زكريا بطرس لا جديد تحت الشمس
ما قاله زكريا بطرس من عشرين سنة تقريبا ليس أمرا جديدا وإنما الجديد هو أن جهة ما أعادت نشر فيديو قديم له من عدة أيام على شبكة المعلومات العالمية
الهدف معلوم وهو إثارة فتنة أو بالمعنى البلدى جر شكل بين المسلمين والنصارى فى مصر أو شغل للناس عن مصيبة جديدة فى بلادنا بمصيبة قديمة الله أعلم
المؤكد أن ما افتراه زكريا شىء ليس شيئا جديدا فهو موجود فى القرآن وهو الزعم بأن النبى محمد(ص) افترى أى اخترع القرآن أو بلفظ أخر هو من كتبه فهو ليس وحى من عند الله على حسب قول زكريا وهو ما سجله القرآن من أقوال الكفار مثل:
"أساطير الأولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا"
الغريب هو أن كل من كتب فى الموضوع حزين على الرسول (ص) فقط مع أن المقصود الأول بالكلام هو كتاب الله وهو الأساس لموت الرسول(ص) وبقاء القرآن
كلمة زكريا بطرس فى التسجيل والتى تكررت كثيرا "مسطول سكران كتب القرآن "هى كلمة تدل على جنون زكريا فمن يكتب أى كتاب لا يمكن أن يكون مسطول سكران لأن السكران المسطول لا يقدر لا على التفكير ولا على إمساك القلم والكتابة به
المفترى أو أعتى المفترين على الله لابد أن يكون واعيا وهو يكتب حتى يكتب حججا حتى يقدر على اقناع اتباعه وأما المسطول السكران فهو فاقد العقل لا يعى ما يقوله كما قال سبحانه:
" ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون"
الموضوع متشعب والكلام كثير ولكن المهم هو :
أن زكريا لن يعاقب لوجوده فى استراليا أو الولايات المتحدة وحتى لو صدر حكم ضده فلن ينفذ حتى لو طلبت الحكومة من الشرطة الدولية(الانتربول) تسليمه لأن القضية كما يقال حتى فى الدستور المصرى حرية رأى
إن الحكومات المتعاقبة فى أيام مبارك لم تعاقبه وقت ارتكابه الجرم وسكتت عليه ولم يحرر ضده محضر ولا ندرى أين كان سمير صبرى المحامى أيامها وهو الذى يرفع قضايا ضد كل من هب ودب بحجة الحفاظ على الدين والأخلاق والدولة ؟
والجدال بين علماء المسلمين وعلماء النصرانية جدال محتدم فلا يجد المسلم شبهة فى دين النصارى وإلا ويخترع علماء النصرانية شبهة مثلها بسبب روايات التراث الموضوعة المنكرة
فمثلا شبهة شرب النبى محمد (ص) للخمر التى يزعمها بطرس هى المضاد لأقوال فى العهد الجديد كشرب المسيح(ص) فى قول سفر متى اصحاح26:
" 29 وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هذَا إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي».
وفى سفر مرقس اصحاح14 :
" 25 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ اللهِ»
ومع وجود النص المثبت لشربه الخمر فى العشاء الأخير إلا أنه يوجد نص أخر يقول أن هذا قول المفترين عليه وهو :
"جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ، فَيَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ، مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ" متى19:11
والدليل عندهم أنه يقول من يقولون بكلمة" فيقولون"
وأما شبهة شرب النبى(ص) الخمر فجاءت من رواية مثل:
(أنه كان ينقع للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ- الزبيب فيشربه اليوم والغد وبعد الغد إلى مساء الثالثة ، ثم يأمر به فيسقى الخادم أو يهرق) مسلم
فمن المعروف أن المنقوع من الزبيب أو غيره يتخمر فى اليوم التالى أو الثالث خاصة فى البلاد الحارة والرواية المضادة لها أنه كان يشرب ما صنع فى أول اليوم فى أخره وما فى أخر اليوم الأول فى أول اليوم الثانى والمراد يمر عليه حوالى12 ساعة تقريبا كما نصنع ببل التمر والزبيب فى رمضان من الصباح ونتناوله عند الفطار وفى أثناء الليل وهو لا يتخمر فى تلك الفترة إلا نادرا فى الجو الحار والحديث ليس عن ما يوضع فى الثلاجة والرواية المضادة هى :
"عن عائشة أنها كانت تنتبذ لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ- غدوة، فإذا كان العِشى فتعشى، شرب على عشائه، وإن فضُل شيء صبته أو أفرغته ثم تنتبذ له بليل، فإذا أصبح تغدَّى فشرب على غدائه قالت تغسل السقاء غدوة وعشية) أبو داود
تناول موضوع الشبهات المتبادلة بين الفريقين يركز على اتهام الكتابين بالتناقضات والأخطاء واتهام الرسولين (ص)على وجه الخصوص بارتكاب كل المحرمات الممكنة وكل من محمد(ص) والمسيح (ص) رسولين يؤمن بهم المسلمون جميعا ولا يمكن أن يتهم المسلمون المسيح(ص) بشىء
الرئيسية