البلاء فى كتاب الله
سبب خلق الكون :
بين الله أن سبب خلق السموات والأرض هو ابتلاء أى اختبار الناس أيهم أحسن عملا حيث قال سبحانه:
"وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه من الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا"
وعبر ذلك بكلمات أخرى فبين أن سبب خلق الحياة والموت وهو الكون هو ليبلونا أى كى يختبرنا أينا أحسن عملا وأينا أسوأ عملا وفى هذا قال سبحانه :
"الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا "
وعبر عن ذلك بكلمات أخرى فبين أنه خلق متاع الأرض لابتلاء وهو امتحان الناس أيهم من يحسن العمل وأيهم يسيىء العمل وفى هذا قال سبحانه "إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا "
وبناء عليه سبب خلق الكون هو أن يتميز المحسن من المسيىء ليثيب الله المحسن ويعاقب الله المسيىء
سبب خلق الإنسان:
بين الله أنه خلق الإنسان من نطفة أمشاج والمقصود نطفة بعضها من الذكر وبعضها من الأنثى والسبب أن يبتليه والمقصود أن يعلم طاعته له من عصيانه له فى الامتحانات وفى هذا قال سبحانه :
"إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه "
الله هو المبتلى :
إن الله هو المبتلى وهو الممتحن للناي كى يجازىهم ثوابا أو عقابا وفى هذا قال سبحانه :
" وإن كنا لمبتلين "
أنواع الابتلاءات:
بين الله أن يبتلى أى يختبر الناس بنوعين من الامتحان
الأول الشر وهو السيئات وهى المصائب والأضرار كالمرض وموت العيال أو الجوع أو الخوف
الثانى الخير وهو الحسنات وهى المنافع المختلفة ككثرة الرزق والبنين
وفى هذا قال سبحانه:
"ونبلوكم بالشر والخير فتنة "
وهو ما فسره بقوله سبحانه:
"وبلوناهم بالحسنات والسيئات "
ابتلاء الإنسان فى الرزق :
بين الله أن الإنسان الكافر إذا ابتلاه الله والمقصود إذا امتحنه فزاد به المنافع وأراحه يقول ربى أكرمن والمقصود الله أعزنى وأما إذا ابتلاه والمراد امتحنه فأنقص له المنافع عند ذلك يقول ربى أهانن والمقصود أذلنى الله وفى هذا قال سبحانه :
"فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربى أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربى أهانن "
فواجب الإنسان فى الحالين هو طاعة الله أى شكره بطاعة أحكامه
البلاء الأعظم :
بين الله أن الابتلاء العظيم هو أن يذبح الأب ابنه فأخبرنا أن إبراهيم(ص) أراد تنفيذ رؤية ذبح ابنه فطلب من ابنه رأيه فى التنفيذ فأقره على الذبح ومن ثم حاول التنفيذ ولكن الله أوقفه وهذا هو البلاء أى الإمتحان المبين الرهيب وفى هذا قال سبحانه :
"وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين "
وبين الله أن قيام فرعون بذبح أولاد بنى إسرائيل وسبى نساءهم وهو الاستحياء بلاء عظيم أى امتحان كبير وفى هذا قال سبحانه :
"وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبنائكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم "
وبين الله أنه أتى بنى إسرائيل من الآيات ما فيه بلاء والمقصود امتحان كبير فقال سبحانه:
"وأتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين "
سبب منع العذاب المباشر:
بين الله أنه لو أراد لانتصر والمقصود لانتقم من الكفار على الفور فى الدنيا ولكنه لم يفعل والسبب أنه يبلوا والمقصود يختبر أى يمتحن بعض الناس ببعض وفى هذا قال سبحانه:
"ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض "
سبب عدم جعل الله الناس أمة واحدة :
بين الله أنه لم يرد جعل الناس أمة واحدة والسبب ليبلوكم فيما أتاكم والمقصود ليمتحنكم فى الذى أعطاكم وهو الخير والشر وفى هذا قال سبحانه
"ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما أتاكم "
ابتلاء إبراهيم (ص)
بين الله أنه ابتلى والمراد أمر إبراهيم (ص)بكلمات فأطاع الأوامر وفى هذا قال سبحانه :
"وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن "
الابتلاء بماء النهر :
بين الله أن طالوت قال لجنوده إن الله مبتليكم والمقصود ممتحنكم بماء النهر فمن شرب منه فليس منى ومن لم يشرب إلا غرفة بيده فهو منى وفى هذا قال سبحانه:
"فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس منى ومن لم يطعمه فإنه منى إلا من اغترف غرفة بيده "
الابتلاء بالعطايا الكبرى:
بين الله أن سليمان (ص)لما شاهد عرش ملكة سبأ عنده فى لمحة عين قال هذا من فضل ربى ليبلونى والمقصود ليعلم هل أشكر أم أكفر والمراد ليعرف هل أطيعه أم أعصاه وفى هذا قال سبحانه :
"فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر "
ابتلاء بالصيد :
بين الله للمسلمين أنه سيبلوهم والمقصود سيمتحنهم ببعض من حيوانات الصيد البرية يتم اصطياده إما بالأيدى المجردة أو بالوسائل الأخرى وفى هذا قال سبحانه :
"يا ايها الذين أمنوا ليبلونكم الله بشىء من الصيد تناله ايديكم ورماحكم "
الابتلاء بالفسق :
بين الله أنه يبلو والمقصود يعذب الناس والسبب أنهم كانوا يفسقون والمقصود بما كانوا يكفرون وفى هذا قال سبحانه :
"كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون "
البلاء الحسن :
بين الله أن المسلمين وهم المؤمنين يبلون فى الجهاد بلاء حسنا والمقصود يبذلون فى حرب المعتدين جهدا كبيرا وفى هذا قال سبحانه "وليبلى المؤمنين منه بلاء حسنا "
صرف الله المسلمين عن الكفار فى أحد :
بين الله أنه صرف المؤمنين عن المحاربين الكفار فى حرب أحد والسبب ليبتليهم والمقصود ليعلم أى ليظهر ما فى صدروهم وهى قلوبهم من الإيمان أو غيره وفى هذا قال سبحانه:
"ثم صرفكم عنهم ليبتليكم "
وقال أيضا:
"وليبتلى الله ما فى صدوركم "
ابتلاء الأوصياء لليتامى :
أمر الله المسلمين والمراد الأوصياء على اليتامى بالتعاون مع القاضى بابتلاء والمراد معرفة عقل اليتامى من سفههم إذا بلغوا سن النكاح وهى ما يسمونه سن المراهقة أو البلوغ فإن عرفوا رشدا منهم والمراد عقلا للأمور فالواجب عليهم رد مالهم اليتامى لهم وفى هذا قال سبحانه "وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم "
ابتلاء المؤمنين بالزلزلة:
بين الله أنه ابتلى والمراد اهتز إيمان المسلمين فى حرب الأحزاب حيث زلزلوا زلزالا عظيما والمراد اهتز ايمانهم اهتزازا عنيفا بسبب كثرة الكفار واجتماعهم من كل الدول المجاورة للقضاء عليهم وفى هذا قال سبحانه :
"هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا "
بلو الأخبار :
بين الله أنه فى يوم القيامة تبلو والمقصود تعلم كل نفس ما أسلفت والمراد ما عملت من كفر أو إسلام وفى هذا قال سبحانه :
"هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت "
وبين الله يبلو والمراد يعلم أخبار وهى أعمال الناس وفى هذا قال سبحانه:
"ونبلوا أخباركم "
وبين الله أنه يبلو السراء أى يعلم أى يكشف الخفايا وفى هذا قال سبحانه:
"إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر "