مراجعة لمطوية لماذا نخشى من الدشوش؟
الكاتب هو عبدالرحمن الوهيبي وقد ابتدأ المطوية ببيان سبب خلق الله لنا وهو عبادته حيث قال:
الحمد لله الذي خلقنا من عدم، وأسبغ علينا وافر النعم، والصلاة والسلام على من بعثه الله للعالمين هاديا ومبشرا ونذيرا، وعلى اله وصحبه، وبعد:
فلقد خلقنا الله لعبادته وهي (فعل أوامره سبحانه وتعالى واجتناب نواهيه) فأمرنا بما فيه صلاح ديننا ودنيانا وأمرنا بما يصلح عقولنا وقلوبنا وأجسادنا وأباحه لنا، ونهانا عما يضر بعقولنا وقلوبنا وأجسادنا وحرمه علينا ألا يعلم من من خلق وهو اللطيف الخبير [الملك:14]."
وأما موضوع المطوية فهو الدش أى طبق وجهاز استقبال البث التليفزيونى وقد تناول أن عدد تلك الأجهزة كبير وقد انتشرت في بلادنا وأن النصارى في البلاد الأخرى استغلوا الأمر في تنصير المسلمين من خلال تخصيص قنوات بلغات المسلمين تبث سمومها ليل نهار ويستمع لها البعض باعتبارها قنوات ثقافية وهو قوله حيث قال :
"أيها المسلم:
لقد فتن بعض الناس ببث القنوات التلفزيونية الفضائية وتسابقوا لشراء أجهزة استقبالها بشكل مخيف وبعدد ينذر بخطر على العقائد والأخلاق. لقد عقد مؤتمر في دولة نصرانية ضم أكثر من (100) دولة، وحضره أكثر من (8000) منصر، وكلف أكثر من (21) مليون دولار.. لماذا؟ لدراسة كيفية الاستفادة من البث المباشر في تنصير المسلمين!! وصدق الله ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء [النساء:89]. الآية، قال ابن كثير رحمه الله في تفسيرها: "لشدة عداوتهم يودون لكم الضلالة لتستووا وإياهم فيها". وصدق الله قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون [آل عمران:118]."
وتناول ما تبث قنوات التلفزيون من كفر في مختلف بلاد العالم مما يشيع الجرائم والفواحش والفساد وطلب من مقتنى الطبق أن يسأل نفسه ويجيب حيث قال:
"فيا أيها المسلم: أيسرك أن يكون منزلك مسرحا يستقبل عبر شاشتك الكفر والإلحاد، وتشاهد من خلالها الأفلام الداعرة والقنوات المتحللة والساقطة، وتعرض فيها كؤوس الخمر وصور العاهرات والفاجرات من خلال المسلسلات وعرض الأزياء؟ أترضى بذلك لك ولأهلك؟!
إن كان الجواب: نعم: فكبر على نفسك أربع تكبيرات.. فأنت في عداد الأموات ولا تنس وقوفك يوم العرض أمام جبار السماوات والأرض. "
وبين الكاتب أن التلفاز لا يمكن التحكم فيما يبثه حتى ولو أخذ رب الأسرة مشغل القنوات ومحددها معه لأنه يمكن شراء أدة تحكم أخرى والعبث بالجهاز و هو قوله حيث قال:
"وإن كان الجواب: لا - لكنني أتحكم فيه من خلال (الريموت كنترول!!) فاعلم أن هناك من أخذ التلفاز قديما بحجة التحكم فيه فعجز، ثم أدخل الفيديو وزعم محاولة السيطرة على استخدامه فيما يفيد ففشل، ولذا فأهل الدشوش أعجز وأعجز ألف مرة عن التحكم فيه."
