقول ابن القيم عليه ك: كم فتن بهذا السحر من إنسان وكم حال به بين القلب و بين الإسلام والإيمان والإحسان ! وكم حال به بين القلب و بين الإسلام والإيمان والإحسان ! وكم جلا الباطل وابرزه في صورة مستحسنة ، و شنع الحق واخرجه في صورة مستهجنة ! ولم يهرج من الزين على الناقدين ، وكم روج من الزغل على العارفين .
فهوالذي سحر العقول حتى ألقى أربابها في الأهواء المختلفة والآراء المتشعبة و سلك بهم من سبل الضلال كل مسلك والقاهم من المهالك في مهلك بعد مهلك و زين لهم عبادة الأصنام ، وقطيعة الأرحام ، ووأد البنات ، ونكاح الأمهات .
ووعدهم بالفوز بالجنات ، مع الكفر بصفات الرب تعالى وعلوه وتكلمه بكتبه و وضعهم ذلك في قالب التنزيه وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قالب التودد إلى الناس وحسن الخلق معهم ، والعمل بقوله : عليكم انفسكم )) والاعراض عما جاء به الرسول (ص)في قالب التقليد والاكتفاء بقول وهو اعلم منهم ، والنفاق والآدهان في دين الله في قالب العقل المعيشي الذي يندرج به العبد بين الناس ) .
ومن تغرير الشيطان الرجيم أن يسمي الأمور المحرمة بغير مسمياتها الحقيقية فيسمي السحر والشعوذة علم الفلك وعلم الروحانيات ويسمي الشياطين روح علوي ليضل الناس ويخرجهم عن دينهم المتين إلى عبادة الشيطان الرجيم .
…ثانيا – السحر والشعوذة :
وهو مما يضل به الشيطان الرجيم أبناء آدم البسطاء أو ضعيفي العلم والإيمان .
قال تعالى : { واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضآرين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لوكانوا يعلمون {102} . سورة البقرة .
…فالساحر يدعي أنه يتصل مع الجن العلويين وانه يستطيع أن يوكل خادم من الجن لحماية شخص أو للإضرار به أو بغيره .
…كما يدعي الساحر زورا و بهتانا أن يرصد فلانا ليحميه من ضرر معين أو شخص معين أو حتى أي ضرر أواي شخص ، كما يستطيع أن يضر أي إنسان بأنواع شتى من الأمراض والبلايا عن طريق الجن العلوي أي الجن المسلم بحسب ما يدعي ويزعم .
عن جابر ، قال : قال النبي (ص): إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون ، ولكن في التحريش بينهم ).
والتحريش هو زرع الفتن والخصومة بين العباد ألا ترى الساحر كيف يوحي ويقنع المتصل به أن سبب قلة رزقه هو السحر وان الفتاة لم تتزوج بسبب السحر وان فلان أصابه البلاء الفلاني بسبب السحر والسحر هو سبب كل شيء و طبعا السحر لا يأتي هكذا بل بسبب والسبب هوان فلان أوعلان من الأقارب والجيران هم الذي سحروا فلان أو فلانة فتقع الفتن والخصومات أوعلى الأقل الشكوك والمعاتبات ."
وقد أوضحت فيما سبق أنه لا يوجد اتصال بين البشر سواء سحرة أو غيرهم والجن لأنه الله منع ذلك
وتناول إمكانية ظهور الشيطان الرجيم للإنسان حيث قال :
"ما مدى إمكانية ظهور الشيطان الرجيم للإنسان :
ورد إلينا عن طريق الصادق الأمين محمد بن عبد الله (ص)أن الشيطان الرجيم و جنوده قد يأتون عن طريق الوسوسة وقد يأتيه بطرق أخرى فقد يتراءى له بصورة إنسان ، وقد يسمع صوته ولا يرى جسمه أوقد يتشكل بصور غريبة ومختلفة حية أو جامدة و ربما تنطق على لسان إنسان يسميه الحرة الوسيط فتدعي أنها من ملائكة الرحمن أو تزعم أنها من أولياء الله الصالحين وعباد الله المقربين .