وتناول ما تفعله مشاهدة القنوات التلفزيونية حتى ولو كان الغرض نبيل حيث قال:
"يا صاحب الدش: قد تقول: أريد متابعة الأخبار ومشاهدة المباريات على الهواء مباشرة!! ولهذا فقط نصبت الدش. فنقول لك: هل ما ترى في المباريات والأخبار من مناظر لعورات الرجال والنساء، وما تسمعه من موسيقى ونحوها، أحله الذي خلقك لك؟ أين أمره لك بغض البصر وحفظ السمع؟ ثم ماذا بعد متابعتك ومشاهدتك؟ هل زاد إيمانك.. هل تحركت غيرتك على دينك بسبب مآسي المسلمين؟ هل ازداد بغضك للكافرين؟ هل أقلعت عن فعل المنكرات؟ الواقع يقول: إن حال أهل الدشوش إضاعة للأوقات، ونوم عن الصلوات، وجرأة على المحرمات، واستمراء للمنكرات، وإعجاب بالكفار، وإثارة للشهوات، وتقليد من النساء للكافرات، وإعجاب بالفاجرات، وتثاقل عن الطاعات، فقل لي بربك: ما هي فوائد تلك القنوات؟"
بالطبع جهاز الاستقبال مثله مثل السكين من الممكن استعمالها في الخير ومن الممكن استعمالها في الشر ولكن من يشاهد القنوات الحالية لن يجد إلا قنوات معدودة هى من تقدم الخير ولكن من خلال عصيان الله فكل الشيوخ الذين يظهرون على الشاشات لا يأخذون بالهم من قوله تعالى " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن" وكذلك الشيخات والمذيعات لا يأخذن بالهن من قوله سبحانه "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"
ولا يأخذ الكل باله من قاعدة سد الذرائع وحتى تلك القنوات تعمل على تكريه الناس بعضهم في بعض من خلال نشر المذاهب المختلفة
وضرب الكاتب مثلا لصاحب الدش العسل الذى فيه سم قليل حيث قال :
"يا صاحب الدش:
لو أعطيت كأسا فيه عسل كثير وقليل من السم فهل ستشربه؟! الجواب طبعا لا. وأنا أسألك: كم نسبة العسل والسم في تلك القنوات الفضائية؟؟ وأيهما أولى: حماية الأجساد أم حماية العقائد والأخلاق؟؟"
وتناول الكاتب الذنوب التى يرتكبها من يشاهدون الأطباق أو يعملون على بيعها حيث قال:
"يا أهل الدشوش:
إن الله هو الذي خلقكم من عدم، وأصح أجسادكم فاستخدمتموها في العكوف على الدشوش ! ! ومنحكم عينين فنظرتم بها إلى ما حرم عليكم ! ! وجعل لكم أذنين فاستمعتم بها إلى ما يسخطه ! ! رزقكم أموالا فاشتريتم بها ما لا يرضيه ! ! أهكذا تشكر النعم؟ألم يرسل إليكم رسولا وينزل عليكم كتابا فهل قرأتموه لتحكموا على أنفسكم بأنفسكم؟ ! منحكم عقولا تميزون بها النافع من الضار، وهيأ لكم علماء يبينون لكم الحلال من الحرام، وقال لكم: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [النحل:43]. وقد أفتى العلماء بأن شراءها وبيعها ومشاهدة بثها حرام، فاتقوا الله واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون [البقرة:281]. فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا واستعدوا للموت وسكراته وللقبر وظلمته وليوم القيامة وأهواله يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه [عبس:34-37]."
ونصح الكاتب الناس بالبعد عن مشاهدة القنوات التلفزيونية على الشاشات حيث قال :
ع"ودوا إلى ربكم وحكموا دينكم واحذروا تضييع أماناتكم وغش أبنائكم وبناتكيم بإدخال الدش عليهم، فالأمر خطير والحساب عسير، فاتق الله أيها المسلم. أيها العقلاء: إننا نخشى أن تستفيق بعد طول صمت على كارثة تحل بنا أو عقوبة تذهلنا، إننا نخشى أن ننتبه بعد فوات الأوان وإذا بنا أمام جيل ربته القنوات التلفزيونية الأجنبية على كل رذيلة، وحارب كل ما لديه من فضيلة، جيل تحللت أخلاقه وانحرفت عقائده وتزعزعت مبادئه وقيمه، جيل همه شهوة بطنه وفرجه، فيضل الشباب، وتنحرف الفتيات، ويفسد الآباء، ويتمر د الأبناء، فيعص الله الذي خلق، وتكفر نعم الله الذي رزق، والنتيجة وضرب الله مثلا قرية كانت ءامنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون [النحل:112]. فيا أيها المسلمون: ناصحو جيرانكم وحذروا إخوانكم وخوفوا أقاربكم وذكروهم ببطش الله إن بطش ربك لشديد [البروج:12]. خاطبوا العقلاء وخذوا على أيدي السفهاء وتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا إن الله شديد العقاب [الأنفال:25]. قال عليه الصلاة والسلام: { إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب منه } وسنة الله في المعرضين معلومة.
فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد [غافر:44].
هذه ذكرى للأمة لعل فيها براءة للذمة وإقامة للحجة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."
والحقيقة أن الكل يعانى حاليا من آثار الفرجة على القنوات التلفزيونية من خلال أطباق الاستقبال حيث أن الشباب والشابات أصبحت أخلاقهم فاسدة فهم يمارسون العنف والفواحش ولم يعد أحد يحترم الكبار أو يعطف على الصغار إلا قلة
وهذا نتاج القنوات التلفزيونية والمراقص والحانات والمسارح وغيرها مما أسموه وسائل الثقافة