وفي كل ذلك قد تحدث بعض الناس وتخبرهم بالكلام مباشرة أو تتلبس وتتحدث على لسانهم وقد تكون الإجابة بواسطة الكتابة على الورق أو ما شابه وكل هذا من اجل فتنة المسلم عن دينه وعن ربه عز وجل .
بل قد تقوم بأكثر من ذلك ، فتحمل الإنسان وتطير به وتنقله من مكان إلى مكان بعيد بيد أنها لا تقوم بأمثال هذه الأعمال إلا مع كبار أوليائها الذين تمادوا بالكفر والفسوق الضلال والإضلال .
و ربما تجد ولي الشيطان فيه من حيث الظاهر البر والتقوى والحرص الشديد على الخير ولكنه في الحقيقة عدومن أعداء الله تعالى و غمام من أئمة الضلال والكفر .
ومن أمثال ذلك ما ذكره ابن تيمية عليه كعن الحلاج حيث قال : وكان صاحب سيمياء و شياطين تخدمه أحيانا ، كانوا معه ( بعض أتباعه ) على جبل أبي قبيس ، فطلبوا منه حلاوة ، فذهب إلى مكان قريب و جاء بصحن حلوى ، فكشفوا الأمر فوجدوا ذلك قد سرق من دكان باليمن حمله شيطان تلك البقعة ) .
وقال في موضع آخر : ( وانا أعرف من تخاطبهم الشجر والحجر ، ونقول هنيئا لك يا ولي الله فيقرأ أية الكرسي فيذهب ذلك ، وأعرف من يقصد صيد الطير ، فتخاطبه العصافير و غيرها وتقول خذني حتى يأكلني الفقراء ، ويكون الشيطان قد دخل فيها كما يدخل في الإنسان ويخاطبه بذلك .
ومنهم من يكون في البيت المغلق ، فيرى نفسه خارجه ، وهو لم يفتح ، والعكس ، وكذلك في أبواب المدينة ، وتكون الجن قد أدخلته واخرجته بسرعة يتصورون بصورة صاحبه ، فإذا قرأ آية الكرسي مرة بعد مرة ذهب ذلك كله ) .
وقد روى روايات كثيرة عن أمثال هؤلاء الضلال المضلين و حكاياتهم مع الشياطين في مجموع الفتاوى و جامع الرسائل فلينظر من أحب النظر لأخذ العبر
لذلك قال الليث بن سعد: لو رأيت صاحب بدعة يمشي على الماء ما قبلته ) .
وانقل لكم تجربة حصلت مع الكاتب المعروف أحمد عز الدين البيانوني ذكرها في كتاب الإيمان بالملائكة وقد نقلتها بتصرف من كتاب عالم الجن والشياطين لعمر سليمان الأشقر :
يقول البيانوني : لقد شغل استحضار الأرواح المزعوم أفكار الناس في المشرق المغرب ..... وقد دعيت أنا إلى ذلك ، من قبل هذه الأرواح المزعومة و ظهر لي أنها كذب ودجل و خداع على أيدي شياطين تتلاعب ، غرضهم من ذلك تضليل الناس و خداعهم ، وموالاة من يواليهم ... ) .
ثم يتابع البيانوني فيقول : ( عرفت منذ أكثر من عشر سنوات رجلا يزعم أنه يستخدم الجن في أمور صالحة في خدمة الإنسان و ذلك بوساطة وسيط من البشر .... وقد جاءني الوسيط ذات يوم يبلغني دعوة فلان وفلانة من الجن لحديث هام لي فيه شأن عظيم .... وكان أواساليب الخداع التي سلكت معي ، أن طريقة استحضار الجن استغفار وتهليل واذكار مما يجعل لأول وهلة ، يظن أنه يتحدث مع أرواح علوية صادقة طاهرة ....
دخلت بيت الوسيط و خلونا معا في غرفة ، وجلس هوعلى فراش و بدأنا نستغفر الله و نهلل حتى أخذته إغفاءة ، وإذا بصوت خافت يسلم صاحبه علي ويظهر حفاوته بي و حبه ويعرفني بنفسه أنه مخلوق ، ليس من الملائكة ولا من الجن ولكنه خلق آخر وجد بقوله تعالى : ( كن ) فكان ...... واخذ يثني علي ، ويقول : إنهم سيقطعون كل علاقة لهم بالبشر و سيكتفون بلقائي ، لأني على زعمهم صاحب الخصوصية في هذا العصر وموضع العناية من الله تعالى وان الله تعالى هوالذي اختارني لذلك ...... وتكررت اللقاءات وفي كل لقاء تتجدد الوعود الحسنة والنفع العظيم الذي تلقاه الأمة على يدي ..... وقد زارني فيما زعموا أفراد من الملائكة ، وافراد من الجن ، وأبو هريرة من الصحابة و طائفة من الأولياء .......
و بشروني بزيارة والدي ولما كان الموعد المنتظر كلفوني أن أقرأ سورة الواقعة جهرا وقالوا سيحضر والدك بعد لحظات واسمع ما يقول ولا تسأله عن شيء .....
و بعد دقائق جاءني من زعم أنه أبي فسلم علي واوصاني أن اعتني بالوسيط واهله وان أرعاه رعاية عطف واحسان ، إذ لا مورد له من المال إلا من هذا الطريق ...............
وكان العجيب أن لهجة المتحدث شبيهة إلى حد ما بلهجة الوالد ..... واخذت أتساءل في نفسي لم أوصوني أن لا أسأله عن شيء ؟ ! في الأمر سر ولا شك !
السر الذي انكشف لي آنذاك أنه ليس بوالدي ولكنه قرينه من الجن الذي صحبه مدة حياته وأوصاني أن لا أسأله عن شيء حتى لا يفضح أمره ......
ثم سلكوا معي في لقائي مع الآخرين ، أن لا يعرفوني بأسمائهم إلا عند انصرافهم فيقول أحدهم : أنا فلان ، ويسلم وينصرف على الفور .
فلو اخبرني واحد منهم عن نفسه وهو مشهور بالعلم ، فأبحث معه في إشكال علمي ، لعجز عن الجواب وانكشف الأمر .....
ولم تنزل تنكشف لي الحقيقة على مهلها مرة بعد مرة حتى تحقق عندي أن الأمر كذب و بهتان و دجل و طغيان لا أساس له من تقوى ولا قائمة له من دين .
فالوسيط حليق اللحية ، تارك للصلاة ولا يأمرونه بها وهو يأكل أموال الناس بالباطل ولا مورد له إلا من هذا الطريق الخبيث .
ثم حاولت هذه الشياطين بعدما انكشف لي أمرها أن تسلك طريق التهديد فلم يزلزل ذلك من قلبي شيئا والحمد لله )
و بعد أن أوردت هذه القصة الحقيقية على سبيل المثال وفي كتب أهل العلم الكثير من أمثالها التي تبين جزء يسير من أساليب و طرق الشيطان الرجيم لإفساد الدين وأهله .
فالحقيقة أن الذي يزعم أنه يتصل بالأرواح سواء قال أنها علوية أو سفلية أنه ساحر أو مخدوع عن طرق الشياطين وجنوده لإفساد هذا الدين القويم واهله الصالحين ."
وكل هذا الكلام كذب ليس فيه أى حقيقة فلا اتصال بين الجن والإنس إطلاقا بأى صورة من الصور إلا ما كان قبل عهد محمد(ص) ومن ثم لا يمكن ان يشاهد الإنسان جنيا أبدا كما قال سبحانه :
" إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم "
وتناول أسلحة المسلم فى حرب الشيطان حيث قال :
"فما هي أسلحة المسلم في حربه مع الشيطان و جنوده :
لا شك أن الله تعالى قد وهبنا أسلحة عديدة في حربنا مع الشيطان وجنوده واوليائه وهي أسلحة فعالة وفتاكة أيضا ومن هذه الأسلحة :
أولا - الاعتصام بالله و بكتابه و سنة رسوله : لكي نحمي أنفسنا من مكائد الشيطان الرجيم ومن جنوده وأوليائه لابد لنا من التمسك بكتاب الله و سنة رسول الله (ص)وعلى منهج وفهم السلف الصالح رضوان الله عليهم ، فإذا تمسكنا بذلك حصنا أنفسنا من الشيطان وشروه ،
قال تعالى : { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون{153} سورة الأنعام .
وقد شرح رسولنا الكريم هذه الآية عن ابن مسعود قال : خط لنا رسول الله (ص)خطا وقال : " هذا سبيل الله " ثم خط خطوطا عن يمينه وعن يساره وقال : " هذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو اليه " ثم قرأ : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيلي ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون.( فإذا اتبعنا ما جاء من عند ربنا من أصول وفروع فحللنا ما أحل لنا و حرمنا ما حرم علينا عصمنا الله تعالى من الشيطان الرجيم ومن فتنه لذلك قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كآفة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين{208} سورة البقرة .
ثانيا – عدم الغفلة عن ذكر الله تعالى : فالشيطان لا يصول ولا يجول إلا في البيت الخرب ، فلا تجعل صدرك بيتا خرب بل عمره بذكر الله تعالى {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب } سورة الرعد ، الآية28 .
فإذا ما داوم المسلم على ذكر الله فسيكون بقوة الله قوي أمام أي فتنة أو هجوم من الشيطان وجنوده واوليائه .
…عن بن عباس قال : كان النبي (ص)يعوذ الحسن والحسين أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ). قال الشيخ الألباني : صحيح
…عن أنس بن مالك أن النبي (ص)قال : إذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله قال يقال حينئذ هديت وكفيت ووقيت فتتنحى له الشياطين فيقول له شيطان آخر كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي ) قال الشيخ الألباني : صحيح
ثالثا – التوبة الاستغفار : إذا وقع المسلم في ذنب أو مكيدة من مكائد الشيطان فليسارع إلى التوبة الصادقة النصوحة .
قال تعالى : {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون) سورة الأعراف ، الآية 201.
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص)قال : قال إبليس وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني ) "
والحق أن سلاح المؤمن الوحيد تجاه الشياطين هو طاعة أحكام الله وهو ما سماه الله الاستعاذة به حيث قال:
"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم"
وأنهى الكاتب الكتاب بفتوى فى الموضوع حيث قال :
"و بعد كل ما قلت ونقلت أختم مقالتي هذه بهذه الفتوى المباركة التي تغني عن كثير مما قلت أو نقلت أو غفوت أو قصرت أو اخطأت :
الحمد لله
" الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد..
ما تبثه هذه القنوات من علم السحر والشعوذة والكهانة من أعظم المنكرات ومن أعظم الفساد ، وإضلال الناس .
وهي علوم تقوم على الكذب والدجل ودعوى علم الغيب بما يدعونه من النظر في النجوم والطوالع كما يقولون ، أو مما يتلقونه من أصحابهم من شياطين الجن ، وقد لا تكون لهم خبرة في هذه العلوم الشيطانية ولكنهم يدعونها كذبا وزورا لكسب المال ..وهذه العلوم لا تروج إلا على الجهال والمغفلين وضعفاء الدين..وقد ذم الله السحر والسحرة والكهان كما قال الله تعالى : ( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) ، وقال : ( فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضآرين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ) ، وقال تعالى في سحرة فرعون : ( قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ) وثبت في صحيح مسلم أن النبي (ص)قال : ( من أتى كاهنا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما ) وجاء في السنن : ( من أتى كاهنا أو عرافا فسأله عن شيء فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) وسواء ذهب السائل إليهم ببدنه أو اتصل عليهم بواسطة الهاتف الحكم واحد . وعلى هذا فيجب الحذر من مشاهدة هذه البرامج فمشاهدتها ولو لمجرد الفرجة حرام وأما الاتصال على أصحاب هذه البرامج لسؤالهم ففيه الوعيد المتقدم . ويجب على أولياء أمور الأسر منعهم من مشاهدتها أو الاتصال على هؤلاء السحرة والمشعوذين ، فقد قال (ص): ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) ، وقال (ص): ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ..) . ويجب على المسلمين التناصح والحذر والتحذير من التواصل مع هذه القنوات التي هم أصحابها كسب المال ولو من الحرام .. بل وأكثرهم يقصد الفساد والإفساد ، فنقول : حسبنا الله ونعم الوكيل ."
والكتاب أخل الكاتب بعنوانه فليس فيه عن السحر والشعوذة سوى قليل